أثر التغيرات المناخية على سورية وسبل مواجهتها في ورشة عمل لوزارة الإدارة المحلية والبيئة

الأحد, 24 أيلول 2023 الساعة 22:32 | منوعات, بيئة

أثر التغيرات المناخية على سورية وسبل مواجهتها في ورشة عمل لوزارة الإدارة المحلية والبيئة

جهينة نيوز

ناقش المشاركون في الورشة التي أقامتها وزارة الإدارة المحلية والبيئة اليوم تحت عنوان (التغير المناخي في سورية .. الواقع والتحديات) أثر التغيرات المناخية على سورية إضافة إلى المشاركة في الجهود العالمية والإقليمية، بهدف التصدي لآثار هذه التغيرات.

ودعا المشاركون في الورشة التي أقيمت في جامعة دمشق إلى توسيع التشاركية بين كل القطاعات والمجتمع في مواجهة التحديات التي تشكلها التغيرات المناخية وإنشاء قاعدة بيانات دقيقة وبنك معلوماتي واضح، للوصول إلى كل الجهات ذات الصلة ووضع خرائط منهجية تبين الدول والمناطق التي تتعرض للتغيرات المناخية، إضافة إلى تعزيز وعي الشباب بقضايا المناخ وتوفير الموارد التعليمية حول التغير المناخي وتشجيع الأنشطة البيئية ودور المجتمع الأهلي في حملات التوعية والدعم والتوجيه وتنظيم الفعاليات والمشاريع المشتركة.

وتخللت الورشة جلسات حوارية تناولت عدة محاور تدخل في سياق التغيرات المناخية والبيئة والزراعة والموارد المائية والكهرباء والطاقة المتجددة ودور الشباب في هذا المجال.

وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف أكد أن سورية من أوائل الدول الملتزمة بالمواثيق الدولية في مجال حماية البيئة ومواجهة التغيرات المناخية، والمؤسسين والموقعين على الاتفاقيات التي وصل عددها إلى 35 اتفاقية، لافتاً إلى أن سورية قطعت شوطاً كبيراً في مجال التصدي للتغير المناخي، حيث يوجد برامج عديدة بدءاً من قانون حماية البادية والحراج والآبار وصندوق مكافحة الجفاف إلى اتفاقية باريس للمناخ، كما قطعت شوطاً في مجال إحداث المحميات الطبيعية وحمايتها.

وأشار المهندس مخلوف إلى أن استغلال الاحتلالين الأمريكي والتركي وأدواتهما من الإرهابيين للموارد المتعددة في المناطق التي يحتلونها والذي أفضى إلى التكرير البدائي للنفط وقطع المياه أثر على التنوع الحيوي في سورية، وألحق ضرراً به، كما أدت الإجراءات القسرية أحادية الجانب من قبل الغرب إلى حرمان سورية من احتياجاتها في العديد من المجالات، ومنها الطاقة.

 

وقال الوزير مخلوف: إن سورية كجزء من الأسرة الدولية ستلتزم بواجباتها والخطط المطلوبة التي تساعد الدول ولا سيما النامية على التكيف مع التغير المناخي ونقل المعرفة والتكنولوجيا المطلوبة في هذا المجال، وهذا ما نتطلع إليه من جهود الدول المشاركة في مؤتمر (كوب 28) في الإمارات، وما تحققه من نتائج مهمة في ظل إمكانية الاستفادة من صناديق دعم الدول المتأثرة بالتغيرات المناخية كصندوق التكيف، حيث إن سورية تأثرت بشكل كبير بالتغيرات المناخية.

ودعا الوزير مخلوف إلى التركيز على ضرورة توحيد الجهود المطلوبة لمواجهة آثار التغيير المناخي والتحسس لمخاطره والسعي الجاد للتغلب على آثاره، والانتقال من مرحلة التخطيط على المستوى العالمي إلى التنفيذ، مبيناً أن سورية استفادت من المنظمات الدولية لمواجهة آثار التغير المناخي في مشروع الغوطة الشرقية لتعزيز قدرة المجتمعات المحلية في المنطقة لمواجهة تغيرات المناخ ونقص المياه عبر الإدارة المتكاملة للموارد الطبيعية وتدخلات التكيف الفورية، وهو يعد أول مشروع ينفذ بالتعاون مع برنامجي الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) والإنمائي ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو).

القائم بأعمال سفارة الإمارات العربية المتحدة بدمشق المستشار عبد الحكيم النعيمي أكد أهمية مشاركة سورية في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) الذي تستضيفه دبي خلال الفترة الممتدة من الـ 30 من تشرين الثاني إلى الـ 12 من كانون الأول من العام الجاري في سياق تعزيز العمل الجماعي لمواجهة تداعيات تغير المناخ.

وأشار النعيمي إلى أهمية تعزيز ودعم العمل نحو تقليل الانبعاثات الكربونية وحشد الجهود الدولية تجاه دعم العمل المناخي والتركيز على كونه فرصة للنمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام وإيجاد حلول ملموسة وفعالة لمكافحة التغيرات المناخية التي تشكل تهديداً مباشراً على العالم، من خلال التنوع البيولوجي والأمن المائي والغذائي وتزايد الفيضانات وارتفاع درجة الحرارة.

معاون وزير الزراعة والإصلاح الزراعي الدكتور فايز مقداد أكد أن التدابير القسرية أحادية الجانب أثرت على صعوبة تصنيع واستيراد مستلزمات الإنتاج الزراعي، وبالتالي على حجم الإنتاج وارتفاع التكاليف وأسعار الغذاء للمستهلك.

وأشار إلى أن أثر التغيرات المناخية على الإنتاج الزراعي والموارد الطبيعية يظهر بانخفاض مناسيب السدود والمتاح من الموارد المائية السطحية والجوفية، كما تسببت موجات الحرارة العالية والحرائق وموجات الصقيع والبرد والتنين البحري بإلحاق أضرار كبيرة بالإنتاج الزراعي.

معاون وزير الموارد المائية المهندس جهاد كنعان استعرض واقع الموارد المائية الحالي، لافتاً إلى أن سورية تواجه العديد من التحديات لجهة اضطراب المواسم المطرية وارتفاع درجات الحرارة والإجهاد المائي في معظم الأحواض المائية، حيث إن الجزء الأكبر من الموارد المائية مشترك مع دول الجوار.

معاون وزير الكهرباء الدكتور سنجار طعمة لفت إلى انخفاض مصادر الطاقة الأولية والإنتاج اليومي للنفط والغاز الطبيعي والطاقة الكهربائية، نتيجة آثار الحرب الإرهابية المفروضة على سورية، ووجود الاحتلال الأمريكي في بعض المناطق، مستعرضاً مؤشرات التحول الطاقي في سورية من خلال التنوع في مصادر الطاقة والرقمنة والشبكات الذكية وتكامل القطاعات وجذب الاستثمارات الخاصة.

معاون وزير الإدارة المحلية والبيئة الدكتور أحمد نعمان أشار إلى أن أهم عوامل التصحر هو الرعي الجائر وسوء استعمال الأراضي وتناوب فترات الجفاف والاستخدام غير المستدام لمدخلات الإنتاج الزراعي، وطرق الري التقليدية التي تسبب تملح التربة، موضحاً أثر الحرب الإرهابية بتدمير المنشآت والبنى التحتية النفطية وأنابيب نقل النفط، وزيادة الضغوطات على البيئة، فضلاً عن تأثر الموائل الطبيعية بفعل الأنشطة البشرية المكلفة.

وعن دور الشباب في قضايا المناخ بين ممثل اتحاد الطلبة المهندس محمد باسل مدني أنه يمكن للشباب المساهمة في التصدي لتحديات المناخ، من خلال التوعية والتعليم والمشاركة في الحملات البيئية وإطلاق حملات لتشجيع تجارب الطاقة المتجددة وإطلاق مشاريع إعادة التدوير والتصنيع، إضافة إلى دورهم في تحفيز العمل على تبني ممارسات مستدامة عبر دعم المشاريع الخضراء والتعاون مع المؤسسات الحكومية والشركات المهتمة بالبيئة.

وفي تصريح للصحفيين لفتت رئيسة الاتحاد الوطني لطلبة سورية الدكتورة دارين سليمان إلى أهمية خروج الورشة بمخرجات متكاملة تعكس أهمية دور الشباب في مجال التغير المناخي وتأثيره على المستوى المحلي والعالمي وضرورة استثمار أفكارهم ومبادراتهم وتوظيفها في هذا المسار، مضيفة: إن إطلاق مسابقة “فرصة خضراء” التي ارتبطت عناوينها بالمؤتمر المناخي الذي سيعقد في الإمارات هو جزء وحامل مهم لزيادة المعرفة لدى الشباب والتأثير في المجتمعات، وتكوين الوعي اللازم في مجال التغير المناخي وحماية البيئة.

مدير برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية “الموئل” هيروشي تاكاباياشي أوضح أن البرنامج يعمل مع برنامجي الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الأغذية والزراعة “الفاو” لتنفيذ مشروع التأقلم البيئي في الغوطة الشرقية لمواجهة تغيرات المناخ وتنمية الموارد الطبيعية ما أمكن، حيث تم العمل مع المجتمعات المحلية بالتنسيق مع الوزارات المعنية من أجل دراسة التحديات البيئية فيها.

المدير العام لمنظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) الدكتور نصر الدين العبيد أكد ضرورة توحيد الرؤى والجهود للحد من هذه التغيرات المناخية على الموارد الطبيعية، والاستفادة من الخبرات في سبيل مواجهة آثارها، من خلال توحيد الجهود واستنباط أصناف جديدة من المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة والثروة الحيوانية، والتوجه نحو الاقتصاد الأخضر والاستفادة من الطاقات المتجددة والتخفيف من انبعاثات الكربون وتخزينه.

حضر الورشة وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام إبراهيم، ورئيس جامعة دمشق الدكتور محمد أسامة الجبان، وعدد من ممثلي الوزارات والجهات التابعة لها والجامعات والسفارات والمنظمات الدولية والجمعيات الأهلية.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا