جريمة القنبلة النووية على هيروشيما.. مأساة إنسانية ما زالت ماثلة في أذهان العالم

الأربعاء, 7 آب 2019 الساعة 00:10 | مجتمع, أخبار المجتمع

جريمة القنبلة النووية على هيروشيما.. مأساة إنسانية ما زالت ماثلة في أذهان العالم

جهينة نيوز:

يستذكر أبناء الشعب الياباني اليوم جريمة إلقاء القنبلة النووية على مدينة هيروشيما قبل 74 عاما التي ارتكبتها الولايات المتحدة وفاقت ببشاعتها كل التصورات إذ تسببت بسقوط عشرات آلاف القتلى لتتحول المدينة بسكانها ومبانيها وأشجارها إلى كومة رماد خلال لحظات.

في السادس من آب عام 1945 ومع نهاية الحرب العالمية الثانية سجلت الولايات المتحدة في تاريخها الأسود المليء بالقتل والحروب والتدخلات العسكرية أكبر جريمة تشهدها البشرية عندما أمرت حكومة الرئيس الأمريكي آنذاك هاري ترومان بإلقاء القنبلة النووية التي أطلق عليها اسم "الولد الصغير" وتزن أكثر من 5ر4 أطنان فوق هيروشيما عند الساعة الثامنة والربع صباحا لدى توجه السكان إلى أعمالهم حيث تحولت من مدينة تضج بحركة الناس إلى مدينة أشباح يشتعل فيها اللهب.

ارتفاع سحب الدخان الناتج عن الانفجار وصل إلى ألف متر فوق سطح المدينة وبعد مرور نحو ساعتين على الانفجار سقطت أمطار سوداء شحمية في أماكن متفرقة من المدينة كانت بفعل اختلاط أبخرة الماء مع المواد المشعة لكن آثار القنبلة وأضرارها لم تقتصر على توقيت القائها بل امتدت إلى سنين طويلة على مدى أجيال بسبب استمرار التأثيرات الضارة الناجمة عن التلوث الإشعاعي فمن لم يقتل ساعة الانفجار مات بعد ذلك بسبب الإشعاعات التي تؤكد دراسات أن تأثيرها ما زال مستمرا حتى اليوم من خلال الإصابة بأمراض السرطان المختلفة والمواليد بعيوب خلقية.

جريمة واشنطن النكراء لم تنحصر بإلقاء قنبلة نووية واحدة على هيروشيما فبعد أن رفضت الحكومة اليابانية انذاك بقيادة الإمبراطور هيرو هيتو الاستجابة للإنذار الذي وجهه لها ترومان بالاستسلام أعطى الأخير أوامره بإلقاء قنبلة أخرى على مدينة ناغازاكي وذلك بعد يومين من القنبلة الأولى ما أدى إلى مقتل نحو 80 ألف ياباني واستسلام طوكيو في نهاية المطاف.

إحدى الجامعات اليابانية أجرت دراسة حول آثار الإشعاع الناجم عن القنبلتين فتبين للباحثين أنه بين كل 4 مواليد من أبناء الجيل الأول لضحايا الكارثة يصاب واحد منهم بعيوب خلقية ولا يستطيع أحد في الوقت الحالي أن يقرر إلى أي حد من الأجيال سيستمر توارث هذه الآثار.

الأضرار التدميرية لقنبلتي هيروشيما وناغازاكي تعددت وتنوعت بحسب الخبراء حيث أدى الانفجار الناجم عن القائهما إلى دمار شامل للمنازل واندلاع نيران كبيرة نتيجة انبعاث اضواء مبهرة مع موجات حرارية تفوق درجتها 4 آلاف درجة سيلسيوس أسفرت عن إذابة الزجاج والرمال وحرق البشر وجثثهم وخلفت الكارثة عاصفة نارية أكلت كل ما في طريقها إلى جانب أضرار بيئية تمنع نمو النباتات والاشجار إلى الآن.

الانفجارات المشبعة بالمواد الانشطارية المشعة أدت أيضا إلى إرسال كرات نارية قتلت الكثير من الأبرياء وأصابت آخرين بأمراض خطيرة وحادة حيث ارتفعت أعداد الإصابات بالأمراض الخبيثة كما احدث ذلك تغييرا في الصفات الوراثية للشعب الياباني.

وفيما يستذكر اليابانيون ضحايا القنبلتين تتجاهل واشنطن في كل المناسبات حجم جريمتها وكأن الأمر لم يكن وهذا ما أكده منفذو الجريمة قبل رحيلهم عن الدنيا لتضاف هذه المأساة الإنسانية إلى جرائم واشنطن المستمرة حول العالم سواء عبر الغزو العسكري المباشر كما حدث في فيتنام وأفغانستان والعراق وغيرها او عبر وكلائها مثل التنظيمات الإرهابية التي تدعمها في المنطقة أو من خلال تواطئها مع انظمة قمعية مثل النظام السعودي الذي يشن عدوانا غاشما على اليمن أو عبر محاولات تدبير انقلابات سياسية تطيح بحكومات شرعية ترفض الخضوع لإملاءاتها كما في فنزويلا.

سانا


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا