يهود "الفالاشا" قتلة مأجورون... وأكثر المتطوّعين في جيش الاحتلال الاسرائيلي

الأربعاء, 4 أيلول 2019 الساعة 20:46 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

 يهود

جهينة نيوز-خاص

يهود الفالاشا أو يهود أثيوبيا/الحبشة، أو كما يسمون أنفسهم "بيتا إسرائيل" زعماً منهم أنهم من "بني إسرائيل"... هم أعضاء قبيلة أثيوبية أُطلق عليهم لقب فالاشا باللهجة الجعزية، وهي إحدى اللهجات القديمات في الحبشة إلى جانب الأمهرية والعربية الجنوبية، ولقب فالاشا يعنى الأغراب الأجانب أو المنفيين، وربما يشير هذا المعنى إلى أصول تلك القبيلة -الذي يتوقعه بعض الباحثين من اليمن- على أنهم عناصر من يهود اليمن، جاءوا إلى أثيوبيا في القرن السادس الميلادي، وبسبب وصفهم بالأغراب في مجتمعهم المحلي، جاءت فكرة الهجرة إلى فلسطين المحتلة بتشجيع وتحريك من الجمعيات اليهودية الأميركية، في الفترة نفسها التي اعتبرت فيها الجمعية العامة للأمم المتحدة الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية... فوجدت هذه الجمعيات أنّه من المناسب درء تهمة كهذه، بإعادة اكتشاف يهود سود البشرة، وتجديد حركة الهجرة إلى فلسطين المحتلة...وفعلاً قرر الحكّام الصهاينة عام 1973 استجلاب يهود الفالاشا الإثيوبيين لمواجهة النمو الديموغرافي الفلسطيني، وذلك حين قرر حاخام الطائفة السفاردية الشرقية الإرهابي "عوفاديا يوسف" اعتبار طائفة "بيتا يسرائيل" الأثيوبية، طائفة يهودية خلافاً للحاخام الأشكنازي "شلومو غورين"، وتم نقل أكبر عدد من هؤلاء في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي... أما اليوم فيبلغ عدد اليهود من أصول أثيوبية في فلسطين المحتلة بين 135 و 140 ألف شخص، بينهم أكثر من 20 ألفاً ولدوا هناك...

اختلافٌ في المعتقدات، اتفاقٌ في الممارسات

تختلف يهودية الفالاشا الاثيوبيين عما هي عند عامة اليهود في قضايا تتعلق بالمعتقدات. فكتاب التوراة عند هؤلاء يحتوي على أسفار ليست في توراة عامة اليهود مثل سفر أبنوخ، وحكمة سليمان وحكمة ابن سيراخ، وسفر باروخ وجوبلي وغيرها، وهذه الأسفار تسمى الأسفار غير القانونية، وعددها 46 سفراً... وهم كذلك لا يؤمنون بالتلمود ولا يعترفون به على خلاف ما يعتقد به عامة اليهود، الأمر الذي يعكسه وجود تمييز في مجتمع الاحتلال بين أصناف اليهود الصهاينة، ومع ذلك فيهود الفالاشا الذين يدّعون الظلم والمعاناة من العنصرية، هم عناصر احتلال بغيض، مارسوا الجرائم الوحشية ضد الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين.

عقيدة القتل تغلب الجذر والأصل عند الصهاينة

من المعروف أن اليهود يتخبّطون بمسألة "من هو اليهودي الحقيقي"، وهي مسألة تتعلق بنقاش ديني وسياسي واجتماعي عندهم حول ما هو التعريف الدقيق لاعتبار الشخص يهودياً...وهذه مسألة هامة...فاليهود الحاليون في كيان الاحتلال يعتبرون أنفسهم يهوداً أنقياء العرق رغم تشتت أصولهم وانحدارهم من جنسيات وقوميات مختلفة في العالم... ومع ذلك فهم يعتبرون يهود الفالاشا الاثيوبيين من ذوي أصول دينية ضائعة تاريخياً، وهنالك الكثير من الآراء التي تفيد بأنهم تهوّدوا حديثاً أو أنهم اختاروا طريق التهوّد للخلاص من أوضاعهم الصعبة في أفريقيا من فقر وذل ومهانة...ويضاف إلى ذلك أنهم أصحاب بشرة سوداء يرى الكثير من اليهود الاشكنازيم –أي اليهود الغربيين- أنها بعيدة عن أوصاف اليهودي التقليدية...وكما نعرف، فهناك نموذج يهودي مسيطر في الكيان المحتل، وهو اليهودي الأبيض الأوروبي خاصةً...فكيف سيتم تبرير قبول اليهودي الاثيوبي المشكوك بيهوديته والذي لا يحمل الصفات العرقية المطلوبة، سوى بتوظيفه قاتلاً إضافياً؟

إن ممارسة العنصرية والاضطهاد ضد اليهود الأثيوبيين والأفارقة بشكل عام، تعكس صراعاً في الكيان الاسرائيلي بين الاشكنازيم والسفارديم –أي بين اليهود الغربيين واليهود الشرقيين الذين شرّعوا دخول الفالاشا، فجاء تشغيل هؤلاء اليهود الأثيوبيين في الكيان الاسرائيلي بصفة "عبيد وقتلة إضافيين يحملون الجنسية الاسرائيلية، ولعل ذلك يمنح "الفالاشا" رتبة صهيونية لا يحتاجون معها إلى رتبة يهودية.

الغليان الاثيوبي داخل الأرض المحتلة لا يعنينا

وهذا ما طَرِبت له بعض وسائل الاعلام العربية، فرأت أن هذا الغليان ثورة داخل الكيان ستهز أركانه، إلا أننا لا نعوّل إلا على ثورة الشعب الفلسطيني في الداخل لأنها تستند إلى حقوق تاريخية وقانونية مشروعة، أما ما سُمي بـ "ثورة يهود الفالاشا" في الأشهر الماضية، فهي لا تعني القضية الفلسطينية وما تبقّى من الصراع العربي الاسرائيلي، لأن الفالاشا مستوطنون محتلون أيضاً، وقتلة مأجورون بالهوية الاسرائيلية، ويضاف إلى ذلك أن السلطات الصهيونية استثمرت الغليان الأثيوبي لصالحها بإنهاء الاضطرابات وإعادة ترويض الأثيوبيين وصياغتهم صياغة عدوانية جديدة ضد الشعب الفلسطيني، مقابل إغراءات بسيطة حقوقية واجتماعية وسياسية، فاليهودي الأثيوبي أتى إلى فلسطين المحتلة ليأكل ويتمتع بهوية، وينعم حاخاماته بوضع ديني أفضل مما كانوا عليه في بلادهم الأصلية...وللإشارة فاليهود الفالاشا يشكلون أعلى نسبة تطوّع في جيش الاحتلال الاسرائيلي، لذا فهم يعرفون بماذا طالبوا ويطالبون ويعرفون أن سلطات الاحتلال ستستجيب لهم باعتبارهم عناصر قتل متميزين في جيش هذا الاحتلال.


أخبار ذات صلة


أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا