جهينة نيوز- كتب المحرّر السياسي:
أما وقد تقاطرت مواكب "العربان" بملوكهم وأمرائهم وشيوخهم للحج إلى تل أبيب والطواف حول الكنيست الصهيوني بعد أن تركوا الكعبة ورموها خلف ظهورهم، وسلّموا إدارة مقدساتهم الإسلامية لأيمن الظواهري وتكفيريي القاعدة ومشتقاتها الأمريكية، فإننا لن نستغرب بالتأكيد أن تخرج أفاعي أخرى لتفحّ وتبثّ سمومها الفتاكة في وجه أي معترض على هذا التحوّل القذر، وهذا الاندفاع الخياني غير المسبوق في تقديم الولاء وفروض الطاعة لإسرائيل!!.
فبالأمس وقبله، أسقط "مفتي الناتو" يوسف القرضاوي ورقة التوت الأخيرة عن هذا التيار الصهيوأمريكي "المتأسلم" الوافد إلى المنطقة عبر بوابات الخليج، وقطعَ الشك باليقين مؤكداً أن ما عجزت عنه واشنطن وتل أبيب على مدى 25 عاماً، أوكلته الآن لهؤلاء الصغار والحمقى والخونة الذين صاروا أبواقاً ومأجورين لتشويه صورة محور المقاومة وفي مقدمته سورية وحزب الله، وتأليب الشارع الإسلامي ضد إيران بذرائع طائفية نربأ بأنفسنا تذكّرها وذكرها.
الأزهري المطرود من مصر واللاجئ إلى أحضان آل ثاني منذ عقود، لم يتورّع مؤخراً عن وصف حزب الله الذي أذلّ الصهاينة ومرّغ أنوف قادتهم بالتراب بـ"حزب الشيطان"، والمجنّس القطري تطوّع بالنيابة عن عصابة آل ثاني حراس "العيديد" وعملاء واشنطن وجواسيسها للتحريض جهاراً على سفك دماء الشيعة والعلويين، والـ"جهاد" ضد الجيش العربي السوري، وإبادة السوريين وتدمير مؤسساتهم.
والمفتي الذي يزعم اليوم أن الإيرانيين، وخصوصاً المحافظين منهم، يريدون "أكل أهل السُّنة"، وأن العلويين "أكفر من النصارى واليهود"، أباح بالأمس إقامة العلاقات مع الصهاينة وحرّم شدّ الرحال إلى القدس، ووضع يده بأيدي الحاخامات الذين أفتوا بجواز قتل كل عربي ومسلم، متناسياً دماء الأطفال والنساء في دير ياسين وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا وقانا وسحمر وبحر البقر ودفن الأسرى المصريين أحياء عام 1967.
أما آخر المتزاحمين في الوصول إلى تل أبيب اليوم والتذلل لكسب رضا نتنياهو وتسيبي ليفني، فهما فؤاد السنيورة ومفتي السعودية عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ.
فرئيس الحكومة اللبنانية الأسبق وخادم بلاط آل الحريري فؤاد السنيورة (ذارف دموع التماسيح في 2006) الذي منع وصول شحنات صواريخ المقاومة إلى الجنوب، واستقبل كونداليزا رايس بالقبلات والأحضان في ذروة العدوان الصهيوني على لبنان، يخرج علينا اليوم بحديث لا يشبهه إلا حديث إيهود أولمرت حين حاصرته لجنه فينوغراد وحمّلته مسؤولية هزيمة إسرائيل وخسائرها المذهلة في تلك الحرب.
"الشيخ فؤاد" يتساءل ببراءة الأفعى: "ماذا يفعل شباب لبنان والجنوب والبقاع في شوارع وأزقّة مدينة القُصير ووسط ركام منازلها وأبنيتها؟ وماذا يفعل حزب الله بلبنان واللبنانيين والعرب والمسلمين؟" مضيفاً: "إن من قتل أخاه وشقيقَه ملعون، ملعون، ملعون.. لقد مضيتم بأرجلكم وبعتادكم المخصّص لقتال العدو الإسرائيلي للانضمام إلى قَتَلة العرب والمسلمين"!!.
"الشيخ فؤاد" نفسه الذي اجتمع مطلع 2013 مع أحمد الأسير في صيدا للتحريض ضد الشيعة، وبعدها مع نواب تيار المستقبل لتسعير الفتنة في طرابلس، ودعم هو و"معلمه" سعد الحريري جهود عقاب صقر لإيصال (عبوات الحليب) و(شحنات البطانيات) إلى مناطق شمال حلب وإدلب، والتقى داعي الإسلام الشهال وعمر بكري وسواهما من قادة التيار السلفي في الشمال لإرسال المقاتلين إلى سورية وخاصة ريف حمص، ينوب اليوم عن إيهود أولمرت في "شيطنة" حزب الله متسائلاً: "ماذا فعلتم بدماءِ وتضحيات الشهداء؟ يا لَلعار على ما ارتكبته أيديكم بحق إخوانكم العرب والمسلمين في القصير وقرى القصير ومدن سورية وبلداتها، ماذا تفعلون هناك غيرَ ارتكاب المعصية الكبرى والفاجعة الكبرى والفضيحة الكبرى؟"، متوجهاً إلى من سمّاهم "إخواني في الوطن" أن "الوقت لا يزالُ متاحاً للإصلاح وللعودة عن الخطيئة"، معتبراً أن "على حزب الله سحبُ ميليشياته من سورية وإعادة شباب البقاع والجنوب إلى منازلهم وعائلاتِهم كي لا يستمروا حطباً ووقوداً لهذه الفتنة"!!.
ومن الوكر ذاته يطلع علينا أيضاً مفتي السعودية عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، ليدعو الحكومات ورجال الدين في سائر الدول الإسلامية إلى التحرك رداً على مشاركة حزب الله إلى جانب الجيش السوري في المعارك ضد المجموعات الإرهابية في القصير وغيرها، مشيراً إلى أن سلوك حزب الله يؤكد شكوك السعودية منذ زمن حوله وحول ارتباطه بإيران!!.
آل الشيخ الداعي إلى هدم الكنائس، أثنى ونوّه بـ"صحوة" القرضاوي المتأخرة في تأييده لحزب الله، مضيفاً: "ندعو علماء العالم الإسلامي كافة إلى التآزر والتعاضد والتعاون في لحظة تاريخية حرجة للأمة الإسلامية تستدعي من الجميع صفاء القلوب والتعاون على كل ما يضمن لهذه الأمة وحدتها وقوتها".
ونجزم أنه يحقّ لنا هنا أن نسأل المفتي آل الشيخ: لماذا لم يتعالى صوته ودعواه إلى التآزر والتعاضد والتعاون وصفاء القلوب خلال العدوان الأمريكي على العراق، أو تدمير إسرائيل للبنان، وذبح آلاف الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً؟!!.. ومن دفع الأمة التي يخاف على وحدتها وقوتها آل الشيخ إلى هذا النفق المظلم إلا أمثاله من شيوخ القتل والفتنة وتشريع الزنا وإباحة المحرمات لتشويه الدين الإسلامي الحنيف، واستبداله بالوهابية التكفيرية التي تدعو إلى سفك الدماء واستباحة الأعراض والتحريض الطائفي، وتحويل الأنظار عن ممارسات الصهاينة في فلسطين، وتوجيه البندقية نحو سورية وإيران وحزب الله وكل من يقول لا لوجود إسرائيل.
لن نذكّر الناس بجرائم القرضاوي في ليبيا وتونس والجزائر وسورية واليمن والبحرين، ولن ننبش تاريخ فؤاد السنيورة المتخم بالمعاصي والعمالة والغدر باللبنانيين، ولن نستعيد فتاوى آل الشيخ التي ترتكب تحت يافطتها البغيضة أبشع الجرائم ضد العرب والمسلمين، بل سنقول: هنيئاً لك يا إسرائيل فقد تلطّى على أعتابك اليوم من هو أكثر "صهينة" من عوفاديا يوسف ومناحيم بيغن وغولدا مائير وموشي ديان وشيمون بيريز وآرئيل شارون.. والقادمون من "العربان" كُثُر!!.
02:19
17:26
03:14
03:32
16:54
21:48
20:16
22:53
02:34
06:07
06:35