جهينة نيوز:
مع انتقال ملف التآمر من يد قطر ورئيس وزرائها المطرود حمد بن جاسم إلى يد عميل الاستخبارات الأمريكية في الشرق الأوسط بندر بن سلطان، بدا الحراك الإعلامي طاغياً على مجريات الحرب على سورية، وباتت الصورة هي السلاح الأول الذي يزيف الحقائق ويروّج للانتصارات الوهمية للإرهابيين وتصدّت "العربية" السعودية بعد فضح "الجزيرة" القطرية لمثل هذه الأفعال، ففضلاً عن تعهد آل سعود بتزويد الجماعات الإرهابية بكافة أنواع الأسلحة، واستعراضات بندر وعنترياته هنا وهناك، عمدت هذه الجماعات إلى بث أشرطة فيديو على القنوات الفضائية وشبكات التواصل الاجتماعي تصوّر عمليات ذبح ضد طوائف بعينها، الأمر الذي ما عاد يخفى على السوريين دواعيه وأسبابه ونتائجه.
وبمراجعة بسيطة لخطة بندر بن سلطان التي وضعها عام 2008 بالتعاون مع السفير الأمريكي السابق في لبنان جيفري فيلتمان لتدمير سورية، ندرك سر المذابح التي تُرتكب اليوم في مناطق ريف اللاذقية والتي لا تنفصل أبداً عمّا جرى من مجازر جماعية وفردية ضد السنة في حمص وحلب والعلويين في خان العسل وقرى ريف اللاذقية الشمالي ومنطقة السيدة زينب بريف دمشق ومحاصرة قريتي نبل والزهراء في ريف إدلب، والهدف يذهب باتجاه واحد تأجيج نيران الطائفية والحقد المذهبي بين السوريين، وخاصة أن بندر بن سلطان الذي فهم درس فشل سابقه القطري يدير اليوم المجموعات الإرهابية والعصابات الوهابية المنوط بها تنفيذ خطته بحذافيرها.
وقد جاء في الشق التنفيذي لخطة بندر- فيلتمان أنه و(لكسر الجيش والحكومة والجهاز الأمني يرى بندر أنه يجب شقهم إلى طوائف، ودفع كل فئة إلى ارتكاب مجازر دموية بشعة جداً بحق مخالفيها ويجب تصويرها ونشرها على وسائل الإعلام بأسرع ما يمكن والبداية من الأماكن البعيدة عن دمشق.. ففي اللاذقية وطرطوس يقوم علويون بذبح شباب من السنة والتمثيل بجثثهم، وفي حلب يقوم سلفيون في الشبكة بالهجوم على قرى للعلويين وإحراق مساكنهم وترويعهم لمغادرة قراهم والهتاف الموت للنصيريين الموت لأعداء الصحابة.. وفي البوكمال يقوم الشيعة بقتل سنة ويصرخون يا لكربلاء يا للحسين، وفي حمص، يقوم العرب بقتل التركمان ونهب محالهم التجارية وخاصة محال الذهب وقتل مسيحيين كاثوليك ومرشديين، وفي السويداء، يقوم الدروز بقتل عدة مسيحيين في القرى المحيطة وحرق عدة كنائس.. الخ).
إن مراجعة هذه الخطة كما أسلفنا تؤكد أنه وبعد أن استنفدت قوى التآمر كل خططها القذرة، فضلاً عمّا حقّقه الجيش العربي السوري من انتصارات ساحقة على العصابات الإجرامية، كان لابد من اللجوء إلى ممارسات تفضي إلى تأجيج النزعة الطائفية بين السوريين وإشعال نيران الحقد المذهبي عبر تسخير الإعلام المأجور وبث تسجيلات تصور المجازر والمذابح المرتكبة والقول إن من ارتكبها هم من الطائفة الأخرى، تماماً كما يصور الفيديو المرفق.
ندرك أن الطائفة العلوية التي هي جزء أساسي من مكوّنات الشعب السوري، وقد قدمت عدداً كبيراً من الشهداء، مستهدفة من "القاعدة" و"جبهة النصرة" وسواهما من التنظيمات التكفيرية، لكننا ندرك أيضاً أن تصوير مثل هذا الفيديو يخدم ما ترمي إليه خطة بندر ويهدف إلى التحريض الطائفي، وهو ما وعاه الشعب السوري جيداً ومنذ بداية الحرب.
وبناء على ما سبق لا بد من الإشارة إلى أن جرائم الجماعات التكفيرية لم تقتصر على العلويين أو الشيعة أو السنة أو المسيحيين وسواهم، فالتفجيرات الإرهابية طالت جميع أطياف الشعب السوري وطوائفه، وعمليات القتل كانت على الدوام تستهدف أي سوري يرفض جرائم هؤلاء الإرهابيين ويتمسك بانتمائه لوطنه، ولعلّ اغتيال سارية حسون نجل مفتي الجمهورية، وجريمة ذبح الشيخ حسن سيف الدين إمام جامع الحسن في حلب وسحل جثته وقطع رأسه وتعليقه على المئذنة، وقتل الشهيد البوطي في المسجد مع طلابه، واختطاف الشيخ عبد القادر الراوي مفتي مدينة دير الزور، والشيخ بدر غزال في ريف اللاذقية، واختطاف المطران بولس يازجي متروبوليت حلب والاسكندرون وتوابعها للروم الأرثوذكس، والمطران يوحنا إبراهيم متروبوليت حلب للسريان الأرثوذكس، تأتي في سياق تنفيذ الخطة المذكورة.
أخيراً.. لا يمكن القول إلا أن الشعب السوري المعتصم بقوة وصلابة جيشه وحكمة قيادته، المؤمن بأن انتصار سورية على الإرهاب والمجموعات الوهابية التكفيرية ومرتزقة وشذاذ الآفاق بات قاب قوسين أو أدنى، بل ويعلم أنه دفع ثمناً باهظاً وقدّم شهداء ودماء زكية وتضحيات كبيرة للدفاع عن وطنه وكرامته ضد قوى الشر والعربان الذين لا كرامة ولا شرف لهم.
04:32
04:48
04:58
05:08
05:43
05:51
07:21
07:27
12:16
13:43
14:08
16:24
16:46
16:59
20:26
00:42
03:32
03:54
19:40
04:57
16:31
16:51
20:14
20:19
02:45
04:07
05:02
15:21
16:00
08:58
03:57
15:00
00:53