الكارثة الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية.. "كورونا" ينذر بانهيار الاتحاد الأوروبي

الجمعة, 10 نيسان 2020 الساعة 20:51 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

الكارثة الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية..

جهينة نيوز- خاص:

إذا كان المؤرخون يعتبرون أن الحرب العالمية الثانية هي الأكبر بخسائرها والأعلى بتكاليفها في التاريخ البشري، فإن كارثة "كورونا" ربما ستكون أسوأ وأشد فتكاً وأغلى تكلفة، ولاسيما على الاتحاد الأوروبي الذي يواجه اليوم خطر الانهيار بعد الخلافات السياسية والاقتصادية الحادة التي عصفت به في الآونة الأخيرة.

لقد أوقعت الحرب العالمية الثانية نحو 60 مليون قتيل من العسكريين والمدنيين، وحجم خسائر بلغ 200 مليار دولار (7.5 بليون يورو) حسب القيمة الحالية كما قدّرها اثنان من المؤرخين الألمان، الذين دفعت بلادهم المدمّرة، بعد استسلامها "بدون شروط"، النسبة الأكبر من التعويضات عندما بدأت تتعافى، أضف إلى ذلك انهيار الاقتصاد الأوروبي وتدمير 70% من البنية التحتية الصناعية، إلا أن وباء "كورونا" الذي تفشى بسرعة مذهلة، وأرهق القارة العجوز وحاصر سكانها وحظر حياتهم العامة، يبدو أنه سيكون مقدمة لدفع الاتحاد الأوروبي برمته إلى حافة الهاوية، وربما الانهيار التام، وفق تنبؤات القادة الأوروبيين أنفسهم!.

إن انسحاب بريطانيا والخلافات السياسية المتفاقمة، فضلاً عن الأزمات الاقتصادية المتصاعدة تُنذر بمصير محتوم سيؤدي برأي كثير من الباحثين والمحلّلين الاستراتيجيين، إلى تفكك بلدان الاتحاد، وربما سيكون "كورونا" هو الخطوة الأولى التي ستحرك حجارة الدومينو الأوروبية الهشة.

في كتابه "نقاط ساخنة.. الأزمة المتصاعدة في أوروبا"، والصادر في عام 2016، يؤكد الكاتب والإعلامي الأميركي الشهير جورج فريدمان مؤسّس موقع ستراتفور للاستراتيجية والتوقع، أن الحرب العالمية الثانية لم تنته في 1945، إلا وأوروبا التي كانت تحكم العالم صارت تحت حكم القطبين: الاتحاد السوفييتي يسيطر على شرقها، والولايات المتحدة على غربها، حيث فقدت أهم صفة تميّز أية قوة سياسية ذات شأن في التاريخ، وهي السيادة في اتخاذ قرار الحرب والسلم، فلم تعد أوروبا تقرر أياً منهما بل بات القرار بشأنهما يُتخذ في موسكو وواشنطن.

ويشير فريدمان الذي توقع انهيار المشروع الأوروبي في كتابه "مئة عام القادمة" الصادر عام 2009 إلى أنه ومع الأزمة المالية العالمية التي حدثت عام 2008 جرّاء انهيار بنك ليمان براذرز تغيّرت نظرة المتأثرين سلباً من الأزمة في القارة الأوروبية تجاه الاتحاد الأوروبي، وبرزت المناداة إلى تقرير المصير القومي في الدول الفردية، حتى أصبحنا نرى انقساماً هائلاً في المجتمع الأوروبي، ما نجم عنه زيادة مشاعر الكراهية. ويضيف فريدمان: "طالما لا تستطيع أوروبا التحدث بصوت واحد حول السياسة الخارجية، فمن الصعب أن نرى كيف يمكنها التأثير على الجغرافيا السياسية".

على أن الهوة السياسية بين أعضاء الاتحاد ليست وحدها سبب هذا الانقسام، إذ أن العامل الاقتصادي بات الأكثر إقلاقاً لشعوب القارة العجوز، ولاسيما مع اعتراف الغرب بتنامي ظاهرة الانكماش الاقتصادي والمديونية وازدياد الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة في الاتحاد، ما أدى إلى خفض كبير في أعداد الوظائف وانتشار البطالة في كثير من بلدان أوروبا، وبالتالي يشي ذلك بأن الأساس الأيديولوجي للاتحاد الأوروبي يقوم على الازدهار الاقتصادي، وبفقدان هذا الازدهار سينتهي المشروع الأوروبي.

وكان رئيس وزراء هولندا مارك روتي حذّر أيضاً عام 2015 من انهيار الاتحاد الأوروبي بسبب أزمة الهجرة، حيث نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن روتي قوله: "الإمبراطوريات الكبرى تنهار إذا لم تتم حماية الحدود جيداً". فيما توجه رئيس البنك المركزي الهولندي كلاس نوت إلى مارك روتي قائلاً: "المنزل يحترق.. يجب بذل جميع الجهود الآن لإخماد النار".

ومع تفشي وباء "كورونا" تصاعدات التحذيرات من المخاطر التي تتهدد الاتحاد الأوروبي وتنذر بانهياره، حيث أكد رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز أن جائحة "كورونا" قد تتسبب في انهيار الاتحاد الأوروبي، إن لم يتم اتخاذ إجراءات أكثر صرامة في التعامل مع الأزمة الحالية. وقال سانشيز الذي وصف الجائحة بأنها أسوأ أزمة للصحة العامة في أوروبا منذ العام 1918: "لقد وصلنا إلى منعطف حرج تحتاج فيه حتى أكثر الدول والحكومات المؤيدة للاتحاد، كما هو الحال في إسبانيا، إلى دليل حقيقي على التزام الاتحاد نحوها".

وفي السياق نفسه حذّر رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبى كونتى، من سقوط الاتحاد الأوروبي ككيان جامع، داعياً إلى عدم ارتكاب أخطاء فادحة خلال عملية مكافحة فيروس "كورونا" في القارة الأوروبية. وقال كونتى لموقع "إل سول 24" الإيطالي: إن التقاعس سيترك لأبنائنا العبء الهائل لاقتصاد مدمّر. وأضاف: "إذا لم تُثبت أوروبا أنها على مستوى هذا التحدي غير المسبوق، فإن التكتل الأوروبي بكامله قد يفقد بنظر مواطنينا سبب وجوده".

بدوره حذر الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية والذي شغل سابقاً منصب وزير الاقتصاد الفرنسي جاك دولور، من أن "المناخ الذي يبدو سائداً بين رؤساء الدول والحكومات، وغياب التضامن الأوروبي، يمثلان تهديداً قاتلاً للاتحاد الأوروبي". أيده في ذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال في تصريحات صحفية: "لن نتغلب على هذه الأزمة دون تضامن أوروبي قوي على مستوى الصحة والموازنة". وتساءل ماكرون: "هل يُختصر الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو بمؤسسة مالية ومجموعة قواعد شديدة المرونة، تسمح لكل دولة بالتصرف بشكل أحادي؟ أم نتصرف معاً لتمويل مصروفاتنا وحاجاتنا خلال هذه الأزمة المصيرية؟". كما نُقل عن الرئيس الفرنسي نفسه تحذيره لزعماء الاتحاد الأوروبي بالقول إن تفشي فيروس كورونا يهدد الدعائم الأساسية للتكتل، مثل منطقة الحدود المفتوحة، إذا لم تُبدِ دول التكتل تضامناً في هذه الأزمة، مضيفاً: "المشروع الأوروبي معرض للخطر".

إذن وبناءً على ما سبق يمكن القول: إن دول الاتحاد الأوروبي التي ارتضت أن تكون تابعاً مطيعاً وخانعاً ذليلاً للسياسة الأمريكية وأهواء قادة البيت الأبيض، وساهمت في تغذية النزعة العدوانية لديهم، وأيدتهم في الحروب العبثية التي أشعلوها في أفغانستان والعراق، وتالياً في ليبيا وسورية واليمن، إضافة إلى حصار إيران وكوبا وكوريا الشمالية، وشنّ حرب تجارية ضد الصين، وفرض عقوبات على روسيا، ها هي تتخلي عن بعضها البعض، وتدفع ثمن تهورها وتخبطها وارتهانها وانجرارها الأعمى، وهي تواجه الامتعاض الشعبي والتداعيات الاقتصادية الكارثية للحجر الصحي بمواجهة وباء "كورونا"، وربما تنتظر في معظمها من سيبدأ إصدار شهادة الوفاة لهذا الاتحاد الذي يغرق بالفشل حتى أذنيه!!.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 محمود
    11/4/2020
    09:49
    الكورونا
    لا يسعنا كضحايا العنصرية الاوربية والتي اكتوينا بنارها مباشرة بعد العنصرية المغولية العصملية الا ان نبارك الحرب العالمية الاولى التي قطعت اطراف الرجل المريض وجعلته ذءبا عجوزا لا يقوى على شيء... ثم كيف لنا الا نبارك الحرب العالمية الثانية المجيدة والتي لم تكن الا ارتداد العنصرية على الصدور التي تؤويها... لم نكن صدمة العنصرية في اوربا صدمة الا لكونها عنصرية بين الاوربيين...ما ان تحط حروبهم اوزارها حتى تعود حليمة ...القاريء اللبيب يعلم التالي !!! بارك الله لنا بالكورونا... هذا ليس قول الشامتين بل العاجزين الكورونا المجيد يوشك ان يحقق لي امنياتي... بارك الله فيه... كورونا احبك حبا جما.. احبك كورونا
  2. 2 محمود
    11/4/2020
    10:01
    كوارث ام بواعث؟
    عجبا لك ومنك يا جهينة !!! واين هي الكارثة؟ هل ارباك الاعداء وشغلهم بحك جلدهم كارثة؟ وهل كانت الحروب بين السادة المستعمرين...المجرمين... المغتصبين... القتلة... كوارث... كوارث على من؟ وهل ذهب بالرجل المريض غير الخرب الكبرى..وجعله يغير جلده الاسلامي الى جلد ماسوني غير الحرب اياها؟ الحرب المجيدة التي ذهبت بالتركي واختها التي ذهبت بالفرنسي والانكليزي... وهذه التيجان المرصعة التي تجتاحهم وترسلهم تحت الارض... اهي كوارث؟ كلا انها بواعث ...بواعث الامل... اللهم اكثر منها.. تلهيهم عنا وعن كل مستضعف... احببت هذه الكوارث...عفوا البواعث...

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا