الأزمة السورية.. تساؤلات واسشرافات؟

الجمعة, 3 آب 2012 الساعة 06:56 | مواقف واراء, زوايا

الأزمة السورية.. تساؤلات واسشرافات؟
جهينة نيوز- بقلم نايت الصغير عبد الرزاق: سبق لنا وفي مقالات سابقة أن تحدثنا عن أوجه التشابه العديدة بين الحالتين الجزائرية فيما يسمّى العشرية السوداء والأزمة السورية، وشرحنا بالتفصيل الهجمة الإرهابية العالمية المتعددة الجنسيات التي تعرّض لها البلدان تحت غطاء ما سمّوه الثورات وحرية الشعوب، وكيف تمّ استغلال هذه الحقوق من قبل قوى ظلامية رجعية لم تكتشف شعوبها بعد معنى كلمة "الانتخاب" ونساؤها مازلن يحلمن بقيادة السيارة وبالذهاب للتبضع بدون الحاجة إلى محرم!. فاقد الشيء.. يعطيه!.. القاعدة تقول إن "فاقد الشيء لا يعطيه"، ولكن في زمن الردّة والدجل الذي تعيشه مجتمعاتنا انقلبت كل المفاهيم، وصار الشيطان يخطب في الناس الفضيلة، والكارثة أن "قطعاناً" واسعة من المجتمع صدّقوا الكذبة..!. ألم يتساءل أي منهم يوماً عن سر هذا الحنان والكرم المفاجئ الذي ظهر على مشيخات لورانس واستماتتهم في الدفاع عن "حقوق" السوريين، ثم عن أي حقوق يتحدثون؟ مهما كانت درجة "استبداد" النظام في سورية، فهي لن تصل ولو جزءاً من المليون لدرجة التخلف الفكري والاجتماعي الذي تعيشه مجتمعات الأنظمة الإقطاعية القروسطوية الخليجية؟. النظام في سورية وككل أنظمة العالم الثالث، يعاني من نقائص ويحتاج إلى إصلاحات عميقة، ولكن لا أحد ينكر المجالات الفكرية والإبداعية الواسعة التي يتمتع بها المجتمع السوري، أرقى أنواع الأدب والشعر والفن والدراما في العالم العربي تنتجها سورية، فأين هو الاستبداد؟، إذا قارناه بما يحدث في مجتمعات المشيخات الرجعية الإقطاعية الخليجية التي تحولت إلى "قلاع للثوار" بقدرة قادر؟!!.. أتساءل في كثير من الأحيان عن العمى الذي أصيب به الكثير من المثقفين و"المفكرين" العرب وهم يضعون أيديهم بيد الرجعية والظلامية الأعرابية لتساعدهم على التحرر و"الإبداع"؟؟ هل وقعوا تحت تأثير الدعاية الإعلامية أم هو تأثير الدولار واليورو على العقول؟ ألا يعرفون أن أول من ستنصب لهم المشانق هم المفكرون والأدباء والفنانون إذا سقط النظام في سورية؟ أم أنهم قد ضمنوا لأنفسهم إقامات فاخرة في باريس وأنقرة بفضل سخاء شيوخ البترودولار تجعلهم لا يهتمون بما سيحدث.. وليكن الطوفان من بعدهم!!. هل مازال هناك من عاقل على وجه الأرض يصدّق أن آل سعود والقطريين يصرفون كل هذه الملايين من الدولارات لأجل سواد عيون السوريين، هل تصدقون أنه "لا قدّر الله" مباشرة بعد سقوط النظام الجمهوري في سورية "وهذا هو الهدف الحقيقي وليس نظام الرئيس الأسد" سينعم السوريون بأحلى ديمقراطية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحت رعاية مشيخات الخليج وبحماية جماعات القاعدة الإرهابية؟!!. ألم يتساءل أحد عن سر هذه الاستماتة والصلابة التي أظهرها النظام في سورية وهو يتعرّض لأكبر هجمة إرهابية عالمية في التاريخ؟ تعلمنا من التاريخ أن الثورات الشعبية الحقيقية لا تحتاج إلا لبضعة أسابيع أو أشهر لتُسقط أي نظام مستبد مهما كانت قوته، وأن الشعوب إذا انتفضت، لا يمكن لأي قوة في العالم أن توقفها، ولكن لماذا لم يحدث ذلك ولا يبدو أنه سيحدث في سورية بعد الضربات الموجعة التي يتلقاها الإرهابيون بعد كل "ساعة صفر".. ألا يعني ذلك أن النظام مازال يتمتع بتأييد قطاعات واسعة من المجتمع وأن ما يسمّى "ثورة" ليس في الحقيقة إلا مجرد حركات تمرد انفصالية طائفية مدعومة من الخارج تمّ تضخيمها مالياً وإعلامياً لأغراض انتقامية عند الأعراب وجيوستراتيجية بالنسبة للقوى الغربية؟.. ثم ما قصة هذه "الثورة الشعبية" التي لم تعد قادرة على مواصلة "ثورتها" واضطرت للاستعانة بالآلاف من "المجاهدين" المتعددي الجنسية والمرتزقة "لتثور".. مكانها؟ في بلد يتعدى تعداد سكانه الـ23 مليوناً، لم يستطيعوا جمع بضعة آلاف من "الثوار" ليصبح تعداد المرتزقة متعددي الجنسية أكبر من "الثوار" السوريين؟؟... هناك خلل ما!!. ليلة "سقوط دمشق"..؟ لنعد إلى الميدان الآن.. وقصة "ساعة الصفر" وسقوط دمشق، السيناريو كان جاهزاً، فقد تمّ تطبيقه من قبل في طرابلس الغرب، تسلّل جماعات إرهابية متعددة الجنسيات إلى أحياء دمشق، ترويع السكان بإطلاق النار عشوائياً.. والباقي ستتكفل به الجزيرة والعربية بإعلان سقوط العاصمة والبركة في "شهود العيان" والفيديوهات.. ولكن كانت هناك مشكلة في الحالة السورية، إذ لا وجود للتغطية الجوية الأطلسية والقنابل الفوسفورية التي أحلّها القرضاوي في ليبيا، والتي كانت السبب الحقيقي لسقوط طرابلس وعمليات الإنزال الجوية للفرق الخاصة الفرنسية والبريطانية لفتح الطريق "للمجاهدين" ليأخذوا صوراً أمام كاميرات الجزيرة والعربية.. حاولوا بكل الطرق استصدار قرار في مجلس الأمن وضغطوا على روسيا والصين ضغطاً رهيباً وصل حتى تهديدهما بأنهما ستدفعان الثمن، ثم وكالعادة مجزرة جديدة تعوّدنا عليها عشية كل اجتماع لاستعطاف الرأي العام العالمي الذي بدأ ينتبه لخيوط المؤامرة على سورية، ثم عملية اغتيال استعراضية واستخباراتية لوزير الدفاع السوري لزعزعة النظام من الداخل وخلق انشقاقات كبرى في حالة عدم التمكن من استصدار قرار من مجلس الأمن.. ولم يحدث شيء من هذا!!. سرعة رد فعل النظام في سورية وتعويضه لوزير الدفاع بعد بضع ساعات فقط وكأن شيئاً لم يكن، ثم تأتي الضربة القاصمة من مجلس الأمن والفيتو الروسي-الصيني.. وينهار السيناريو الليبي. مأزق كبير وجدوا فيه أنفسهم، فهل سيعودون أدراجهم ويؤجلون "ساعة الصفر" الموعودة وتكون الفضيحة، أم سيواصلون ويرسلون مرتزقتهم إلى كارثة... المعروف عن الأمريكي والغرب عموماً أنه لا يهمّه حجم الخسائر في أي صراع كان إذا كان من سيموت ومن سيدفع التكاليف.. أعرابياً، وخاصة في حالة الجماعات "الجهادية" التي أثبتت عبر التاريخ أنها تعشق الموت و"الشهادة" خدمة للعم سام.. وهم يكبرون؟!. فكان القرار أن يغامروا ويرسلوا زبانيتهم إلى المحرقة في دمشق.. لعل وعسى تحدث المعجزة، وباستعمال نظرية "ومالو؟" القرضاوية.. ليجدوا في مواجهتهم جيشاً عقائدياً شرساً ليس كميليشيات القذافي الغارقة في الفوضى. لن ندخل في التفاصيل ولكن يكفي فقط التذكير بنتيجة معركة دمشق.. أكثر من خمسة آلاف قتيل في صفوف الجماعات المسلحة.. أغلبهم من الأجانب!. الأمور الآن أصبحت واضحة، هو صراع بين مشروعين، مشروع وهابي إخواني ظلامي تدعمه مشيخات الخليج، وآخر وطني يدافع عن وطن وعن قيم حضارية متوغلة في أعماق التاريخ، ولا وجود لطريق ثالث في الأفق حالياً، نظام الرئيس بشار الأسد ورغم كل أخطائه أصبح الآن على عاتقه مهمة ثقيلة وتاريخية، حماية الحضارة والتاريخ من هجمة "المغول" الجدد وهو يبلي بلاءاً حسناً حتى الآن...!. أتساءل أيضاً: كيف سيكون مصير هذه الجماعات المسلحة إذا توقف الدعم الخليجي والتركي عنها؟ الأكيد أنهم لن يتمكنوا من الصمود وسيرمون أسلحتهم وسيبحثون عن بؤرة "جهادية" في مكان آخر و"ممول" جديد، وهذا هو حال المرتزقة، المهم أن تدفع!. معركة حلب.. أو "ساعة الصفر" الجديدة قرفونا بقصص "ساعة الصفر" والحسم في كل مرة.. فمنذ بابا عمرو إلى دمشق ثم الآن حلب وقنوات الجزيرة والعربية تتحدث عن قرب سقوط النظام وأن "الحسم" قادم.. والضربات القاصمة والانسحابات "التكتيكية" تتوالى!!. بعد "محرقة" دمشق، وصل عرابو العدوان على سورية إلى العديد من القناعات، أولها أنه يستحيل إسقاط النظام في سورية عسكرياً، والحل الوحيد هو استنزاف سورية اقتصادياً وأمنياً والبداية ستكون بالعاصمة الاقتصادية.. حلب!. وتُعطى الأوامر للجماعات المسلحة بالتوجه إلى حلب لممارسة "جهادها" في تحطيم الاقتصاد السوري وتخريب كل ما يمكن تخريبه، لا يهم إن حدثت محرقة جديدة في صفوفهم "وستحدث" بما أنهم يعشقون الشهادة، فداءً لأمريكا كعادتهم!!. معركة حلب ستطول هذه المرة نظراً لموقعها الجغرافي وقربها من الحدود التركية وحكومة أردوغان الذي سيتكفل بإدخال آلاف "الجهاديين" المتعددي الجنسية بعد كل محرقة أو انسحاب "تكتيكي".. حتى يتم استنفادهم!. مهما طالت معركة حلب فالنتيجة محسومة بين جيش عقائدي شرس يدافع عن وطنه وجماعات مرتزقة لا هدف لها إلا جمع الأموال.. وهنا يكمن الفرق!. وماذا بعد..؟ بالعودة إلى الحالة الجزائرية في التسعينات من القرن الماضي والتي تعرّضت لنفس الهجمة "الجهادية" الإرهابية العالمية واستطاعت القضاء عليها، فإننا ندعو السوريين إلى الأخذ بالتجربة الجزائرية في محاربة الإرهاب والتي أصبحت مثالاً يُقتدى به ويُدرّس في معاهد أمنية عالمية. أول شيء يجب معرفته هو أن هذا النوع من الجماعات الإرهابية تتبع نفس الطرق والتحولات في منهجها "الجهادي"، تبدأ أولاً باختراق انتفاضات بسيطة للشعوب، ثم تركب عليها وتحاول أن تصل للسلطة "بالتي هي أحسن" إن أمكن ذلك كما حدث في مصر وتونس لنشر فكرها الظلامي والعودة بالشعوب إلى ما قبل التاريخ.. وفي حال عدم تمكنها من الوصول للسلطة سلمياً ستنفض الغبار عن فتاويها التكفيرية الدموية التيمية والقطبية في تكفير الحكام أولاً ثم تكفير عامة الشعب وتحليل دمائه وستبدأ باللعب على الوتر الطائفي كما في الحالة السورية. ما يميّز هذه الجماعات أيضاً أنها ترتكب نفس الخطأ القاتل كل مرة بدخولها في صدام مع المجتمع، وهنا يحدث التحول والشرخ مع شبكات الدعم وسيتبرأ منهم كل من كان يتعاطف معهم وسيضطر المواطنون لحمل السلاح للدفاع عن أنفسهم وعرضهم من جماعات لا ترى فيهم إلا كفاراً وسبايا. أول خطوة على الحكومة السورية فعلها هي إعلان حالة الطوارئ، فالوطن في حالة حرب تقودها العديد من الدول، ثم إنشاء قوانين ومحاكم خاصة بمحاربة الإرهاب. هناك عامل آخر مهم جداً، الحرب الاستخباراتية ومحاولة اختراق هذه الجماعات لتفجيرها من الداخل وجعلها تتقاتل فيما بينها وهذا ما نجحت فيه المخابرات الجزائرية التي استطاعت إبادة جماعات بأكملها وبأسلحتها!. الحرب الاستخباراتية يجب أن تشمل أيضاً تفكيك شبكات الدعم اللوجيستي والمعلوماتي في الأوساط الشعبية لهذه الجماعات والتي بدونها ستختنق وستجد صعوبات كبيرة في تنفيذ عملياتها. العامل المهم الآخر، هو تكوين ميليشيات شعبية للدفاع الذاتي ومحاربة وملاحقة الإرهاب والتي أثبتت فعاليتها في الحالة الجزائرية. والأكيد أن الحرب على الإرهاب في سورية ستكون طويلة وشرسة، والمؤكد أن الانتصار سيكون حتماً للشعب السوري كما انتصر الجزائريون.  


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 مسوري وافتخر
    3/8/2012
    09:25
    اجراءات ضد الارهاب
    جيش شعبي من شباب الثانوي وجامعي لحماية الاحياء والتبليغ ومراقبة كل حركات الاحياء وخاصة السيارات كما في المانيا حاليا وعلى مستوى كل القطر .اعلان حالة الطوارى فورا ومنع التظاهر السلمي حتى اشعار اخر بقرار من مجلس الشعب المنتخب. انشاء خلايا بالجيش والدفاع المدني للمهمات الصعبةوفتح باب التطوع للدفاع المدني والاطفاء
  2. 2 علي العيساوي العراقي
    3/8/2012
    10:06
    نصرا من الله وفتحا قريب
    الله محي سوريا الاسد الله ينصركم على كفار قريش اليوم .... اعلموا يا اخوتي في الجيش العربي السوري ان قلوب العراقيين معكم ولو سمحت لنا حكومتكم الموقره لجأنا لنصرتكم على عملاء الغرب والاعراب
  3. 3 وسن
    3/8/2012
    12:26
    (المال) كالموت يغير كل شيئ,,"بتصرف"
    مع الاعتذار من الكاتب العظيم جبران خليل جبران فهواسعمل (الحب) بدل المال !! 1ّ-في سوريا لم نعاني استبدادآ ! كان فسادآ متأصلآ ورشوة مزمنةومحسوبيات وقحة وهو ماتنعم به كافة الدول العربية! وهذا مانادى به شعبنا العظيم في البدايات وأراد اجتثاثه يدآ بيد مع قائده العظيم 2-اذاأصيب المفكر المثقف بالعمى ! فأعيدوا النظر في اطلاق المسمى عليه ! فلا يمكن لمثقف مفكر أن يقع في شرك الجهل والجاهلين ! 3-ليس هنالك خلل لا سمح الله في (الثورجيين المذكورين)لأن الثورة كلها فاشلة تأليفآ واخراجآ و(كومبارس)ليسوا ممثلين كانوا أقلها أقنعونا بأدائهم الذي كان أكثر من رديئ ! 4-أما بالنسبة لصور (مجاهدي المال) فنحن وشاشاتنا الوطنية لا نقصر اطلاقآ..كل يوم تعرض صورآ لجثثهم وأشلائهم فماحاجتهم للتغطية الجوية الأطلسية ياصديقي ؟
  4. 4 زينة
    3/8/2012
    14:53
    المثقفون العرب
    استاذ نايت حضرتك كتبت انك تتسائل ماذا اصاب المثقفين والمفكرين العرب هولاء عالة على الفكر الحر وعلى التفكير بحد ذاته هولاء يعتبرون انفسهم مثقفين والحقيقية غير ذلك كان كل شي تمام قبل بداية الربيع العربي المشووم على الامة العربية ولكن بعد تسارع الاحداث وثورات وشراء ذمم والى اخره تلبكوا الشباب وضاعت منهم البوصلة وبدل ان يشغلو عقلهم حتى يعرفوا الحاصل على حقيقته وبدووايبيضوا ويلمعوا صفحتهم عند الغرب وعلى اساس هم مع التحرر والديمقراطية ولكن الذي اعرفه انا المفكر هو الذي يستطيع تحليل الامور بشكل منطقي وصحيح ويعرف التمييز بين الموامرة وبين الثورة ومصالح الشعب والوطن ولكن هيهات منهم هذا لانهم من اجل مصالحهم الشخصية واملاء حيوبهم بالدولارات الخليجية ولكن نقول لهم اذهبوا للجحيم وسوريا الله الحاميها

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا