محصول الزيتون… بين شكوى المزارعين ووعود المعنيين ومخاوف المستهلكين من الأسعار

الجمعة, 12 تشرين الأول 2018 الساعة 23:12 | اقتصاد, محلي

محصول الزيتون… بين شكوى المزارعين ووعود المعنيين ومخاوف المستهلكين من الأسعار

جهينة نيوز:

المعاومة والتغيير المناخي وأسباب أخرى ألحقت أضراراً بمحصول الزيتون للموسم الحالي في عدد من المحافظات ولا سيما في طرطوس واللاذقية وحماة ما أسفر عن انخفاض في الإنتاج وارتفاع في الأسعار.

محمد علي من مزارعي ريف مدينة بانياس اعتاد كل عام جمع محصوله من الزيتون الذي كان يصل لقرابة 700 كغ لكنه هذا العام لم يحصل سوى على قرابة 200 كغ بسبب ما تعرض له محصول الزيتون من أضرار جراء ظروف الطقس والمناخ التي مرت على المحافظة وأدت لعدم الإثمار.

مهندس زراعي من المنطقة عزا الأضرار التي لحقت بمحصول الزيتون إلى التغيرات المناخية والأمطار وانتشار ذبابة ثمرة الزيتون التي لا يلتزم المزارعون بمكافحتها إضافة إلى قلة الاعتناء بالشجرة بشكل عام ما أدى لسقوط الثمار مشيراً إلى ضرورة الالتزام بتعليق المصائد الفرمونية للقضاء على الحشرة.

وكانت مديرية زراعة طرطوس قدرت إنتاج الموسم الحالي من الزيتون بنحو 63 ألف طن في حين كان في العام الماضي 163 ألف طن بانخفاض قدره 100 ألف طن.

انخفاض الإنتاج انعكس سلباً على توافر المادة في الأسواق وغلاء زيت الزيتون والزيتون المخصص للتخليل حسب المواطنة إيمان التي أكدت لـ سانا أن سعر تنكة زيت الزيتون الخريج بلغ 40 ألف ليرة سورية في حين تتفاوت قيمة الزيت الأخضر حسب البائع بين 30 و35 ألف ليرة أما سعر كيلو الزيتون للمونة فيبلغ 400 ليرة.

المهندس تيسير بلال مدير زراعة طرطوس أوضح لـ سانا أن الاصابات الحشرية هذا العام أعلى من العام السابق بسبب ارتفاع درجات الحرارة الذي أدى إلى عدم دخول الحشرات في طور السبات الشتوي ونشاطها خلال فترة الازهار خلال شهري آذار ونيسان ومنها “العثة والبسيلا” إضافة إلى نشاط ذبابة ثمار الزيتون وارتفاع نسبة الرطوبة.

صغر الحيازات الزراعية والملكية القليلة لعدد كبير من مزارعي الزيتون بالمحافظة جعلهم وفقا للمهندس بلال لا يقبلون على المكافحة كون الموسم “معاومة” وهم يدركون أنه حتى لو تمت المكافحة لن تكون هناك جدوى اقتصادية لافتاً إلى أن المنتجين ذوي الملكية الكبيرة قاموا بعملية المكافحة الشاملة وحافظوا على إنتاجهم.

ويبلغ إجمالي المساحات المزروعة بأشجار الزيتون في محافظة طرطوس نحو 76 ألف هكتار وعدد الأشجار الكلي نحو 11 مليون شجرة منها 10 ملايين شجرة في طور الإثمار.

الحال ذاته ينطبق على محافظة اللاذقية فالتقديرات الأولية لإنتاج الزيتون لهذا العام بحدود 44 ألف طن وفقاً لرئيس دائرة الزيتون بمديرية الزراعة المهندس عمران إبراهيم وتم وضعها في شهر حزيران الماضي على أن يتم وضع التقديرات النهائية بعد شهر من الآن عازياً سبب قلة الإنتاج إلى التغير المناخي الذي طرأ ولا سيما قبل موسم الإزهار والعقد حيث لم يتحقق مجموع ساعات البرودة اللازمة للإزهار والعقد ما ترتب عليه فيما بعد زيادة في كمية الثمار البكرية التي هي بالمجمل حساسة لأي تغير مناخي أو بيئي.

وأوضح ابراهيم لمراسل سانا أنه لتجاوز هذه التغيرات في المناخ تم تقديم موعد القطاف لمحصول الزيتون لهذا العام وحددته مديرية الزراعة بدءاً من الـ 22 من أيلول الماضي تماهياً مع الظروف المناخية التي سادت المنطقة وكان لها تأثير سلبي على المحاصيل الزراعية ولا سيما الزيتون والتين والرمان والعنب فضلاً عن قيام المديرية بحملات مكافحة مجانية لذبابة الزيتون وعلى مرحلتين كما تم توزيع الأدوية الجاذبة التي تستخدم في المصائد “البيوفوسفات والفرمونات والهيدرليبزات” مجاناً.

وبشان الإجراءات المتخذة لمراقبة معاصر الزيتون والتزامها بالمعايير المطلوبة بين ابراهيم أنه تم تشكيل لجان لمتابعة عمل هذه المعاصر بشكل دوري بعد أن تم وضع الشروط الفنية المطلوبة للعصر وتوزيعها على المعاصر فضلاً عن تكثيف النشاط الإرشادي الخاص بالفلاحين من أجل عمليتي القطاف والنقل الصحيحتين لمحصول الزيتون.

وفي حماة تركزت أضرار محصول الزيتون في الريف الغربي للمحافظة ولا سيما في منطقتي مصياف والغاب حيث مني المزارعون بخسائر كبيرة جراء الظروف الجوية.

وفي تصريح لمراسل سانا عزا المهندس رفيق عاقل عضو المكتب التنفيذي لقطاع الزراعة في حماة الأضرار التي طالت محصول الزيتون لهذا الموسم إلى العوامل الجوية التي سادت المنطقة كقلة معدلات الهطول المطري والارتفاع المبكر في درجة حرارة الطقس والرطوبة العالية التي أدت إلى النضوج المبكر للثمار وتساقطها بنسبة كبيرة.

وأضاف عاقل: إن تقصير المزارعين وتقاعسهم عن رش حقول وأشجار الزيتون بالمبيدات الحشرية وعزوفهم عن استخدام المصائد الفرمونية والغذائية للحشرات التي تصيب عادة محصول الزيتون وعلى رأسها ذبابة الزيتون أدى إلى إصابة مساحات كبيرة من حقول الزيتون بهذه الآفات الحشرية التي أسفرت عن ذبول الثمار وتساقطها وبالتالي تلفها.

وأوضح المهندس عاقل أن حقول الزيتون الارشادية الواقعة في المناطق نفسها التي تعرضت محاصيل الزيتون فيها للضرر سليمة وذلك نتيجة العناية بالمحصول واستخدام وسائل الحماية والمكافحة ورغم ذلك قررت اللجنة الزراعية خلال اجتماعها مؤخراً في إطار مناقشة مشكلة الزيتون لهذا الموسم التوجيه لمديرية زراعة وصندوق الجفاف لدراسة الخسائر وتعويض الفلاحين.

وأشار عاقل إلى أن الاختبارات والتحاليل التي أجرتها مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك على الزيت الناتج عن عصر الزيتون بينت وجود نسبة أسيد عالية فيه وذلك بسبب جفاف الثمار وقيام الفلاحين بقطفها ووضعها في أكياس لفترة زمنية ما يؤدي إلى تخمرها وزيادة نسبة الأسيد فيها.

من ناحيته أشار رئيس دائرة الوقاية في مديرية زراعة حماة المهندس محمود العبد الله إلى أن إجراءات ستتخذها المحافظة بخصوص محصول الزيتون لهذا العام منها تشكيل لجنة رئيسية لمتابعة الموضوع وإقامة مخبر مؤقت في منطقة مصياف لتخفيف الأعباء عن الفلاحين وإجراء التحاليل على محصولهم مجاناً.

وأضاف العبد الله: إنه ستجري مراسلة فرع المؤسسة السورية للتجارة لشراء الزيت المنتج من الفلاحين وإعادة تكريره وطرحه في السوق وكذلك تشكيل فرق عمل من مديريتي التجارة الداخلية وحماية المستهلك والزراعة للحضور بشكل دائم في المعاصر وتامين كل مستلزمات عملها.

ودعا رئيس دائرة الوقاية الفلاحين الى المشاركة في الندوات والدورات الإرشادية حول زراعة وتربية أشجار الزيتون والعناية المثلى بها والمتابعة المتكاملة لحقول الزيتون معرباً عن أمله في أن يتعاون الفلاحون بشكل كامل مع اللجان المختصة بهذا الموضوع وعدم طرح الزيت المنتج في الأسواق قبل اختباره وتحديد مدى صلاحيته للاستهلاك.

وحمّل عدد من المزارعين المتضررين في محافظة حماة مديرية الزراعة والإرشاديات جانباً من المسؤولية عن تضرر وتلف محصولهم مشيرين إلى أنه في هذه الظروف الاستثنائية التي واجهت محصولهم وجراء العوامل الجوية التي عمت المنطقة كان من المفترض على المعنيين في الزراعة توعيتهم بشكل أكبر حول المخاطر التي تتهدد محصولهم والمبادرة إلى تقديم كل أوجه الدعم لهم وتامين المبيدات ومستلزمات الرش ولا سيما أن غالبية الفلاحين في المناطق المتضررة لا تسمح ظروفهم المادية بتقديم الخدمات اللازمة لحقولهم الأمر الذي ساهم في تدهور المحصول وتساقط الثمار.

يشار إلى أن إنتاج محافظة حماة من محصول الزيتون يقدر سنوياً بنحو 63 ألف طن غير أن هذا الموسم وجراء ما أصاب المحصول من أضرار من المتوقع انخفاض الإنتاج بشكل كبير دون وجود مؤشرات أو إحصائيات نهائية للموسم حتى الآن.

تقرير سانا


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا