"الجهاديون" التونسيون في سورية.. من هم وكيف يعبرون؟

الأربعاء, 15 آب 2012 الساعة 19:30 | سياسة, عربي

جهينة نيوز: أكدت الكاتبة روعة قاسم في تقرير نشره موقع "الانتقاد" الإخباري تحت عنوان "الجهاديون التونسيون في سورية.. من هم وكيف يعبرون؟" أن من بين الظواهر التي أثارت انتباه الرأي العام في تونس ما بعد "الثورة" وكذا المجتمع الدولي ومحيط تونس الإقليمي هو الانتشار الكثيف لحاملي فكر تنظيم القاعدة ممن يسمّون أنفسهم بـ"الجهاديين" الذين يتدربون في معسكرات في دول الجوار ثم يعبرون الحدود باتجاه المشرق وبالتحديد إلى الأراضي السورية. وقالت قاسم: وسائل إعلام تونسية قامت بالتحقيق في المسألة، وخلص أغلبها في النهاية إلى أن هؤلاء من المغرر بهم من فئة الشباب الذين تنتدبهم شخصيات حاملة لفكر القاعدة ومن هم على نهجها، تفد إلى تونس ولا تُمنع من دخولها مثلما كان الشأن مع العهد السابق أي نظام بن علي. يجندون الشبان في أغلب الأحيان من دون علم ذويهم الذين يفاجؤون بأبنائهم وقد تم إلقاء القبض عليهم أو قتلوا في مكان ما على غرار من تم عرضهم في وقت سابق على شاشة التلفزيون السوري واعترفوا بالقدوم للقتال في سورية. وأضافت: ويلتقي هؤلاء الوافدون بالشبان في المساجد التونسية خصوصاً تلك التي بات يسيطر عليها التيار السلفي ثم يستدرجونهم إلى معسكرات تدريب تقليدية في عمق الصحراء في المنطقة الواقعة بين الجزائر ومالي والتابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. كما تداولت وسائل إعلام خبر وجود معسكر آخر للتدريب قرب مدينة بنغازي الليبية يتلقى فيه هؤلاء تدريبات تؤهلهم لقتال الجيوش النظامية، وليس فقط التنظيمات المسلحة، وقد تم افتتاحه منذ الأشهر الأولى لاندلاع شرارة عملية الإطاحة بالقذافي وخروج مدينة بنغازي بالكامل عن سيطرة السلطة المركزية في طرابلس الغرب. وقالت قاسم: ووفقاً لهذه التحقيقات فإن الشباب التونسي الذي يسافر بنية "الجهاد" يتمّ ترحيله من هذه المعسكرات صوب وجهتين لا ثالث لهما، إما الأراضي التركية إذا كان سينضم إلى مقاتلي ما يسمى بـ"الجيش الحر" في حلب والمدن الشمالية القريبة منها. أو لبنان إذا كان سيعبر إلى دمشق أو ريفها والمناطق المتاخمة له، ولا يكون ذلك عبر المعابر الحدودية الرئيسية، ويجدون هناك -بحسب التحقيقات الصحفية- من يستقبلهم ويُؤويهم ويربط خيوط الوصل بينهم وبين ما يسمى بـ"الجيش الحر". ويشار إلى أن عدداً هاماً من هؤلاء قاتل في ليبيا ضد نظام القذافي قبل أن يلتحق بسورية وهو يحمل فكراً وعقيدة مفادها أن قتال الأنظمة الحاكمة في البلاد العربية التي لا تطبق الشريعة هو جهاد شأنه شأن قتال من يعتبرونهم أعداء الأمة. فلا فرق في عقيدتهم، مثلاً، بين نظام القذافي والكيان الصهيوني رغم أنهم لم يقاتلوا الكيان الصهيوني، ويبدو أنه آخر اهتماماتهم. كما اتفقت جل التحقيقات على أن هؤلاء ليسوا مرتزقة وليس المال ما يعنيهم بل تحقيق ما يؤمنون به وفقاً لقناعات رسخها من أقنعوهم بضرورة الانخراط في مثل هكذا أعمال، ويبدو أن جهات خليجية تعمل وفقاً لأجندات غربية في عملية تجنيد أصبحت تتحرك بحرية خاصة بعد قرار الحكومة التونسية إلغاء التأشيرة للخليجيين الراغبين في القدوم إلى تونس من دون أن تقابله معاملة بالمثل من الجانب الخليجي. ورأت روعة قاسم أن المناخ العام في تونس ما بعد "الثورة" يشجع على انتشار هذه الظاهرة مع التسامح والتساهل الذي تبديه حركة "النهضة" الحاكمة في التعامل مع التيارات السلفية الجهادية وأنشطتها، حيث يستضيف هذا التيار شخصيات و"دعاة" يعتبرهم خصومهم متطرفين وحاملين لفكر دخيل على ثقافة التونسيين المتسامحة على مرأى ومسمع من الحكومة رغم معارضة جانب كبير من المجتمع المدني التونسي، مضيفة: دخول هؤلاء الدعاة بحجة أن أفكارهم تمثل خطراً على استقرار المجتمع التونسي المنسجم منذ قرون والذي باتت بوادر انشقاقه وتقسيمه إلى مسلمين وكفار تبرز في الفترة الأخيرة!!. ويشار إلى أن المرة الوحيدة التي رفضت فيها الحكومة التونسية دخول سلفيين جهاديين إلى أراضيها وهم مغاربة أدينوا في تفجيرات شهدتها مدينة الدار البيضاء في وقت سابق، وسجنوا وتم العفو عنهم قبل قضاء كامل العقوبة بفعل العفو الذي أصدره الملك المغربي محمد السادس، وثارت ثائرة التيار السلفي واعتصم أنصاره في مطار قرطاج الدولي، مطار العاصمة وثاني أكبر مطارات البلاد، ما تسبّب في تعطيل حركة المطار وفزع في صفوف الأجانب الوافدين على البلاد سواء للسياحة أو للأعمال. وأكدت قاسم أن منح تونس اللجوء السياسي لأبي قتادة الأردني المقيم في لندن صاحب فتوى قتل النساء والأطفال في الجزائر بحجة عدم مساندتهم للجهاديين في بلد المليون شهيد هو خير دليل على تسامح الحكومة التونسية وتساهلها مع هذه التيارات ما خلق في البلاد بيئة خصبة لنمو هذا الفكر التكفيري الذي بات مصدر إزعاج ليس لتونس فحسب بل أيضاً لمحيطها الإقليمي. ويرى محللون معارضون للفريق الحاكم في تونس بأن السبب الكامن وراء هذا السلوك هو حاجة "النهضة" لأصوات التيار السلفي خلال الانتخابات القادمة وأيضاً حاجتها إليهم في أية مواجهة مستقبلية مع معارضة متوقعة في ظل ما تشهده البلاد من احتقان بين مختلف الفرقاء السياسيين. كما يفسر بعضهم هذا السلوك النهضوي بخوف الحزب الحاكم من بطش هؤلاء!!.    


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 Fe
    21/8/2012
    06:53
    كيدهم في نحرهم
    كل هؤلاء المجرمين المهووس منهم والمأجور سيعيد الشعب السوري الأبي وجيشه الوفي تصديرهم إلى تركيا ولبنان وسيُردّ كيدهم في نحرهم....ستتطهّر أرض سوريا منهم وإلى الأبد

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا