جهينة نيوز:
لم تكن صدفة أن يتزامن تصريح رئيس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف حين قال: "إبقاء الغرب على موقفه من سورية قد يؤدي إلى حرب كبيرة جداً في المنطقة"، مع كلام المحرر السياسي لجريدة تشرين السورية بأن الناتو يدفع المنطقة بإتجاه المجهول، وهذا ما جعل هيلاري كلينتون (التي تراجعت بلادها عن تقديم مشاريع قرارات لمجلس الأمن إلى تقديم مشاريع قرارات لمجلس حقوق الإنسان) إلى الرد على لافروف، وبتهديد مماثل حين قالت: ستندم روسيا والصين على موقفهما من الأزمة السورية، لترد عليها الخارجية الروسية بوصف تصريحها بـ"غير اللائق" ووصف مؤتمر جنيف بـ"االلا أخلاقي".. وتصريح كلينتون جاء بالتزامن مع زيارة ماكين إلى لبنان والحديث عن ضرورة تسليح العصابات التكفيرية في سورية، وطبعاً هذا التصادم ليس الأول بين موسكو وواشنطن، فقد تصادمت بارجة أمريكية مع الأسطول الروسي في المتوسط وانسحبت البارجة الأمريكية ذليلة على وقع استفزاز القوارب الإيرانية لحاملات الطائرات الأمريكي في الخليج، وكوننا نتذكر أن الزوارق الإيرانية قامت باستفزاز مباشر لقطع حربية أمريكية، وجب أن يتذكر الأمريكي أن الحدود الروسية قد أصبحت على مياه الخليج، وهذا ما تنبأ به كاتب كازاخستاني قبل شهور عديدة.
مهزلة مؤتمر أعداء سورية..؟
أجمل التصريحات التي قرأتها لمسؤول غربي قوله: إن مؤتمر "أعداء سورية"، هو لجمع التأييد حول تفسير نتائج مؤتمر جنيف حسب التفسير الغربي، فالأمريكي يريد المراوحة بالمكان، من مهمة كوفي عنان إلى مؤتمر جنيف، الأمريكي يرضخ للشروط الروسية ولكن يتهرب من التنفيذ، يقدم التعهدات ومن ثم يماطل ويسوف التنفيذ، وللمفارقة فإن مؤتمر "أعداء سورية" كشف عدة نقاط أصبحت شبه مسلّمات من أهمها:
1. المجتمعون فهموا أن الموقف الروسي لم ولن يتغيّر، وأتباعهم على الأرض لا يصدقون عبارة تغيير الموقف الروسي، وبرز ذلك حين دعا وزير خارجية قطر إلى تدخل خارجي خارج إطار مجلس الأمن، وهذا اعتراف بأن مجلس الأمن لم يعد مرتع خيل أمريكي، وروسيا لن تبدل موقفها من الأزمة السورية.
2. أن واشنطن مهما قدمت من تعهدات لن تلتزم بما تعهدت به، وما التزام فرنسا بدفع 15 مليون دولار سيكون طريقها للعصابات المسلحة، إلا دليل محاولة الغرب الدوران في الحلقة المفرغة والمراوحة بالمكان لاستنزاف سورية.
3. أن الأمريكي الذي سيخسر في أي تسوية مهما كانت نتائجها ليس مستعداً لمنح القيادة السورية انتصاراً استراتيجياً قبل فترة قريبة من الانتخابات، والأهم محاولة استثمار عدم الاستقرار في أي مفاوضات تسوية مرتقبة.
العملية السلمية وتطورات الملف السوري
الروسي أدرك تماماً عمق الأزمة الأمريكية، فقرّر دعم أوباما في الانتخابات الأمريكية القادمة، حيث إن موسكو ترى أن بقاء أوباما كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، أفضل بكثير من وصول المرشح ميت رومني للبيت الأبيض، والأزمة الأمريكية في المنطقة حسب التفكير الروسي لن يفيدها إلا دفع العملية السلمية لمؤتمر سلام جديد، لأن روسيا تفضّل الاستقرار في سورية على بقاء أوباما في البيت الأبيض إذا ما تمّ تخييرها، ولهذا الطرح الروسي يتمثل بتقليل المخاوف الأمريكية عبر إعادة إطلاق العملية السلمية في الشرق الأوسط كمخرج للأمريكي.
ولكن الروسي أكثر من ذلك يريد ترسيم المنطقة، وبالتالي يرى أن العملية السلمية ليست مخرجاً للأمريكي فحسب، بل وأكثر من ذلك طريق للعالم الجديد، وكانت موسكو بعد هزيمة إسرائيل في العام 2006، ولاحقاً بعد تدمير منشآت الغاز الخاصة بنابوكو التركي في جورجيا، قد دعت إلى مؤتمر سلام في موسكو، ولكن الأمريكي رفض وأفشل الجهود الروسية لأنه كان يحضر لضرب سورية من الداخل كبديل للهزيمة في لبنان، واليوم وصل إلى نتيجة أن سقوط سورية في حال سقطت سيؤدي لإغلاق مضيق هرمز وهي حدود روسيا الجديدة إذا لزم الأمر، وبالتالي فشل الصراع على سورية نهائياً وأصبح على موسكو إعادة المحاولة بالدعوة لمؤتمر سلام كما حدث في العام 2009.
واشنطن مترددة..!
يمكن التنبؤ بالسياسة الأمريكية من خلال وجهة نظر قناة "الجزيرة" القطرية التي تُدار من قبل الإستخبارات الأمريكية والصهيونية، ولم يكن فتح ملف اغتيال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وبحسب تسريبات إعلامية، إلا جزءاً من مؤامرة جديدة تهدف للضغط على السلطة الفلسطينية من خلال تحويل دم الرئيس الراحل لقضية كقضية رفيق الحريري (مع الفرق بين تاريخ الشخصين طبعاً)، وآخر عملية ضغط على السلطة الفلسطينية حين جمّد أعراب واشنطن التزاماتهم تجاه السلطة وقطعوا عنها رواتب الموظفين لكي تتخلى عن رئاسة الجامعة العربية لقطر، ولكن اليوم الضغوط على السلطة الفلسطينية عادت مجدداً لتستهدف السلطة الفلسيطينية بمال كان التزم به أعراب واشنطن، والابتزاز بجريمة أصلاً ارتكبها الكيان الصهيوني، والهدف الوحيد هو التحضير للعملية السلمية، وما التصعيد الجديد في سورية إلا للسبب نفسه، وما زيارة ماكين إلا خطوة جديدة لتصعيد العنف، وما المال الفرنسي القادم الذي سيضاف لمال النفط العربي إلا جزء من المفاوضات القادمة، ولهذا السبب فقط، قال لافروف: "إبقاء الغرب على موقفه من سورية قد يؤدي إلى حرب كبيرة جداً في المنطقة"، ومن هنا فقط وجب بدء تنفيذ حسم حقيقي على الأرض، والأهم هو البند السادس من خطة كوفي عنان، حيث يجب عدم الالتزام بهذا البند الى إشعار آخر، ومنع المظاهرات بأي شكل من الأشكال لأن جزءاً من التصعيد القادم سيكون إعادة الاحتجاجات إلى بعض المناطق، والأمريكي يدرك تماماً أن تطور الأمور أصبح خارج سيطرته، ومن الممكن أن يتم الحسم على وقع تصعيد سوري روسي إيراني يحرج الأمريكي، ولكن كذلك من مآثر مؤتمر جنيف أن الصراع مع سورية عاد إلى شكله الطبيعي وهو الصراع العربي الصهيوني، والحسم القادم قادم وإن تأخر عدة أيام بسبب التزامات دولية.
في سورية يتحدّد مصير العالم
ما قلته سابقاً عن أن واشنطن ستحرق كل الأوراق، لم يعد يخفى على أحد، فمن مآثر هذا العدوان على سورية أن واشنطن أدركت أن موسكو أصبح بيدها أوراق أكثر مما تحتاج للدفاع عن مصالحها، بل إن العدوان على سورية هو من خلق التحالف الروسي الإيراني، والنفوذ الروسي في إيران جاء بسبب سياسات واشنطن الحمقاء تجاه إيران، وبالتالي الصراع على موقع سورية الجيوسياسي بالنسبة لواشنطن غير مجدٍ قبل سقوط إيران وضمان أمن الخليج، ولهذا تدرك واشنطن أن الصراع الأساسي مع سورية أصبح أمن إسرائيل بالدرجة الأولى، ومع تراكم الملفات فإن واشنطن بصدد حرق كل أوراقها في سورية، ووثائق ويكيليكس القادمة والتي بعضها حقيقي وبعضها مزوّر، هدفها الأول حرق كل وجوه المعارضة السورية المرتبطة بواشنطن لتستثمرهم حتى آخر نفس قبل رميهم، ففي سورية يتحدّد مصير العالم، وفي سورية سيتحدد مصير المنطقة كلها!!.
ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
1د. هاشم الفلالى
8/7/2012 00:38
الازمات بالمنطقة والاستقرار المنشود
كلنا يعلم ما يحدث فى المنطقة
فى هذه المرحلة التاريخية
والانتقالية من اوضاع واحوال
كانت ومضت، وما سوف يكون من
اوضاع واحوال جديدة ذات مسارات
افضل، فيها الكثير من الطموحات
الحضارية من اجل افضل الاوضاع
تعيشها شعوب المنطقة، تنسى فيها
معاناتها والالامها وجروحها،
ويصبح هناك الوضع الذى ترتاح
فيه من اعباء الزمن، وما قاست
وعانت فيه الكثير من تعب ومشقة،
تريد بان تجنى ثمارها، وان تسير
فى الوضع المستقر الذى فيها
الاسس الصحيحة والقواعد
السليمة، من خلال وضع النظام
الذى يحقق لها هذا، من خلال
العدالة والمساواة والحرية،
وانها شعوب اصبحت فى الوضع الذى
يؤهلها بان يكون لها شأنها
التنافسى فى حضارة اليوم
المعاصرة، وليس على الهامش، او
لا يعبأ بها احد، وانما لديها
المقومات التى تستطيع من خلالها
بان تؤدى دورها الايجا
2وفاء الزاغة
8/7/2012 20:30
اجابة وافية عن رامبو الجزيرة بتقاريرها المفاجئة
نشكرك استاذ كفاح ... لقد
استغرب البعض اخلاص الجزيرة
بالصدفةةةةةةةةةةةةةةة لي ياسر
عرفات ؟؟؟ فعلا هي باخبارها
وتقاريرها الف سؤال لماذا ...
تعودنا على التحليل المبدع
والمهني تحياتي وفاء
00:38
20:30