آه ما أطيبه بردى!!

الثلاثاء, 3 تموز 2012 الساعة 12:51 | مواقف واراء, زوايا

آه ما أطيبه بردى!!
جهينة نيوز:بقلم:د.رغداء مارديني لم أكن أعرف مسبقاً، كم كان حلم محمد عبد الوهاب الموسيقار الكبير قابلاً للتحقق، عندما تمنى بأن تكون له مشاركة بسيطة يعبر فيها عن مكنونات قلبه حباً بهذا البلد العظيم الذي اسمه: سورية. ففي لقاء استمعت إليه أول أمس، يعيد في الأبيض والأسود مجريات لقاء أجرته إحدى القنوات منذ عشرات السنين مع الراحل الكبير.. قال في فقرة منه: إنه عندما شاهد أن الرحابنة يذهبون إلى سورية في كل عام في عمل فني جديد، ضمن فعاليات معرض دمشق الدولي، أحسّ بأهمية حضوره إلى هذا البلد العريق.. وتابع قائلاً: ومن هنا بحثت عن معنى لتلك المشاركة فوجدت ضالتي في قصيدة معبرة لحنتها للمطربة فيروز، من كلمات الشاعر اللبناني سعيد عقل، ضمنتها نغمات إحساسي العميق بالشوق لدمشق، فكانت تحيتي وأشواقي ومحبتي (مرّ بي يا واعداً مثلما النسمة من بردى، تحمل العمر، تبدده، آه ما أطيبه بردى.. أنا حبي دمعة هجرت إن تعد لي أشعلت بردى..)؟!. محمد عبد الوهاب موسيقار الأجيال، ترك للتاريخ إرثاً لا يستطيع أن ينتزعه أحد.. مثلما ترك الكاتب أمين معلوف رؤيته العميقة في كتابه (اختلال العالم) الذي رأى من خلاله أن العالم فيه اختلال لابد من أن يعالج، فالعالم في رأيه لا يسير على الطريق الصحيحة لاعتقاده بأن هناك مشكلات عميقة، لا تجري محاولة حلها بالفعل كما يجب. وتعليقاً على ما يحصل في منطقة الشرق الأوسط، أكد قائلاً: إنه لا يجب أن يتصور الشخص أن الدول تفهم ما يحصل، مثلما الشخص ليس من السهل عليه أن يفهم ما يحصل.. أعتقد بأن كل الناس تفاجؤوا ولا أحد يعرف إلى أين نحن ذاهبون.. وأضاف: كل دولة مختلفة عن البقية، ولا يستطيع شخص أن يستفيد من التجربة التي حصلت في دولة معينة ليفهم ماذا يحصل في دولة معينة؟. ومع أن المعلوف يعرف تماماً أن سورية إذا كانت في وضع مأسوي وعنف مستمر، فستكون لبنان في الوقت نفسه تعاني من الوضع ذاته.. وإذا كانت سورية في وضع متقدم فهذا يساعد لبنان بالتأكيد على أن تكون في وضع متقدم أيضاً. فالدلالات في رأيه لا تتشابه، فما حصل في المغرب العربي (ما يسمى بـ الربيع العربي) حين انتقل من المغرب إلى المشرق، دخلت فيه -وهذا كان محتماً- شوائب بسبب تركيبة المجتمعات المشرقية المبنية على طوائف مختلفة اختلافات عرقية.. وتالياً، إن ما يحدث في المنطقة- في رأيه- يأخذ منحى مختلفاً عن بلد كتونس.. فالأمور معقدة والمخاض أصعب والنتائج ربما تظهر بعد خمسين عاماً، لأن المستقبل غير معروف ماذا سيكون؟ معلوف المعروف في حديثه الدائم عن الثقافات المختلفة، والعلاقات بين الطابعين الشرقي والغربي التي تتميز بالحدة وعدم الثقة والتنافر، كيف يستطيع كأديب جسر الهوة وردمها بين الطامع والمطموع به.. المعتدي والمعتدى عليه؟! وإذا توقفنا عند هذه المفاهيم فإننا نلحظ أنه في معنى الاختلاف الذي يراه، والشوائب التي دخلت تحدد تماماً ماهية تلك (الفورات) مثلما يحددها تعدد الأعراق والطوائف والمذاهب التي أثارت استغراب كيسنجر، كيف تعيش كل هذه في سورية بسلامٍ وتعايش؟. وإذا كان المعلوف يعرف تماماً، ما جرى في المشرق (وتحديداً سورية، وقد حاولت مذيعة القناة 24 أن تغمز من قناة التضليل التي طالما أخذت منحى خاصاً ضمن جوقة الإعلام المضلل الموجه والغارق بالدم السوري)، فإنه كان قد توقف كثيراً عند تلك الدول التي حاولت استغلال وافتعال ما جرى لقتل الحضارة، والموقف، والتاريخ، المستهدفة كلها منذ عقود من الفكر التلمودي- الصهيوني، ضمن أهداف وعت آلية التكفير والقتل فمارستها بدم بارد، وبرزت بنتائج التصاريح والاجتماعات والجر باتجاه الحروب الأهلية.. وكان حكماً الصوت اللبناني الذي ينشد مع فيروز رائعة لحن عبد الوهاب: (آه ما أطيبه بردى) في خضم اختلال العالم، وفقدان الثقة والتوازن!!  


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا