الشعب يستعد لدفن «الإخوان المسلمين»!!

الثلاثاء, 2 تموز 2013 الساعة 09:29 | مواقف واراء, كتبت رئيسة التحرير

الشعب يستعد لدفن «الإخوان المسلمين»!!

جهينة نيوز- بقلم فاديا جبريل:

تعكسُ الانتفاضة الشعبية التي بدأت من مصر، وتنذرُ بامتدادها إلى دول عربية أخرى، مدى الرفض وغضب الشارع العربي من الدرك الذي أوصلنا إليه الإخوان المسلمون، وباقي أطياف السلفية والإسلام السياسي الذين طفوا على السطح بعد موجة ما يسمّى «الربيع العربي»، حيث تنبئ الانتفاضة ذاتها أيضاً بالاحتضار والموت السريري الذي تعيشه هذه القوى العميلة والمأجورة.

فالحالة التي عمد الغرب إلى تعميمها في هذا الوقت بالذات تشير إلى أنه استنفد كل أسباب ومبررات نجاح مشروعاته التقسيمية التي بدأت مع سايكس بيكو وزرع الكيان الصهيوني، ولم تنته مع مشروع شيمون بيريز «الشرق الأوسط الكبير» ونسخته المعدّلة التي بشّرت بها وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس بعد الاحتلال الأميركي للعراق وهزيمة «إسرائيل» في عام 2006 والمسمّاة «الشرق الأوسط الجديد»!!. على أن الغرب العائد اليوم إلى المنطقة بأقنعة ولبوس الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، لم يجد في جعبته الخاوية إلا حليفه الجديد- القديم، ونعني بذلك القوى السياسية «المتأسلمة» وفي طليعتها حركة الإخوان المسلمين.

ولعلّ من أهم عوامل ميل الغرب لاستخدام الإخوان المسلمين في مشروعه «الشرق الأوسط الجديد» هي تلك العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربطهم بالاستخبارات البريطانية والأمريكية، إذ ما من شك بأن تلك الحركات المصنّعة أمريكياً وبريطانياً، وبدافع من سياستها العنفية الإجرامية، هي الأقدر اليوم على نشر إستراتيجية «الفوضى الخلاقة»، فكانت بجدارة رأس الحربة في مشروع تقسيم العالم العربي لتحويله إلى دويلات وكيانات سياسية صغيرة متقاتلة متناحرة تنتهي بالقضاء على بعضها بعضاً، كما حدث لملوك الطوائف في الأندلس.

لقد استثمرت الاستخبارات الغربية هوس الإخوان بالوصول إلى السلطة، وانصاعت لأوهامهم وإغراءاتهم بأنهم يتمتّعون بشعبية واسعة قادرة على تدجين الشارع العربي وفقاً للمصالح الغربية، فاستجابت لتلك الأوهام وتحالفت معهم لتنفيذ أجندة مشروع «الشرق الأوسط الجديد»، وهنا تقفز إلى الأذهان رسالة حسن الترابي إلى جورج بوش الابن والتي قالها صراحة: "دعونا نصل إلى سدة الرئاسة وسنضمن لكم مصالحكم في الشرق الأوسط لما نتمتّع به من شعبية واسعة مقارنة بالأنظمة التي لا تمثل شعوبها".

إن استعراضاً تاريخياً لنشأة الإسلام السياسي وممثله الإخوان المسلمين سيقود حتماً إلى الاستنتاج أنهم كانوا دوماً يتمترسون في الخندق المعادي والرافض لكل أنواع الأنظمة (التي لم تستطع تلبية تطلعات الشعب العربي) على حدّ زعمهم، وأن حلّ مشكلات المجتمع العربي تكمن في الإسلام الذي يمثلونه، في حين أن الدين الحنيف الذي يدعو للخير والمحبة وإعلاء شأن الإنسان براء منهم.

ولو شئنا قراءة المشهد السياسي والأمني في دول «الربيع العربي» التي استولت على حكمها تلك الطغمة المتأسلمة بدعم من الغرب، فسنرى أن سمته الأساسية اضطرابات وتوترات واقتتال وتناحر يضع تلك الدول على شفير حرب أهلية جراء الرفض الشعبي العارم لفكر الإخوان القائم على إيديولوجية ظلامية تكفيرية بغيضة غريبة عن طبائع المجتمع العربي وفكره الحضاري.

ففي تونس التي تعيش ثورة شعبية تستعر تحت الرماد، غيّبها الإعلام العربي والعالمي ضد حركة النهضة «الإخوانية»، تتنامى حالة الرفض وتشتعل ثورة الغضب، ولاسيما مع افتضاح علاقات رئيس الحركة راشد الغنوشي مع منظمة «ايباك» الصهيونية، والتفاف هؤلاء المتأسلمين على مقدرات الدولة، وخذلان بعض رموز الجيش الذين ساعدوا على الإطاحة بنظام بن علي، فضلاً عن زج آلاف الشبان التونسيين للقتال في سورية.

وفي سورية تحوّلت حالة الرفض إلى حرب دموية يخوضها المتأسلمون الإخوانيون ومرتزقتهم من شذاذ الآفاق ضد الشعب السوري الرافض لوجودهم في حياته السياسية والاجتماعية، ما يؤكد أن سورية التي استأصلت إجرامهم في الثمانينيات ماضية اليوم بقوة وصلابة أكبر للقضاء عليهم وكشف دورهم في خدمة الأهداف الصهيوأمريكية، وليس أدقّ من توصيف الرئيس الراحل حافظ الأسد لهم حين قال في خطابه التاريخي عام ١٩٨٢: (لا أخطر على الإسلام من أن تشوّه معانيه ومضامينه وأنت تلبس رداء الإسلام.. وهذا ما يفعله الإخوان المجرمون.. يقتلون باسم الإسلام.. يغتالون باسم الإسلام.. يذبحون الأطفال والنساء والشيوخ باسم الإسلام.. يقتلون عائلات بكاملها باسم الإسلام.. يمدّون يدهم إلى الأجنبي وإلى عملاء الأجنبي وإلى الأنظمة الأمريكية العميلة على حدودنا.. يمدون إلى هؤلاء أيديَهم ليقبضوا المال وليأخذوا السلاح.. ليغدروا بهذا الوطن..).

واليوم تشهد مصر انتفاضة ضد «أخونة» المجتمع والاقتصاد والهيمنة على الدولة التي احتال مرسي وجماعته للوصول إلى حكمها في تزوير فاضح أقصى المرشح أحمد شفيق الذي حاز على نسبة كبيرة استطاع الإخوان الاحتيال والالتفاف على نتائجها، ليفوز محمد مرسي بالرئاسة.

لقد دفعت الولايات المتحدة بكل ما تملك من تأثير لإيصال الإخوان إلى السلطة، وسعت «إسرائيل» معها يداً بيد لتحقيق ذلك ترجمة لحلم الإرهابي ووزير الحرب الصهيوني موشي ديان الذي قال في عام 1968 أثناء فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر: "إننا إن استطعنا إسقاط عسكر جمال عبد الناصر وتصعيد تيار مدني إلى سدة الحكم يقوده الإخوان المسلمون في مصر.. فسوف تتنسم «إسرائيل» رائحة الدم والدماء في كل بقعة من أراضي مصر.. فلتكن هذه هي غايتنا.. وحربنا الفكرية بمساعدة أصدقائنا الأمريكان"!!.

ومن هنا نستنتج بأن أي نظام في العالم لم يستطع أن يقدّم للغرب و«إسرائيل» ما قدمه لهما الإخوان من تنازلات جعلت من مصر قشة في مهب الريح لقاء بقائهم في السلطة، فقد أبقوها مقيّدة باتفاق كامب ديفيد المذل، واستطاعوا وفي فترة وجيزة جداً أن يفقدوا مصر وزنها الإقليمي والدولي، ويبعدوا عنها حلفاءها التاريخيين لاعتمادهم النهج المتمترسين خلفه وهو نهج التآمر المفضوح، فقد تآمروا على فلسطين بالتحالف مع حركة حماس وتغييب القوى الفلسطينية الأخرى، وتآمروا على سورية عبر دعمهم السياسي للمشروع العدواني عليها، والدعوة إلى «الجهاد» فيها واحتضان شيوخ التكفير والفتنة، وقيام الحاج مرسي بنفسه بإطلاق النداءات للشعب المصري وتحريضه للقيام بما سماه واجبه الشرعي للقتال في سورية، ومحاربة حزب الله (الشيعي) الذي هزم «إسرائيل» ومرّغ أنف صديق مرسي الحميم شيمون بيريز وقادة جيشه بالتراب، فضلاً عن زرع بذور الفتنة بين المسلمين أنفسهم في سابقة لم تعهدها مصر!!.

وما أذهل المصريين هو أولى تداعيات دعوات ونداءات الحاج مرسي الغبية، حيث أقدم إخوانيون على قتل مواطنين (شيعة) سحلاً في منطقة الجيزة استجابة لفتوى (رئيس جمهورية مصر العربية)!!.

لقد أدّى انشغال مرسي بتأجيج نيران الفتنة الطائفية إلى عزل مصر برمتها، حتى تخلّى عنها الصديق والحليف، وبات الأمن القومي مهدداً على نحو خطير جداً، ولعلّ خير شاهد على غباء الإخوان السياسي والإستراتيجي هو معالجتهم لأزمة سد النهضة الإثيوبي الذي يهدّد الأمن المائي، إذ اصطفت دول حوض النيل مع إثيوبيا بما فيها السودان التي أعلنت أن لا ضرر عليها في بناء السد المذكور، وكل ذلك مردّه باعتقادنا إلى انكفاء الدور المصري والعزلة التي تعيشها القاهرة، مقابل بروز الدور الإثيوبي في القرن الإفريقي، ما جعل أصغر دولة تتجرأ على مصر «أم الدنيا».

أما الدليل الآخر على غباء الإخوان، فهو ما حدث في الاجتماع السري الذي قاده مرسي مع القوى السياسية لمناقشة أزمة سد النهضة، إذ أمر ببث الاجتماع (السري) على الهواء مباشرة في مشهد كوميدي أتى كلياً على صورة مصر في العالم كلّه!!.

إن جملة الأسباب المذكورة آنفاً ساهمت إلى حدّ كبير بانكشاف صورة الإخوان المسلمين أمام الشعب والرأي العام العربي، عدا عن فقدانهم الدبلوماسية والمرونة السياسية وتحجّر رؤيتهم الفكرية وتأطيرها ضمن حدود ضيّقة جداً رسموها بأنفسهم ولأنفسهم، مستغلين الواجهة الإسلامية بما يخدم ميولهم السلطوية العنفية ضد كل من يخالفهم، ويلبي حاجة الاستخبارات الغربية التي صنعتهم وهيأتهم لهذا الدور التخريبي.

وهنا يمكن القول أيضاً إنه وعلى الرغم من اختلاف المجتمعات العربية من حيث بنيتها الفكرية والثقافية والسياسية، إلا أنها تتوحد اليوم لتحقيق هدف جامع ومشترك، هو رفض الفكر الإخواني الذي يتحرك بعكس الجاذبية السياسية العربية، ومواجهة من حمل السلاح ودمّر الأوطان، وشلّ إرادة البناء أو الحوار، ورفضَ أي حالة معتدلة تتعارض مع فكره الإلغائي الإقصائي، في دليل واضح على أن «المتأسلمين» لم يكونوا عبر التاريخ إلا أدوات وبيادق في مشروع الغرب ولا خيار لديهم أو قرار بحرف البوصلة قيد إنملة.

إن الإخوان الذين رفعوا أعلام فرنسا وإيطاليا في سماء ليبيا، ويقاتلون في سورية ويحرقون مؤسساتها ويدمرون بناها التحتية، ويستغيثون بالدول الغربية وحتى «إسرائيل» لضرب من يقاوم المشروع الصهيوأمريكي، هم اليوم قاب قوسين أو أدنى من النهاية، فلربما تكون جنازاتهم قد انطلقت في مصر وتونس وليبيا، لكن لن يكون دفنهم ودفن مشروعهم إلى الأبد إلا في سورية، وإن غداً لناظره قريب!!.

عن صحيفة تشرين

أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 أبن البلد
    2/7/2013
    16:15
    القائد الخالد أشتم رائحة"الربيع العربي"منذ الثمانينات ..
    لسـان حال الدول الغربيـة التي تلقفت الأخوان منذ آواخر الخمسينات هرباً من دولهم وربتهم لأكثر من 60عاماً ودللتهم وأعادتهم إلى دولهم ليفعلوا ما لم تستطع دولة إسرائيل من فعله ،لسان حال هذه الدول تقول "مو أغبى منكم غير يللي أستثمر وقت ومال ليصنع منكم عملاء .." ولكن والحق يقال الغرب وأسرائيل جنت خلال السنتين الأخيرتين حصاد عمرها ، من جهة دول عربية عسكرياً قوية أصبحت مضعضعة وضعيفة ومتعلقة بالمساعدات الأمريكية ومستشاريها .. ومن جهة أُخرى دول نفطية خليجية تم إفراغ المليارات من ثرواتها بغاية الأستثمار في "الربيع العربي" مقابل تأمين كراسي الحكم لأمراء وملوك الخليج...أما سـوريا فكانت الحالة الأستثنائية الوحيدة شعباً وقيادةً وليست صدفة بل نتيجة أُسس وجذور قوية وضعها القائد الخالد حافظ الأسـد ...
  2. 2 بن احمد تونس
    2/7/2013
    20:11
    كل الزعماء العرب من طينة واحدة
    حكم و تداول على زعامة الدول العربية أمراء ، ملوك و رؤساء . منذ عدة عقود جربوا كل الشعارات وكل الأيديولوجيات والعالم العربي في تراجع. ارهقوا شعوبهم بالديون وبنوا لهم السجون وتأخر العرب عقود. كلهم لم يؤمنوا بالوطن ولا بالشعب و لم يستطيعوا بناء اقتصاد قوي ولم يحققوا نهضة علمية قادرة على الإنتاج. نحن الآن لا زلنا في مرحلة استعمار وشعارات قديمة بينما الواقع الآن يتحكم فيه راس المال و التكنولوجيا. ولذلك يزدهر الإرهاب ( دولة، أحزاب، جماعات وأفراد) و العمالة للغرب. لذلك ليس الإخوان ولا القوميون ولا اليساريون هم السبب، فلا يعقل ان يكون البرادعي ( الخيار الأمريكي) و لا عمر موسى ( الذي ركع الجامعة العربية) أحسن من مرسي ! حاجة العرب اليوم الى قوم يحبون وطنهم أحرارا في أفكارهم وليس لرسكلة أحزاب.
  3. 3 صابر السيوطى
    7/7/2013
    05:56
    بأى وجة يعرضون على الله عز وجل
    ان هؤلاء ألخوارج ألوهابين ألذين ملئوا بلا
  4. 4 ختيار سوري
    10/7/2013
    22:43
    الربيع العربي
    من عالم الاخوان وسمنة الربيع الى عالم الانسان والاموي الفظيع

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا