سيريالية مواقف "حماس" الأخيرة

السبت, 16 شباط 2013 الساعة 09:18 | مواقف واراء, زوايا

سيريالية مواقف
جهينة نيوز-أيمن أنور؟ يحق للكاتب والشاعر والروائي والفيلسوف الفرنسي " أندريه بريتون" أن يفتخر ويطمئن في قبره، فقد وجد في مواقف قيادات حركة حماس الأخيرة، تجسيداً عملياً ودقيقاً لثقافة "السيريالية" التي أسسها، ودعا واجتهد لها، فها هي الحركة أخيراً تتخذ مواقفاً غريبة ومتناقضة ولا شعورية، بعيدة كل البعد عن الحقيقة، مفعمة بالأفكار المكبوتة والتصورات الخيالية وسيطرة الأحلام، وخلق أبطال وهميين ووصفهم بأعظم الأشياء، وفي سياق هذا الموقف أطلقت العنان لسرياليتها هذه لتجسيدها على علاقتها ب " دولة قطر". في سياق ذلك، يتُحفنا المستشار السياسي لحكومة حركة حماس " أ.د.يوسف رزقة" بمقالة جديدة له نُشرت على صحيفة " فلسطين" التابعة لحركة حماس، بعنوان " قطر الدولة الشابة عربياً"، ليضفي طابعاً ملائكياً على الدولة الصغيرة في كل شئ، والمثيرة للجدل. نفهم أن طبيعة العلاقات الدولية التي تحركها لغة المصالح والمنافع، هي التي جعلت حركة حماس تغير تحالفاتها، وتذهب بعيداً لتجد نفسها في حضن المحور المهادن، والمتورط في الفوضى التي تشهدها المنطقة العربية وعلى رأسها ربيبة أمريكا " قطر"، لكننا لا يمكن أن نفهم لغة الإفعام في مديح "قطر" للدرجة التي يتناولها " الأستاذ رزقة" في مقالته الأخيرة، حتى ظننا أن نبياً جديداً سيخرج من باطن الأرض القطرية، ليعلن قيام "دولة الأخوان المسلمين الإسلامية العظمى" من بين براثن القواعد الأمريكية في الدوحة، وبمباركة شيخ الناتو والنفط " يوسف القرضاوي". قليلاً من العقلانية والدبلوماسية والحكمة كافية للتعبير عن التحالفات السياسية مع دولة كـ"قطر"، لكن مديحها بلغة بعيدة عن العقل والمنطق، وجر عقولنا إلى تبني الفواقعية، أي الأشياء" البعيدة عن الواقع" ليس في صالح أو وزن حركة حماس، وسينعكس عليها سلباً عاجلاً أم آجلاً. يحاول " الأستاذ رزقة" أن يقنعنا إجبارياً من خلال موقف "قطر" الأخير بتسليم مبنى سفارة سوريا لما يسمى "الائتلاف الوطني" العميل، وتقبل أوراق أول "سفير سوري" يمثل ما يسمى " الثورة السورية" بأنها دولة أمينة على ثوابت وحقوق المواطن العربي، بل والأكثر غرابة في ذلك هو وصف "قطر" بأنها أكثر الدول العربية حيوية ونشاطاً وشباباً في الفترة التي سبقت ما يسُمى "الربيع العربي"، وفي أثنائه. قد يكون هذا الأمر صحيحاً ولكن يجب أن يُنظر إليه في إطار الجانب السلبي، فلم تدخر هذه الدولة المسخ والعميلة والمرتدة عن ثوابت شعوبنا وسعاً أو وسيلة إلا نفذتها وما زالت في تسليم مقدرات وخيرات أمتنا العربية للاستعمار الغربي، ولا أظن أن حركة " حماس" بعيدة عن هذه الحقيقة، وتدركها جيداً، ومستعدة أن تدفع استحقاقها وتدافع عنها حتى النهاية، طالما أنها تحصد منافع ومكاسب تحصن نفسها به من أي انحسار للحركة الشابة التي عززت نفسها في الشارع الفلسطيني وأصبحت لاعباً كبيراً في النظام السياسي الفلسطيني. يتعزز لنا الاعتقاد بسيريالية لغة الأستاذ " رزقة" في مصطلحات كثيرة عزز فيها مقالته الأخيرة، كأنها رسالة ممولة ( AID) هدفها لفت الإشارة إلى هذا المديح، من أجل إعادة ملئ الكيس من جديد، ومن هذه المصطلحات وصف قطر بأوصاف لا يمكن أن تنطبق على أي دولة في العالم، وكأنها دولة في كوكب بعيد عن مجرتنا وخالية من المشاعر والأفعال السلبية مثل " الحيوية القطرية القادرة على التأثير في سياسات الآخرين، ودفعهم إلى القيام بخطوات مماثلة"، نفهم من ذلك أن هذه الحيوية قد أثرت فعلاً في سياسات الآخرين مثل حركة " حماس" ودفعتهم إلى الدخول في هذا المحور!! أليس كذلك أستاذ " رزقة"، لقد نطقتها وأنت لا تعرف فالسيريالية دائماً ما تكون مركبة بعيدة كل البعد عن أي تحكم خارجي أو مراقبة للشعور أو الممارسة من طرف العقل، فيخرج الموقف الصحيح فجأة دون أن يكون هدفه إماطة اللثام عن الخطايا، ويُوضع في الموقع الخاطئ، كما حدث معك في وصفك لقطر وسحرها. اعترافك بأن "قطر" تملك فائضاً من المال والثروة، والإدارة والقدرة السياسية للتواجد على خريطة الوطن العربي والشرق الأوسط، موظفة المال والسياسة في خدمة مصالحها وتفعيل دورها السياسي الشاب، ينقصه مكان توظيف هذا المال، وهدفه، ولمصلحة من، فهل تمتلك الجرأة عزيزي أستاذ "رزقة" أن تتحدث بمصداقية حقيقية بأن "قطر" توظف هذا المال والثروة، وقدرتها السياسية في خدمة المشروع الأمريكي في المنطقة؟! هل لديك القدرة على كسر القيد الذي يحيط بضميرك للاعتراف بأن وجود حركة " حماس" ضمن هذا المحور الخياني الخالي من الديمقراطية، والوطنية خطأ استراتيجي قاتل ستحصده حماس قريباً؟!!، طبعاً، لا لن يستطيع الأستاذ " رزقة" الاعتراف بذلك قريباً، فالأمر مرتبط بصدمة تصيب حركة "حماس" من استمرارها ضمن هذا التحالف وهو لن يكون بعيداً. لم يكتفِ الأستاذ " رزقة" في مقالته بالبحث عن لغة " السيريالية" بل ضرب موعداً مع الهزلية حينما أشاد ب " أمير قطر"، واصفاً إياه بأنه أول رئيس دولة عربية يزور قطاع غزة، ويلتقي قادة حماس، غير مبالٍ بالانتقادات الصهيونية وغيرها!!! وأنا متأكد أن هذا الوصف سيكون معاكساً لو كان زيارة أمير قطر لرام الله مثلاً، فضلاً عن أن هذه الهزلية مرتبطة بحقيقة ثابتة ومترسخة في عقول السواد الأعظم من أبناء شعبنا الفلسطيني، حتى الأطفال منهم، وهي أن هذا " الامير القطري" العاق لوالده ما هو إلا عميل أمريكي للغرب، فهل تنكرون ذلك؟!!. لا نريد أن نصف دفاعك الحثيث عن أن " قطر" بريئة عما يجري في مصر بأنها نابعة عن " ضحالة سياسية" احتراماً لعامل السن بيننا وبينك، بل نقترح أن تكون " تمويه" من قبلك لما يجري من هتك عرض مصر وذبحها من الوريد للوريد من قبل قطر، وبمساعدة جماعة "دوللي شاهين" أو ما يطُلق عليهم" الأخوان المسلمين"، فدفاعك عن أن قطر ليس لها يد فيما يحدث في مصر دعابة لن تستطيع إضحاك أحد. وعطفاً على جملتك الأخيرة في المقالة والخاصة بما يسمى " الاستثمار القطري" في العالم، ونموذج " الدولة الشابة" الذي أرهقتنا به، وتفوقها على " الجغرافيا المحدودة، وعلى عدد السكان" كما زعمت، نابع عن نظرية استثمارية خاطئة تستهويكم، وهي أن "قطر" ستستمر للأبد في دعمكم، والإنفاق على حكمكم " الرشيد" في غزة بسخاء بالغ، فكما تأخذ " قطر" مقابل هذه الأموال، ستمنعها عنكم للأبد بعد أن تصبحوا ورقة محروقة، ونحن نتمنى دائماً أن تكونوا ورقة رابحة في خدمة المقاومة، وليس في خدمة قطر ومشروعها


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 سوري اصلي 100%
    17/2/2013
    10:38
    حركة الخيانة الاسلامية خماس
    هذا هو اسمها الحقيقي حركة الخيانة للاسلام وفلسطين خماس هذا هو اسمها الحقيقي
  2. 2 سنا
    17/2/2013
    12:07
    صدقت سوري أصلي
    إنها (منظمة) إخوانية بامتياز وبعد خيانتها لسوريا هل يوجد كلام يقال؟؟

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا