"ميدل إيست آي": هكذا أسكتت "إسرائيل" الأصوات الأوروبية التي تنتقدها!

الأحد, 5 تموز 2020 الساعة 15:26 | اخبار الصحف, الصحف العالمية

جهينة نيوز:

قال الكاتب الصهيوني جدعون ليفي إن كيان الاحتلال الإسرائيلي حقق نجاحاً في أوروبا بـ"إسكات" كل الأصوات المنتقدة لها، من خلال استغلال كل الأحاسيس الأوروبية ووسم كل الانتقادات الموجهة لـ"إسرائيل" بمعاداة السامية.

ونشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني مقالاً للكاتب الصهيوني جدعون ليفي، قال فيه إن "إسرائيل" والصهيونية في مختلف أنحاء العالم تتبنى إستراتيجية تسعى لإسكات الأصوات المنتقدة لجرائم الاحتلال، من خلال وصم كل الانتقادات الموجهة لـ"إسرائيل" بمعاداة السامية.

وقال ليفي إن تلك الإستراتيجية المتبناة بتوجيه من وزير الشؤون الإستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية، بالتعاون مع المؤسسة الصهيونية، أثبتت فعاليتها بشكل غير مسبوق، ونجحت في إسكات الأوروبيين من خلال استغلال مشاعر الذنب لديهم بشأن أحداث الماضي التي لا تزال آثارها باقية.

وأشار إلى أن من الصعب انتقاد "إسرائيل" أو الاحتلال أو جرائم الحرب المصاحبة له التي ترتكبها "إسرائيل" أو خرقها للقانون الدولي أو سوء المعاملة الذي تمارسه ضد الفلسطينيين، لأن كل تلك الانتقادات ستوسم بوسم معاداة السامية، وسرعان ما تختفي من جدول الأعمال.

وقال ليفي إن معظم الدول الغربية - بما فيها أمريكا- قد أصدرت تشريعات شاملة تهدف إلى إعلان الحرب على حركة مقاطعة الاحتلال المعروفة اختصارا بـ"بي دي إس" (BDS) المشروعة تماماً، في محاولة لتجريم أنشطتها ونشطائها.

وأعرب عن دهشته من تعرض نشاط حركة مقاطعة "إسرائيل" الشرعي المقاوم للاحتلال، لتلك الجهود المستمرة الرامية لنزع الشرعية عنه وتجريمه، متسائلاً: تخيل أن أي نضال آخر ملتزم - على سبيل المثال: ضد المصانع التي تستغل العمال في جنوب شرق آسيا، أو إنتاج اللحوم المصنعة، أو معسكرات الاعتقال الجماعية في الصين- يتم وصفه بأنه إجرامي في الغرب، من الصعب أن نتخيل ذلك، ومع ذلك يتم تجريم النضال ضد الفصل العنصري الإسرائيلي الذي لا يوجد نضال يضاهي وضوح مبرراته الأخلاقية.

وأضاف: حاول أن تحجز أي مكان كبير اليوم في أي مكان في أوروبا لعقد تجمع تضامني مع الفلسطينيين، أو حاول أن تنشر مقالاً ضد الاحتلال الإسرائيلي في وسائل الإعلام الغربية الرئيسة سوف تعثر عليك آلة الدعاية الإسرائيلية الشديدة اليقظة بسرعة، وتتهمك بمعاداة السامية وتقوم بإسكاتك.

ورأى الكاتب أن الهدف الأساس من استراتيجية "إسرائيل" تلك هو استغلال معاداة السامية لإسكات الأصوات التي تنتقدها، وأن الوقوف ضد تلك السياسة يجب ألّا يقتصر على المهتمين بالقضية الفلسطينية، إنّما يجب أن تكون محل اهتمام عاجل من قبل كل المدافعين عن حرية التعبير.

وقال إن تلك الحملة العدوانية العنيفة لا تصب في مصلحة "إسرائيل" على المدى البعيد، وقد تأتي بنتائج عكسية على الاحتلال واليهود بشكل عام، وتؤدي إلى إثارة المعارضة والاستهجان من قبل المؤيدين لحرية التعبير، وهو ما لم يحدث حتى الآن لبعض الأسباب.

وأوضح أن الحملة الإسرائيلية نجحت في إسكات أوروبا التي أحنت رأسها واستسلمت من دون قيد أو شرط للاتهامات المبالغ فيها، والتي لا أساس لها من الصحة في بعض الأحيان بمعاداة السامية، محذراً من العواقب الوخيمة للخلط بين معاداة السامية والنقد الضروري والمشروع للاحتلال الإسرائيلي والحركة الصهيونية.

وقال إن معارضة وإدانة جرائم الحرب التي ترتكبها "إسرائيل" لا يدخل في إطار الحق المشروع فحسب، وإنما هو عمل واجب، وتساءل "كيف بحق السماء يمكن اعتبار ذلك معاداة للسامية؟ كيف أصبح النضال من أجل الحق والضمير أمراً ممنوعاً.

وانتقد ليفي إقالة الزعيم الجديد لحزب العمال البريطاني المعارض كير ستارمر -مؤخرا- وزيرة التعليم في حكومة الظل ريبيكا لونغ بيلي، إثر تغريدة شاركت فيها مقالاً يشير إلى أن "إسرائيل" دربت الشرطة الأميركية على أسلوب الخنق أثناء اعتقال المشتبه بهم، عن طريق وضع الركبة على عنق الموقوف، وهو الأسلوب الذي أدى إلى مقتل المواطن الأميركي ذي الأصل الأفريقي جورج فلويد.

واتهم ستارمر وزيرة التعليم بمشاركة مقال يحتوي على ما سماه "نظرية المؤامرة المعادية للسامية".

وأشار الكاتب إلى أنه بغض النظر عن صحة ما ورد في المقال المثير للجدل، فإن السرعة التي تمت بها إقالة الوزيرة تعد أكثر إثارة لقلق المدافعين عن حقوق الإنسان من مصداقية المقال الذي نشرته.

وأوضح أن المقلق في الأمر هو أن وزيرة التعليم البريطانية أقيلت لأنها تجرأت على نشر مقال ينتقد "إسرائيل"، وليس لأنها تجرأت على نشر مقال لا يستند إلى حقائق واقعية.

وقال إنه حتى لو كانت الاتهامات الواردة في المقالة ملفقة ولا أساس لها من الصحة، فإنه من المستبعد جداً أن تتعرض الوزيرة للإقالة بهذه الطريقة لو أن المقال كان يكيل تهماً كاذبة لأي دولة أخرى على وجه الأرض غير الكيان الإسرائيلي، مشيراً إلى أن هناك خلط ممنهج ومحير بموجبه يكون للمحتل الحق في الدفاع عن نفسه، وتكال التهم لكل من يناضل ضد الاحتلال.

وقال إن أوروبا تسكت الأصوات المنتقدة للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، بدلاً من شجبه ومعاقبة "إسرائيل" عليه، خاتماً المقالة بالقول: ما يحدث غير أخلاقي وغير عادل، وأن على أوروبا ألا تستمر في الصمت حيال ما ترتكبه الكيان الإسرائيلي، حتى إن كان الثمن وسمها بمعاداة السامية.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا