جهينة نيوز:
لسنا بوارد تقييم أو الردّ على ما أدلى به الفنان عباس النوري لصحيفة "لوس أنجلس تايمز" الأميركية ضد السيد الرئيس بشار الأسد، وما قال عنه أنه "الأب الغافل عن معاناة أبنائه"، إذ ما عادت تلك التصريحات أو الأصوات النشاز تهمّ السوريين بعد أن تكالبت عليهم أمم الأرض وشذاذ الآفاق، وباتت طعنة (السوري اسماً) تتساوى مع طعنة الصهيوني الذي لم يترك سبيلاً لتدمير سورية ولم يدخر جهداً قي قتل شعبها ومدّ العصابات الإجرامية بأشد أنواع الأسلحة فتكاً لتحقيق ما عجز عن تنفيذه خلال العقود الماضية، بل يكفي أن نعرف المنبر الذي أطلّ منه النوري لنكتشف الهدف والغاية من هذه البربوغندا الإعلامية المتأخرة.
فالفنان النوري الذي يبدو أنه صحا متأخراً جداً على دمار البيت، باغتته الفلسفة السياسية فجأة فراح يكيل الاتهامات شرقاً وغرباً ويميناً وشمالاً دون أن يحكّم عقله فيما يذهب إليه أو دون أن ينظر بعينين إلى حقيقة ما يجري على الأرض، أو ربما يتقصّد التعامي (لغاية في نفس عباس) عما ساقته وسائل إعلام غربية عن طبيعة ما يجري في سورية، والدور الصهيوني الأمريكي الخليجي، السري والعلني في دفع الصراع وتأجيجه لإشعال حرب أهلية وفتنة طائفية، تهلك البلاد والعباد.
في فلسفته التي تفوح منها رائحة النفط، يرى النوري أن "الأب الذي لا يستمع لأبنائه أبٌ فاشلٌ وهذا أمر يقود لتدمير الأسرة"، معتبراً أن الرئيس الأسد، راعي الدولة، لم يستمع لأبنائه فوصل الحال السوري إلى أعلى درجات الدمار والخراب!!.
وأضاف: "اندلعت هذه الثورة لكي يعبّر الناس عن أنفسهم ولكنّ هذا النظام ذا العقلية العسكرية بطبعه لم يحتمل أن بعض الناس لديها رأي ومن الممكن التعبير عنه".
وقال أيضاً: "لم يحتمل النظام رؤية أحد يقوم بانتقاده، لذا كانت ردة الفعل الأولى إطلاق النار على الناس، وكان سبق تلك النيران، طلقات طالت الثقافة والمعرفة قبل أن ترمى بها الأجساد"!!.
وهنا لابد لنا من باب (الحوار.. لمن يؤمن بالحوار) من تفنيد ما ادّعاه النوري، حيث يعرف هو وغيره أن الجيش العربي السوري المؤيد بقرار شعبي عريض ينكره النوري الآن، يواجه عصابات مسلحة وليس متظاهرين "سلميين"، وأن السيد الرئيس ومعه سورية والسوريون جميعاً لا يتشرفون ببنوة أو بأبوة أكثر من 60 ألف مقاتل استقدمتهم قطر والسعودية وإسرائيل والولايات المتحدة لتدمير سورية وذبح شعبها وتقطيع رؤوس الأبرياء وأكل قلوبهم وأكبادهم، وتنفيذ محاكمات ميدانية لتصفية كل من يعلن أنه مع الدولة والنظام وضد الفوضى وتقسيم سورية إلى إمارات ودويلات، (ننصح عباس النوري بمراجعة إعلان دولة اعزاز قبل أشهر في حلب)!!.
وإذا كانت تلك الدول قد اعترفت بوجود 15 ألف مقاتل تونسي، ومثل هذا العدد من الليبيين، فضلاً عن حوالى 29 جنسية عربية وغير عربية، من الشيشان والصين والأرجنتين وإندونيسيا وسيراليون، ولبنان والعراق والأردن وفلسطين والكويت والجزائر ومصر والسعودية وقطر والبحرين والإمارات والسودان واليمن وأفغانستان وبنغلادش والباكستان، إضافة إلى إرهابيين من بلجيكا وبريطانيا وفرنسا وسواها.. فهل يستطيع النوري إنكار هذه الحقيقة؟!.. وهل هؤلاء المرتزقة والتكفيريين جزء من الشعب السوري حتى يدّعي النوري أن الرئيس الأسد لم يستمع لأبنائه لأنه أب فاشل، وهل بإمكان عباس النوري أن يقول من الذي فجّر السيارات المفخخة ونفذ العمليات الانتحارية ليقتل العمال والموظفين وطلاب الجامعات والمدارس، ومن الذي خرّب وأحرق المؤسسات العامة والخاصة، وهجّر الناس من بيوتهم، ومن الذي أطلق قذائف الهاون على المساجد والكنائس وزرع العبوات الناسفة في الأحياء والأزقة والشوارع لإرهاب الناس ومنعهم من الذهاب إلى أعمالهم، ومن الذي خطف الحجاج الإيرانيين وبعدهم اللبنانيين والمطرانين في حلب؟!!.. وهل يعتبر النوري أن التنظيمات التكفيرية التي تدعمها الدول المتآمرة كـ"جبهة النصرة" وغيرها جزء من المجتمع السوري ومن أبنائه؟!!.
وتالياً لا ندري كيف يتجرأ عباس النوري ويبيح لنفسه اتهام الدولة والنظام بأنهما قد أعرضا عن مطالب السوريين المحقة، وهو الذي شهد ومنذ الأيام الأولى لاندلاع الأزمة كيف قامت الحكومة بتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد بتنفيذ سلسلة من الإصلاحات كرفع قانون الطوارئ والسماح بتأسيس أحزاب ومنظمات سياسية واجتماعية، وإلغاء المادة الثامنة من الدستور، ووضع دستور جديد للبلاد، وإصدار قانون للإعلام وقانون للإدارة المحلية، بل دعت الحكومة إلى حوار وطني، واستقبل السيد الرئيس وفوداً من المحافظات السورية كافة، فيما كانت "المعارضة" ترفض الحوار وتدعو إلى التدخل العسكري والاستعانة بالناتو وإقامة مناطق حظر جوي.
وما يدعو إلى الاستغراب أكثر أن عباس النوري حضر فعاليات وجلسات مؤتمر الحوار الوطني الذي أقيم برعاية نائب رئيس الجمهورية في مجمع صحارى إلى جانب عدد من الفنانين السوريين نذكر منهم: دريد لحام، وبسام كوسا، وغسان مسعود، ومنى واصف، وسلاف فواخرجي، وجيانا عيد وغيرهم.. بل ألقى كلمة (جريئة جداً!!!) باسم زملائه الفنانين، مشيراً إلى أن سورية تفتقر إلى الحوار، وإلى الحياة السياسية الحقيقية، واحترام الاختلاف (نحن في حالة إقصاء، وعقلنا لا يزال إلى حدّ ما أسير موروثات إقصائية)، مطالباً بإشراك المواطن في مكافحة الفساد بدلاً من أن يقتصر الأمر على المؤسسات الرسمية.. إلى جانب (رفع الوصاية عن المجتمع الأهلي على نحو عام... يكفي مخافر ودوريات).
ويومها لم يحتج عليه أو يعارضه أو يعتقله أو يطلق عليه النار أحد. فكيف يزعم اليوم أن "هذا النظام ذا العقلية العسكرية بطبعه لم يحتمل أن بعض الناس لديها رأي ومن الممكن التعبير عنه". ويدّعي أيضاً أن "النظام لم يحتمل رؤية أحد يقوم بانتقاده، لذا كانت ردة الفعل الأولى إطلاق النار على الناس"؟؟؟!!!..
أخيراً.. وكما اتفقنا منذ البداية فإن هذا ليس رداً على عباس النوري، إنما تفنيد لما ذهب إليه وهو برسم السوريين جميعاً ليروا كيف أن أصوات النشاز التي تطلع من هنا وهناك لن تشوّش أو توقف مسيرة الجيش العربي السوري وتوجه القيادة السياسية باستئصال بؤر الإرهاب والقضاء عليها أينما وجدت، موقنين أن القافلة ماضية وهي تسير وسوف تسير.
18:30
18:56
19:01
19:06
19:11
19:31
19:52
20:07
20:41
20:47
21:33
21:53
22:28
22:34
22:38
23:12
00:12
15:26
16:00
16:19
01:25
01:26
01:39
02:18
02:45
02:49
02:54
02:58
03:04
03:22
03:26
03:38
03:56
04:14
04:52
05:31
07:54
08:06
14:41
14:53
16:24
16:37
16:53
16:58
17:58
18:16
19:10
13:14
03:11
03:12
03:42
05:14
05:21
06:43
21:58
16:42
19:43
12:36
02:59
13:50
16:52
18:49
01:23
06:13
15:36
16:25
21:34
05:56
22:33
17:32
13:25
16:57
06:15
19:53
05:00
09:19
22:17
18:19
22:11