سيدات حلب يتحدين التقاليد ويبدعن في المهن اليدوية

السبت, 9 تموز 2011 الساعة 02:10 | مجتمع,

سيدات حلب يتحدين التقاليد ويبدعن في المهن اليدوية
جهينة نيوز: تمكنت خلال السنوات الأخيرة بعض سيدات حلب من تغيير نظرة المجتمع إليهن باعتبارهن لا يفضلن العمل نتيجة العادات والتقاليد غير أن من يسكن مدينة حلب يلاحظ زيف هذه الشائعات فسيدات حلب وربات المنازل ساهمن في عودة المهن اليدوية إلى الشارع السوري عموما بعد مرور سنوات على انحسارها التدريجي من منازلنا وأسواقنا. وبفضل تلك المهن تمكنت العديد من سيدات حلب من الحصول على فرص عمل ومساندة أزواجهن في مصروف البيت والأولاد. وعن تجربتها بحرفة نسيج الصايات تقول أم حسين جراح امراة في الستينيات من العمر.. بدأت بالعمل في هذه الحرفة وقد علمتها لبناتي التي يبلغ عددهن خمس وقد تمكنت كل واحدة من شراء منزل بفضل العمل في هذه المهنة الرائعة كما علمت أولادي الحتارة من غزل الصوف والشاهية و الدرفلي و دق الليرة والألاجه وهو قماش قطني وجهه وظهره من نفس النوع والحياكة والمظهر والزنانير الهندية التي تشتهر بزخارف ونقوش جميلة وبفضل هذه المهن تمكنوا من فتح ورش عمل وبنفس الوقت المحافظة على الأعمال اليدوية التي قلما نجد أشخاصا غير الحلبيين مميزين بعملها. وترى أم حسين أن مثل هذه المهن اليدوية قادرة على توفير العديد من فرص العمل لآلاف الشباب وعلى من لا يجد نفسه قادرا على الدراسة الجامعية أن يتعلم هذه المهن التي تمكنه من تأمين مستقبله كما فعل أولادي ويسير على طريقهم أحفادي. وتعتبر حليمة البابا شابة في العشرينيات من العمر.. أن ما يميز المهن اليدوية ابراز قدرة اليد على ابداع حركات وزخارف تعجز المكنة الصناعية عن فعلها فالعمل بالأدوات اليدوية مثل الفراز والمطواة والزيكون والمدرج والمنقاش والمشط تعطي دقة وجمالا للقطعة المشغولة أكثر مما تفعله المكنة وخصوصا العباءات المطرزة والمزركشة و اللفاعات وغيرها من الألبسة التراثية. وترى السيدة شامة قاسم آغا لديها مركز للأعمال اليدوية أن الحرف اليدوية مهمة لكون لها خصوصية وتوفر فرص عمل بدخل جيد لمن يتقنها ويعمل بها فهي لا تقل أهمية عن أي شركة حكومية أو خاصة وخير دليل على ذلك توفيرها فرص عمل لعدد كبير من سيدات حلب خلال العامين الأخيرين كما أن طبيعة العمل بها سهلة وتناسب الجميع بسبب عدم اشتراطها الوجود المستمر في المكتب أو مكان العمل وتضيف باتت الأسواق الحلبية مليئة بمثل هذه الأعمال اليدوية وهناك طلب عليها من سيدات أعمال في العالم العربي وحتى الأوروبي وخصوصا النحاسيات أو تلك المطعمة بالفضة وكذلك الصناعات الخشبية كالموزاييك وتطعيم الخشب بالصدف والعظم والنحاس. ولو زرنا البعض من المنازل الحلبية نلاحظ التوجه الكبير نحو اقتناء قطع مشغولة يدويا وعن سبب ذلك يقول ناجي شامي رسام حرفي.. اضحت الناس تشعر بالملل من القطع المصنعة بالآلة إضافة إلى أن القطع المشغولة يدويا لها خصوصية كما أنها مميزة بمعنى أنها تشعر مالكها بأنها فريدة من نوعها ولا يوجد غيرها إضافة إلى عمرها المديد بفضل دقة محترفيها في العمل. ويرى ناجي أن سكان حلب أيضا ساهموا في عودة تلك المهن بفضل توجههم إليها الأمر الذي شجع السيدات اللواتي يعملن بها على زيادة منتجاتهن من هذه القطع الجميلة. وفي السياق ذاته تضيف لوسي جيريشيان سيدة تعمل في مجال الصياغة اليدوية.. لقد تميزت اليد الحلبية والنسوية تحديدا بالقدرة على تصنيع أجمل الاكسسوارات وكثيرا ما أصادف صديقات لي قادمات من أوروبا يرتدين اكسسوارات مصنعة في حلب لذا لا بد من الاستمرار في هذه الحرف اليدوية البسيطة والتي بنفس الوقت قادرة على جذب الأنظار الينا من كل حدب وصوب وخصوصا المهن الخاصة بالزينة الخلاخيل والكردانات وليرات تباريم وقلادة الغوازي والقرنفلة على الأنف ودق الألماس وغيرها. وتضيف لوسي.. انها في أحيانا كثيرة ترفض طلبات لسيدات من الخارج كما أن ربات منازل كثر يرفضن البعض من الطلبات نتيجة الضغط الكبير على هذه المهن. وتتوفر تلك القطع اليدوية في سوق خان الشونة الذي يقع قبالة المدخل الرئيسي لقلعة حلب إلى الجنوب الغربي منها والذي يعتبر من أكثر الأماكن الذي تتوجه إليه ربات المنازل في حلب لعرض منتجاتهن إذ يعرض ذلك السوق مختلف مهن النسيج اليدوي من عباءات مطرزة وشالات وكوفيات ونسيج سبع الملوك أو الصايات و الصوفيات والمقصبات وصناعة البسط والسجاد اليدوي و صناعة النحاسيات والصناعات الخشبية كالموزاييك وتطعيم الخشب بالصدف والعظم والنحاس.


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 popillion23
    1/11/2012
    09:03
    popillion23@live.fr
    شكرا

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا