على هامش الاحتفال بيوم الطفل العالمي...بيئة مسرحية ثرية بالقيم الانسانية والتربوية

الإثنين, 23 تموز 2012 الساعة 12:24 | , فن وتشكيل

على هامش الاحتفال بيوم الطفل العالمي...بيئة مسرحية ثرية بالقيم الانسانية والتربوية
جهينة نيوز: شكلت الحالة المسرحية التي أفرزتها الفعالية العاشرة ليوم الطفل العالمي في اللاذقية ظاهرة ايجابية من حيث عدد الاعمال المقدمة ونوعيتها وتفاعل الاطفال معها فضلا عن الحضور المتميز لهذه الانشطة. وقد اكدت ان العروض المقدمة على مدى اسبوع من الزمن و التي تم الاشتغال على بعضها خصيصا لهذه المناسبة على الذائقة المسرحية العالية للطفل وقدرته على اظهار مستويات متعددة من التلقي بما يتماهى والطرح الموضوعي لكل منها وهو ما تجلى واضحا من خلال تفاعله مع مجموعة الافكار والرؤى التي تم تقديمها وتنطوي على عدد من الطروحات الاجتماعية والسياسية والتربوية. و احد هذه الاعمال هي الرهان الخاسر من تأليف أحمد اسماعيل واخراج خوشناف ظاظا وتمثيل شيرين منصور حيث يتوجه هذا العرض بمجموعة من القيم التوعوية والانسانية الى الطفل من خلال حكاية شعبية تمت صياغتها بطريقة معاصرة عبر تحديث بعض الشخصيات والاحداث لتوجيه رسالة تربوية مفادها ان عمر الكذب والخداع والاحتيال قصير جدا فلا يصح في النهاية الا الصحيح اذ لابد من انتصار الخير و الحق و ازهاق الباطل مهما امتد الزمن. في هذا الاطار اوضح المخرج ظاظا ان المسرحية التي تم عرضها حتى الآن لما يزيد على مئة مرة في مختلف المحافظات لاقت اقبالا كبيرا من قبل الاطفال الذين تفاعلوا مع الممثلين على خشبة المسرح عبر محاولاتهم المتكررة لتأييد شخصية لقمان الخيرة في مواجهة جتو المحتال في تأكيد على التربية الجيدة للطفل في المجتمع السوري الذي يوءكد دائما لناشئته على قيم الحق والفضيلة. واشار ظاظا الى أن مسرح الطفل يتطلب من القائمين عليه تقديم حكاية جميلة ضمن اسلوب كوميدي مناسب بعيدا عن التهريج و الهزل من جهة و ينأى عن الوعظ و الارشاد المباشر من جهة اخرى ما ساعد على استقطاب الطفل للاحداث والتواصل معها بطريقة او بأخرى حتى لا ينقطع هذا التفاعل بين الطفل و الممثل في لحظة ما يفقد العرض قيمته الفكرية. وبين ان السينوغرافيا المسرحية في هذا العمل تأتي في اطار ما يعرف فنيا بالمسرح الفقير وانه شكل مسرحي ينتهجه في اعماله لما يوفره من امكانات اوسع للعرض حيث يمكن تقديم هذه النوعية من العروض في فسحات الهواء الطلق دون الحاجة الى الكثير من التقنيات والديكورات المعقدة مشيرا الى ان هذا ما جرى خلال الفعالية حيث قدمت المسرحية في عدد من المراكز الثقافية غير المجهزة تقنيا بما ينتاسب وشروط العرض المسرحي وتم الاعتماد على الممثل ومهاراته الذاتية بشكل أساسي. المخرج نفسه كان أحد الممثلين في مسرحية أخرى عرضت خلال ايام الفعالية بعنوان قبعة الاخفاء و هي من تأليف نور الدين الهاشمي واخراج الفنان وليد عمر وتتناول في فكرتها الأساسية حيث أشار الى قيمة العمل و دوره في حياة الانسان و ضرورة الاعتماد على الذات لتحقيق ما يصبو اليه الفرد دون الاعتماد على الخرافات و الطرق الملتوية الوهمية منها و الحقيقية. ولفت الى ان الشخصيتين الرئيسيتين في العمل هما كركوز وعيواظ المحببان لكثير من الاطفال حيث يقنع احدهما الآخر بأن قبعة الاخفاء كفيلة بأخذه الى مدينة الاحلام حيث يمكنه الحصول على كل ما يتمنى وفقا لما ورد في احد الكتب لكن الحدث الدرامي يجري ليؤكد على عدم صوابية هذه الفكرة حيث لا يمكن للانسان ان يرتقي بذاته ويحقق مستقبلا افضل الا بالعمل الدؤوب و الجد المتواصل. واشارت الممثلة شيرين منصور الى ضرورة امتلاك العديد من المهارات التمثيلية من قبل الممثل على الخشبة ليتمكن من شد الطفل المتفرج الى العرض طوال الوقت واهمها طريقة التمثيل العفوية و الصوت القوي متعدد الايقاعات والقدرة على استخدام تعابير الوجه و الجسم بطريقة تعبيرية الى جانب الحديث مباشرة الى الاطفال على مقاعد الفرجة وتوجيه اسئلة ذات صلة بفكرة العمل اليهم. واوضحت منصور ان ورشة المسرح التفاعلي التي اقيمت على هامش العروض تصب مباشرة في الكيفية التي يمكن من خلالها المحافظة على تفاعل الطفل وشد انتباهه الى العرض المتواصل امامه حيث ان هذه النوعية من الورشات الفنية تدرب حواس الطفل وتحفز افكاره كما انها تدربه على الانصات والاستماع ومجاراة الحدث المسرحي الى جانب ما تساعد عليه من توسيع رقعة الثقافة المسرحية والوعي بقيمة الاداء التمثيلي لدى الجمهور. كما قدمت الفرقة المسرحية التابعة لجمعية اسرة مسرح الطفل عرضا مسرحيا بعنوان بقعة ضوء من تمثيل رنيم قطراوي و مدين مقصود وفدوى قرحيلي ومحمد جبور وحيدره مخلوف وعبدالله عليو واخراج هاني محمد ويتضمن مجموعة من اللوحات المسرحية ذات الطابع الاجتماعي الناقد تسليط الضوء على عدد من الظواهر الاجتماعية السلبية بهدف رفع مستوى الوعي والادراك لدى الطفل المتفرج. ورأى المخرج ان التنويع في طرح الافكار و الاراء عبر الاعمال المسرحية هو محاولة للارتقاء بالخطاب الابداعي الموجه للطفل دون ان تغيب القيمة التربوية عنه خاصة وان الطفل السوري اليوم اصبح يعاني من تحديات جديدة التي فرضت عليه بفعل الاحداث الراهنة و ما تنطوي عليه من مستجدات ثقافية وفكرية وحياتية متسارعة و هو الامر الذي يحمل القائمين على أي عمل فني موجه للطفل مسؤولية كبيرة. واكد أن الساحة المحلية باتت تعج بالعروض الموجهة للطفل والتي لا ترتقي الى مستوى الحوار معه وتوجيه سلوكياته وافكاره حيث تعرض بين الحين والاخر اعمال تجارية بحتة همها الربح وهي عروض تستدعي مزيدا من الرقابة و التمحيص في ما تبثه من افكار وموضوعات ضمنية قد تحمل العديد من رسائل العنف و التهريج رغم ما تظهره من كوميديا زائفة تقوم على الحركات البهلوانية لا اكثر. كما عرضت خلال الفعاليات مسرحية مدينة الغرائب من اعداد واخراج الفنان سليمان شريبه وتمثيل سوسن عطاف ونبيل مريش ووسام مهنا وياسمين زيدان و نضال عديره ويوسف احمد وركزت على عدد من الاهداف ذات البعد التربوي والانساني رفع وعي الطفل و تعزيز بنيته الاخلاقية و رفد تربيته الاجتماعية . واشار المخرج الى ان المسرحية تتناول في مضمونها الصراع بين ما هو طبيعي وصحي ضار ومصطنع حيث هناك دعوة للجميع عموما وللطفل على وجه الدقة للعودة الى الحياة الطبيعية و الحفاظ على البيئة المحيطة به خالية من أي تلوث ومراعاة النظافة في البيت والمدرسة والشارع. وقال " حاولت ايضا تضمين العمل مجموعة من الرسائل التربوية الاخرى مثل التأكيد على ضرورة العمل و الاجتهاد كسبيل يؤدي بالانسان الى هدفه المنشود الى جانب تشجيع الاطفال على تبني حس المبادرة الذاتية و الاضطلاع بالمسوءوليات الملقاة على عاتقهم بما يتناسب و صغر سنهم بطبيعة الحال المصدر سانا


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا