جهينة نيوز- كتب المحرر السياسي:
على الرغم من أن سعد الحريري "صبي آل سعود المدلّل" قد صار من منسيات الشعب السوري منذ أن سحقت أحذية جيشنا الباسل "قوافل الحليب والبطانيات" التي أرسلها مع وكيله عقاب صقر، وقضت قواتنا المسلحة على حامليها من عصابات لؤي المقداد ورياض الأسعد وأبو محمد الجولاني، وفنّدت عنترياته الأولى وأسقطت توهماته وأوهامه الصبيانية وأحلامه بالعودة إلى لبنان عبر مطار دمشق الدولي، إلا أن الوقائع على الأرض اليوم تذكرنا وتدفعنا إلى استحضار لهوجات الحريري وتأتآته المضحكة في مؤتمراته الصحفية، وكلامه ولغته المكسّرة التي ورثها بالتأكيد عن أبيه السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز!!.
حتماً لسنا هنا بوارد التشفي والشماتة بهذا الصبي الصغير، لأنه كما قلنا بات منسياً وساقطاً من حساب السوريين جميعاً، وحتماً لن نسأله عن الأربعة مليارات دولار التي قبضها من السعودية وقطر بذريعة تسيير أعماله وتخطي أزمته المالية، وسر اللقاء الذي جمعه مع حمد بن جاسم بالرياض، في قصر الملك عبد الله، ولن نسأله أيضاً عن مدراء شركته الذين ركنوا سياراتهم الـ"رولز رايز" و"بورش كاريرا" و"فيراري" وغيرها في مرآب شركة "سعودي أوجيه" وانطلقوا إلى "الجهاد والأعمال الخيرية" تحت إمرة ضباط السي آي إيه والموساد الإسرائيلي، ولماذا امتنعت مصارف ألمانية وأوروبية أخرى عن إقراضه 3 مليار دولار بزعم قدراته المالية المنهارة، ومبررات دمج محطتي المستقبل وتسريح بعض العاملين فيهما والضغط عليهم وعلى عائلاتهم للقيام بأعمال أخرى، ومواراة فضيحة شركة "سعودي اوجيه" التي أكدت التحقيقات أن جميع مدرائها يملكون عقارات وبيوتاً وأرصدة في الخارج خاصة في باريس وإمارة موناكو والولايات المتحدة الأميركية، والتعمية عن هبوط شعبية الحريري وانفضاض مناصريه من حوله بعد التجييش والتحريض الفاضح ضد الشيعة في لبنان، واستنجاده بسلفيي طرابلس للقضاء على بعض خصومه من السنة والدروز والمسيحيين، والفجوة المتعمّقة بينه وبين "خالته" نازك وشقيقه بهاء بسبب فساده وتبذيره لثروة آل الحريري على ملذاته وشذوذه ودعمه للجماعات الإرهابية في سورية؟!!.
وبالمستوى نفسه لن نستفسر عن سبب اتفاقه ومن بعدها خلافه مع ولي العهد المقبور نايف بن عبد العزيز، ولماذا قام نايف بتجميد 3 مليارات دولار من حساب الحريري، وعلام ساومه إثر سقوط حكومته في كانون الثاني عام 2011، وما هي الأحلام الوردية التي أوهمه بها أمراء آل سعود في منفاه بالرياض، ولاسيما محمد بن نايف بن عبد العزيز الذي أقفل الهاتف بوجه الحريري، ورفض شقيقه سعود بن نايف أية وساطة لمصالحة الحريري، وتقريعه له بالقول: (هناك أربعة آلاف أمير في العائلة الحاكمة و"ما غلط لسانك إلا بمحمد بن نايف" الذي يتجسّس على هواتف الجميع بما فيها هواتف القصور الملكية!!.. ولن نشكك بأسباب قرار وزارة الداخلية التهديد بسحب الجنسية السعودية وجواز السفر وبطاقة الهوية السعودية منه؟!.
حتماً لن نسأله عن كل ذلك فالجميع بات يعرف من هو سعد الحريري وما هي علاقته الأمنية ودوره الحالي ببندر بن سلطان ومقرن بن عبد العزيز، ومهمته القذرة لإشعال فتنة مذهبية في لبنان وسورية انطلاقاً من طرابلس والشمال، بما يلتقي مع أهداف ما سمّي "الربيع العربي" وأسياده في تل أبيب وواشنطن.
لكن نعتقد وهذا من حق السوريين ولاسيما أهالي المناطق الحدودية مع لبنان أن يتساءلوا سؤالاً بريئاً: ما الذي يدفع متطفلاً على السياسة إلى أن يوظف كل أمواله ومِنَحَ آل سعود وآل ثاني ومقدرات لبنان وأراضيه لبناء معسكرات في وادي خالد ومنطقة المنكوبين والتبانة والضنية ومشاريع القاع والبقاع، ويرسل آلاف المتطرفين والمرتزقة بفتوى من عمر بكري وبلال دقماق وداعي الإسلام الشهال وغيرهم لـ"الجهاد" في سورية، وما هو سر تجييشه المتواصل ضد الشيعة وحزب الله بالتحديد، ومن الذي دفع عشرات الإرهابيين في ليلة واحدة ليقعوا في كمين تلكلخ الشهير؟!.. ومن الذي خلق ظاهرة أحمد الأسير ورئيس أركانه المطرب فضل شاكر، أو ما يُحضّر لصيدا والجنوب في أروقة وسراديب مسجد بلال بن رباح؟!.. ما الذي يدفعه إلى كل ذلك لو لم يكن حلقة من سلسلة حلقات الإجهاز على المقاومة في لبنان انتقاماً لهزيمة إسرائيل في عام 2006 التي أبكته وأبكت قبله معلمه ومستشاره فؤاد السنيورة؟!.
لن نستطرد في تذكير هذا الغلام الدّعي بفضائحه المتتالية وهزائمه التي أذهلته وأذهلت مناصريه ومشغليه وجعلتهم يرتجفون هلعاً ورعباً، غير أننا نبشّر ونقول: إنه في حمص وريفها دفن الجيش العربي السوري كلّ الأحلام السابقة، وانهارت تحت أقدامه كل أوهام سعد الحريري بالعودة إلى لبنان عبر مطار دمشق، ففي معركة بابا عمرو سقطت أوهام وليد جنبلاط بـ"ستالينغراد الثورة"، وفي تلكلخ سحب خالد الظاهر جثث قتلاه وواجه نقمة الأهالي وهاهو اليوم قابع في جحور "تيار المستقبل" في طرابلس، وبالأمس القريب فرّ أمراء فتح الإسلام من الرستن بعد أن تخلّت عنهم "كتائب الفاروق" وتنازعوا معها على كرسي الإمارة، والآن معركة القصير وريفها تجبر سعد الحريري على الاتصال بمفتي عكار الشيخ أسامة الرفاعي لسحب تصريحه عن الدعوى للجهاد في سورية، إيذاناً بإفلاس وهزيمة ودق المسمار الأخير في نعش أوهام الحريري وآل سعود بعودته إلى لبنان عبر مطار دمشق الدولي.
وأخيراً لا بد من تذكيره أيضاً بأن وعود حمد بن خليفة آل ثاني بقضاء العيد في دمشق لم تتحقق، وترهات أردوغان بدخول سورية دخول الفاتحين سقطت على تخوم حلب، وآمال سعود الفيصل بإسقاط النظام في سورية ستذهب معه إلى الجحيم قريباً جداً، وأن ثغرة عبد الله الثاني إلى درعا قد سدّها بواسل الجيش العربي السوري بأحذيتهم.. وأن معركة القصير والعتيبة ووادي الضيف وسواها هي بداية النهاية لاقتلاع سعد الحريري وأمثاله وغيره من أذناب أوباما ونتنياهو في المنطقة.. وربما سنتجرأ أكثر لنقول: حتى مطار بيروت سيكون بعيداً عن عينيك يا سعد الحريري!!.
13:02
14:15
16:48
17:21
17:48
18:05
18:15
18:52
19:36
19:50
20:19
20:53
20:53
10:32
12:26
15:51
17:11
17:17
17:29
17:32
17:39
18:20
19:47
05:56
10:41
13:47
15:43
18:48