نصر الله: إذا لم تتوفر ظروف تحرير فلسطين اليوم فعلينا أن نُعِد ونستعد لغد وبعد غد

السبت, 20 كانون الثاني 2024 الساعة 21:07 | سياسة, عربي

نصر الله: إذا لم تتوفر ظروف تحرير فلسطين اليوم فعلينا أن نُعِد ونستعد لغد وبعد غد

جهينة نيوز

قال الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله إن عملية "طوفان الأقصى" حفرت عميقًا في وجدان الصهاينة هزيمة لا يمكن أن تُمحى وأضاف لقد تهشمت الأسطورة وتهشم النموذج وتلاشت الهيبة وتزلزل المشروع وعادت القضية التي عملوا طويلاً على خنقها لتتصدر كل جدارات العالم.

وقال نصرالله في رسالة وجهها إلى الملتقى الدولي الثاني عشر "غزة رمز المقاومة" والتي تلاها ممثل حزب الله في طهران السيد عبد الله صفي الدين.. إن عنونة مؤتمركم بشعار “غزّة رمز المقاومة” وتوقيته في مرحلة مصيرية تاريخية تخوض فيها المقاومة الفلسطينية مواجهة كبرى لحرب الإبادة الصهيونية يدلّل على استشعار المعنيين في إدارة المؤتمر المسؤولية وتداعيهم المبارك للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيّته ومقاومته وهو ما يوجب علينا جميعاً مسؤوليات جساماً واستنفاراً دائماً لتحشيد قدرات الأمة نصرةً ودعمًا للشعب الفلسطيني وإسناداً لمُقاومته الباسلة التي تكتب اليوم بحق بتضحياتها وبطولاتها ودماء رجالها وثبات وصمود شعبها مستقبل الأمة وتصون كرامتها وترسخ عنفوانها.

وأضاف السيد نصرالله إن ما خسرته إسرائيل حتى اليوم في غزة من ضباط وجنود على أيدي مجموعات المقاومة الفلسطينية يتجاوز بأضعاف كثيرة ما خسرته في حرب الـ 67 فالجيش الإسرائيلي الذي احتل في حرب الأيام الستة أكثر من 69000 كم مربعاً يُهزم اليوم على جزء من مساحة غزة ويعجز عن تحقيق هدف أو إعلان احتلال أو إقتراب من نصر بل هو يتراجع وينكفئ تحت عنوان الانتقال إلى مرحلة جديدة، ولذلك من الطبيعي والصواب أن يكون شعار المؤتمر "غزة رمز المقاومة" غزة اليوم هي الرمز لأن في غزة مقاومة شريفة مقدامة أبية.

وشدّد السيد نصرالله على أن “غزّة هي الرمز لأنها تعبّر بمقاومتها عن إباء وعنفوان وشموخ وطموحات وآمال شعوبنا المتعطشة للعزة والانتصار وأكد أن المقاومة هي التي تعز أهلها وحملة رايتها وسر العزة والكرامة ومفتاح النصر وهي اليوم أوسع من العالم كله كرامة وعنفواناً وإباءً.

وقال نصرالله .. لقد عمل العدو وأسياده منذ احتلال فلسطين على مسارين إثنين الأول مسار تشريع الاحتلال دولياً وتلميع صورته وتظهيره ككيان نموذجي متحضر يمكن أن يُحتذى كقدوة للمنطقة وسجلوا فيه نجاحات بارزة أما المسار الآخر فكانت خُلاصته إضعاف وخنق مقاومة الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته وصولًا إلى إخراجها من ساحة التداول العالمي بالاعتماد على القوة لشطب القوى المقاومة واعتماداً على خيار التطبيع الذي كفل لهم إخراج أنظمة مؤثرة من ساحة المواجهة.

وأردف نصر الله لقد كان خيار التطبيع وما زال مشروع تطويع لإرادة الأمة ومشروع تضييع لقضيتها المركزية ومشروع تهشيم لوحدة خياراتها حتى كادت أن تتحول قضية فلسطين التي هي قضية الأمة إلى قضية فلسطينية حصرية يتيمة غريبة وفي مسار إنحداري يُنذر بكل خطر بما يحمله التطبيع مع العدو من تآمر وخذلان للشعب الفلسطيني وتخل عن حقه وقضيته ومقاومته ومستقبله”.

وأشار نصرالله إلى أنه في هذه اللحظة القاتلة جاء "طوفان الأقصى" المقاوم ليخلط كل الأوراق وليبدل كل الحسابات وليحفرعميقاً في وجدان الصهاينة هزيمة لا يمكن أن تُمحى لقد تهشمت الإسطورة وتهشم النموذج وتلاشت الهيبة وتزلزل المشروع وعادت القضية التي عملوا طويلًا على خنقها لتتصدر كل جدارات العالم ولتوقظ العالم من جديد وتعيد الزخم والحضور المدوي ولتظهر نفسها كقضية عالمية ممتدّة وحاضرة في كلّ جغرافيا العالم وأروقته.

ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أن طوفان الأقصى المقاوم وجه صفعة قاسية لكل محاولات شطب قضية فلسطين وأكد أن القضية ما كانت لتبقى على قيد الحياة لولا مقاومتها وبندقيتها وتضحياتها.

ورأى سماحته أن العدو الإسرائيلي الذي يُمعن اليوم في المذابح والجرائم فيقتل عشرات الآلاف من الأطفال والنساء ويشن حرب إبادة شاملة على البشر والحجر والحياة ويرتكب فظائع هي الأعظم في التاريخ الحديث يفعل كل ذلك ليغطي الهزائم بالمذابح ولينتزع بصور المجازر والدمار صورة إسرائيل الذليلة يوم 7 تشرين الأول ولينتقم لزعزعة مشروعه الذي بذل وأسياده كل جهد طوال ما يزيد عن الـ 50 عاماً.

وقال نصرالله إن الغرب في هجمته على منطقتنا وفي مقدمته الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا أنهك جسد الأمة وفكرها طولًا وعرضاً بمشاريع التجزئة والتضليل والخداع والتفتيت تساعده أدوات غاشمة وأقلام أثمة وأصوات مأجورة وعقول مستأجرة.. لقد عملوا على تمزيق شعوبنا وإشغالها بقضايا التفتيت ولكن بقيت فلسطين وحدها صمام وحدة ومسار تلاق وقاعدة استنهاض ومعراج عبور إلى المستقبل الذي تتلهف إليه شعوبنا مستقبل المنعة والعزة والحرية والسيادة والاستقرار والرفاه.

وأشار نصرالله إلى أنه بعد عقود من السعي المركز بدعم أميركي وغربي كامل لتقطيع قضية فلسطين وتجزئتها وتذويبها جاءت النصرة لغزة من ساحات لبنان وسورية والعراق وإيران واليمن أوسع من توقعات العدو وقد نجحت فصائل المقاومة في محاصرة الكيان الغاصب بالنار على مدى أكثر من 100 يوم وهو أمر غير مسبوق.

وأکد سماحته أن دماء شهداء نصرة غزة في لبنان ودماء شهداء نصرة غزة في سورية ودماء نصرة غزة في العراق ودماء شهداء نصرة غزة في اليمن ودماء شهداء نصرة غزّة في إيران والتي كان آخرها دماء اللواء السيد رضي الموسوي كل هذه الدماء تتوحد وتلتحم وتتكامل مع دماء شهداء غزة والضفة الغربية.

إنها وحدة الدم والبندقية والساحة والهدف وهو ما يؤرق أعداءنا وهو ما يجب أن نستمر به ونعمل على تزخيمه وتعميقه وتمديده من يعتقد أن لدى هذه الأمة خياراً غير المقاومة فهو مخطئ وواهم جداً جداً جداً.

وقال إن إسرائيل لم تحتل فلسطين بالدبلوماسية وإنما بالسلاح وبالقوة ولم تحتل بيروت عام 82 بالدبلوماسية وإنما بالسلاح وبالقوة ولا تهدد الأمة اليوم بالدبلوماسية إنما بالسلاح وبالقوة وإسرائيل لم تندحر من لبنان عام 82 بالدبلوماسية وإنما إندحرت بالمقاومة کما لن تندحر من غزة وفلسطين بالدبلوماسية وإنما بالمقاومة نحن كأمة لا خيار لنا سوى المقاومة لا نملك سوى المقاومة لا شيء يمكن أن نراهن عليه سوى المقاومة.

وأردف السيد نصرالله أن المواجهة مع العدو ليست مواجهة يوم ويومين وإنما هي مواجهة مستمرة ومتواصلة ومتراكمة ويجب أن نبقى حاضرين في هذه المواجهة وإن احتشاد أساطيل الدول المستكبرة دعماً لإسرائيل إنما يؤكد وهنها وتزلزلها وهو ما يجب أن يُصلب إرادتنا بالتمسك بخيار المقاومة فإذا لم تتوفر ظروف تحرير فلسطين اليوم فعلينا أن نُعِد ونستعد لغد وبعد غد.

وشدد سماحته على أن المراهنة على المؤسسات الدولية وما يُسمى بالمجتمع الدولي فهي كما شهدتم وشهدنا مراراً إنما هي مراهنة فاشلة خائبة لم تُنتج سوى الحسرة والخسران والخيبة والمرارة مضیفاً إن هذه المؤسسات الدولية خارج الرهان لأنها مرتهنة لإرادة الإدارة الأميركية وقد كان آخر مهازل وتواطؤ هذه المؤسسات هو القرار الذي أدان اليمن في استهدافه للسفن الإسرائيلية دفاعاً عن غزة وشرع الاستهداف الأميركي البريطاني للأخوة أنصارالله وتجاهل بكل وقاحة وخبث مليوني مواطن فلسطيني بين شهيد وجريح ومعتقل وجائع وعطشان ونازح في العراء جراء المذابح والاعتداءات الإسرائيلية.

وقال السيد نصرالله إن من مؤتمركم المبارك أتوجه بالشكر إلى الإخوة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادةً وشعبًا على مواقفهم الريادية الداعمة ولمواقف سماحة الإمام القائد آية الله السيد علي الخامنئي الأصيلة والحكيمة وأشكر مؤتمركم ووقفتكم ونصرتكم للمقاومة.

وأشار نصرالله في الختام إلى أن عهد المقاومة الإسلامية في لبنان أن تبقى في موقع النصرة لغزة حتى انتصار غزة وعهدنا لإمامنا الخميني العظيم أن نحفظ وصاياه وأن نلتزم خطه ونواصل طريقه الذي لن تكون عاقبته إلا النصر والعزة والكرامة.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا