بدايات طفلك في التعامل مع المال

الخميس, 18 آذار 2010 الساعة 22:43 | مجتمع, تحقيقات

بدايات طفلك في التعامل مع المال
جهينة نيوز- ريما حجازي: يبدأ الإنسان بالتعرف على المال وطريقة التعامل معه من سن الطفولة, لهذا يجب توجيه الأطفال في سن مبكرة إلى الطريقة الأمثل والأفضل للتعامل مع المال, ويعتبر مصروف الطفل أفضل طريقة للبدء بتعليمه عن إدارة المال, لأن ذلك سيكون من مصروفه الشخصي ومن جيبه الخاص. وعن موضوع المصروف الشخصي التقت جهينة نيوز إحدى الأمهات مارلين زهرة وعن مصروف طفلها تيم البالغ من العمر 3 سنوات قالت: أعطي طفلي كل مايريد ولا أستطيع أن أتجاهل طلباته وأحب أن أفاجئه دائماً بالأشياء التي يحبها وهو عملياً لايهتم بالنقود لأنها لاتعني له شيئاً كقيمة مادية بل يهتم بالأشياء والأشكال والألوان التي تلفت نظره يتراوح معدل مصروفه الوسطي مابين 200- 300 ليرة باليوم لأنه لايمكنني الآن الفصل بين حاجاته الخاصة التي تلزمه وبين مصروفه الشخصي. وأضافت مارلين بأنها لاترى بالمصروف الشخصي أسلوباً تربوياً جيداً لأن طفلها تيم لديه اهتمامات تنصب في اتجاه معين وأنها عندما تريد معاقبته تمنعه من رؤية شخص يحبه أو تحرمه من دمية يحبها أما عبد الله والد الطفلة حنان ذات تسعة أعوام قال لجهينة نيوز: أرى في المصروف الشخصي أسلوب تربوي جيد في عقاب طفلتي حنان عندما تسيء التصرف كعدم إنجازها لفرضها المدرسي فأقوم بحرمانها من مصروفها لأنها في سن تدرك فيه أهمية المال وقيمته الأمر الذي يجعلها تعرف أين خطأها وتتفاداه ماأمكن وأجد أن أسلوب التوبيخ والإهمال لايجدي نفعاً معها في كل الأوقات ولا أحبذه كثيراً مصروف الطفل الشخصي مجال للتدريب النفسي والتربوي يعد مصروف الطفل مجالاً جيداً لتدريب الطفل عملياً على أخلاقيات المجتمع في البذل والعطاء، ويجب أن نحسن التعامل مع أطفالنا في مصروفهم اليومي، لأن لهذا الأمر علاقة بالتربية . فهناك دراسة ترى أنه من الأفضل أن يكون للطفل مصروف محدد ، إذ يستطيع الآباء تحديد قيمة المصروف استناداً إلى وضع تصورعام للمصروف الأسبوعي الذي يغطي احتياجاته ونفقاته في الترفيه والحلوى واللعب وتحديد مسؤولية الطفل في تغطية مصروفه لهذه النفقات وإعداد قائمة بالنفقات التي يرغب بها ، وأن يزداد المصروف سنوياً.  ـ في حين لم يعد خبراء التربية الحرمان من المصروف اليومي على أنه أحد أنواع العقوبات التي تلجأ الأسرة إليها في التربية ، لأنهم أشاروا إلى أنواع أخرى من العقوبات المرتبطة به، كأن يحرم من حفلة أو رحلة أو مشاهدة التلفاز......  في حين رأى خبراء التربية أن نجعل من المصروف تعزيزاً للطفل في تنمية اتجاهات سلوكية محببة وتتلاءم مع الواقع الاجتماعي والضبط الأخلاقي. – وأما الهدف من المصروف، أوالفائدة التي يجنيها الطفل من الاعتماد على نفسه في المصروف  بأنه يشعر الطفل منذ صغره باستقلاليته ، ويكتشف قيمة الادخار، ويجب تدريب الطفل في سن مبكرة على استعمال النقود التي معه كي يشعر بالارتياح والاعتماد على النفس والاستقلال لتنمية قوة الشخصية لديه. مستوى نضج الطفل يحدد متى تعطيه مصروفه؟ توصل خبراء التربية إلى الوقت المناسب للبدء بإعطاء الطفل مصروفه الشخصي حيث يعتمد ذلك على مستوى النضج لدى الطفل ، وقدرته على القيام بالعمليات الحسابية البسيطة ، وتخمين أسعار بعض المواد التي يرغب بشرائها ، ومدى مقاومته لأي إغراء قد يتعرض له لبعض المأكولات والألعاب التي يجب ألا يقوم بشرائها، وغالباً مايكون عمر الطفل في الفترة مابين( ثماني سنوات إلى عشر) مناسباً ليبدأ التعامل مع مصروفه الشخصي. كما ينبغي على الأهل أن ينتبهوا إلى ضبط مصروف الطفل ليكون معتدلاً بين الإسراف والتقتير بما يلائم تلبية احتياجاته الخاصة، ويسعون إلى تربية أبنائهم وفق أخلاقيات محددة راقية، فزيادة مصروف الطفل بلا ضوابط تنعكس وبالاً عليه وخصوصاً في كبره وهذا لايبني شخصية الطفل بطريقة إيجابية، بل ينتج طفلاً أنانياً ، لايعرف سوى أن مايريده ينبغي أن ينفذ، كما أن الافراط في العطاء المادي للطفل، قد يدفعه إلى السرقة إذا لم تتحقق رغباته عندما يكبر، ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أنه يجب على الأسرة أن تلقن أطفالها دائماً أن المال وسيلة نهيىء بها لأنفسنا حياة كريمة، ونستغني بها عن الحاجة للآخرين ، ونتعفّف بها عمّا في أيدي الناس ، ونتقرب بإنفاقها في وجوه الخير إلى الله تعالى، وليست غاية في ذاتها، وأن هناك الكثير من الأشياء العظيمة لا يستطيع المال شراءها، وهناك أشياء لاتباع ولاتقدر بثمن كالفضيلة والشرف والصدق. ولابد من التربية السليمة التي تتطلب اكتساب أطفالنا حقائق وقيماً ومهارات واتجاهات معينة نحو ترشيد الاستهلاك وحسن الإنفاق ليتم ذلك بالإتزان والموضوعية لأن التبذير قد يؤدي إلى الإنحراف والسلوك الخاطىء‏ العقاب والمكافأة المالية وأثرها على نفس الطفل : يدور نقاش حامي الوطيس في أروقة علم النفس الأطفال حول جدوى اعطاء الطفل المزيد من المال عندما يقوم بإتمام المهام الموكلة إليه أو انجاز الفروض أو تحقيق النجاح في المدرسة، أي المال كجائزة . حيث يقول الكثيرون بأن العقاب المالي والمكافئة التي تستند إلى مثل هذه العوامل تفسد الروح المعنوية عند الأطفال، وبأن التعزيز الإيجابي والسلبي من خلال التعليقات الأبوية يعتبر أفضل من هذه الوسيلة حيث تختلف وجهات النظر، لأن الصراخ، أو الاهمال أو إلقاء المحاضرات على الأطفال عندما يحصلون درجات سيئة فيه ضرر أكثر، وأقل فعالية من تقليل المصروف أو حرمانهم من الجائزة المالية المتوقعة . أولاً، الأطفال مثل كل الناس، يقعون ضمن تصنيفات مختلفة، لذا سيتجاوبون بطريقة مختلفة مع الأنواع المختلفة من التعليقات. لذا , المصروف الأساسي سيغطي ضرورات أساسية. على أية حال، بالنسبة للجوائز الأخرى، مثل ألعاب الفيديو والنشاطات المترفة الأخرى، نعتقد بأن الآباء يجب أن يستعملوا قرارتهم المنطقية لوضع نظام للجوائز مبني على الانجازات، والاستقلالية، والتعاطف . كيف تخصص المصروف لطفلك؟ يرى خبراء التربية أن أفضل طريقة ليتعلم الطفل إدارة المال هي تخصيص مصروف يومي ثابت له، كما يرون أن دخول الطفل المدرسة يعد أفضل توقيت للبدء، وغالباً ما يكون ذلك بين 5 – 6 سنوات، على أن يعطى مصروفاً مناسباً (5 ليرات لكل سنة من عمره في اليوم)، وهذا لا يعتبر كثيراً؛ لأنه سيوفر غالباً معظم المشتريات الجانبية على الوالدين . وتجدر الإشارة إلى أن زيادة مصروف الطفل بعد فترات متباعدة من الأمور التي ترفع معنوياته.. وفي الوقت نفسه يعتبر الحرمان الجزئي من المصروف أسلوبا تربوياً جيداً للعقاب على سوء التصرف، أو كسر قوانين المنزل . لتحقيق نتائج إيجابية ينصح التربويون بالتالي: -  يعطى الطفل أول مصروف له في جو احتفالي بسيط، مثل اجتماع الأسرة بعد الغذاء، ويعلن فيه استلام فلان من الأولاد أول مصروف له لبلوغه السن المناسبة، ولأنه أصبح يحسن التصرف فيه . -  يشارك أفراد الأسرة بآرائهم حول أهمية الإدخار وكيفيَته . -  يقسم مصروف الطفل إلى وحدات صغيرة؛ ليسهل عليه استعمالها وليقلل من نسبة الصرف - على الوالدين عدم السيطرة على طريقة صرف الطفل لمصروفه، والمطلوب هو التوجيه لا التحكم؛ لأن شعور الطفل بسيطرة الوالدين على مصروفه يفقده الرغبة في التوفير. ويوجه الطفل ابتداءً على كيفية استخدام المال بطريقة الاقتراح وبالنقاش المثمر، فعلى سبيل المثال يطرح عليه بعض الأسئلة : ماذا ستفعل بمصروفك؟ سأشتري لعبة و..... و...... . وإذا نفذ مصروفك قبل نهاية الأسبوع؟ لماذا لا تقسم مصروفك: جزءاً للصرف اليومي، وجزءاً للادخار، وجزءاً للمشتريات؟ وهكذا. هذا النقاش يحفز ذهن الطفل للتفكير في طريقة جيدة تنظم مصروفه، وحينها قد يطلب رأيك في الطريقة المثلى لتوزيع المصروف.. -  وبعد وضع الخطوط العريضة لطريقة الصرف اتركه يخطئ ويتحمل النتيجة.. فإذا نفذ مصروفه قبل نهاية الأسبوع لا تدعمه بأية مساعدات مالية، بل دعه يتحمل النتيجة دون تأنيب أو تعليق، وهذا يعلمه حرية الاختيار وتحمل المسؤولية. -  لا تحقر شيئاً من مشترياته، فهي تعني له الكثير حيث يشعر بالانتصار عندما يشتري من مصروفه الخاص. -  اغرس فيه بالقدوة والنقاش المثمر أننا نشتري ما نحتاج لا ما نحب . -  أرشده إلى توفير جزء من مصروفه، وسيشعر الطفل بسحر التوفير كلما زاد رصيده وتمكن من توفير احتياجاته.


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا