مجمع اللغة العربية بدمشق.. مئة عام في خدمة لغة الضاد

الأحد, 10 شباط 2019 الساعة 00:42 | شؤون محلية, تعليم

 مجمع اللغة العربية بدمشق.. مئة عام في خدمة لغة الضاد

جهينة نيوز:

مجمع اللغة العربية بدمشق وخلال مئة عام تمكن من تأريخ لآلاف الإنجازات والمهام للحفاظ على لغة الضاد فكان المنبر الأول لخدمتها وصونها عبر نخبة من الإعلام من سورية والعلماء الذين تصدوا لهذه المهمة ولعبوا دورا كبيرا في تعريب المؤسسات والهيئات التعليمية والنهوض بها في سورية والدول العربية.

المجمع عبارة عن مؤسسة أكاديمية يتألف من عشرين عضوا من علماء ومتخصصي اللغة العربية في سورية يشكلون عدة لجان للمخطوطات وإحياء التراث والمصطلحات واللهجات العربية المعاصرة.

رئيس المجمع الدكتور مروان المحاسني الذي أمضى في رحابه سنوات عديدة وترأسه منذ عام 2008 بين في حوار مع وكالة سانا أن الاحتفال المئوي بتأسيس المجمع لاستعادة ذكرى علمائه واعضائه واستذكار الجهود والهمم الكبيرة التي بذلت للحفاظ اللغة العربية من تأثير دخول العناصر الغربية والمساهمة في نشر العلوم والأدب العربيين ومفهوم الحضارة العربية الإسلامية.

وتحدث المحاسني عن بدايات تأسيس مجمع اللغة العربية في الـ 8 من حزيران 1919 والجهود التي قام بها العلامة الراحل محمد كرد علي مع زملائه لتأسيسه والدور الكبير له ومحاربته الصلبة لتثبيت الهوية العربية في الدولة السورية الناشئة آنذاك وكفاح المجمعيين لإيجاد البدائل العربية المناسبة لكل المصطلحات الأجنبية اللغوية.

ونشأ المجمع بحسب المحاسني في ظروف صعبة حيث رأى الفقهاء العلماء اللغويون حينها أن اللغة التركية التي فرضت على البلاد لا يجوز أن تحل محل العربية ولذلك عملوا على إقامة مؤسسة تتصدى لهذا الغزو ليحمل لدى تأسيسه اسم المجمع العلمي العربي.

المحاسني الحاصل على دكتوراه في الطب البشري أشار إلى أن من أهم أهداف المجمع المحافظة على سلامة اللغة العربية وجعلها وافية بمطالب الآداب والعلوم والفنون وملائمة لحاجات الحياة المتطورة ووضع المصطلحات العلمية والتقنية والأدبية والحضارية ودراستها وفق منهج محدد والسعي لتوحيدها في الأقطار العربية كافة إلى جانب دوره في بحث قضايا اللغة العربية وإصدار المعاجم والدوريات اللغوية.

عدد من أعلام سورية وعلمائها توالوا على ترؤس المجمع بحسب المحاسني بدءا من مؤسسه محمد كرد علي أما الثاني هو الشاعر خليل مردم بك تلاه الأمير مصطفى الشهابي ثم الدكتور حسني سبح وكان الكاتب والأديب الدكتور شاكر الفحام هو الخامس وكان لكل هؤلاء دور عظيم الأهمية في إصدار موسوعات للغة العربية للعلوم والتقانات ومواكبة كل التطورات التي ارتبطت باللغة بشكل أو بآخر على مدى قرن من الزمان.

وعن عدد أعضائه لفت عضو المجلس الأعلى للعلوم بدمشق إلى أنه كان غير محدد قديما ولكن القانون الأخير حدد عدد أعضائه بالعشرين وللمجمع الخيار في انتقاء الأعضاء حسب حاجاته وقدرات المرشح لاستيعاب العلوم والتقانات والاعتناء بقيمة اللغة العربية وعدم السماح بإدخال النواشز فيها ومحاربة أي اتصال بلغة اجنبية يسعى لأن يحل عوض لغتنا.

وعن تميز مجمع دمشق عن نظرائه في الوطن العربي لفت المحاسني إلى أنه من أقدمها وهذا يعني أنه وضع الأسس التي تبنى عليها حيث قام بعمل كبير خلال هذه السنوات الطويلة ليجعل اللغة العربية في مقدمة الاهتمامات في أقطار العرب إضافة إلى اهتمامه بقضايا متنوعة منها المصطلحات.

مؤلف معجم الألفاظ الايطالية في اللغة العربية أوضح أن المجمع أصدر العديد من المعاجم المهمة في الفيزياء والكيمياء والرياضيات وألفاظ الحضارة وعلوم الحياة والنبات والتي تعطي المقابل الدقيق لكل مصطلح أجنبي إضافة إلى إصداره عشرات الكتب في مختلف المجالات ومجلة تحمل اسمه تتضمن المقالات والدراسات العلمية واللغوية والعربية حيث يتيح النشر في المجلة التقدم إلى الدراسات العليا في الجامعات السورية لأنها مجلة معتمدة ويجري امتحان شديد الدقة لكل ما ينشر فيها .

وحول عمل المجمع الموزع بين العناية بالمخطوطات القديمة والتعامل مع التقانات الحديثة ذكر الدكتور المحاسني أن العمل حاليا لم يعد يقتصر كما في السابق على المخطوطات وصيانتها وتدقيقها بل تعداه إلى مواكبة التطورات العلمية العالمية.

وقال المحاسني “نحن في موقع نحتفل فيه بانتقال اللغة العربية إلى لغة علمية لنقول إن الحضارة الغربية لولاها لم تكن موجودة لأنها نقلت للغرب علوم الأقدمين ومعارف العرب والمسلمين ونعمل حاليا لتكون العربية لغة عالمية ليستطيع أي إنسان استخدامها في كل القضايا العلمية والفكرية” مشيرا إلى أن التقانات الحديثة خدمت المجمع بصورة جلية كالنشر والتنسيق والوصول إلى نتائج مقارنات بين المصطلحات في فروع مختلفة.

ويتأسف رئيس مجمع اللغة العربية لواقع الضاد الحالي لدى شريحة واسعة من الشباب الذين يتلذذون بالنطق باللغة الأجنبية أو بشذفات منها وفي أغلب الأحيان لا يفهمون منها شيئا مؤكدا أنه خطأ يمس بالوطن لأن اللغة هي قوام الشعب وعلى الإنسان العربي أن يبقى مفتخرا بلغته.

سانا


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا