الغارديان : ابني أسامة ..والدة بن لادن تتحدث للمرة الأولى

الجمعة, 3 آب 2018 الساعة 20:33 | اخبار الصحف, الصحف العالمية

الغارديان : ابني أسامة ..والدة بن لادن تتحدث للمرة الأولى

جهينة نيوز

كتب الصحافي مارتن تشولوف في صحيفة "ذا غارديان" البريطانية تحقيقاً مطولاً بعنوان "ابني أسامة، والدة بن لادن تتحدث للمرة الأولى".

والتقى والدة زعيم تنظيم القاعدة الذي كان المطلوب الأول حول العالم، قبل أن يقتل في عملية نفذتها قوات أمريكية خاصة على معقله في أبوت أباد بباكستان.

"كانت حياتي صعبة لأنه كان بعيداً عني...كان ولداً طيباً جداً وكان يحبني كثيراً كان شخصاً صالحاً جداً إلى أن التقى بعض الأشخاص الذين غسلوا دماغه في مطلع عشريناته. يمكن تسمية ذلك عبادة. كانوا يتلقون مالاً لقضيتهم عرض تشولوف في مستهل تقريره الإطار الاجتماعي للجلسة في منزل العائلة في جدة، واصفاً عليا غانم، والدة بن لادن جالسة على زاوية أريكة في غرفة فسيحة ترتدي ثوباً منقوشاً بألوان زاهية، وحجاباً أحمر. وفي واجهة زجاجية صورة مؤطرة لابنها البكر تأخذ مكان الصدارة بين أبناء العائلة والأشياء الثمينة. وبوجه مبتسم وملتح، توزعت صور له في أنحاء الغرفة.

الابن الحبيب

ويقول تشولوف إن عليا كانت محط اهتمام الجميع في الغرفة. وعلى كرسيين قريبين منها، جلس اثنان من أبنائها الأحياء، أحمد وحسن، وزوجها الثاني محمد العطاس، الرجل الذي ربى الأشقاء الثلاثة. ويضيف أن كل واحد في العائلة لديه قصته الخاصة يخبرها عن الرجل الذي ارتبط اسمه بصعود الإرهاب العالمي، ولكن غانم هي التي كانت سيدة الجلسة، واصفة رجلاً لا يزال بالنسبة إليها الابن الحبيب الذي ضل طريقه في طريقة ما.

وتقول بثقة: "كانت حياتي صعبة لأنه كان بعيداً عني...كان ولداً طيباً جداً وكان يحبني كثيراً". وتشير المرأة السبعينية التي تبدو في صحة متوسطة إلى العطاس، رجل نحيل يرتدي مثل ابنيه عباءة بيضاء، قائلة: "لقد ربى أسامة منذ كان في الثالثة. كان رجلاً طيباً مع أسامة".

واجتمعت العائلة في جانب من المنزل الذي تتشاركه في جدة، وهي لا تزال إحدى أغنى عائلات السعودية، إذ إن امبراطوريتها للبناء شيدت جزءاً كبيراً من المملكة الحديثة. ويعكس المنزل ثراء العائلة ونفوذها. ومع أن لا حراس خارج المكان، فإن عائلة بن لادن معروفة جداً بين السكان.

لسنوات، رفضت غانم الحديث عن بن لادن، مثلها مثل عائلتها، طوال فترة العقدين اللذين كان فيهما زعيماً للقاعدة، والتي شهدت الهجمات على نيويورك وواشنطن.

موافقة سعودية

ويقول تشولوف إن القيادة السعودية الجديدة بزعامة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وافق على طلبه التحدث إلى العائلة. فإرث أسامة هو آفة خطيرة للمملكة كما لعائلته، ويعتقد كبار المسؤولين أنه من خلال السماح لعائلة بن لادن بإخبار قصتها، يمكنهم أن يثبتوا أن المنبوذ –لا الوكيل - هو المسؤول عن أحداث 11 سبتمبر. (أيلول) .

ويلفت تشولوف إلى أن لا عجب أن عائلة أسامة بن لادن كانت حذرة في المفاوضات الأولية لإجراء المقابلة، خوفاً من إعادة نكء الجروح. لكن بعد عدة أيام من النقاش، أبدت استعدادها للحديث. وعندما التقينا في يوم حار في أوائل يونيو (حزيران)، جلست ممثلة للحكومة السعودية في الغرفة، رغم أنها لم تحاول التأثير على المحادثة.

خجول ومتمكن

وتذكرت غانم التي جلست بين الأخوين غير الشقيقين لأسامة، ابنها البكر بأنه كان خجولاً ومتمكناً في تعليمه. وصار شخصية تقية وقوية في عشريناته، عندما كان يدرس الاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة. وتقول غانم: "الأشخاص في الجامعة غيروه. صار رجلاً مختلفاً". وأحد الذين التقاهم هناك كان عبدالله عزام، العضو في الإخوان المسلمين الذين طرد لاحقاً من المملكة وصار المرشد الروحي لأسامة. وأضافت: "كان شخصاً صالحاً جداً إلى أن التقى بعض الأشخاص الذين غسلوا دماغه في مطلع عشريناته. يمكن تسمية ذلك عبادة. كانوا يتلقون مالاً لقضيتهم. كنت دائماً أقول له أن يبقى بعيداً عنهم، وهو لم يعترف لي قط بما كان يقوم به، لأنه كان يحبني كثيراً".

وأخذ حسن الحديث ليقول: "كل من التقاه في شبابه احترمه. في البداية كنا فخورين به جداً. حتى الحكومة السعودية عاملته بطريقة محترمة. وبعدها صار أسامة المجاهد".

ساد صمت حذر بعدما حاول حسن شرح التحول من التعصب إلى الجهاد العالمي. وقال: "أنا فخور جداً به كونه أخي الكبر"، مستدركاً: "علمني الكثير، ولكنني لا أعتقد أنني فخور به كرجل. بلغ النجومية على ساحة دولية، ولكن ذلك كان من أجل لا شيء".

ستار الأعمال العائلية

كانت غانم تنصت باهتمام، وصارت أكثر حماسة عندما عاد الحديث إلى سنوات نشأة أسامة. وقالت: "كان مستقيماً جداً. جيداً جداً في المدرسة. كان يحب الدراسة. أنفق كل ماله في أفغانستان. كان يتسلل تحت ستار الأعمال العائلية". وعندما سألها تشولوف: "هل اشتبهت يوماً في أنه سيصبح جهادياً، قالت: "لم يخطر الأمر ببالي أبداً"، وكيف شعرت عندما عرفت ذلك، ردت: "كنا مستائين جداً. لم أكن أريد أن يحصل كل هذا.

وتقول العائلة إنها رأت أسامة للمرة الأخيرة في أفغانستان عام 1999، السنة التي زارته فيها مرتين في قاعدته خارج قندهار. وتقول غانم: "كان مكاناً قرب المطار الذي استولوا عليه من الروس...كان سعيداً جداً لاستقبالنا. كان يجول بنا في المنطقة. قتل حيواناً ودعا الجميع إلى مأدبة".

وبدأت غانم تستريح عندما انتقل الحديث إلى طفولتها في اللاذقية، حيث ترعرعت في عائلة علوية. وهي انتقلت إلى جدة في منتصف خمسينات القرن الماضي، وولد أسامة في الرياض عام 1957. وتطلقت من والده بعد ذلك بثلاث سنوات، ونزوجت من العطاس، الذي كان إداريا في امبراطورية بن لادن ، مطلع الستينات. أما والد بن لادن فأنجب 54 ولداً من 11 زوجة على الأقل.

نكران

وعندما تركت غانم الغرفة لتستريح، تابع أخوا أسامة الحديث. ولفت أحمد إلى أنه من المهم التذكر بأن الأم نادراً ما تكون شاهداً موضوعياً. "لقد مضى 17 عاماً على أحداث 11 سبتمبر، ولا تزال في حالة نكران في شأن أسامة. كانت تحبه كثيراً ورفضت اتهامه. وبدل ذلك، حملت المسؤولية لمن كانوا حوله. لم تكن تعرف إلا الجانب الجيد من أسامة، الجانب الذي رأيناه جميعنا. لم تعرف قط الجانب الجهادي".

وعن التقارير الأولى عن أحداث 11 سبتمبر، قال: "لقد صدمت...كان شعوراً غريباً. عرفنا منذ البداية (أنه أسامة)، في غضون 48 ساعة. من أكبرنا إلى أصغرنا شعرنا بالخزي. عرفنا أننا سنواجه جميعاً تبعات رهيبة, عادت العائلة كلها من الخارج إلى السعودية...كانوا موزعين في سوريا ولبنان ومصر وأوروبا.في السعودية فرض علينا حظر سفر. حاولا قدر المستطاع السيطرة على العائلة".

وتؤكد العائلة أنها استجوبت من السلطات، ومنعت لبعض الوقت من مغادرة البلاد. وبعد عقدين تقريباً، تستطيع العائلة التحرك بحرية نسبياً داخل المملكة وخارجها.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 عدنان احسان- امريكا
    3/8/2018
    21:09
    الحقيقه الضائعه - لو يقيت علي نهج من لادن لما حصل ما حصل
    يجب الفصل بين نهج بن لادن وبين نهج من اصطنعتهم اجهزه الاستخبارات - الغربيه والعربيه - بعد غزو اقغانستان والعراق - وتحديد بعد الخرق الذي احدثتته اجهزه الاستحبارات المصريه .بالظواهري والاستخبارات الامريكيه بخريج سجن بوكا البغدادي وخريج السجون الاردنيه الزرقاوي وخريج السجون السوريه الجولاني واقــــول يا سبحان الله كيف خرج هؤلاء من السجن - بينما اختفى الاخرين ؟! وهناك مؤشر اخر - علي طبيعه التغيير في نهج القاعده التي اسس لها الملك فيصل - وضياء الحق - قبل ان تتحول الي ادوات للاستخبارات لامريكيه - وهي بان تراقبوا التحولات والتغيرات في الاجهزه الامنيه السعوديه - لتعلموا من هي القاغده - ومن هي طالبان - ومن هي داعش واخواتها لذلك اقول لو بقيت علي بن لادن لما حصل ماحصل وربما العكس؟
  2. 2 عباس زمر
    4/8/2018
    03:36
    اسامة بن لادن مريض نفسي؟!
    مافي شي بيشرف بعيلة بن لادن فابنه مصاب بالفصام وهو مايزال يسمع اصوات في رأسه(هلوسات سمعية) وذلك ينسحب وبشكل راجع على احتمال اصابة اسامة بن لادن بنوع من الذهان المرضي . باختصار عيلة مجانين. وقد ادخل ابن اسامة المشفى النفسي للعلاج
  3. 3 متابع
    5/8/2018
    03:28
    اسامة بن لادن=تيم عثمان في السي اي اي
    تمت تصفية عميل السي اي اي بعد عقوقه تجاه الادارة الامريكية لتعويم الاخوان المسلمين في الربيع العربيعام٢٠١١. والان يعودون لتعويم شخصية بن لادن لاستحضار عاطفي ضد الروس والصينيين علما انه شخص تافه وفصامي وكان مدمنا كحوليا وعلى علاقات عاطفية ببنات الهوى في اوروبا ومطول شعره متل الهيبيين ثم انقلب١٨٠ درجة بعد عودته للسعودية وتم تدريبه من قبل المخابرات السعودية والامريكية قبل ذهابه لافغانستان (تدريبه كان من قبل استاذ في جامعة عمر بن عبد العزيز .مختص في علوم الاديان) وهو والد سكرتيرة مدام كلينتون الاخوانية هوما ابلين)
  4. 4 محمود
    5/8/2018
    10:33
    الصدق
    من الإيجابيات أن يشعر العربي بالهزيمة في سباق الحضارة الحديثة, والسعي في امتلاك العلم والعواصف في العقول والعروق والصدور نحو قلب الواقع الى الأفضل, ولكن سلبية وحدة تدمر كل ماسبق وهي فقدان النظام الأخلاقي الصارم , لا أخلاق يعني لا انسان حضاري بل وحش , بعض الناس يفسر الصرامة الأخلاقية بالتعصب , لو كان لبن لادن أخلاق لما قتل بريئاً , إنحرف لأنّه بلا أخلاق , إلى جهنم كان انحرافه, وقد اصبح معروفا عن العرب تدينهم الشديد لدى الأعداء فابتدعوا الأساليب لأستغلال هذه الميزة فأنشأوا الاحزاب والمنظمات التي يديرها الغرب عن بعد فكانت سلاح لضرب المسلمين بموضعين معنوي بالتشكيك بالإسلام وتدمير أخلاق المسلمين ومن ثم تدمير كياناتهم وحواضرهم ومقومات عيشهم ونشر البغضاء والشقاق بينهم , ولو سألنا ما هي الأخلاق فنجد انّها ببساطة الصدق ... وهذا معدوم عند اكثر العرب للأسف...

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا