جهينة نيوز:
حتى اللحظة التي أعلنت فيها منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن الجريمة التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية والعصابات الوهابية التكفيرية ضد أهالي قرى ريف اللاذقية الشمالي مطلع آب الفائت، وراح ضحيتها العشرات من المدنيين العزل ومعظمهم من الأطفال والنساء جرائم ضد الإنسانية وتستدعي استنكار العالم برمته، كان السؤال المحيّر يكبر ويكبر بحجم صراخ الضحايا وآلام ونكبة أقربائهم: لماذا صَمَتَ الإعلام الرسمي السوري ممثلاً بوزارة الإعلام ووسائلها المختلفة عن هذه الجريمة النكراء وتعامل معها بتجاهل تام ومبهم، ونأى بنفسه عن التصدي لتعرية الهدف الحقيقي من استهداف قرى غالب سكانها من الطائفة العلوية لإشعال شرارة معركة طائفية، نجزم أن وزير الإعلام نفسه يدرك أبعادها ومخاطرها أكثر من غيره!!.
أن تسكت عن ذبح والتمثيل بجثث أكثر من 200 مواطن سوري من الفلاحين الفقراء واختطاف مثلهم من المدنيين الأبرياء، وتنتظر منظمة دولية أمريكية كي تكشف وتؤكد هذه الحقائق، فإن ذلك يعني أنك إما مقصّر في (وظيفتك المؤتمن عليها) أو نائم أو متوارٍ في الظل أو أن ضميرك ميت، وتخشى أن تفضحك الحقائق!!.. وأن مقولة "الخشية من الطائفية والصراع الطائفي"، لن تنطلي على السوريين في قرى الساحل الذين تعالوا منذ بداية الأحداث على جراحهم وأثبتوا وعياً متقدماً في التعاطي مع هذا الاستهداف الجبان، وأعلنوها وقبل أن يدفنوا ضحاياهم أن شرارة الطائفية لم ولن تنطلق من الساحل السوري أبداً، وأن التهميش الذي مورس ضدهم إنما جعلهم أكثر تمسكاً بالدفاع عن سورية كلّ سورية.
المنظمة الحقوقية الأمريكية غير الحكومية أعدّت تقريراً من مئة وخمس صفحات عرضت فيه معاناة أهالي القرى العلوية من جرائم القتل الجماعي والخطف التي ارتكبتها "المعارضة المسلحة"، وقالت: إن ما لا يقل عن 190 مدنياً قتلوا بينهم 57 امرأة و18 طفلاً، وأن ما لا يقل عن 67 شخصاً أعدموا عندما حاولوا الهرب كونهم غير مسلحين، وأن الإرهابيين قتلوا في بعض الحالات عائلات بأكملها، ونعتقد أن العدد أكبر من ذلك..
إزاء ذلك وبعد شهرين ونيّف ماذا أعدّت وزارة الإعلام عن هذه الجريمة البشعة، للأسف لم نرَ سوى استمرار الصمت المطبق الذي تخجل منه الإنسانية، وكأن تقرير "هيومن رايتس ووتش" جاء وخزة متأخرة ليستيقظ ضمير الإعلام الرسمي السوري النائم في الظل، وليتباكى ويتذكر الآن أن هناك قرى بأكملها أُبيد سكانها وأُعدموا وذبحوا بدم بارد!!.
للتذكير لا أكثر، فإن العصابات التكفيرية لم تتورع عن نشر صور جريمتها ضد الأبرياء في ريف اللاذقية، ولم تخفِ طبيعة هدفها من اقتحام هذه القرى والقيام بدخول المنازل وذبح المواطنين المدنيين والعسكريين لأسباب طائفية وبسبب تأييدهم للنظام، فيما مرّ الخبر آنذاك مرور الكرام على وسائل إعلامنا الرسمي التي تتمترس اليوم خلف تقرير "هيومن رايتس ووتش"!!.
والمؤلم أكثر أن الجهات الرسمية في المحافظة أيضاً اقتفت -ولأسباب نجهلها- خُطا وارتكبت خطأ وزارة الإعلام نفسه في التعاطي مع هذه الجريمة، إذ انسحب يومها المحافظ وأمين فرع الحزب قبل إتمام مراسم التشييع، ربما للذريعة نفسها!!.
بالتأكيد ليس هدفنا هنا نكأ جراح أهالي الشهداء والمختطفين الذين نجهل مصيرهم حتى هذه اللحظة، كما أن غايتنا ليست تذكير الإعلام الرسمي السوري بأدنى واجباته وأقلّها، بل لا بد من الإشارة إلى أن تخفي بعض المسؤولين وراء إصبعهم ما عاد مجدياً، لأن تقرير "هيومن رايتس ووتش" عرّى تراخيهم وتقصيرهم، وأن التعلل بذرائع تجاوزها السوريون بوعيهم وحسّهم الوطني العالي، ولاسيما أهلنا في الساحل السوري، قد فضح هؤلاء (المتعلّلين).. ونجزم أن اللبيب (إن كان لبيباً) من الإشارة يفهم!!.
21:40
21:54
00:03
01:21
02:17
02:39
06:46
01:19
13:27
16:24
16:34
10:30
10:45
20:39
20:51
02:13
02:28
13:17
14:03
14:16
18:43
20:45
04:04