الفيروسات ودورها على الكرة الأرضية بقلم:الدكتور محمد رقية

الجمعة, 1 أيار 2020 الساعة 21:09 | منبر جهينة, منبر المنوعات

الفيروسات ودورها على الكرة الأرضية                بقلم:الدكتور محمد رقية

جهينة نيوز:

مع تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19 ) في العالم، وتسببه في تعطيل الأسواق العالمية والرحلات وفرض على الدول اتخاذ تدابير احتواء لم يسبق لها مثيل، فإن أسئلة كثيرة بدأت تطرح حول الفيروسات، ما هي ؟ ومما هي مؤلفة؟، ومن أين جاءت؟، لكن يبقى السؤال الأهم: لماذا تحاول قتلنا؟

تعريف الفيروسات وخصائصها

الفيروسات أو الحُمَات , هي جسيمات مجهرية معدية ليست كائنات حية وهي مجرد مجموعات من الحمض النووي والبروتينات ومع ذلك تملك بعض الصفات مع الخلايا الحية فهي تملك جينات الحمض النووي , وهي تقع في المنطقة الرمادية بين الحياة واللاحياة , يمكن أن تتكاثر من خلال إصابة خلية المضيف , حيث تسيطر على الخلية وتستخدم مواردها لتصنيع المزيد من الفيروسات حيث تقوم بالاستعانة بآليات الخلايا الحيوية عن طريق دس RNA و DNA الفيروسي ضمن المادة الوراثية للخلايا الحية. لكن بالمقابل فهي لا تتحرك ولا تقوم بعمليات استقلاب أو تحلل من تلقاء نفسها.

وفقا لعالم الفيروسات لكورتيس سوتل، في جامعة كولومبيا البريطانية، فإن الخصائص الفيزيائية للفيروسات تجعل من الصعب فهمها. فهي تتيمز بحجمها الصغيرجدا" جدا"، وإذا نما كل فيروس في جسم الإنسان إلى حجم رأس الدبوس، فإن متوسط طول الشخص البالغ سيصبح 150 كيلومتراً.

وفي دراسة أجريت عام 2018، وجد سوتل أن أكثر من 800 مليون فيروس تستقر على كل متر مربع من الأرض كل يوم, وفي ملعقة كبيرة من مياه البحر هناك عادة فيروسات أكثر من عدد الأشخاص في أوروبا. ويقول سوتل "معظمنا يبتلع أكثر من مليار فيروس في كل مرة نذهب للسباحة، نحن غارقون في الفيروسات".

يقدر علماء الفايروسات بأن عدد الفيروسات على كوكب الأرض مايقرب من واحد وأمامه 31 صفر , وفي محاولة لتخيل مدى الضخامة , يقدر عدد النجوم في الكون المرئي بنحو واحد وأمامه 24 صفر نجم , بمعنى أن عدد الفيروسات أكبر بنحو عشرة مليون مرة من عدد النجوم في الكون .

لو وضعنا كل فيروس فوق الآخر وقمنا بإنشاء برج من الفيروسات فإن هذا البرج سيمتد إلى مابعد حدود مجرة درب التبانة ليصل إلى ارتفاع 200 سنة ضوئية

 

أشكال الفيروسات

تتألف الفيروسات من مجموعة واسعة من الأشكال والأحجام،. تختلف أشكالها من بسيطة اٍلى بنى معقدة جدا. معظم الفيروسات أصغر من البكتيريا المتوسطة بحوالي مائة مرة.. معظم الفيروسات التي خضعت للدراسة يتراوح قطرها بين 10 و 300 نانومتر. بعض الفيروسات الخيطية لها طول اٍجمالي يصل إلى 1400 نانومتر; أقطارها حوالي 80 نانومتر. لا يمكن رؤية الفيروسات بالمجهر الضوئي لذا يستخدم المجهر الإلكتروني في رؤيتها ودراستها .

في تصنيف عام 2008 للجنة الدولية لتصنيف الفيروسات وضعت خمس رتب هي الفيروسات الذنبية، الفيروسات الهربسية، الفيروسات السلبية الأحادية، الفيروسات العشية والفيروسات البيكورناوية

كل الفيروسات لها مورثات مكونة من DNAأو RNA كما لها غلاف بروتيني يحمي هذه الجينات؛ وبعضها محاطة بغلاف دهني يحيط بها عندما تكون خارج الخلية المضيفة , كما في كوفيد - 19. أشباه الفيروسات لا تملك غلافا بروتينيا والبريونات ليس لها DNA و RNA

 

اكتشاف الفيروسات وتأثيرها

 

على الرغم من بداياتها الغامضة، حيث يبقى أصل الفيروسات في تاريخ تطور الحياة غير واضح، بعضها ربما تطور من البلازميدات ,في حين يمكن لأخرى أن تكون تطورت من البكتيريا. حسب رأي العلماء الدارسين للفيروسات , فقد تركت الفيروسات بصماتها على جميع أنواع الحياة على الأرض تقريبًا، بما في ذلك البشر , فنحن نتعرض دائما" للفيروسات في الهواء الذي نتنفسه والأشياء التي نلمسها والماء , الذي نشربه . . تصيب الفيروسات جميع أنواع الكائنات الحية، من نباتات وحيوانات وبشر , وعلى الرغم من عددها الهائل ، لم يتم وصف إلا حوالي 5.000 فيروس بالتفصيل، وذلك منذ الاٍكتشاف الأول لفيروس تبرقش التبغ من قبل مارتينوس بيجيرينك عام 1898. , منها 900 فيروس نباتي.

تنتشر الفيروسات بالعديد من الطرق: فيروسات النبات تنتقل من نبات إلى آخر غالبا عن طريق الحشرات التي تتغذى على النسغ، مثل المن، في حين أن فيروسات الحيوان يمكن أن يحملها دم الحشرات الماصة المعروفة باسم النواقل. أما بالنسبة للإنسان فانتقالها متنوع من العطس والسعال في فيروسات الاٍنفلونزا. والفيروسات الانفية والمخاطية , إلى الانتقال بواسطة الطعام والبعوض والحشرات الأخرى, والدم الملوث أو الإتصال الجنسي كما في فيروس نقص المناعة البشرية المكتشف عام 1983 ., ومن الفيروسات المشهورة فيروس التهاب الكبد الوبائي الذي أكتشف عام 1973 التهاب الكبد ب عام 1963 والتهاب الكبد سي المكتشف عام 1989 , فيروس الحمى الصفراء المكتشف عام 1927 , فيروس الحصبة المكتشف عام 1954 وفيروس الحصبة الإلمانية عام 1962 وفيروس جدري الماء النطاقي عام 1952 , وفيروس حمى الضنك عام 1943, الذي ينقله البعوض , فيروس مرض النكاف 1932 , فيروس التهاب الدماغ الخيلي 1930 , فيروس التهاب الدماغ الياباني عام 1935 , فيروس حمى لاسا عام 1966 فيروس ايبولا عام 1976, فيروسات كورونا عام 1960

فوائد الفيروسات واستخداماتها

معظم الفيروسات تشغل اهتمامنا لأنها تجعلنا مرضى. , فقد شهد تاريخ البشرية بما فيها السنوات الأخيرة تفشيا واسع النطاق للأمراض المعدية الفيروسية، من فيروس الإيدز إلى أنفلونزا الخنازير وحمى لاسا إلى وباء الطيور و جنون البقر إلى السارس في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين والإيبولا في غرب ووسط أفريقيا، إلى كورونا المستجد الحالي كوفيد-19 , الذي نعيش آثاره , ولكن يجب الإشارة إلى أن هناك فيروسات جيدة , وبحسب آر ريبيكي، عالم الفيروسات في جامعة كيب تاون ، الذي قضى معظم حياته المهنية في محاولة لكشف أسرارها، فيقول بأن أغلب الفيروسات هي في الواقع غير ضارة للبشر".والواقع أن العديد من الفيروسات تفيد صحة الإنسان، وتصيب كائنات حية أخرى من شأنها أن تضر بنا لولا تلك الإصابة . ومن الفوائد الأخرى الكربون مثلا من طحالب المحيطات، الذي يساعد على تنقية الهواء الذي نتنفسه، يتم تسريعه بشكل كبير عن طريق الفيروسات.

 

ومن أهم استخداماتها المفيدة

1- في الدراسات البيولوجية : تستخدم هذه الفيروسات في الدراسات البيولوجية الجزيئية والخليوية , كما تستخدم في مجال الأبحاث الوراثية وفهم الجينات وتكرار ونسخ الحمض النووي DNA وتشكل الحمض الريبي RNA وكذلك في تشكل البروتينات وأساسيات علم المناعة

2- في الطب : تستخدم بعض الفيروسات كناقلات حيث تحمل المواد المطلوبة لعلاج أحد الأمراض لمختلف الخلايا المستهدفة في العلاج الجيني , وذلك بإدخال جينات نشطة بخلايا المريض كما في الخلايا السرطانية , كما أن هناك بعض الأنواع , التي إذا تم اختيارها بشكل صحيح , أن تدمر البكتريا المسببة للأمراض

3- تستخدم في انتاج اللقاحات المضادة للفيروسات , وكان أول لقاح مضاد للفيروسات , هو استخدام العالم ادوارد جينر فيروسات جدري البقر لتطعيم الناس ضد مرض الجدري , ثم استخدمت لاحقا" لقاحات أمراض شلل الأطفال والحصبة وجدري الماء من فيروسات ضعيفة

4- يمكن استخدام وسائل التعديل والهندسة الوراثية لإنتاج جينات معدلة , والتي يمكن نقلها إلى النباتات من خلال الفيروسات , كما يمكن أن تستخدم في مكافحة الآفات الضارة بالمحاصيل الزراعية

 

إن الفيروسات ليست ضارة فقط بل هي مفيدة ويمكن استغلالها لإصلاح الكثير من أمور حياتنا

 

. فيروسات كورونا

فيروسات كورونا هي مجموعة كبيرة من الفيروسات التي يمكن أن تصيب الحيوانات والبشر على حد سواء، حيث تسبب أمراض الجهاز التنفسي، سواء التي تكون خفيفة مثل نزلات البرد أو شديدة مثل الالتهاب الرئوي. مثل مرض سارس (المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة) الذي انتشر في الفترة بين 2002-2003، والذي كان مثالاً على فيروس كورونا الذي انتقل من الحيوانات إلى البشر. ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية ( ميرس )، وقد ظهرت في الشرق الأوسط في عام 2012 ويقول العلماء إنها انتقلت في البداية من الجمل إلى الإنسان. ويسبب فيروس كورونا المُكتشف مؤخراً مرض فيروس كورونا كوفيد-19

تقول الموسوعة العلمية بأنه تُوجد سبع سلالاتٍ من فيروسات كورونا البشرية:

1. فيروس كورونا البشري 229E‏ (HCoV-229E)

2. فيروس كورونا البشري OC43‏ (HCoV-OC43)

3. فيروس كورونا المُرتبط بمتلازمة سارس‏ (SARS-CoV) 2003

4. فيروس كورونا البشري NL63‏ (HCoV-NL63) 2004

5. فيروس كورونا البشري HKU1 2005

6. فيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV)، وعرف سابقًا باسم فيروس كورونا الجديد 2012 (HCoV-EMC).

7. فيروس كورونا المستجد (2019-nCoV))،

.تنتشر فيروسات كورونا HCoV-229E و-NL63 و-OC43 و-HKU1 باستمرارٍ بين البشر، وتسبب عدوى في الجهاز التنفسي لدى البالغين والأطفال في جميع أنحاء العالم.

تقسم فيروسات كورونا إلى أربعة أجناس , الفا وبيتا وغاما ودلتا , (الخفافيش لفيروسات كورونا ألفا وبيتا، والطيور لفيروسات كورونا غاما ودلتا) يقول العلماء وفق الموسوعة العلمية بأن أحدث سلف مشترك لهذه الأجناس هو عند حوالي 2400 قبل الميلاد، 3300 قبل الميلاد، 2800، قبل الميلاد، و3000 قبل الميلاد على التوالي.

يعود فيروس كورونا كوفيد – 19 وفيروس كورونا البشري HKU1وفيروس كورونا البشري , OC43وميرس إلى جنس بيتا ويعود فيروس كورونا البشري 229E، وفيروس كورونا البشري NL63 إلى جنس الفا

استطاع العلماء الصينيون عزل وتحديد التسلسل الجيني للفيروس وأتاحوه بسرعة. واعلن عن أن تسلسل جينوم 2019-nCoV يطابق ما بين 75 إلى 80 في المائة من تسلسل السارس، وأكثر من 85 في المائة من فيروسات كورونا الخفافيش. لكن لم يتضح ما إذا كان هذا الفيروس ينحدر من نفس سلسلة السارس القاتلة.

 

فيروس كوفيد-19

تقول منظمة الصحة العالمية بأن مرض كوفيد-19 هو مرض معد يسببه فيروس كورونا المُكتشف مؤخراً. ولم يكن هناك أي علم بوجود هذا الفيروس وهذا المرض المستجدين قبل اندلاعه في مدينة يوهان الصينية في كانون الأول/ ديسمبر 2019.

وتقول بأن الأعراض الأكثر شيوعاً لمرض كوفيد- 19 تتمثل في الحمى والإرهاق والسعال الجاف. وقد يعاني بعض المرضى من الآلام والأوجاع، أو احتقان الأنف، أو الرشح، أو ألم الحلق، أو الإسهال. وعادة ما تكون هذه الأعراض خفيفة وتبدأ تدريجياً. ويصاب بعض الناس بالعدوى دون أن تظهر عليهم أي أعراض ودون أن يشعروا بالمرض. ويتعافى معظم الأشخاص (نحو 80%) من المرض دون الحاجة إلى علاج خاص. وتشتد حدة المرض لدى شخص واحد تقريباً من كل 6 أشخاص يصابون بعدوى كوفيد-19 حيث يعانون من صعوبة التنفس. وتزداد احتمالات إصابة المسنين والأشخاص المصابين بمشكلات طبية أساسية مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب أو داء السكري، بأمراض وخيمة. وقد توفى نحو 2% من الأشخاص الذين أُصيبوا بالمرض. تضمنت الأعراض الموثقة للفيروس حدوث حمى في 90% من الحالات، وضعفٍ عام وسعالٍ جاف في 80%، وضيقٍ في النفس في 20%، مع ضائقة تنفسية في 15%. أظهرت الأشعة السينية علاماتٍ طبية في كلا الرئتين

وعن انتشاره قالت المنظمة يمكن أن يصاب الأشخاص بعدوى مرض كوفيد-19 عن طريق الأشخاص الآخرين المصابين بالفيروس. ويمكن للمرض أن ينتقل من شخص إلى شخص عن طريق القُطيرات الصغيرة التي تتناثر من الأنف أو الفم عندما يسعل الشخص المصاب بمرض كوفيد-19 أو يعطس. وتتساقط هذه القُطيرات على الأشياء والأسطح المحيطة بالشخص. ويمكن حينها أن يصاب الأشخاص الآخرون بمرض كوفيد-19 عند ملامستهم لهذه الأشياء أو الأسطح ثم لمس عينيهم أو أنفهم أو فمهم. كما يمكن أن يصاب الأشخاص بمرض كوفيد-19 إذا تنفسوا القُطيرات التي تخرج من الشخص المصاب بالمرض مع سعاله أو زفيره. ولذا فمن الأهمية بمكان الابتعاد عن الشخص المريض بمسافة تزيد على متر واحد (3 أقدام)..

لمنع الإصابة توصي منظمة الصحة العالمية بغسل اليدين بشكل منتظم، وتغطية الفم والأنف عند السعال، وتجنب الاتصال عن قرب مع أي شخص يظهر عليهِ أعراض مرضٍ في الجهاز التنفسي (مثل السعال). لا تُوجد علاجاتٌ محددة لفيروسات كورونا البشرية عمومًا، ويقدم مركز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة نصائح عامة بأن الشخص المصاب يستطيع أنُ يخفف من الأعراض عن طريق تناول أدوية الإنفلونزا الاعتيادية، مع شرب السوائل والراحة.

وهناك العديد من الكتب والدراسات التي تبحث في الفيروسات القاتلة وطرق انتشارها وكيفية الوقاية منها، وحددت تلك الكتب بعض الخطوات والقواعد التي يجب التعامل معها عند انتشار الفيروسات في المجتمع


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا