جهينة نيوز:
ما زالت الأنباء والمعلومات تتوارد وتتكشّف حقيقة ما حدث ليلة القصف الإيراني لقاعدة عين الأسد أكبر التجمعات العسكرية الأمريكية في العراق رداً على اغتيال اللواء قاسم سليماني، والتي تحاول الولايات المتحدة التكتم عليها وإخفاء الخسائر التي منيت بها في تلك الليلة.
وآخر ما تم تداوله اللقاء الذي أجراه التلفزيون الدنماركي قبل أيام مع ضابط دنماركي كان ضمن القوة المتواجدة مع الأمريكان في قاعدة عين الأسد، حيث انسحبت القوة الدنماركية مع قوات أوربية أخرى نحو الكويت مباشرة في اليوم الثاني بعد الضربة الإيرانية.
فسأله المراسل: ماذا جرى بالضبط؟!.
قال الضابط الدنماركي: إن القيادة أبلغتنا في الساعة الثامنة مساء أن إيران ستبدأ الهجوم الليلة، ويبدو أن الحكومة العراقية أبلغت القيادة المركزية الأمريكية.
ويضيف الضابط الدنماركي: فدخلنا على الفور إلى ملاجئ محصّنة تحت الأرض، وبقينا ننتظر بخوف ورعب وترقب، وإذ بصاعقة تنزل علينا من السماء لتخنقنا في ملاجئنا لشدة الأتربة التي دخلت علينا، عندها فقط أُطلقت صفارات الانذار!!.
فقال له المراسل: ولماذا لم تطلق صفارات الإنذار قبل وصول الصاروخ الأول؟.
قال له الضابط الدنماركي: يبدو أن الصواريخ الإيرانية مجهزة بأجهزة تشويش عالية الدقة. ويتابع: بعد ذلك توالت علينا الهجمات الصاروخية المرعبة وكان عددها ١٣ صاروخاً تقريباً.
فقال له المراسل: هل استهدفوا الملاجئ؟!.
قال له الضابط: كلا إطلاقاً، ولو كانوا قد استهدفوا الملاجئ لحدثت كارثة القرن بكل المقاييس، لوجود آلاف الجنود والضباط من مختلف الجنسيات داخلها.
فقال له المراسل: لماذا برأيك لم تُستهدف الملاجئ؟!.
أجاب الضابط: يبدو أن ايران تريد ضربات نوعية ومعنوية ولا تبحث عن ضربات ذات طابع كمي يذهب ضحيته جنود، وكذلك هي رسالة إلى العالم مفادها في نظري أن إيران تريد أن تقول للعالم نحن المسلمون ليس قتلة كما يصور لكم الأمريكان، ولو كنا كذلك لطمرنا آلاف الجنود والضباط تحت الأرض!.
قال له المراسل: وكيف لك توضيح ذلك؟.
أجابه الضابط: الأمر واضح، الصواريخ كانت دقيقة جداً، فقد ضربت أهدافها المرسومة بدقة عالية دون أن يسقط أو ينحرف منها صاروخ واحد. من هنا نعرف أن الإيرانيين يمتلكون خرائط دقيقة عن ثكنات وباحات ومراكز قيادات وأروقة الإدارة والملاجئ ومرابض الطائرات، وكان بوسعهم استهداف الملاجئ وهم في قمة الهدوء والتمكن.
قال له المراسل: متى خرجتم من الملاجئ.. وماذا شاهدتم؟.
قال له الضابط الدنماركي: بالنسبة للأمريكان خرجوا بعد انتهاء الإنذار، أي بعد ساعة من الضربة تقريباً، حيث هرعت سيارات الإطفاء والإسعاف ونحن داخل الملاجئ نسمع أصوات طائرات الهيلكوبتر العسكرية وصراخ جنود، لكننا لم نخرج بأمر قادتنا خشية تعرضنا لضربات أخرى، وعند خروجنا صباحاً وجدنا النيران تلتهم أكثر من سبعة مواقع مهمة وآليات متفحمة وبنايات تحولت إلى ركام!!.
فقال له المراسل: ما هي هذا المواقع.. هل لك أن تخبرنا؟.
قال الضابط الدنماركي: نحن لا نعرف عن المقرات الأمريكية إلا القليل وبعضها مواقع مشتركة، لكن هناك مواقع لا نعرفها ولا يسمح لنا بدخولها كقوة دنماركية تابعة للتحالف الدولي، لكن ما أعرفه بالتأكيد هو تدمير سيطرة الرادارات العملاقة بكافة أجهزتها، كما تم تدمير مقر الاستخبارات العسكرية الأمريكية بالكامل، وتدمير مخازن أسلحة بقيت تتفجر بعد الهجوم بنصف ساعة تقريباً، كما تم تدمير مدرجات الطائرات المقاتلة، وتدمير منصات للرصد الجوي وقواعد إطلاق صواريخ أرض جو بالكامل، مع تدمير أجهزة التحسس والاستشعار الجوي والحراري، وهنا أريد أن أضيف أن إيران لم تستهدف الجناح العراقي ولا جناح التحالف ولا الملاجئ ولا المراكز الصحية والخدمية، فهي ركزت فقط على الجناح الأمريكي وعلى أهداف منتخبة، وهذا يشير إلى أن الإيرانيين يمتلكون مسحاً كاملاً وخرائط دقيقة لجميع القواعد العسكرية والأجنبية الأخرى في العراق ومنطقة الشرق الأوسط بصورة عامة..
المراسل: إذن لما لا يعترف الأمريكيون بحجم الخسائر؟.
الضابط: هذا الأمر يعود لسياستهم ولظروفهم.. أنا لا أفهم بماذا يفكرون ربما لا يريدون إقلاق شعبهم، وهذا واضح من قرارهم بمنع الصحفيين من دخول القاعدة إلى هذه اللحظة كما سمعت منكم.
المراسل: نحن سعداء لسلامتكم..
الضابط الدنماركي: شكراً لكم