روسيا بين التحالفات الدولية والاقليمية بقلم .. ربى يوسف شاهين

الثلاثاء, 6 تشرين الثاني 2018 الساعة 05:30 | منبر جهينة, منبر السياسة

روسيا بين التحالفات الدولية والاقليمية       بقلم .. ربى يوسف شاهين

جهينة نيوز

منذ بداية الحرب على سوريا، كانت القيادة السورية تُحكم القبضة على مسار هذه الحرب، وتجلت حكمتها في الطلب من الحليف الروسي العون للقضاء على الإرهاب، وكان التواجد الروسي العسكري منذ عام 2015، حيث ارسلت طائرات ميغ31 المتطورة (اعتراضية)، وصواريخ "كوزنيت5" وطائرات مروحية ودبابات "تي92" مع أطقمها، وسربا من طائرات سوخوي 30 وصواريخ جو ارض، وبدأت بمساندة الجيش العربي السوري في تدمير مواقع الجماعات الإرهابية.

اسباب التواجد الروسي؟

لنقل بداية وعلى المستوى الدولي رغبة روسيا بتعزيز دورها ومكانتها في منطقة الشرق الأوسط، خاصة وان الولايات المتحدة تحاول إضعاف روسيا وعزلها وخصوصا بعد الحرب الباردة، وعلى المستوى الاقليمي إن للتواجد الروسي في سوريا من خلال قاعدتها العسكرية في ميناء طرطوس تمكنها من إثبات الوجود الشرعي، فتعتبر النافذة الوحيدة لها على المياه الدافئة، كما أن الدور المستقبلي لها في ظل هذه الحرب السورية سيؤدي الى تشكيل تحالفات واسعة، وكان ابرزها الاتفاق النووي الايراني ومجموعة (5+1)، والذي سيؤدي إلى تحالفات على شتى الاصعدة بين إيران وروسيا، فقد تم تزويد إيران بنظام الصواريخ (إس-300) والذي بدوره سيبعد إيران عن أي خطر اسرائيلي أو امريكي عبر استهدافها سواء بالطائرات أو الصواريخ، وهي إشارة إلى ان الروسي نجح في إعادة التحالفات ولكن على نطاق اوسع وأقوى، وبدا ذلك واضحا أيضا من التوجه المصري إلى روسيا حيث زار الرئيس السيسي روسيا لبحث عدة قضايا واهمها التسليح والاقتصاد.

تحركات الولايات المتحدة لم تنجح

رغم محاولة امريكا لترسيخ تواجدها اللاشرعي في سوريا، وإنشاء قاعدة لها إن كان في منطقة التنف او في الشمال السوري (دير الزور)، إلا انها فشلت فشلا ذريعا بعد التدخل الروسي مع الجيش العربي السوري، وكان هذا بمثابة إشارة لأمريكا، أن زمن القطب الأوحد قد ولى إلى غير رجعة.

أما على الساحة المحلية فالتواجد الروسي مهم جدا في تحالف القوى المعادية المتمثل ب52دولة وعلى راسهم امريكا، فالصداقة السورية الروسية والطلب الرسمي من القيادة السورية للتدخل، جعل مسار الحرب على الأرض السورية يسير كما يشتهي الرئيسان الروسي والسوري، كما ان مسالة التسويات الخاصة بالأقليات والتي تلعب على وترها امريكا سيكون للروسي الدور الكبير في حلها.

أما على الصعيد الاقليمي، إن نجاح روسيا في مهمتها في سوريا سيعزز موقفها تجاه الدول الاخرى، وسيتم الضغط على دول الاوبك لتغيير سياسة انتاجها النفطي الذي ادى إلى ازمة اقتصادية خانقة، فقد عمدت السعودية مثلا إلى تخفيض الانتاج من أجل رفع سعر برميل النفط.

اختلاف المصالح الاستراتيجية في المنطقة

الصراع احتدم بين الدول والاختلاف بات واضحا، فـ اصبحت الأطراف المحلية والدولية والاقليمية تتنافس لدعم اطرافها المتواجدة على الساحة السورية، امريكا وحلفاؤها ابدو تخوفا من التواجد الروسي على الساحة السورية وخصوصا لجهة الدعم المقدم إلى القيادة السورية المتمثل بالرئيس الأسد، و بدؤوا اللعب على الأطراف المحلية المعارضة للاستفادة من الصراع القائم، لكن ما حدث افشل الخطط عبر مؤتمر (أستانا و سوتشي)، وبدا التفوق الروسي كما استطاع الرئيس "بوتن" استمالة تركيا لتكون طرفا في الحل السياسي على الرغم من كونها غازية لمناطق في الشمال السوري وهذا بحد ذاته ذكاء روسي.

الاطراف المعارضة للتواجد الروسي

تعد امريكا وحلفاؤها من فرنسا وبريطانيا والدول الغربية إلى جانب الدول الاقليمية كالسعودية وتركيا وقطر على راس القائمة التي عارضت التواجد الروسي، وقد انتقدت الإدارة الامريكية هذا التدخل والذي اعتبرته سيؤثر سلبا على مجريات الامور في الحرب السورية، فهي تدرك ان الروسي لن يقف مكتوف الايدي وسيصبح من الصعوبة تحقيق مآربها في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى قوة القطب الروسي وان تدخله السياسي والعسكري إن كان الجوي او البري سيغير موازين القوى، وفعلا هذا ما حصل، فتقديم الدعم اللوجستي للجماعات الإرهابية لم يعد كما كان قبل وجود الروسي على الساحة، وبدأت تتساقط الفصائل الإرهابية بالتدريج، ففي تصريح لوزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" اكد "ان محاربة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" لا يمكن مواجهته دون التحالف مع الحكومة السورية وان بلاده مصممة على مواصلة دعم القيادة السورية من اجل مكافحة الإرهاب" وهذا ما تم من خلال تسليم دمشق منظومةS-300، وما محاولات تركيا واسرائيل السابقة بإسقاطهم لطائرتين روسيتين إلا لزعزعة وإفشال المفاوضات التي تقوم بها روسيا لمصلحة سوريا وإنهاء الحرب السورية.

إن التواجد الروسي في سوريا مع كل من إيران وحزب الله قد شكل طوق من الامان أدى إلى تغيير الواقع الذي كانت تحاول فرضه القوى المعادية لصالحها، و ما شهدته الحرب السورية من تصعيد على كافة المستويات ما هو الا دليل على محاولات فاشلة للضغط على جميع الاطراف الحليفة لسوريا في حربها على المعتدين.


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 ايمان
    6/11/2018
    20:40
    استراتيجية روسيا
    تعتمد استرتيجية روسيا على الحد من التوترات بين الدول والحفاظ على السلم العالمي في منطقة الشرق الأوسط بالاستناد إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة لحل النزاعات في العالم. بينما تعتمد امريكا على سياسة القوة وفرض استراتيجية القطب الواحد بل حتى الذهاب بالمشروع الصهيوني استنادا الى اعتقادات مسيحية متصهينة تتنافى مع الحقوق العربية السليبة.كما خططت أمريكا بالتفاهم مع بريطانيا على تقسيم جديد للشرق الاوسط واحتواء روسيا والصين واضعافهما .هنا أدرك الروس خطورة امتداد الإرهاب المصنع امريكيا وبريطانيا واسرائيليا وفرنسيا؛ فتدخل الروس وقصموا ظهر هذا المشروع فجن جنون الغرب. اما الدول التابعة :تركيا ودول الخليج فهي غير واعية لاستكمال المخطط بتقسيم تركية والخليج العربي ؛ وكانت سياستهم تعتمد على الانتقام.

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا