الرئيس الأسد حدد اتجاه البوصلة.. وعلى الحكومة الوصول وتحقيق الهدف

الثلاثاء, 5 أيار 2020 الساعة 20:17 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

الرئيس الأسد حدد اتجاه البوصلة.. وعلى الحكومة الوصول وتحقيق الهدف

جهينة نيوز- خاص:

بكثير من القدرة على تحسّس وتحديد ما يعانيه السوريون، بجميع شرائحهم، من ضائقة اقتصادية خانقة ووصول حالة الفقر إلى مستويات مقلقة، ولاسيما خلال الأشهر الأخيرة، حدّد السيد الرئيس بشار الأسد أمس في اجتماعه مع المجموعة الحكومية المعنية بمواجهة جائحة كورونا طبيعة هذه الضائقة وآثارها على الحياة اليومية للمواطنين، فضلاً عن حلول المشكلات المتفاقمة التي خلفها الحصار "الدولي" ومعه وباء كورونا وخاصة على الصعيد المعيشي.

بالتأكيد أن مجمل ما قاله السيد الرئيس في حديثه خلال الاجتماع، مهمّ جداً وجدير بالتوقف عنده وتحليل أبعاده وأهدافه، لأنه نابع من الإحساس بالمسؤولية والعزم المطلق بضرورة الذهاب مباشرة إلى حلول ناجعة والسعي للحزم في تطبيقها كي تخفّف آثار الحرب المستمرة منذ عشر سنوات أولاً، وتالياً تبعات الإجراءات الاحترازية التي فرضتها الحكومة لمواجهة مخاطر تفشي وباء كورونا، وكان يفترض بمختلف الوزارات أن تستعد لها كما يجب كي لا تثقل أكثر على كاهل المواطن وتعصف بوضعه المعيشي الصعب، لكننا سنتوقف عند ما قاله السيد الرئيس في توصيف بعض الجشعين الذين يحاولون استغلال الظروف من أجل خلق حالة من الاحتكار وبالتالي رفع الأسعار وتحقيق أرباح فاحشة على حساب المواطنين: "إن الاجراءات التي تمت.. على أهميتها.. مع الزمن سادت السلبيات وتراكمت وأصبح مع الوقت من الصعب معالجتها لأنها وضعت المواطن بشكل عام بمختلف الشرائح بين حالتين.. الجوع والفقر والعوز مقابل المرض". وسؤاله مثلاً والذي ينمّ عن رؤية عميقة في تحديد مشكلة غلاء الأسعار وتلمّس أسبابها: "لماذا هناك فرق كبير بين سعر الأرض أي المزارع والسعر المقدم للمستهلك.. كيف نكسر الحلقات الوسيطة بين المزارع والمستهلك؟".

إن ما حدّده السيد الرئيس من طغيان للسلبيات وتراكمها وعجز الجهات المسؤولة عن التقليل منها، مروراً بفضح من يعمّم هذه السلبيات بغية إحباط الروح المعنوية للشعب الذي صمد عشر سنوات بوجه حرب شرسة، وصولاً إلى محاربتها ووأد آثارها المدمرة، يعيه باعتقادنا كل مواطن سوري غيور على بلاده ووحدة ومتانة مجتمعها، وأنه ينبغي تدارك أي تقصير يمكن أن يؤثر على متانة وقوة هذه الوحدة.

وبناء على ما سبق يمكن القول إنه كان من واجب ومهمّة المؤسسات الحكومية كافة، ولاسيما وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، الالتفات بجدية وشفافية إلى مخاطر تفاقم هذا المشكلات والسلبيات، ومن بينها طبعاً كسر الحلقات الوسيطة بين المزارع والمستهلك، مع تزايد أعداد التجار الجشعين وتحكم قلة من حيتان السوق بالأسعار والتلاعب بقوت المواطنين ودفعهم إلى الدرك الأسفل من خط الفقر والحاجة والعوز، والكفّ عن التصريحات العقيمة أو المخاتلة التي لم تحدّ من الارتفاع الجنوني للأسعار، ومن السماح للمخالفين بالتمادي أكثر في التعدي على الاحتياجات الأساسية للسوريين.

وعلى هذا أيضاً، فإن السيد الرئيس حدّد في حديثه اتجاه البوصلة لرفع الظلم الذي لحق بكل مواطن خلال الأشهر الأخيرة، وما على الحكومة اليوم إلا السعي الجاد والحقيقي للوصول إلى الغاية وتحقيق الهدف، من خلال التشدد أكثر في تطبيق القوانين للقضاء على مظاهر تمدّد حيتان المال والفساد وملاحقة المخالفين ومعاقبتهم على ارتكاباتهم. وعلى سبيل المثال، أكد السيد الرئيس على ضرورة حل هذه المشكلة بقوله أمس: "دائماً يُطرح من قبل المواطنين.. التموين لا يعاقب.. طلبت أنا الضبوط وسجلت الأرقام في عام 2019 عدد الضبوط 15 ألفاً.. في عام 2020 في الأشهر الأربعة الأولى عدد الضبوط 21 ألفاً.. هل نستطيع أن نقول أنه لا توجد مخالفات.. لا.. المخالفات موجودة لكن لا توجد نتائج.. القضية بسيطة.. هذا يعني أن العقوبات غير كافية كما كان الوضع بالنسبة للتعامل بالدولار والعملة الصعبة منذ عدة أشهر.. رفعنا العقوبات.. فلا بد أن يكون هناك مقترح وسريع جداً لكل ما يتعلق بموضوع الأسعار.. بموضوع عدم وضع الأسعار.. موضوع الفواتير.. موضوع الغش.. موضوع الاتجار بالمواد المدعومة.. لا بد من أن تكون عقوبات صارمة وحازمة وقاسية.. لا يوجد تساهل.. لا يجوز أن يكون هناك تساهل في هذا الموضوع.. وهذا الشيء نستطيع أن نقوم به خلال أيام قليلة.. تتم دراسة بنود العقوبات مع وزارة العدل ليتم إصدار المراسيم الضرورية بشكل فوري".

إذن ما يطالب بتنفيذه السيد الرئيس بشكل فوري وعاجل هو مطلب كل مواطن سوري اكتوى بالتداعيات الأخيرة لحركة الأسواق، وما على الحكومة ووزارتها المختلفة إلا ترجمة هذه التوجيهات واقعياً، وذلك برفع العقوبات وتشديدها، وتجريم كل من يتلاعب بالأسعار ويعمد إلى الغش وتزوير الفواتير والاتجار بالمواد المدعومة، وتطبيق العقوبات الصارمة والحازمة والقاسية عملياً وليس نظرياً، وبالتالي عدم التهاون والتساهل في هذا الموضوع، حتى نصل إلى الهدف المأمول والغاية المرجوة.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 عدنان احسان- امريكا
    5/5/2020
    21:48
    سؤال لمن يهمه الامـــر
    با سيادة الرئيــــــس في سوريه هنـــــــاك قضايــــا اهم - مراقيـــــه - اعمال الحكومه التي هي من اختصاص - رئيس الوزراء ؟!!!!

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا