إيران تكشف تفاصيل القبض على خلية للموساد .. فوجئوا بصور محادثاتهم وتنقلاتهم في اصفهان

الأربعاء, 26 تشرين الأول 2022 الساعة 22:46 | سياسة, عالمي

إيران تكشف تفاصيل القبض على خلية للموساد .. فوجئوا بصور محادثاتهم وتنقلاتهم في اصفهان

جهينة نيوز"

كشفت وكالة فارس الإيرانية عن تفاصيل عملية أمنية تم القبض خلالها على خلية للموساد الصهيوني وعرضت مشاهد من تجهيزات واعترافات الخلية التي تفاجئت بحصول الأمن الإيراني على صور محادثاتهم ومراقبتهم منذ دخولهم إيران قادمين من دولة إفريقية حتى القبض عليهم.

القضية بدأت منذ العام الماضي من فلسطين المحتلة – تل أبيب - صيف عام 2021 في مقر جهاز التجسس الخارجي الاسرائيلي "الموساد" الذي شهد في تلك الأيام تغييرات وتطورات . رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين الذي رأس هذا الجهاز لمدة 6 سنوات يتنحى ويحل مساعده ديفيد بارنيع محله . لقد علم بارنيع منذ الشتاء الماضي بأنه سيحل محل كوهين . ومن اجل بدء عمله واثبات جدارته للحكام الصهاينة كان يحتاج الى تدبير عملية خارقة للعادة، واوكل التخطيط لهذه العملية لأهم قسم في جهاز الموساد أي "طاولة إيران" وخلال هذه الفترة تم تحديد مكان هام لتنفيذ عمليات " منشأة صناعية حساسة في اصفهان ".

بارنيع يريد انفجارا في هذا المركز يصل صداها الى كافة وسائل الاعلام الغربية . اكبر حرب نفسية من المقرر بدء شنها على ايران عبر عملية تفخيخ كبيرة. هذه المنشأة الصناعية في اصفهان فيها جميع الخصائص التي يبحث عنها الموساد . لقد تحولت اصفهان منذ سنوات الى مركز صناعي هام للصناعات الايرانية ومنها الصناعات الجوية خلال السنوات الأخيرة .

وبعد فرض الحظر الاميركي فان ايران لا يمكنها شراء الطائرات المدنية . في هذه المنشأة في اصفهان ينتج العلماء الايرانيون تركيبة معدنية خاصة على شكل الواح سعيا منهم للحصول على تكنولوجيا صنع هياكل الطائرات . ضرب هذه المنشأة يعتبر امرا مثاليا للصهاينة لانها مدنية ولا حماية امنية كبيرة حولها وفي نفس الوقت فان نجاح استهدافها يعتبر امرا مميزا.

وكان الصهاينة يهدفون الى تدمير الدورة الكاملة للانتاج هناك . وهذه المنشأة قريبة من معمل كبير للبتروكيماويات . وان امواج الانفجارات وسحبها ستغطي مساحة مناطق كبيرة .

لقد خطط للتفجير في يوم عمل ليتواجد المهندسون والتقنيون ايضا في مكان عملهم لايقاع اكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية والقضاء على العلماء الايرانيين ايضا لكن من الذي سينفذ هذه العمليات التاريخية ؟ الجواب هو في اقليم كردستان العراق – السليمانية - شتاء عام 2020 .

4 ارهابيين من زمرة كوملة المجرمة في مدينة السليمانية العراقية اختيروا لهذا الغرض وتم نقلهم الى قاعدة عسكرية.

الكوملة زمرة مناوئة لايران ومقرها السليمانية ، لقد نشأت زمرة كوملة بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران بهدف فصل محافظة كردستان . وقد شنت حربا دامية في ربيع عام 1979 في مدينة سنندج عاصمة محافظة كردستان الايرانية وخلال 28 يوما ارتكبت مجازر مروعة ضد الشعب الكردي . في تلك الايام لجأت جماعة كوملة الى اسلوب مخيف لارعاب الناس انهم كانوا يحزون رؤوس مناوئيهم واشتهروا بهذه المجازر المروعة. وفي ايام الحرب الصدامية على ايران استخدم صدام جماعة كوملة كأداة ضد ايران وكان يزود هذه الجماعة الارهابية بالمال.

لقد حصلت جماعة كوملة على جهة مساندة ثابتة لها خلال هذه السنوات ايضا وهي الكيان الصهيوني . ان تقسيم ايران الى دويلات هو حلم الصهاينة منذ 40 عاما على الاقل .

ان هذا الهدف المشترك جعل الجماعات الارهابية في غرب ايران يتعاونون مع الصهاينة يدا بيد منذ عقود ولذلك ليس مستغربا ان يلتقي جواسيس طاولة ايران في الموساد بزعيم جماعة كوملة الارهابية عبدالله مهتدي في شتاء عام 2020 وطلبوا منه اختيار 5 خلايا تتألف كل منها من 4 مقاتلين من اشرس المسلحين من اجل اختبارات القبول لتنفيذ عملية كبيرة للموساد.

لقد تشاور مهتدي مع مساعده عبدالله آذربار واختارا اسامي الافراد وبعثا باسامي عناصر هذه الخلايا المؤلفة من 4 اشخاص واوراق هوياتهم الى الموساد.

يقول احد الارهابيين المعتقلين : لقد نادانا حزب كوملة الى احد البيوت وجمعونا هناك وقال لنا عبدالله آذربار وهو الرجل الثاني في حزب كوملة في السليمانية ان حزب كوملة قد اختارنا للخضوع الى دورة تدريبية لتلقي تدريبات عسكرية اميركية في كركوك لقد سألتهم ما هي المهمة قالوا لي ستذهب الى كركوك لتلقي دورة تدريبية والعودة .

لكن بعد قليل ثبت بأن الوجهة ليست كركوك ولا حتى القاعدة الاميركية . في البداية اخضع ضباط الموساد هذه المجموعات الى اختبارات واختارت احداها.

يشرح احد الارهابيين: عندما يعقدون معنا اجتماعا يبلغونا ضرورة كتمان امر هذا الاجتماع بشكل تام وعدم البوح به لاي شخص واذا استطعت الحفاظ على هذا السر ستشارك في الدورة التدريبية لكنك اذا تكلمت امام شخص آخر بشأنها فاننا سنعلم بالامر ونقوم بحذفك من الدورة . عندما رفعوا اسماء مجموعتنا اليهم كنا 6 اشخاص ومن بين هؤلاء بقيت انا لوحدي.

ان اعضاء الخلية هم 4 اشخاص اولهم " بيمان" وهو من الذراع العسكري لجماعة باك . و"محمد" وهو المسؤول السيبراني لجماعة باك . وهوزن، وكان المسؤول عن تدريب العناصر الجديدة ، واخيرا "وفاء" وهو نجل شقيق عبدالله آذربار نائب رئيس جماعة كوملة .

اما الخلايا الاخرى التي لم يتم اختيارهم فتصورا بانهم بمناى عن رصد الاجهزة الامنية الايرانية، وعادوا الى حياتهم العادية لكي يستفيد منهم الموساد في عمليات اخرى.

ويضيف احد الارهابيين ايضا : بعد فترة من الزمن استدعوني من جديد ونقلوني الى شقة في مدينة السليمانية لقد نقلونا الى شقة في حي باك سيتي وهو حي راقي .

ان هؤلاء الارهابيين الـ 4 كانوا قد نفذوا في السابق عمليات ارهابية عدة مثل زرع الالغام لاستهداف حرس الحدود الايرانيين والمواطنين الاكراد الايرانيين لكن معظم ضحاياهم كانوا من الاطفال ومهربي البضائع على جانبي الحدود ، لكن هذه المرة فان المهمة التي اوكلت الى هؤلاء الاربعة كانت عالية المستوى، كان يجب تدريبهم على ضرب هدف صعب وكان يجب ان يتم التدريب في مكان بعيد ، كان يتصور الصهاينة بأن أي من عناصر الامن الايرانيين لا يعلم بوجوده ، مكان في قارة اخرى .

ويوضح احد الارهابيين "لقد نقلونا من السليمانية الى مكان آخر ثم جاءت حافلة صغيرة ونقلتنا الى بيت متروك وكان مظلما ولا نرى أي شيء ، أتى اشخاص يتكلمون الانكليزية ونحن لا نستطيع رؤية شيء ، لكن فقط هناك شخص قال لنا ان ننفذ ما يقوله لنا لقد نقلونا الى ذلك البيت المتروك والمظلم وفقط كانت هناك اضواء حمراء على قبعاتهم وقاموا بتفتيشنا ، فتشونا جسديا وفتشوا اغراضنا وعصبوا أعيينا ونقلونا بسيارة الى المطار، عندما وصلنا الى الطائرة جلبوا كلبا يشمّنا ومن ثم صعدونا الى الطائرة ونحن معصوبو الأعين وهناك سماعات تغلق آذاننا ايضا واركبونا في طائرة شحن ، يمكنني القول انه بعد ساعتين ونصف او ثلاثة ساعات من الطيران تقريبا وصلنا الى مطار آخر، عندما حطت الطائرة في المطار كنا معصوبو الأعين.

ومن هناك ركبنا طائرة خاصة ، وعندما اقلعت الطائرة قمنا بازالة عصبات الأعين وسماعات الاذن ، واستغرقت الرحلة 12 ساعة وعندما حطت الطائرة سألنا جميعا أين هنا ؟ فقالوا انها دولة بوتسوانا".

منذ سنوات يدير الصهاينة في افريقيا مافيا كبيرة لتهريب عاج الفيلة والالماس واشياء ثمينة اخرى، ان افريقيا شهدت تمزقا في سنين الحرب الداخلية، وقام الصهاينة ببيع السلاح للجماعات المسلحة في افريقيا وتوزيع الدولارات الاميركية عليهم لدعمهم لاذكاء نيران الخلافات والنزاعات وكلما ازدادت الحروب الداخلية تمكن الصهاينة بشكل افضل من توسيع شبكة تهريب الاشياء الثمينة والعاج والالماس وشراء ذمم قادة القبائل المسلحة .

لقد استطاع الكيان الصهيوني عبر دعم الجيوش القبلية انشاء وحدات تجسسية وتدريبية في قلب افريقيا بشكل تدريجي لتكون من اهم معاقل تواجد عناصر الموساد .

وتتردد عناصر الموساد تحت عنوان سياح او تجار الى تلك القواعد لقد قال احد اعضاء خليتنا بأننا اصبحنا ننفذ مهمة لجهة ما . ولجهاز تجسس وليس لتلقي دورة تدريبية ولا يمكننا الاستمرار . لقد تعرفنا على عدد من الاشخاص كانوا ضمن مجموعة واحدة وكان مسؤولهم يدعى فرشاد . كان شخصا اجنبيا لكنه كان يستطيع تكلم اللغة الفارسية لكن بلكنة غليظة .

ويشرح احد الارهابيين : قال انا اسمي فرشاد وانا المسؤول عن تدريبكم .

في قاعدة تدريب تحرسها الجماعات المسلحة الافريقية خضع هؤلاء الارهابيين الذين تم اختيارهم لتلقي التدريبات من 20 مدربا من افضل ضباط الموساد.

ويقول ارهابي آخر من هؤلاء الاربعة : لقد قدم 15 الى 20 شخصا لتدريبنا، لقد قدم بول و ماركو وبابك وسام ، المدربون كانوا يتكلمون الانكليزية والمترجمون كانوا يترجمون الى الفارسية ، في اليوم الاول تم حقننا باربعة حقن ، وقالوا هذه من اجل بعوضة الملاريا واعطونا إناءا من الحبوب لكل شخص لنبلع حبة في كل يوم".

وكانت هذه الدورة للتدريبات البدائية مثل قيادة السيارات والرمي والتدرب على استعمال الكمبيوتر الخاص بهم وكيفية ادخال الرمز وكيفية ارسال الرسائل وتلقيها .

ويشرح احد الارهابيين : تلقينا تدريبا على استخدام وسائل الاتصال بهم ، ومنها النافذة الحمراء (ويندوز) وكان عندنا جهاز سامسونج لمعرفة الاتجاهات والتصوير بشكل سري".

اما التدريب الآخر الذي خضع له الارهابيون هو كيفية استخدام التكنولوجيات الحديثة مثل النافذة الحمراء (ويندوز) وادوات الاتصال السيبراني الآمن مع ضباط العدو .

وقال احد الارهابيين انهم اعطوه الفلاش خاص باستعمال النافذة الحمراء حيث يتم تركيبه على الجهاز ومن ثم تشغيله عبر ادخال 17 كلمة سرية ، وكان هناك فلاش آخر لارسال الرسائل واستقبالها وقد قالوا للارهابيين ان هذا النظام آمن ولا يمكن لاحد قراءة الرسائل المتبادلة.

لكن احد الارهابيين يشرح " بعد مجيئنا الى ايران واعتقالنا وضعوا (الايرانيون) امامنا نسخا عن كافة الرسائل التي كنا قد ارسلناها واستلمناها".

لقد زود الارهابيون ايضا بسماعات صغيرة ايضا احتوت على شرائح الكترونية وكان فتح هذه الاجهزة يتم باستخدام مفاتيح تعمل بعكس الاتجاه المعمول وهذا جزء آخر من التدريب على تشغيل اجهزة الكمبيوتر، هذه الشرائح (خاصة بتخزين المعلومات) كانت توفر امكانية القرصنة وبرامج اتصالات كالنافذة الحمراء وغيرها ، وكل الشرائح الالكترونية الهامة قد وضعت في سماعة بشكل سري.

ويقول احد الارهابيين "يوما واحدا قضيناه للتدريب على استخدام الهاتف النقال عبر الاقمار الصناعية ، والـ ميك أب واستخدام بطاقات الهوية لانتحال شخصيات، لقد تلقينا تدريبات على تغيير البصمة عبر استخدام لاصق جرح وصب سائل لاصق على الاصبع واستعمال الكحول واعواد تنظيف الاذن للتنظيف ثم وضع مادة الفازيلين لكي يصبح شبيها باصبعك لكن مع بصمة جديدة".

وفي هذه الدورة ايضا تلقى الارهابيون تدريبات لاستعمال محفظة متطورة للـ ميك أب (مكياج) لتغيير شكل الوجه والرأس باستخدام ادوات خاصة جدا لكي يتعذر التعرف عليهم بأي شكل من الاشكال حتى لو ضبطت صورهم كاميرات المراقبة.

كما تدربوا على الرمي في اوضاع مختلفة اثناء التدريبات البدائية . وكان سلاحهم الرئيسي مسدس "غلاك" المصنع في النمسا . وهو سلاح يستخدمه عناصر الامن في اكثر من 48 دولة في العالم ، ورصاص هذا المسدس هو من عيار 9 ملم في مجلات (مخازن) تسع 17 رصاصة . كما يمكن استخدام مجلات اكبر تسع لـ 24 او 33 رصاصة . وكان واضحا انه كان للرمي الكثيف ، ويتم تزويد هذا السلاح باشعة مادون الحمراء والليزر لدقة الرمي، وهو من افضل انواع الاسلحة الصغيرة الفردية في العالم .

ان هذه الدورة لمدة شهر كان فقط من اجل الدخول المريح الى الاراضي الايرانية والتسوق فيها ومشاهدتها والتنقل فيها ، وبعد انتهاء هذه الدورة عاد الارهابيون الاربعة الى اقليم كردستان العراق ، وقد تم منعهم طوال هذه الفترة عن التحدث حتى الى اقرب الناس اليهم، وقد هددهم الصهاينة بان أي تسرب للمعلومات للعائلة سيؤدي حتى الى مقتل افراد عائلاتهم .

ومن ثم عاد هؤلاء الـ 4 ليخضعوا الى دورة تدريبية اخرى في افريقيا وهذه المرة في دولة رواندا ويشرح احد الارهابيين : عندما وصلنا الى رواندا نقلونا الى مكان كانوا يسمونه الأكاديمية ، وهي شبيهة بثكنة عسكرية ، الاكاديمية كانت تقع في منطقة عسكرية في رواندا ، وكانت الشرطة الرواندية موجودة هناك والجيش الرواندي ايضا ، وكانت هناك نقطتي تفتيش قبل الوصول الى الأكاديمية".

وهذه المرة كان التدريب عملاني بالكامل، لقد تم صنع مجسم يحاكي منشأة اصفهان الصناعية حسب صور الاقمار الصناعية.

ويضيف ارهابي آخر : لقد بنوا هنغارا أمام الاكاديمية شبيه بالمعمل الذي كان من المقرر ان نفخخه، لقد اردت فتح الباب لكنه قال لي لا نستطيع الوقت مبكر جدا لهذا ، وبعد الظهر حينما أتوا شرحوا لنا ما هذا الهنغار، وهذه صوره وافلامه ومجسمه ، صباح اليوم التالي ادخلونا الى داخل ذلك المعمل لنراه من الداخل ونتعرف عليه ، لقد بنوه بدقة وتماما كما هو المعمل الاصلي ، وحتى المعدات التي في داخله والمراحيض ومكان عناصر الحراسة بنوه تماما كالنسخة الاصلية كما كان عرض الطريق في المكان الاصلي بنوا طريقا هناك، لقد بنوا مجسم معمل شبيه تماما بالمعمل الموجود في ايران".

لقد تدرب هؤلاء الارهابيين في كل يوم على تنفيذ عمليتهم في هذا المعمل، وفي بعض الاوقات 70 مرة في اليوم الواحد على العملية الرئيسية.

ويضيف احدهم: انهم قالوا لنا باننا سنتدرب كثيرا حتى يصبح تنفيذ العملية سهلا جدا .

كان ينبغي على الارهابيين في البداية تعطيل صفارات الانذار في المعمل ومن ثم التحكم بطرق الدخول والخروج من المعمل وجزءا من هذه المرحلة كان يتطلب وجود معدات الكترونية بامكانها التحكم بصفارات الانذار والابواب الاتوماتيكية .

ويوضح احد الارهابيين: لقد تدربت على التحكم بنظام يتحكم بصفارات الانذار ويكتم صوتها وان الاشارات التي كانت ترسل الى الجهة التي تدير المعمل تصل الى هذا الجهاز وذلك في المرحلة الاولى عندما نصل الى ابواب المعمل، كان يجب ان نركب هذا الجهاز على جدار المعمل لنراقب عبر الهاتف النقال هل يأتي شخص نحونا أم لا ؟

لقد تم تحديد 8 نقاط رئيسية حول المعمل لوضع 8 قنابل كبيرة ، وهذه القنابل تعمل بتكنولوجيا جديدة وغير معروفة ورغم حجمها الاعتيادي وقابلية التخفي ، كان بامكانها احداث انفجار اكبر من الحجم الطبيعي وازالة المعمل باكمله والمنطقة القريبة منه عن الخارطة في طرفة عين.

ويقول احد الارهابيين المعتقلين: تلقينا تدريبا على وضع القنابل على معدات المعمل لتدمير كافة المعدات كانت لدينا قنبلة موضوعة داخل بطارية وكنا نسميها الترمينال وكل هذه (القنابل) كانت ترتبط ببعضها البعض ، كما كانت هناك عدد من القنابل الصغيرة لتدمير المعدات الالكترونية المستخدمة في العملية قبل مرحلة الهروب . لكن بعد تنفيذ العملية كان ينبغي تدمير باقي الاجهزة والاسلحة المستخدمة باستعمال رذاذ خاص على المعدات . وكان هذا الرذاذ يحول هذه المعدات الى كتلة لا شكل لها كالعجين لامحاء كل شيء يمكن ان يدل على التكنولوجيا المستخدمة في هذه العملية.

ويشرح احد الارهابيين : عندما تنتهي العملية كان يجب ان نضع الاسلحة في ظرف بلاستيكي ونرش الرذاذ عليها ونرميها جانبا ، انهم اعطونا غالونا كان يجب ان نمزقه بالسكين ونضع الاسلحة فيه ونرش الرذاذ فوقها والتخلص منها في منطقة كانوا قد حددوها لنا سلفا".

وبعد مضي شهر واحد انتهت هذه المرحلة ايضا من التدريبات، وعاد الارهابيون الـ 4 الى اقليم كردستان العراق لينتظروا اخبارا جديدة .

في هذه الاثناء يحل ديفيد بارنيع محل يوسي كوهين في الموساد . التحق بارنيع بالموساد في عام 1996 وقاد وحدات العمليات في داخل وخارج الكيان، يقال انه اليوم واحد من اكثر مسؤولي الموساد خبرة ، وهو متخصص في مكافحة الحركات الموالية لايران وخاصة حزب الله لبنان.

لقد بادر بارنيع بداية الى تنحية "فرشاد" المسؤول عن هذه الخلية العملياتية وعين مكانه الضابط القريب منه "بهراد" ليكون المسؤول المباشر عن هذه العمليات.

ويقول احد الارهابيين " بعد سنة ونصف او اكثر قالوا لنا ان فرشاد قد تغير وهناك شخص آخر اسمه بهراد حل مكانه، لقد اخذنا الى تلك الشقة في السليمانية وهناك تكلمنا مع مسؤول خليتنا الاسرائيلي "بهراد".

وفي ربيع 2022 ذهب هؤلاء ايضا الى دولة افريقية أخرى هي تنزانيا لتلقي آخر التدريبات وهناك علموا بقدوم ضيف خاص وهو في الحقيقة من يستضيف هؤلاء الاربعة ، "ديفيد بارنيع".

بارنيع الذي استلم حديثا قيادة الموساد جاء بنفسه الى تلك القاعدة التدريبية لكي يرفع معنويات الارهابيين بكلماته ويزيد من مستوى ثقتهم بنجاح العملية لقد كان بارنيع واثقا انه سيحقق في اول عملية له في ايران والتي كان يسميها "العملية الكبرى" نجاحا كبيرا. في هذه الدورة شهد مخطط العمليات بعض التغييرات.

ويشرح ارهابي آخر "هذه الدورة كانت للتذكير على الاكثر كما قاموا ببعض التعديلات، ففي الخطة الاولى كان مقررا الدخول الى المعمل بسيارة واحدة لكن هذه المرة تقرر الدخول بسيارتين، كما تم اجراء تعديلات على طريقة التحكم بالقنبلة وتفجيرها . ففي البداية كان مقررا ان نقوم بتحريك الدبابيس وتصبح القنبلة جاهزة للتفجير حسب المدة الزمنية المحددة مثلا 3 أو 4 ساعات لكن هذه المرة قاموا بتغيير الاسلوب وقالوا ان التفجير يتم عبر استخدام بطارية ورابط الكتروني صغير وهاتف نقال من نوع سامسونج وان التحكم والتفجير سيتم بواسطة الانترنيت ونحن نستطيع زيادة او نقصان الوقت المخصص للتفجير او تفجيرها سريعا".

وفي الوقت ذاته قام ضباط الموساد بالتنسيق مع شخص في اقليم كردستان العراق يدعى "آزاد" وشخص في داخل ايران يدعى "اميد" .

كان على آزاد ايصال هؤلاء الارهابيين الاربعة الى الحدود ان مهربي البضائع عبر الحدود يستغلهم دوما من يشغلهم وأحد اساليب الاستغلال هو تهريب بضائع غير قانونية كالاسلحة والقنابل التي يستفيد منها الارهابيون في داخل ايران .

لكن في بعض الاوقات وبدلا من تهريب الاسلحة للارهابيين يتم نقل الارهابيين بانفسهم الى داخل ايران وهذه المرة قام المهرب آزاد بادخال هؤلاء الارهابيين الاربعة الى داخل ايران ، وقد تم تسليم كل واحد من هؤلاء الاربعة بعض المقتنيات الشخصية وتم تزوير هويات وطنية لهم بشكل لا يمكن التشكيك فيها حتى اذا تم استعلام الدوائر المعنية ولا يشك احد بأنها مزورة .

 

 

 

ومن اجل اكمال الوثائق تم وضع بطاقات مصرفية مزورة باسماء هؤلاء الارهابيين بين مقتنياتهم لتضليل عناصر الامن الايراني اذا شككوا في هويات هؤلاء، وتبديد الشكوك حينما يرون بطاقات مصرفية ايضا باسمائهم لقد تم التخطيط الجزئي بعناية فائقة وقد اصبح الارهابيون وهذه المعدات في عهدة آزاد لكي يعبرهم الحدود بشكل لا ينتبه اليهم حرس الحدود الايراني (كما زعموا).

لقد كان آزاد في العراق تحت امرة شخص يدعى سعيد ، وفي داخل الحدود الايرانية تحت امرة شخص يدعى اميد ، لقد سلم آزاد الارهابيين ومعداتهم لأميد في الجانب الايراني من الحدود ونقلهم اميد الى منزل آمن، وفي صباح اليوم التالي وحسب تعليمات ضباط الموساد تم تقسيم هؤلاء الاربعة الى مجموعتين تضم شخصين ، المجموعة الاولى توجهت مباشرة الى اصفهان ، لكن المجموعة الثانية توقفت في مدينتي همدان وساوة عدة ساعات ومن ثم توجهت الى اصفهان.

ويقول احد الارهابيين "المجموعة الاولى ضمت محسن ومحمد والمجموعة الثانية انا ووفاء ، في همدان حددوا لنا 4 نقاط لنزورها مشيا على الاقدام لكي نتعرف عليها ونستخدمها حين الرجوع وبعد ذلك كان يجب ان نتوجه الى ساوة وكانت هناك منطقتين ايضا.

وبعد انتهاء هذه المهمة ايضا توجهت المجموعة الثانية من همدان الى اصفهان لبدء المرحلة التالية من العملية والان جاء دور المساندين للعمليات ليظهروا واحدا تلو الآخر ، الشخص الاول عمل تحت ستار تأجير البيوت للسياح الاجانب ، واستأجر منزلا للارهابيين ووضع المفتاح خلف لوحة رقم البيت.

ارهابي آخر يقول " لقد حددوا لنا عبر النافذة الحمراء المكان الآمن المخصص لنا في اصفهان، وقد وضعناه في جهاز السامسونج وتتبعنا المسار ووصلنا الى المنزل وقد دخل هؤلاء الاربعة الى المنزل واستقروا فيه والان كان يجب ان يستلموا سيارتين من احد مواقف السيارات في اصفهان، بمساعدة شخص مساند آخر قام بشراء السيارتين وسجلهما باسمه ليسلمها الى الارهابيين في اصفهان.

ويشرح هذا المساند "انا اعمل في مجال بيع وشراء السيارات في طهران ، في شهر فبراير 2021 وصلتني رسالة عبر الواتساب ، من رقم يعود لدولة البرتغال .

وطلبوا مني لاقوم ببيع وشراء السيارات نيابة عنهم في طهران ، واثناء مكالماتي معهم سألتهم عن شغلهم ومكانهم ، فجاوبني هذا الشخص بانه يسكن البرتغال ولديهم شركة هناك ويقومون بشراء آليات الحفر وقال ((نريد القدوم الى ايران ومواصلة عملنا في ايران )) وانا قد اشتريت سيارة لهم وسجلتها باسمهم ، وبعد ذلك طلب مني هذا الشخص ان ارسل اليه مقاييس كابينة السيارة ، فسألته لماذا يريدها ؟ فجاوبني بانهم يريدون حمل السلع فيها ، وان طول هذه السلع طويل نوعا ما فانا اريد ان اصمم صندوقا من اجل ذلك ، وانت قم بصناعتها حسب الحجم الذي نريده لكي نضع سلعنا فيها ونغطيها بغلاف لقد قالوا لنا ان نتوجه عند الساعة 9 صباحا الى موقف "مشكاة" للسيارات ، ونستلم من شخص اسمه "ميثم" سيارتين احداهما شاحنة صغيرة وفقط نستلمها من دون دفع نقود لانهم هم كانوا قد دفعوا ".

وبعد استلامهم للمنزل والسيارتين جاء دور استلامهم لاجهزة الهاتف النقال انهم كانوا يستخدمون هاتفا مخصصا لكل عمل على حدة .

وتقول امراة مساندة لهذه العملية تم اعتقالها ايضا "في احد المواقع رأيت فرصة عمل شاغرة وظننت انها فرصة عمل في مجال الابحاث، وظننت ان بامكاني انجازه وارسلت سيرتي الذاتية لهم فاتصلوا بي وقالوا انهم قبلوا طلبي وانهم سيتصلون بي لاحقا ".

بعد انتهاء فترة الاختبار كان على هذا الزوج (المراة وزوجها) ان يسلما اجهزة الهاتف النقال لشخص في اصفهان ، وهو في الحقيقة احد اعضاء الخلية الارهابية .

وتضيف هذه المرأة "في يوم ما اتصلت بي وقالت ان زوج صديقتها الان هو في ايران ، وفي يوم محدد ومكان محدد سلموه اجهزة الهاتف النقال اذا امكن".

ثم يشرح احد الارهابيين "بعد يوم من استلامنا السيارتين جاءنا امر جديد ((ستأتيكم سيارة أجرة من طهران من طراز سمند صفراء اللون ورقمها خاص بمنطقة طهران)) وكان السائق يتحدث مع شخص ويخاطبها بالآنسة المهندسة ، وهذه المهندسة تكلمت معي واظن انها تكلمت معهم (الموساد) ايضا ، فحصلت على التأييد ليسلموا الهواتف النقالة لي وقد استلمتها ، هذه الهواتف التي استلمتها من السيد B كان فيها برامج جاهزة كالواتساب لكي نستطيع التكلم وكانت شرائحها ايضا بداخلها، وتلك الهواتف النقالة كانت لليلة تنفيذ العمليات ، بمعنى ضرورة عدم الاستفادة منها في المنزل".

ان هذه المجموعات الثلاثة، أي التي وفرت المنزل والتي جهزت السيارة والتي جلبت الهواتف النقالة ، لم يكونوا على علم بعلاقة هذه الخلية بالموساد ، لكن طمعا في الحصول على الاموال قبلوا بتنفيذ اعمال غير اعتيادية .

لكن المساند الرابع للعمليات كان على علاقة تامة مع ضباط الموساد : سائق شاحنة صغيرة اخرج افراد عائلته من البلاد مسبقا وحجز بطاقة طائرة متجهة الى الخارج في يوم تنفيذ العملية ، جلب عددا من الكنبات ومكبرتي صوت كبيرتين وعدد من حقائب الادوات من مدينة صغيرة في محافظة اصفهان الى مدينة اصفهان ، تلك الشاحنة الصغيرة الزرقاء التي كان رقمها يخص منطقة طهران ويقودها شاب جاء بالاغراض.

احد الارهابيين يشرح : لقد انتظروا علامة منا وهي وضع منشفة على مرآة باب السيارة ، لكي يقوم هذا الشخص المسمى بالسيد A بتسليمنا الاغراض والمعدات وهي ، 5 كنبات احتوت قنابل واسلاك تفجير وصواعق تفجير ، كان هناك ملقط يتصل به صاعق تفجير ويتم وضعه من الاعلى، في داخل حقائب الادوات كان هناك جهاز تفجير للقنابل يتم التحكم به عبر الاقمار الصناعية ".

وكانت الخطة الرئيسية هي ان هؤلاء الاشخاص يقومون فقط بوضع القنابل ثم يتم تفعيلها وتفجيرها عبر الاقمار الصناعية.

ويشرح احد الارهابيين " في داخل مكبرتي الصوت الكبيرتين ، كانت هناك عدد من مسدسات غلاك بارقام تم مسحها وكواتم صوت ، لقد سلمنا المعدات وكانوا قد امرونا بتسليمه شاحنة بطارية كمبيوتر وعدد من مفاتيح البراغي ولا ادري لماذا تستخدم ودمية بداخلها جهاز GPS ، وقد سلمناها لسائق الشاحنة الصغيرة ونحن قد غادرنا الحديقة قبله ".

حتى هذه اللحظة كانت الامور تجري حسبما ما هو مخطط وبشكل كامل ، هؤلاء الاربعة استقروا في المكان المحدد وتسلموا القنابل ، وبقيت مرحلة واحدة فقط وهي وضع القنابل داخل المركز الصناعي الحساس.

كان بارنيع يتابع التطورات عن كثب ، وكان جواسيس موساد يعملون حتى على صياغة عنوان خبر عملية الموساد لكي تنشره وسائل الاعلام العالمية نقلا عن مصادر مطلعة.

لقد حان موعد بدء العملية الكبرى وعلى النافذة الحمراء ارسلوا امر بدء تنفيذ العملية ، بواسطة مجموعتين منفصلتين. ومع صدور الامر كان يجب على قوات الامن الايرانية ان تبادر الى اعتقال هؤلاء ، ان باقي اعضاء فرق الاسناد التي هيأت المعدات ايضا تم اعقالهم واحدا تلو الآخر . في كل هذا الوقت ظل الصهاينة متحيرين ولا يدرون ماذا قد حصل ومن اين اتتهم الضربة ؟

في اروقة مقر الموساد كان الجميع ينظرون الى بعضهم البعض بريبة ، بدأ الزلزال في أركان الموساد فالجميع كانوا يعلمون ما معنى هذه الضربة ، بارنيع الذي جلب وصمة عار لنفسه بدلا من ميدالية تقدير في بداية عمله قام بازاحة رئيس طاولة ايران في الموساد والذي بقي في منصبه 5 سنوات .

فرض الاعلام الغربي تعتيما على تغيير مسؤولي الموساد لمدة 3 اسابيع ، حتى ينشروا هذه المعلومات على شكل نبأ تعيين اول امرأة ، لترؤس طاولة ايران في الموساد.

مع فشل العملية الكبرى للموساد، شرحت وزارة الامن الايرانية تفاصيل ما وقع للمواطنين الايرانيين من خلال بيانين ، اصدرت وزارة الامن الايرانية في بيان عن اعتقال خلية تابعة للموساد في البلاد.

حسب بيان وزارة الامن تم اعتقال اعضاء شبكة تابعة لجهاز الموساد تسللوا الى البلاد عبر اقليم كردستان العراق في عملية استباقية جرت على عدة مراحل على يد قوات الامن الايرانية .

وعلى الفور قامت قناة بي بي سي الناطقة بالفارسية وقناة ايران نشنال ايضا ببث الاكاذيب للتغطية على هذا الانجاز الامني الايراني .

ورغم العمالة القديمة لحزب كوملة للصهاينة قام عبدالله مهتدي زعيم هذه الزمرة في مقابلة مع قناة ايران اينتر نشنال بانكار أي علاقة بين هذه الزمرة وبين الموساد .

يقول احد الارهابيين " قلنا لهم لماذا لم توضحوا لنا ما هو هذا الجهاز (الموساد) ؟ انهم قد كذبواعلينا ، فاجابونا "لو قلنا لكم منذ البداية لما قبلتم بالمهمة"، فسالناهم لماذا تلعبون معنا ؟ فاجابونا "اننا نريد صنع المستقبل لكم ولدينا هدف كبير لكم انتم باستطاعتكم ان تتحولوا الى كنز لحزب كوملة" ، في جميع التدريبات التي خضعنا لها في افريقيا كان يحضر ممثل عن كوملة في جميع لقاءاتنا مع عناصر الموساد".

ان جواسيس الموساد كانوا يعتقدون بداية بأن هذه العملية اذا فشلت سيكون السبب خطأ ميداني للمنفذين ، لكن الاسئلة التي لم تلق جوابا في داخل اروقة الموساد هي هل هذه العملية وجميع الضباط الضالعين فيها كانوا في دائرة رصد جهاز الامن الايراني ؟ هل ان الارهابيين وطوال الفترة التي قضوها في منزلهم الآمن في اصفهان كانوا تحت المراقبة ؟ ام ان هؤلاء الارهابيين وطوال فترة تنقلهم عبر شوارع اصفهان حسب تعليمات الموساد، وبتغيير اشكالهم، هل كانوا في رصد الكاميرات الامنية الايرانية ؟

الفضيحة الاكبر للصهاينة هي ان هذه العملية ادت الى كشف جزء كبير من شبكة عملاء الموساد في المنطقة على يد الايرانيين ولذلك قام بارنيع بتغيير كافة الاشخاص المتولين لطاولة ايران في الموساد ، لان كيان الاحتلال فقد الثقة بكافة اعضاء هذه الطاولة، وكان هناك احتمال بان يكون بهراد او احد الضباط المقربين منه من عناصر الامن الايراني .

ومع هذه الهزيمة الكبرى فان الرعب لم يشمل فقط طاولة ايران، بل امتد الى باقي الاقسام ايضا ، فالخوف الاكبر هو ان الكيان الصهيوني بات غير واثقا من مستقبله، وهذه هي العملية الكبرى التي نفذها عناصر وزارة الامن الايرانية بعون الله تعالى في قلب الموساد.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا