نَجِمْ.. في سوق النخاسة!

الثلاثاء, 12 حزيران 2012 الساعة 13:01 | مواقف واراء, زوايا

نَجِمْ.. في سوق النخاسة!
جهينة نيوز: بقلم د.رغداء مارديني في الوقت الذي وصلت فيه «إسرائيل» إلى مبتغاها وأحلامها بعد حال التقسيم والتشرذم الذي وصل إليه السودان بخاصة، والوطن العربي بعامة.. تسارعت وتيرة وضع اليد على خطوط الطول والعرض في دولة الذهب الأبيض.. ولكن الأمر في الباطن والظاهر، لم يقتصر على طموحات الكيان الصهيوني الذي قارب عشرات الأعوام تخطيطاً في السودان، وإنما تعدى ذلك إلى عنق العثمانية الجديدة الذي امتد بعينيه وبحث وجال ليصل هو أيضاً إلى قضم لقمة سائغة تعيد قدم الخنفساء العثمانية، إلى إعادة ترميم مدينة المرجان (سواكن السودانية)، هذه المعالم التي شيدت زمن الخلافة العثمانية في القرن الخامس عشر، لإرجاعها كما كانت –بحسب ما يقول المهندس المعماري التركي الذي يشرف على عمليات الترميم- أما الحجة فهي إنعاش السياحة لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي ازدادت حدّتها منذ انفصال جنوب السودان. ومع أن الخريف العربي، قد فعل فعله المميت في الاقتصاد العربي، باعتراف الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، ورئيس قطاع الشؤون الاقتصادية، عندما أكد أن عام 2011 كان اقتصاداً سيئاً للغاية، وأن الأحداث أثّرت في الدول العربية كلها بشكل مباشر وغير مباشر.. إذ إنه وضمن لغة الأرقام فقد وصلت الخسارة في هذا العام في التجارة والسياحة إلى نحو 56 مليار دولار، وتنبأ، بأنه إذا استمرت هذه الحالة فسيعيش الوطن العربي كارثةً حقيقية عام 2012، لأن الرقم – في رأيه - سيتضاعف ويصل إلى أكثر من 120 مليار دولار! فإن الوضع الاجتماعي الأخلاقي يبدو أنه انهار انهياراً كاملاً في دول الخريف العربي، ولا يستطيع مندوب الجامعة هذا، إلا أن يرى جانبه المادي فقط، بعيداً عما خلفته الاضطرابات الدائرة في فلك الصهيونية العالمية وأهدافها ومراميها، وما خلفته من أمراض نفسية ستبدو مزمنة على العلاج فيما يمر من زمن مستقبلي قادم، وبخاصة أمام تراجع الثقافة وبعض المثقفين، ممن كانوا يملؤون الساحة العربية ضجيجاً وصخباً، وإذ بك تراهم اليوم أشبه بالدمى التي يحركها راقص واحد، باعت روحها وأفئدتها وعقولها وإبداعها في سوق نخاسة جديد على مساحة بقعة صغيرة تجلى فيها هذيان الإبداع، الذي لم يحترم فيه بعض من استشعروا شعرهم المنساب فيه، أنهم كانوا يوماً ما تحت تاريخ مشارح النقد ومقصاته.. استمعت إليه، وكنت أكنّ له جزءاً من إعجاب وهو يمتدح سورية العروبة.. نَجِمْ في صوت شعري، كان يأتيني من بلاد النيل، ولكن ذاك الصوت أبى إلا أن يخرج ورائحة البترودولار تلون نغماته على هزالة ممجوجة غير منطقية ولا متوازنة، جعلت (الأراجوز) على حد قول اخوتنا في مصر، يتبرأ من ضعفه وسخافته وسذاجة نكاته (السياسية) وحديثه فاقد العقل والمضمون، والمفكر الأجوف يبتسم على ثقل الدم، وسماجة المنثور الأدبي الذي نطق وتشدّق به، في دوحة العمالة. عندما، تسلّم أوباما دفة الحكم، كانت شركة أميركية للألعاب تأمل في جني أموال طائلة من دميتين على شكل ابنتي الرئيس الأميركي (ساثا وماليا أوباما)، (ساثا الرقيقة) و(ماليا المدهشة)، ونقلت يومها إحدى الصحف عن أحد المحامين أنه يمكن لعائلة أوباما أن تطالب بعائدات مالية من بيع الدمى، وكانت ستجني المليارات فعلاً التي كان من الممكن أن تُخرج أميركا من أزمتها المادية.. لكن فيما يبدو فإنها استعاضت عن ذلك بما ستقدمه (الأراجوزات الدمى) بما هو أغلى من المليارات: الأوطان.. وتحقيق أحلام الحاخامات فيها!!  


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 سامر
    12/6/2012
    17:14
    سيدتي الكاتبة
    هل تقصدين الشاعر أحمد فؤاد نجم؟ شكراً لك
  2. 2 لورا
    25/6/2012
    12:18
    اتابعك بكل جوارحي
    شكرا لك ايتها السيدة الرائعه لانك تترجمين مافي صدورنا بلغه راقيه . السيده رغداء مارديني لك كل الحب والتقدير

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا