الرئيس الأسد: العلاقة بين سورية وروسيا هي علاقة شراكة بكل وضوح

الجمعة, 6 آذار 2020 الساعة 00:40 | سياسة, محلي

الرئيس الأسد: العلاقة بين سورية وروسيا هي علاقة شراكة بكل وضوح

جهينة نيوز:

قال السيد الرئيس بشار الأسد أن عمر العلاقات بين سوريا و روسيا "الآن أكثر من ستة عقود، وهي فترة ليست قصيرة. أنا أتحدث عن أجيال عدة، فإذاً نحن نعرف بعضنا البعض بشكل وثيق، وهناك تجارب مختلفة مرت بها هذه العلاقة. كل هذه الظروف التي مرت بها، بما فيها فترة التسعينيات، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، كانت العلاقة بيننا وبين روسيا علاقة احترام متبادل، أي هناك ندّية، لم نشعر بيوم من الأيام حتى في هذه الحرب بأن روسيا تحاول أن تفرض رأيها علينا. كانوا دائماً يتعاملون معنا باحترام، وحتى عندما نختلف كانوا يحترمون رأي الحكومة السورية. هذه قاعدة عامة عبر العقود الماضية لم تتغير.. لها علاقة بالعادات والتقاليد والمفاهيم الروسية. فإذاً على مستوى العلاقات الثنائية، العلاقة بين سورية وروسيا هي علاقة شراكة بكل وضوح، خاصة الآن بعد الحرب.."

و في لقاء مع قناة روسيا 24 لفت سيادته الى ان هذه الشراكة أصبحت أقوى وأكثر وثوقيةً. أما لو أردنا النظر إلى العلاقة مع روسيا من جانب آخر، وهو الدور الدولي لروسيا، فالموضوع مختلف.. اليوم كثير من الدول الصغرى، وحتى متوسطة القوة في العالم، تنظر لدولة روسيا، وتستند للدور الروسي بشكل كبير لأن واجب روسيا اليوم هو إعادة التوازن الدولي إلى الساحة الدولية. وجود القاعدة العسكرية الروسية في سورية ليس الهدف منه فقط محاربة الإرهابيين، وإنما إيجاد توازن دولي سياسي في مجلس الأمن، وعسكري في المناطق المختلفة، لاستعادة الدور الروسي. استعادة هذا الدور تخدم كل الدول.. سورية والدول الصغرى الأخرى والدول المتوسطة كما قلت، فهناك جانبان ننظر منهما إلى هذه العلاقة، علاقة شراكة على المستوى الثنائي، وعلاقة استناد إلى هذا الدور الدولي الذي نأمل أن يبقى في حالة صعود كما نراه الآن بعد أن أتى الرئيس بوتين إلى الرئاسة في عام 2000، واستعادت روسيا موقعها.

و فيما يلي الجزء الثالث من لقاء السيد الرئيس بشار الأسد مع قناة روسيا-24:

السؤال الثاني عشر:

تحدثنا عن الوضع الداخلي، فلنتحدث الآن عن المحيط الخارجي.. فقد تعرضت الجمهورية العربية السورية منذ عام 2011 لعزلة تم إحكامها بدقة، ليس فقط من قبل الأمريكيين والأوروبيين – الأمر الذي كان متوقعاً – وإنما أيضاً من قبل جامعة الدول العربية والدول الأعضاء، بما فيها دول الخليج العربي. ونحن نعلم أن سفارة دولة الإمارات العربية فُتحت من جديد، كذلك عُمان لم تغلق سفارتها واستمرت في العمل. هل ترون أن هناك تغيير اً إيجابياً ما من جانب العالم العربي أم أن الوضع ما يزال على حاله، والعزلة ما تزال مستمرة؟ وما هو أفق تواصلكم مع الاتحاد الأوروبي؟ ولن أسأل عن الأمريكيين، فكل شيء تقريباً فيما يخصهم واضح مع الأسف.

 

الرئيس الأسد:

 

معظم الدول العربية حافظت على علاقاتها مع سورية، ولكن بشكل غير معلن خوفاً من الضغوط. وكانت هذه الدول تعبّر عن وقوفها إلى جانب سورية وتمنياتها بانتصارنا على الإرهابيين. ولكن الضغط الغربي، الأمريكي تحديداً، كان شديداً على هذه الدول كي تبقى بعيدة وكي لا تفتح سفاراتها في سورية، وبشكل خاص دول الخليج. أما أوروبا فوضعها مختلف تماماً.. الحقيقة نحن بالنسبة لنا أوروبا منذ أكثر من عقد من الزمن، حتى قبل هذه الحرب، كانت غائبة عن الساحة السياسية العالمية. أوروبا لم تعد موجودة منذ عام 2003. بعد دخول أمريكا إلى العراق، استسلمت أوروبا كلياً للدولة الأمريكية، وأصبحت فقط منفذة لما تُكلَّف به من قبل الحكومة الأمريكية. فسواء تواصلوا معنا أم لم يتواصلوا النتيجة نفسها.. إن فتحوا السفارات أو لم يفتحوها لا قيمة لهذا الكلام، لأننا التقينا بعدد من المسؤولين الأمنيين من معظم الدول الأوروبية وتكلموا كلاماً موضوعياً، ولكنهم غير قادرين على التبديل، والبعض منهم قال لنا صراحة نحن لا نستطيع أن نغير.. السياسيون لدينا لا يستطيعون أن يغيروا سياساتهم بسبب ارتباط السياسة الأوروبية بالسياسة الأمريكية. هم صعدوا إلى الشجرة ولم يعودوا قادرين على النزول عنها بكل بساطة. فلذلك الحقيقة نحن لا نضيع وقتنا في الحديث عن الدور الأوروبي والسياسة الأوروبية. السيد هو السيد الأمريكي، نستطيع أن نتحدث عن الأمريكي فهذا يعني أوتوماتيكياً الأوروبيين. لكن جواباً عن سؤالك، نعم هناك تغير، هناك قناعات واضحة بأن هذه الحرب لم تحقق ما تريده تلك الدول، أو بعض الدول الاستعمارية، وبأن من دفع الثمن هو الشعب السوري، ومن دفع الثمن هو الاستقرار، ومن دفع الثمن الآن هم الأوروبيون.. مشكلة اللاجئين في أوروبا مشكلة كبيرة، ولكنهم لن يغيروا في المدى المنظور. هذه قناعاتي.

السؤال الثالث عشر:

الآن تركيا تبتز أوروبا بالمهجّرين، وهو ما يقوم به أردوغان حالياً..

الرئيس الأسد:

تركيا الآن بدأت بإرسال الدفعة الثانية من اللاجئين، كنوع من الابتزاز لأوروبا. وأردوغان هدد سابقاً بأنه سيرسل لاجئين، وأمس كانت هناك فيديوهات منتشرة في وسائل الإعلام المختلفة حول بدء حركة اللاجئين باتجاه أوروبا.

السؤال الرابع عشر:

تطرقتم في أحد أجوبتكم إلى العلاقة مع روسيا، ونحن نعتبرها علاقة شراكة.. ولكن هذه العلاقة مرت بسنوات صعبة، وذلك عندما حدَّت روسيا من وجودها في الشرق الأوسط وفي مناطق أخرى من العالم. حيث اعتبر الكثيرون ذلك خيانة، وأن روسيا أدارت ظهرها لحلفائها وشركائها القديمين. الآن كيف تصفون هذه العلاقات التي تعززت بشكل طبيعي خلال تسع سنوات من الحرب؟ بالنظر إلى أن خصومنا الذين سبق وذكرناهم، بمن فيهم الأوروبيون والأمريكيون، الذين هم “ألسنة شريرة” – كما يقال باللغة الروسية- يزعمون بأن سورية خاضعة لسيطرة روسيا. فهل هذا صحيح في الواقع؟ إذ إننا من جانبنا نعتبر هذه العلاقة شراكة تحالف..

الرئيس الأسد:

عمر العلاقات بيننا وبينكم الآن أكثر من ستة عقود، وهي فترة ليست قصيرة. أنا أتحدث عن أجيال عدة، فإذاً نحن نعرف بعضنا البعض بشكل وثيق، وهناك تجارب مختلفة مرت بها هذه العلاقة. كل هذه الظروف التي مرت بها، بما فيها فترة التسعينيات، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، كانت العلاقة بيننا وبين روسيا علاقة احترام متبادل، أي هناك ندّية، لم نشعر بيوم من الأيام حتى في هذه الحرب بأن روسيا تحاول أن تفرض رأيها علينا. كانوا دائماً يتعاملون معنا باحترام، وحتى عندما نختلف كانوا يحترمون رأي الحكومة السورية. هذه قاعدة عامة عبر العقود الماضية لم تتغير.. لها علاقة بالعادات والتقاليد والمفاهيم الروسية. فإذاً على مستوى العلاقات الثنائية، العلاقة بين سورية وروسيا هي علاقة شراكة بكل وضوح، خاصة الآن بعد الحرب.. هذه الشراكة أصبحت أقوى وأكثر وثوقيةً. أما لو أردنا النظر إلى العلاقة مع روسيا من جانب آخر، وهو الدور الدولي لروسيا، فالموضوع مختلف.. اليوم كثير من الدول الصغرى، وحتى متوسطة القوة في العالم، تنظر لدولة روسيا، وتستند للدور الروسي بشكل كبير لأن واجب روسيا اليوم هو إعادة التوازن الدولي إلى الساحة الدولية. وجود القاعدة العسكرية الروسية في سورية ليس الهدف منه فقط محاربة الإرهابيين، وإنما إيجاد توازن دولي سياسي في مجلس الأمن، وعسكري في المناطق المختلفة، لاستعادة الدور الروسي. استعادة هذا الدور تخدم كل الدول.. سورية والدول الصغرى الأخرى والدول المتوسطة كما قلت، فهناك جانبان ننظر منهما إلى هذه العلاقة، علاقة شراكة على المستوى الثنائي، وعلاقة استناد إلى هذا الدور الدولي الذي نأمل أن يبقى في حالة صعود كما نراه الآن بعد أن أتى الرئيس بوتين إلى الرئاسة في عام 2000، واستعادت روسيا موقعها.

السؤال الخامس عشر:

نحن الآن نتحدث عن الدعم العسكري السياسي، فماذا عن الاقتصاد؟ وبالعودة إلى موضوع إعادة إعمار سورية، هل ثمة مشاريع روسية ضخمة – أو غير روسية – تساعد في إعادة الإعمار؟ هل هناك جهة جاهزة للقدوم والاستثمار في الاقتصاد السوري ولا تخشى العقوبات أو المشاكل السياسية من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا؟ على سبيل المثال، كانت توجد في حلب صناعة دوائية رائعة أعطت منتجاتها لكل الشرق الأوسط، وأنتم كطبيب تعرفون ذلك.. فهل هناك أفكار لإعادة الانتاج الصناعي في المجال الدوائي أو غيره من المجالات؟ وإلى أي حد ستؤثر قلة الموارد في هذه المشاريع الاقتصادية بالنظر إلى أن النفط الآن خارج سيطرة الدولة وتتحكم به جهات أتت من وراء المحيط الأطلسي وأقامت قواعدها هناك بزعم حماية النفط؟

الرئيس الأسد:

عندما بنينا البنية التحتية في سورية في السبعينيات والثمانينات، لم يكن لدينا نفط في ذلك الوقت، فالبنية التحتية السورية بنيت بالأموال السورية وبالقدرات السورية. فإذاً لدينا الإمكانيات ونستطيع أن نؤمن موارد. بالوقت نفسه هناك الكثير من رؤوس الأموال السورية داخل سورية، ومعظمها الآن خارج سورية، ستأتي بكل تأكيد للمساهمة في هذه العملية. لكن منذ عام 2018 كانت هناك رغبة كبيرة من شركات كبرى خارج سورية، عربية وغير عربية، للمساهمة في عملية الإعمار. الذي حصل هو أن الضغوط والتهديدات الأمريكية للأفراد وللشركات كانت كبيرة، وهذا أخاف عدداً من الشركات. وهذا يحصل حتى بالنسبة للشركات الروسية.. عدد من الشركات الروسية التي ترغب بالاستثمار في سورية تخشى القيام بأي خطوة.. أيضاً الشركات الصينية في الإطار نفسه. لكن كل شيء له حل، ما حصل مؤخراً أن عدداً من الشركات الكبرى والعالمية بدأت تأتي إلى سورية بطرق مختلفة تتمكن خلالها من أن تتلافى هذه العقوبات. فإذاً أصبحت هناك إمكانية لدخول هذه الشركات من دون أن تتعرض للعقوبات. لا يمكن أن نتحدث طبعاً ما هي هذه الأساليب والوسائل، ولكن بدأنا الآن نرى بداية عودة للاستثمار من الخارج.. صحيح أنها بطيئة ولكنها بداية جيدة على ما أعتقد، أو بداية واعدة لعملية الاعمار التي بدأنا بها ولم ننتظر.. بدأنا بها في بعض المناطق ولكن عندما تتوسع لا بدّ أن يكون هناك عدد أكبر من الشركات والاستثمارات.

السؤال السادس عشر:

ماهي المجالات التي يمكن أن تعتبروها أولوية والأكثر جذباً للمستثمرين؟

الرئيس الأسد:

طبعاً أهم شيء هو إعادة إعمار الضواحي المهدمة. هذا الشيء ستكون له أولوية على ما أعتقد بالنسبة للشركات الاستثمارية، وهذا ما رأيناه من خلال الرغبات التي طُرحت علينا من قبل الشركات. هذا المجال رابح بشكل أكيد. لكن هناك المجال الآخر وهو مجال النفط والغاز، في سورية.. هو مجال رابح أيضاً. والآن هناك عدد من الشركات الروسية التي بدأت العمل في سورية خلال الأعوام القليلة الماضية وبدأت بالإنتاج، وحالياً تقوم بخطط لزيادة الانتاج. العائق الأكبر في التوسع في هذا المجال هو احتلال الإرهابيين والأمريكيين أهم المواقع التي تتوضع فيها آبار النفط في سورية. وطبعاً الأمريكي يعرف هذا الكلام لذلك هو يريد أن يعيق عملية إعادة الإعمار من خلال احتلال آبار النفط. فإذاً هذان المجالان هما الأهم، وطبعاً هناك مجالات كثيرة يحتاجها أي مجتمع، ولكن قد تأتي بأهمية أقل بالنسبة لتلك الشركات.

السؤال السابع عشر:

كما نعلم، فإن هناك مشكلة كبيرة ناتجة عن تجميد أموال الجمهورية العربية السورية في البنوك الخارجية، وهل من الصعب تمويل بعض العقود بسبب ذلك؟

الرئيس الأسد:

صحيح. هذه عملية سرقة بكل معنى الكلمة.. ولكن إذا سُرقت الأموال فهذا لا يعني أن نتوقف كدولة وكمجتمع عن إنتاجها. لدينا القدرات، وهذا أحد أسباب قدرتنا على الحياة بعد تسع سنوات من الحرب. فإذاً لدينا قدرة وهم يعرفون تماماً إذا توقفت الحرب كلياً، فالمجتمع السوري قادر على النهوض وبقوة، وسيكون أكثر قوة من قبل الحرب في المجال الاقتصادي. لذلك هم لجؤوا إلى تهديد الشركات الخارجية والداخلية -بمعنى إذا كنت أنا كمواطن سوري أريد أن استثمر في سورية فسأتعرض للعقوبات- ومنع وصول الواردات النفطية إلى سورية، والأهم من ذلك استمرار الحرب.. الأمر الذي يخيف الشركات من المجيء إلى سورية. إذا زالت هذه العوامل الثلاثة، لا توجد لدينا أي مشكلة في إعادة إعمار البلد. لدينا موارد قوية في سورية، بشرية ومادية، ولدينا أصدقاء أوفياء أيضاً كروسيا وإيران سيقومون بمساعدتنا.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا