العزف السيمفوني بالصواريخ.. من وحي كسارة البندق..!!

السبت, 14 تموز 2012 الساعة 19:14 | مواقف واراء, زوايا

العزف السيمفوني بالصواريخ.. من وحي كسارة البندق..!!
جهينة نيوز- بقلم: نارام سرجون: سأعتذر سلفاً من كل المهووسين بالموسيقا الكلاسيكية الذين يتمايلون وعيونهم مغمضة لسماع تموجات السيمفونيات العظيمة لأبطال الموسيقا الكلاسيكية مثل بيتهوفن في "ضوء القمر" و"من أجلك يااليز".. أو الذين يدوخون ويهتزون بنشوة لدى سماع مقطوعات موتزارت وشتراوس أو موسيقا عصر الباروك.. لأنني سأقطع عليهم انسجامهم وأقول بأنني بالرغم من مودتي للموسيقا الكلاسيكية وتأرجحي على سلالمها الموسيقية.. إلا أنني هذه الأيام أطرب لسماع عزف الصواريخ السورية بعد أن تعبنا من طبول وصنجات المايسترو حمد بن خليفة في سيمفونية "الربيع العربي" بقيادة المايسترو عزمي بشارة الذي عزف لنا لحن كسّارة البندق الاحتفالية بالنصر.. وبعد أن قرفنا من أناشيد الإسلاميين وفرقة أردوغان للأشعارالإسلامية الصوفية.. لقد سئمت أذناي صوت التكبير في سيمفونية همجية اسمها "الربيع العربي" لم تطرب لها روحي.. لأن صوت المآذن وكلمة الله أكبر باتا مسروقين ويباعان على أرصفة اليوتيوب بابتذال كما تباع ألحان وأغاني "الكراجات" على الأرصفة مع أغاني فضل شاكر العبسي.. حتى ميشيل كيلو صار يبيع الأذان بالكيلو والأوقية وينادي عليه في البازار في موسكو.. ميشيل البليد وثقيل الظل والمتثاقف صار صوفياً إسلامياً وعبقرياً في تداول الأشياء أكثر من محي الدين بن عربي في كتاب "عقلة المستوفز".. لكن جاء العزف على الصواريخ في المناورات السورية ليرد لي نشوتي ولأغمض عيني وأنتشي.. كما كنت أنتشي بعد سماعي للحن سوناتا "الكاتيوشا" لحسن نصرالله عام 2006. احتفالي بسيمفونية الصواريخ السورية ليس قادماً من فراغ ولا من استعراض، بل هو قادم مما انقشعت عنه الزوايا المظلمة من جدال ونقاش وخلافات تدل على المأزق الذي دلفت إليه الثورة السورية.. فالمناورات السورية لم تكشف القوة التدميرية الهائلة لسلاح الصواريخ السوري فحسب، بل أظهرت بشكل جلي الجدل المحتدم الذي كان يجري بالتساوق معها عبر مناورات بالاجتماعات المغلقة والمكثفة والصاخبة بالمناقشات في باريس لدراسة الأخطاء التي وقع فيها الربيع السوري.. لأن الأداء الرفيع والمتناغم لسلاح الصواريخ السوري والتكنولوجيا الجديدة كسر الترويج والادعاء بأن الجيش السوري منهار ومتهالك ومرهق ومستنزف ومنشق على نفسه وأنه مأزوم.. وبدت لعبة الاستنزاف هي التي يلعبها الجيش السوري مع المتمردين والقوى الغربية والإقليمية الداعمة.. وأهم نقاط الجدال هذه الأيام والذي أطلقته موجات الصواريخ هي البحث عن سبل تحاشي ماسيسبّبه صمود النظام السوري من كوارث للمشروع الغربي الذي يستميت للبقاء على قيد الحياة.. صوت عزف الصواريخ التي أريد لها أن تموت بالسكتة القلبية بتفكك الجيش السوري تسبّب بنوع من الاكتئاب في الدوائر الغربية كما صار يتردّد في كل الصالونات السياسية.. إنها السيمفونيات التي تثير الأعصاب والنزق في الغرب وإسرائيل.. لاأدري ماذا يعني "الربيع العربي" لصانعيه من غير أن يورق في سورية حتى الآن؟؟.. مايحدث الآن في المنطقة يشبه مايفعله رعاة البقر من اصطياد للثيران واحداً واحداً لتوشم ظهورها بالوشم الثوري الإسلامي.. لكن لايهم كم ثوراً تم اصطياده مالم يوقع الرعاة بذلك الجواد السوري البري الذي لم يدخل سياج المزرعة.. ولن يدخل.. يتحدث الدارسون للأحداث عن معضلة ولادة حقيقية لمواليد الربيع، لأن المولود السوري يعاني الاختناق ولاأمل بخروجه إلا قطعاً.. وفصل التوأم بالسكين عن أشقائه سيقتله وسيقتلهم.. وتركه عالقاً سيترك مسرح الأحداث بلا نهاية.. وسيبقى الواقفون بانتظار مواليد أحفاد سايكس بيكو ينتظرون والمسرح مليء بالفوضى والدم.. الأم الشريرة لاتستطيع النهوض ورجلاها معلقتان في السماء فيما جراحو الناتو بدؤوا يتشاءمون ويغادر بعضهم مسرح العمليات وتتبعهم ممرضات قطر.. بالفعل لاأدري ماذا يعني "الربيع العربي" لصانعيه من غير أن يورق في سورية؟؟.. يتدارس المتابعون للأحداث الخلل الذي تعرض له السيناريو الكبير في الشرق الأوسط.. هذا الخلل تمثل في إطلاق التوقيت والقاطرة الأولى.. فالأحداث بدت وقد انطلقت من تونس وانتهت في سورية.. لكن المحطات التي توقف فيها الربيع جعلت رحلة القطار باتجاه المحطة السورية متأخرة بشكل كافٍ لإطلاق صفارات الإنذار من وجود لصوص على متن القطار، وأن عملية خدعة كبرى وسطواً دولياً تتم عبر هذه الرحلات والمحطات المتتابعة.. فتنبّهت روسيا والصين والأهم أن سورية تنبهت للعبة القذرة. والسؤال الجدي هو: لماذا لم يفكر أصحاب "الربيع العربي" بأن يبدأ العزف الثوري من سورية بدل تونس أو ليبيا قبل انكشاف أوراق اللعبة؟؟.. هناك اجتماعات تجرى هذه الأيام في باريس، وكان السؤال الرئيسي فيها هو: ماهو حجم الخطأ في اتجاه "الربيع العربي" ورسم مساره من تونس إلى سورية بدل العكس.. أي من سورية إلى تونس؟؟ إن هذا الخطأ لايغتفر.. لأنه الخطأ القاتل.. المدافعون عن اتجاه الربيع نحو سورية كمحطة نهائية قدموا مبرراتهم بأن المعارضة السورية كانت ضعيفة للغاية، وأن التمرد على الدولة وهيبتها كان مستحيلاً مالم يتقدم نموذج براق ناجح يعصف بالعقول والعواطف ويشحن الهمم لدى الإسلاميين السوريين وباقي قوى المعارضة على ضعفها.. الرغبة بالتمرد دوماً في بلد سلطته المركزية قوية ومتماسكة مثل سورية تشبه البارود الرطب الذي لايحترق.. وهذه الدفعة من المشاعر والزخم في "الربيع العربي" المجاور هي كل ماكنّا نحتاجه لنتابع إطلاق الثورة السورية.. مشاعر عبر الجزيرة التي بدت وكأنها تجفّف البارود الرطب كما يجفّف باللهب في الجوار.. ولذلك اختيرت سورية كمحطة نهاية حيث يجف البارود فيصبح قابلاً للاشتعال والانفجار.. الغاضبون من هذا التفكير كانوا ساخطين ويلمحون إلى أن قدراً كبيراً من السذاجة قد خرب قدراً كبيراً جداً من التخطيط والإعداد.. خطأ بسيط في الحسابات تسبّب في خراب عمل استغرق مالاً ووقتاً لايقدر بثمن.. بل وأحرق الكثير من الأوراق التي كان من الممكن استمرار استعمالها.. مثل الدور الناهض لقطر والإعلام الخليجي ورجال الدين المسلمين الذين تمّ تغليفهم وتعليبهم على مدى سنوات.. والذين صار الإسلام بهم مجرد معلبات ووجبات ماكدونالد كل مافيها قيم مستوردة.. حجة هؤلاء أن إقامة حكومات إسلامية أو عميلة من تركيا إلى شمال إفريقيا كان يجب أن تبدأ من سورية، فلم يكن السوريون قد درسوا مايحدث حولهم بعمق ودقة وتنبهوا إلى انقلاب قطري وتركي بدأ في غزو ليبيا.. أما مصر وتونس وليبيا فكان تغيير الحكم في هذه الدول سهلاً في أي وقت لأن الغرب متواجد بكثافة في هذه الساحات بطبيعة العلاقات الخاصة مع قادة هذه الدول ومؤسساتها المخترقة من البرج إلى الجذر.. علاوة على ذلك كان الروس سيؤخذون على حين غرة ولن يكونوا قادرين على سبر النوايا إلا بعد أن درسوا الدرس الليبي الذي استغرق أشهراً.. والذي بدا أنه كشف اللعبة الغربية بحذافيرها.. ولو بدأ السيناريو بسورية ونجحت خطة المنطقة العازلة في درعا أو إدلب لكانت عملية "الربيع العربي" قد تابعت دون عقبات نحو ليبيا في الوقت الذي سقطت فيه سورية أو صارت تحت وصاية مجلس الأمن بالمناطق العازلة.. وهي بداية النهاية لها مهما طال الزمن.. الفريق الأول يرى في هذا التفكير إغفالاً لعامل مهم، وهو أن القواعد التي أرسيت في شمال إفريقيا كلها استعملت لإمداد المشروع السوري بالقوة عبر الموقف السياسي بما يحمله من ثقل جماهيري يغطي جانب مايسمّى بالمؤامرة.. كما أن موارد بعض هذه الدول سيصب في خدمة المشروع.. فهناك مقاتلون وأموال وتبرعات لصالح "الثورة السورية" تعطيها مشروعية كبرى وأخلاقية لم تكن لتحظى بها من غير هذا الزخم الشعبي القادم من شمال إفريقيا.. الورطة التي تسبّب بها التعثر في الوصول إلى المحطة السورية بنجاح ليترجل رجال العصابات ويعلنون نهاية الرحلة ورطة كبيرة.. وهي أن بقاء سورية خارج الجناح الإسلامي (المعلب غربياً) سيعطي قوة ومدداً للقوى اللاإسلامية في شمال إفريقيا والتي لاشك ستجد في الجذر السوري مدداً لها وأملاً في العودة والتمرد على "الربيع العربي" الذي بدأ يفقد قدسيته في النفوس.. هذه قصاصة من النقاشات الدائرة الآن والتي تسبّبت بها سيمفونية الصواريخ السورية، لأن العزف بالصواريخ غير العزف باليوتيوب طبعاً.. وسيمفونيات الصواريخ أصدق إنباء من عنتريات (الجيش الحر).. سيمفونيات هذه الأيام الصاروخية أعظم من فالس الدانوب الأزرق ليوهان شتراوس وأجمل من كسارة البندق للروسي تشايكوفسكي.. وأجمل حتى من ضوء القمر لبيتهوفن.. وخاصة أن الكثير من الأهداف التي كانت بعيدة المنال صارت قريبة لنا مثلما كانت حيفا وما بعد بعد حيفا قريبة من صواريخ حسن نصرالله.. لقد جعلتنا الصواريخ أقرب إلى كل المدن والأهداف.. بما فيها استانبول وتل أبيب والدوحة.. وتحديداً قصر حاكم الدوحة الذي لاأرى حرجاً من التعبير عن تمنياتي بالعزف بالصواريخ على أوتاره.. وقد نقول مثلما قيل سابقاً إننا سنصل الدوحة ومابعد بعد الدوحة.. حيث حمد النذل الذي قد يستيقظ يوماً على معزوفة صاروخية في قصره المنيف.. وعندها لاينفعه دعاء القرضاوي ولا فلسفات عزمي بشارة.. ولاموز الدنيا كلها.. ولا كل قاعدة العيديد وسكانها.. لأننا سنعزف له معزوفة "كسارة البندق" السورية.. باسم "كسّارة الخائن"!!.    


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 أبو كفاح
    15/7/2012
    03:25
    ما أروعك !!
    شعب فيه نارام سرجون وكفاح نصر ونبيل صالح لا يمكن أن ينكسر !! ولكن نبقى بانتظار سمفونية قانون الطوارئ وكسارة رقاب الخونة على حبال مشانق الخيانة العظمى
  2. 2 شاهد
    15/7/2012
    10:19
    بلاد الله
    والله يااخ نارام بتنا في شوق الى سماع اللحن الاخير من سييمفونية كسارة البندق السورية لتتقرقع معها طقطقات عظام من اغدقونا بحقدهم وفتاويهم لقد طفح حقدهم الى الأخر فلم تعد هناك اية محظورات لاظهار حقدهم وباتوا يعلنوها على العلن بلا وجل بتنا في شوق لاسماعهم لحن سيمفونيتنا السورية سيمفونية الرجولة والولاء للوطن فيها اصوات دبابات جنودنا الاشاوس ونيرانه وتحلقات نسورنا وصواريخهم وان شاء الله عاجلاً ام اجلاًً سيعرف الحقراء من الاعراب معنى ان تكون سوريا وسوريا فقط ولست بأعرابي ومسلما فقط ولست بإسلامي  

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا