السهام الغادرة والدماء الحاسمة.. وسورية الصامدة

الجمعة, 20 تموز 2012 الساعة 13:23 | مواقف واراء, زوايا

السهام الغادرة والدماء الحاسمة.. وسورية الصامدة
جهينة نيوز- بقلم العميد أمين حطيط: بعد أسبوع على التصعيد في الحرب النفسية والإعلامية والترهيب والضغوط المتعددة الاتجاهات التي مارستها جبهة العدوان على سورية بالقيادة الاميركية، وفي سياق الترويج لمعركة دمشق الحاسمة على حد ما قال إعلام تلك الجبهة، حصل تفجير مركز الأمن القومي في دمشق بعملية إرهابية نوعية أدت إلى استشهاد قادة كبار من أركان وبنية المؤسسة العسكرية السورية، ومع هذا التفجير اندفعت القيادة المخططة لاستغلال النصر في أكبر عملية تلفيق وتزوير وحرب نفسية لم يشهد الميدان مثيلها منذ أن ابتدأ العدوان في استهداف سورية منذ نيف و16 شهراً، حرب سجل في سياقها الكذب المتمثل بالقول بأن النظام انهار وبأن دمشق سقطت بيد المهاجمين. ومن أجل تأكيد تلفيقاتهم قاموا بالترويج لفكرة مغادرة الرئيس لقصره في دمشق، ثم قطعوا بث تلفزيون الدنيا عن الأقمار العربية لخنق صوت الحقيقة وإفساح المجال أمام كذبهم وترويجهم ليفعل فعله في النفوس وإسقاط المناعة الشعبية السورية. أما بالنسبة للعمل الإرهابي وحتى نفهم موقعه في الخطة فينبغي أن نقاربه من عناوين ثلاثة: - الأول يتعلق بطبيعة العملية، حيث إنها من دون شك عملية إرهابية نوعية لا يمكن أن يقوم بها بالظرف والأسلوب طرف بدائي أو فريق غير محترف، وإذا كانت الأداة التنفيذية التي وضعت المتفجرة في المكان شخصاً ممن يخولون عادة الدخول إليه، فإن التخطيط والمتابعة والأمر بالتنفيذ ثم التحضير لاستثمار النتائج كما بات واضحاً أثناء العملية وبعدها لا يمكن إلا أن يكون من قبل جهة تملك قدرات استعلامية واستخبارية فائقة المستوى، وهنا عطفاً على المشهد الذي ارتسم لا بد من إقران العملية تخطيطاً وإدارة واستثماراً بالجهة قائدة العدوان وهذا ما بات يقيناً لدى أصحاب العقول الواعية الحرة. - الثاني يتعلق بطبيعة الهدف وهنا ينبغي العودة إلى تركيب المنظومة القيادية العسكرية السورية ذات المستويين السياسي- العسكري والعسكري- الميداني، حيث يقوم المستوى الأول بمهام القيادة والسيطرة والتخطيط الإستراتيجي العام، والثاني يضطلع بمهام القيادة الميدانية والقتالية المباشرة، وأن الفئة المستهدفة تنتمي إلى الطبقة الأولى. - أما في المفاعيل وهنا بيت القصيد في العملية، حيث إن المخطط هدف في عمليته إلى جعلها صاعق تفجير للنظام تنطلق بعده الغوغاء الإعلامية والحرب الوهمية بالاستناد إلى ما تم تحضيره مسبقاً من مجسمات تمثل ساحات دمشق وأماكنها الرئيسية للقول بأنها سقطت، وتأكيد القول بالصورة التي تكون الجهة العدوانية استأثرت بالفضاء وحجبت الفضائيات السورية، لكن النتائج ارتدت على أصحابها وتكررت خيبات أملهم التي تجرعوها خلال الشهور الماضية حيث كان: 1) ردة فعل فورية من دولة المؤسسات العقائدية، فسارع الرئيس وفي غضون 3 ساعات من استشهاد وزير الدفاع ونائبه ومعاون نائب رئيس الجمهورية، إلى تعيين البديل لكل منهم وأقسم وزير الدفاع يمين الالتزام بالدفاع عن الوطن في غضون أقل من 24 ساعة أمام رئيس الجمهورية - القائد العام للقوات المسلحة في سلوك يرسل رسالة قاطعة بأن المؤسسات في الدولة تحمي نفسها ولا تترك فراغاً في أي ظرف وتملأ المنصب الشاغر من معدن الشخص الذي غاب، وفي هذا تأكيد لصلابة النظام وقوته وتماسكه. 2) انتقال سورية وبشكل فوري إلى قراءة الحدث ودلالاته، والتعامل مع الظرف كما يفرض الأمر، والعمل بمقتضى كتاب حرب الدفاع الحقيقية بعد إغلاق كتاب حفظ النظام، والدخول في الحرب بالقدرات المتاحة وفي كل الأوجه ذات الصلة بدءاً من العبارة، فبعد أن كانت تستعمل عبارة "الجهات المختصة" للدلالة على القوى الأمنية التي تتعامل بالشأن باتت التسمية الجديدة وبكل وضوح "قواتنا المسلحة الباسلة" للدلالة على أن الجيش السوري انخرط بقدراته في معركة الدفاع ولن يأبه لقيد أو خط أحمر إلا ما يفرضه الدين والأخلاق وقواعد الحرب. 3) تطور في ذهنية القتال وأهدافه، فبعد أن كان الجندي السوري يقاتل بذهنية حفظ الأمن وتنفيذ الواجب، بات يقاتل إضافة إلى ذلك بذهنية الدفاع ودحر العدوان والانتقام لدماء الشهداء والثأر من أدوات العدوان وصولاً الى رأس المعتدين. لقد غيّرت متفجرة الأمن القومي المشهد في سورية والمنطقة، حيث إنها فرضت سلوكاً يعتمده المعنيون لحسم النزاع في الميدان، ما يعني أن الحوار الذي رفضه العملاء ومن ادعى أنه إصلاحي ومعارض من أجل التغيير، والذي سعت إليه الدولة السورية وتنازلت من أجل إنجاحه عن الكثير الكثير مما في يدها، هذا الحوار سيغيب الآن البحث فيه خلف أعمدة الدخان المتصاعدة في الميدان الذي انفتح على معركة الحسم. وإضافة إلى ذلك اقترن المشهد السوري بمواقف داعمة وذات دلالات بالغة صدرت من طهران ولبنان ثم من روسيا والصين خاصة ما عبّر عنه بوضوح السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير وبعده كان "الفيتو" الروسي- الصيني المزدوج الثالث، حيث يستفاد من مجمل هذه المواقف ما يلي: - لا تدخل عسكرياً أجنبياً في سورية ولا تهديد لسورية ولا وضع لسورية تحت الفصل السابع، وأن الاحتيال والخداع الأميركي حيال قرارات سابقة لمجلس الأمن بدءاً من العراق حتى ليبيا أمر لن يتكرر بعد أن تغير العالم. وأن التهديد الأميركي بالعمل خارج مجلس الأمن سيرتد على أصحابه لأن سورية ليست وحيدة في الميدان. - إن سورية ليست جهة مساندة للمقاومة فحسب بل هي ركن عضوي بنيوي فيها، فالمقاومة صنعت الانتصارات بالسلاح السوري، وبالدعم السوري وأن المقاومة لن تدع سورية وحيدة في معركتها الدفاعية، وأن مساعدة المقاومة لسورية في الدفاع لن يكون بمثابة المؤازرة بل وجهاً من وجوه الدفاع عن النفس الذي ستمارسه المقاومة بأسلوبها وبالطريقة والطبيعة والمكان والزمان الذي يناسب العمل الدفاعي ضد جبهة العدوان. - لا فرص حقيقية للحرب النفسية والإعلامية التي تخاض ضد سورية لتحقق أهدافها، فكل شيء بات مفضوحاً ومعروفاً والكذب العدواني بات مكشوفاً، ولهذا لن يكون التعويل على تحقيق الانهيار الإدراكي في سورية مجدياً للمراهنيين. وفي خلاصة الأمر نقول: إن زخم الهجوم العدواني الحالي الذي يشن على سورية وهو الأعلى والأهم من كل ما مضى سيفشل في تحقيق أهدافه بعد أن أكدت سورية تماسكها، وأثبت الجيش العربي السوري قدرته في الميدان، وأكد الحكم في سورية حكمته ورباطة جأشه وصلابة الأعصاب. وأن النتيجة الوحيدة للجريمة الإرهابية في مركز الأمن القومي ستكون الدفع نحو معركة الحسم.. ولكن ليس الحسم الذي أراده الإرهابيون وقيادتهم العدوانية، بل الحسم الذي فرضته الآن دماء الشهداء الكبار، دماء آلمتنا من دون شك في أثرها الإنساني العاطفي خاصة وأن أصحابها أصدقاء أحبة، وهي دماء زكية طاهرة ثبتت سورية في موقعها الإستراتيجي ركناً رئيسياً صامداً في مواجهة مشروع الشرق الأوسط الأميركي الذي نعته حرب تموز 2006 وستدفن جثته في سورية بيد الأحرار.


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 شاهد
    20/7/2012
    23:02
    بلاد الله
    نعم لقد غير تفجير الامن القومي طريقة الحسم والصراع والفكير بالنتيجة ولكن اوليس كان من الافضل ان نحيد ضباطنا وبلدنا عن ماحدث لها او لم يكم من الافضل ان تبادر القيادة بوقت ابكر على الحسم النهائي ياخواني ومع الاسف علينا ان نقولها بصراحة ان التساهل بسرعة القضاء على من يعبث بامننا هو مااوصل الامور لهذا الحد لابل ساعد الكثيرين من ضعاف النفوس بالانضواء تحت راية العنف والحقد الطائفي والمال السهل الحرام فلو نظرنا الى نسبة اعمار الاشخاص المنضمين لفرق الارهاب والقتل والتدمير لوجدناها وتبدا من عمر ال 15 سنة الى اال 18 سنة وهي الفترة الاحرج للشباب هذا طبعا لاينطبق على اصحاب السوابق والمجرمين والخارجين عن القانون والذين هم بمثابة الرؤوساء للفئات الشابة المضللة

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا