جهينة نيوز:
أكد العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي أن الالتزام بالإسلام يكون بالالتزام بأوامر الله تعالى وبما جاء في القرآن الكريم وما حضنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن انصياع البعض للإرادة الامريكية معصية كبرى وعلى المسلمين جميعا أن يتفهموا أن الولايات المتحدة لا أريد إلا مصلحتها ومصلحة إسرائيل وتفتيت الأمة الاسلامية وتدميرها.
وقال العلامة البوطي خلال خطبة الجمعة:"إن بيان الله سبحانه وتعالى يقول "لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء" حيث إنه لا يتم من وراء ذلك إلا الإعراض عن التنفيذ وبالمقابل تأتي وتقبل أمريكا قائلة: عليكم أن تنبعثوا إلى تطبيق الفوضى الخلاقة ولسوف تجدون كيف ينبعث الإسلام الذي تبحثون عنه في رحم هذه الفوضى التي أدعوكم إليها".
وأشار العلامة البوطي إلى أن هناك من الناس من يستجيبون لهذه الدعوة ويصدقونها كما يتسابقون إلى الاستجابة لوعد واشنطن حين تقول لهم إن إسلامهم سيزدهر أيما ازدهار من خلال انبثاق شرق أوسط كبير او جديد مبينا أن هذه الأفواه تتبارى في نفخ نيران هذه الفوضى الخلاقة للقتل.
وحذر العلامة البوطي من القرار الذي اتخذه المجلس القومي الأمريكي والذي ينص على أنه يجب إثارة التناقضات داخل العالم الإسلامي كما يجب تأليب المسلمين بعضهم على بعض حتى يتآكل الإسلام وينمحي في أرضه مبينا أن المصيبة التي نعاني منها هي أن الإسلام الأمريكي الذي تعدنا به واشنطن يطل علينا على شكل إسلام جديد لا عهد لنا به عبر فتاوى عجيبة وغريبة تنسخ الثوابت وتفلت ما لا عهد لنا به ولا معرفة لنا.
وأكد العلامة البوطي أن العلاج هو أولا بأن نتساءل هل نحن صادقون في أننا نريد أن ننفذ الإسلام الذي ابتعث الله عزوجل به الرسل والأنبياء وكان خاتمتهم محمد عليه الصلاة والسلام.. وهل نحن صادقون بأننا ننقاد بدافع العبودية لسلطان الله عزوجل ومن ثم فنحن نسعى إلى استرضائه واستنزال رحمته من علياء ربوبيته.. مضيفا: "إن كنا صادقين في هذا فالسبيل هو السعي إلى تنفيذ أوامر الله فإقامة المجتمع الإسلامي إنما هو الانطلاق من أساس لا ثاني له هو أساس استشعار العبودية لله لا لغيره".
ولفت العلامة البوطي إلى أننا نقول ونسير دائما بأنه إذا رأينا أن السلطان قد اختلف مع القرآن فإننا مع القرآن أيا كان السلطان الذي يريد أن يبعدنا عن كتاب الله عزوجل سواء كان دولة عاتية كأمريكا أو دولة ذيلية من تلك الدول الأخرى موءكدا أننا لن نستجيب إلا لنداء الله ونحن مع القرآن.
وقال العلامة البوطي: "أن الديمقراطية التي تستنبت اليوم ويتم إنضاجها فوق شامنا هذه لن تكون إلا تربة تينع فيها حقيقة الإسلام ويينع فيها النظام الإسلامي الحقيقي لأن هذه هي ديمقراطيتنا فوق شامنا هذه".
وتوجه العلامة البوطي إلى من كان صادقا في انطلاقه إلى الإسلام من جذوة العبودية لله عز وجل بالقول: "إن كانوا صادقين بأنهم لا يبتغون عن رضا الله بديلا وأنهم ينشدون لقاءه عز وجل وهو عنهم راض فليأتوا إلى بلاد الشام مستشهدا بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن البلدة التي يمكن أن يختارها المسلم عندما تدلهم الفتن فقال: "عليكم بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده".
ودعا العلامة البوطي من ينشدون الإسلام ابتغاء رضا الله وينشدون إقامة الدولة الإسلامية ابتغاء تنفيذ أوامره عزوجل ليمدوا منا الأيادي بعضنا إلى بعض فسيجدون تربة الإسلام طاهرة نقية وشامنا محصنة ضد المؤامرات التي تتمثل بالشرق الأوسط الكبير والفوضى الخلاقة التي تمعن في خلق القتل وتفجير الدم.
وقال العلامة البوطي: "إن كنتم صادقين في ابتغاء الإسلام فلن تجدوا بعد وصية رسول الله وبعد دعوته وبعد القرار الذي أعلنه الرسول صلى الله عليه وسلم خيرا لكم من مكان تنتجعون فيه وتنهضون فيه بالدعوة التي أمر الله عزوجل بها خيرا من شامكم هذه وأنا كنت ولا أزال دائما أنهج إلى حسن الظن ومن منطلق حسن الظن هذا أمد يدي وأدعو هؤلاء الإخوة إلى أن نجتمع معا ونستظل معا في ظلال قول الله عزوجل إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم".