احتجاجات على تضيق "حركة النهضة" الخناق على الإعلام التونسي

شارك |

جهينة نيوز: تعددت خلال الفترة الأخيرة اعتداءات التيار السلفي على الحريات العامة والفردية في تونس، وذلك في ظل اتهام المعارضة للحكومة بتواصل وجود "رخوة" أمنية في صدهم وتطبيق القانون، رغم تعالي الدعوات بضرورة التحرك لوقف هذه الاعتداءات، التي بدت ممنهجة ومدبر لها، وتستهدف تغيير النمط المجتمعي التونسي، الذي يحظى بإجماع لدى كافة الفئات والشرائح التونسية. وقد طالت هذه الاعتداءات كل الفضاءات والمنابر، ولم تسلم منها لا دور الثقافة ولا المساجد ولا المنتديات العامة. كما أنها طالت كل رأي مخالف، حتى وإن كان ينتمي إلى نفس المرجعية الفكرية والعقدية، وخير مثال على ذلك حادثة تهشيم رأس الشيخ عبد الفتاح مورو نائب رئيس حركة النهضة، في ندوة كان يدعو فيها إلى ضرورة التسامح كسبيل وحيد لضمان العيش المشترك. وكانت للسلفية صولات وجولات في حق المبدعين والثقافة، انطلقت فصولها منذ أشهر، ووصلت إلى حد التدخل بالقوة لمنع العروض الثقافية، وما يعني ذلك من مصادرة للإبداع وحرية التعبير، ورفض لكل أشكال التعابير الفنية والثقافية إلا "الحلال منها"!!. وفي السياق ذاته تظاهر عشرات الصحفيين التونسيين أمس أمام مقر رئاسة الحكومة بالعاصمة تونس للتنديد بمحاولات حركة النهضة الإسلامية الحاكمة السيطرة على وسائل الإعلام مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية وبتعيين موالين ينفذون أجنداتها السياسية. وذكرت الأنباء أن الصحفيين المشاركين رددوا شعارات مناهضة لحركة النهضة احتجاجا على تعيين موالين لها على رأس التلفزيون العمومي ودار الصباح الخاصة التي تصدر يوميتي الصباح ولو تان الناطقة بالفرنسية. من جهتها استنكرت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في بيان لها تواصل التعيينات أحادية الجانب لمسؤولين على وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية دون الرجوع إلى المنظمات المهنية والنقابية التونسية معتبرة أن الهدف من ذلك محاولة تطويع الإعلام التونسي لإخضاعه والسيطرة عليه. بدوره طالب حزب التكتل اليساري شريك حركة النهضة في الحكم بضرورة الرجوع إلى المنظمات المهنية والنقابية قبل كل تعيين أو إصدار أي قرار يتعلق بقطاع الإعلام التونسي. وكانت رئاسة الحكومة التونسية عيّنت إيمان بحرون مديرة عامة للتلفزيون العمومي ولطفي التواتي مديرا لمؤسسة دار الصباح. يذكر أن نقابة الصحفيين التونسيين كانت قد حذرت في تقرير في أيار الماضي من المحاولات المتتالية لحركة النهضة للهيمنة على الصحافة والصحفيين والهجمات الممنهجة التي تهدف إلى تدجين الإعلام التونسي!!.