مشهد هوليودي.. طفل يركض بين زخات الرصاص ليسعف مصابا - فيديو

الجمعة, 30 آب 2019 الساعة 02:43 | سياسة, عربي

مشهد هوليودي.. طفل يركض بين زخات الرصاص ليسعف مصابا - فيديو

جهينة نيوز

وابلٌ من الرصاص.. طفلٌ يركضُ يمينًا ويسارًا.. قنابل دخانٍ في كل مكان.. ينفر العرق والخوف من جسده لكنه يمضي.. طفلٌ آخرٌ ينزف في المقدمة.. إنها سينما الواقع الخارج عن المألوف في غزة، هناك قرب السياج الفاصل مع الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة رفح جنوب القطاع، عندما بدأت القصة برصاصة!

أحد عشر عامًا فقط كانت كافية لتدبَّ الرجولة والوطنية في صدرِ عز الدين صمصوم، الذي سطَّر مشهدًا ملحميًا خلال مشاركته في فعاليات مسيرة العودة، عندما انطلق لينقذ أحد الأطفال المصابين تحت زخات الرصاص، قبل أن يخلع ملابسه ليضمد الجرح.

يراه البعضُ أيقونة للشجاعة، فيما يخشى البعض على أمثاله من غدرِ الاحتلال فيقولون: ما كان عليه التقدم هكذا!.. لكن كل الكلام يصمت عندما يتحدث عز الدين ويقول: "من ايش أخاف، اليهود أخدو كل اشي وما ضللنا مكان نعيش، فمن ايش بدي أخاف؟".

منذ الثلاثين من مارس عام 2018 لم يفوت عز الدين جمعةً إلا وشارك في فعاليات مسيرات العودة، من منطلق الحماس وحب الوطن، وكره من اغتصبوا أرضه، وحاصروه، ليس ذلك فحسب بل كان دومًا في صفوف متقدمة، شاهد خلالها الكثير من الشهداء والإصابات الخطيرة يسقطون أمام عينيه.

يعيش عز الدين في أحضان عائلة فقيرة مكونة من 9 أفراد، ووالد مصاب بصورة مباشرة في أوائل مسيرات العودة، وبيتٍ بسيط جدًا، لكن طموحه كبيرٌ بأن يكون يومًا طبيبًا قادرًا على علاج المصابين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، أو مسعفًا لا يوفر جهدًا في الوصول إلى خطوط النار وإسعاف المصابين.

"الطفل الشجاع" يتميز بالكثير من الصفات كذلك، وأهمها الطاعة، فهو كما يقول يضع عائلته بين عينيه، خاصة أمه المريضة والتي أجرت مؤخرًا عملية "قلب مفتوح"، ولكن همه الأكبر يتمحور في المشاركة في فعاليات مسيرات العودة، وكل النشاطات التي تدين الاحتلال الإسرائيلي.

و نقلت وكالة "فلسطين اليوم الإخبارية": " عن عز الدين قوله أنتظر كل يوم جمعة على مفترق النجمة بعد صلاة العصر حتى يقلني الباص إلى مخيم العودة شرق مدينة رفح، للمشاركة في الفعاليات، والرد على رصاص الاحتلال بالحجارة، وإشعال إطارات السيارات، حتى نحجب الرؤية عن جنود الاحتلال".

وعمَّا يشاهده من قمع الجنود للمتظاهرين السلميين يضيف عز الدين أن "جنود الاحتلال يطلقون النار بشكل متعمد على الأطفال والشباب، ومعظم الإصابات التي رأيتها كانت في الأقدام أو الرأس، ورأيت الكثير من الشهداء والإصابات والحالات الخطرة، كذلك شاركت في إسعاف عشرات الشبان".

يتنهد الطفل ويستذكر آخر جمعة شارك فيها، والموقف الأشهر له، والذي شاهده مئات الآلاف على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث بدأت الأحداث وتقدم الشبان إلى السياج الفاصل، وبدأ جنود الاحتلال يطلقون النار بشكل عشوائي، ويطلقون قنابل الدخان، مما أدى إلى تراجع الشبان المتقدمين.

تحصن عز الدين وبعض الشبان بساتر رملي، قبل أن يشاهدوا طفلًا يتقدم لإلقاء حجر على الجنود المصوبة بنادقهم نحو المتظاهرين، وما أن ألقى حجره حتى أصابه الجندي في يده إذ سقط مباشرة وبدأ بالصراخ، وعمت لحظة صمتٍ في المكان، وخوف من التقدم لإسعافه كون رصاص الجنود لم يتوقف.

هبَّ عز الدين بكل شجاعة حافي القدمين يركض مسرعًا بصورة عشوائية حتى لا تصيبه طلقات الجنود، وفي لحظة خلع قميصه ولف يدَّ الطفل، مما شجع الشبان من بعده ليتقدموا، في الوقت الذي ازدادت فيه قنابل الغاز السامة من قبل قوات الاحتلال، لكنهم استطاعوا في النهاية أن يخرجوا بالطفل ويسلموه إلى طواقم الإسعاف.

العجيب في الأمر أن عز الدين لا يرى في الأمر شجاعةً أو بطولةً كما أجمع كل من شاهد مقطع الفيديو الذي انتشر له، إنما يؤكد أنه "واجب على كل فلسطيني، أن يشارك في المسيرات، وأن يدافع عن أرضه، وأن ينقذ من يُصاب إذا لم تستطع طواقم الإسعاف الوصول إليه".

عائلته ووالده الذي أنهكته الإصابة والفقر يشعرون بالفخر الشديد لما فعله "الرجل الصغير المحبوب"، لكن يخشون أن يكون انتشار قصته دافعًا للاحتلال الإسرائيلي لكي يستهدفه بشكل مباشر في المسيرات المقبلة.

عز الدين والآلاف ومنذ الثلاثين من مارس عام 2018 يشاركون في كل جمعة في فعاليات مسيرات العودة وفك الحصار، التي انطلقت للمطالبة بحق عودة الفلسطينيين إلى أراضيهم المحتلة، والمطالبة برفع الحصار الخانق المستمر على قطاع غزة منذ أكثر من 11 عامًا.

مئات الشبان والأطفال ارتقوا شهداءً خلال مشاركتهم في المسيرات، بسبب تعمد الاحتلال إطلاق الرصاص الحي بصور مباشرة على المتظاهرين السلميين، في ظل إصرار الفلسطينيين على إيصال صوتهم للعالم أجمع، ونقل صورة القمع والظلم والعنجهية الإسرائيلية.

فلسطين اليوم


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا