خاص جهينة نيوز: واشنطن رفعت الغطاء عن أردوغان.. و"ويكيليكس" المسمار الأول في نعشه!

الخميس, 28 تشرين الثاني 2013 الساعة 21:49 | مواقف واراء, خاص جهينة نيوز

خاص جهينة نيوز: واشنطن رفعت الغطاء عن أردوغان.. و

جهينة نيوز:

في الحادي عشر من حزيران 2011، أي مع بداية الحرب على سورية وقبل سقوط قناع أردوغان كلياً، كتبنا في "جهينة نيوز" مقالاً بعنوان (أردوغان.. فحيح الأفعى المحاصرة)، أشرنا فيه إلى أن رئيس الوزراء التركي في تهوّره وحماقته السياسية الرعناء سيودي بما تبقى من أصدقاء وحلفاء وجيران لتركيا، بعد أن صار بوقاً يردّد ما يمليه عليه سادته في واشنطن وتل أبيب وعملائهم في الخليج العربي.. بل حذرنا من أن أردوغان بهذا السعار والجنون المنفلت يضع تركيا ومستقبل الأتراك في مهب مواجهة الشعوب التي ساهم في تقويض كياناتها والإساءة إليها ولتاريخها، وأن تداعيات أفعاله سترتد إلى قلب أنقرة!!.

واليوم يكتشف العالم كله أن ما ذهبنا إليه كان استشرافاً مبكراً وصائباً في توصيف حال هذا السلجوقي الأرعن الذي لم يكتف بالتدخل في ليبيا وسورية والعراق، بل راح يوزع الشهادات وصكوك "الديمقراطية" يميناً وشمالاً، حتى صار عبئاً على الولايات المتحدة نفسها التي تسعى جاهدة للتخلص منه ورميه من سفينتها الغارقة في سورية، من خلال إعادة فتح ملفات "ويكيليكس" التي تفضح فساد وارتكابات "أجيرها" وتابعها وقد احترقت أوراقه كلها.

فالأحمق أردوغان وفي تصريح لموقع "أخبار 7 التركي" وتدخل سافر بشؤون مصر، شن هجوماً على النظام الحالي في مصر قائلاً: "أحيي موقف السيد مرسي أمام المحكمة، إنني أحترمه، ولا أحترم مطلقاً أولئك الذين قدّموه للمحاكمة"، وأضاف: "إن دعاة الديمقراطية واحترام إرادة الشعوب تواطؤوا مع انقلاب سافر على مسار الديمقراطية.. وأن ما حدث بمصر في 30 يونيو/حزيران ليس ثورة، بل إجهاز على الديمقراطية من قبل فئات لها مصالح خاصة في استمرار حكم ديكتاتوري قمعي"، وتابع: "إن من جلبوا لمصر الخراب بحكم عسكري دام 60 عاماً يتحدثون عن فشل رئيس مدني تولى السلطة لعام واحد"!!.

هذه التصريحات ومثيلاتها ورفع الغطاء الأمريكي عن أردوغان، وفشل التحالف الغربي الخليجي في سورية، دفع وسائل الإعلام المصرية والعربية لإعادة التذكير والكشف عن برقية صادرة بتاريخ 30 كانون الأول/ ديسمبر 2004، أرسلها السفير الأمريكي في أنقرة إيريك إيدلمان لمقر قيادته في واشنطن، ليعلن لهم أن "الأخ" رجب طيب أردوغان قد بدأ يخرج عن السيطرة، وأن تسلطه صار خطراً يهدد بتفجير حزب العدالة والتنمية من الداخل، وأن الفساد الذي يضرب الحزب ورئيسه يمكن أن يفجر تركيا كلها فيما بعد.

حيث رأت صحيفة "الوطن" المصرية أن ذلك كان إنذاراً مبكراً أطلقه السفير الأمريكي في البرقية السرية التي كشفت عنها تسريبات "ويكيليكس" ضمن ما كشفته في تشرين الثاني/ نوفمبر 2010، إنذار بضرورة أن تنتبه واشنطن ولا تراهن كثيراً على الحليف التركي الذي صنعته وصعّدته، لأن هذا الحليف قد لا ينجح في الحفاظ على نفسه طويلاً، لو استمر في الطريق الذي يسير فيه.

وقالت الصحيفة: واشنطن هي التي صنعت أردوغان، وهي التي تملك ملفاته القذرة، قد تتظاهر بالغضب منه حتى تساهم في صنع مزيد من شعبيته التي تحميه وتخدم مصالحها، وقد يظهر هو في بعض المناسبات ليدعي الوقوف في وجه أمريكا في سبيل نصرة الإسلام. لكن في نهاية اليوم، تظل العلاقة بين أردوغان وواشنطن هي العلاقة الطبيعية بين زعيم عصابة وأحد "صبيانه"، قد يحمي الزعيمُ "الصبيَّ" من الملاحقة والضرب، لكنه يبقي عينه مفتوحة عليه طيلة الوقت، حتى يملك ضده دائماً ما يكفي لتدميره.

كان أول ما لاحظته عين السفير الأمريكي المفتوحة على "الأخ" أردوغان أنه أصيب بنوع من الجنون منذ وصوله إلى رئاسة الحكومة في تركيا، صار رجلاً بلا أصدقاء يثق فيهم، ولا حلفاء يثقون فيه. يقول إدلمان، راصداً تصرفات أردوغان وسط رجاله في حزب العدالة والتنمية: إن أردوغان يعاني من حالة تعطش ونهم دائم للسلطة والسطوة والسيطرة. وحتى في قلب حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه يشعر كل من في الحزب بسلطوية أردوغان وتحكمه، والأهم أنهم يشعرون أن أردوغان يعاني من عدم ثقته في أحد ممن حوله على الإطلاق، إلى درجة أن أحد الشيوخ المقربين منه ومن زوجته أمينة قال صراحة: إن رجب طيب بك يؤمن بالله، لكنه لا يثق فيه!!.

وتتساءل الصحيفة: ما الذي تتوقعه إذن من رئيس يشعر الكل بأنه لا يثق في الله ولا في المحيطين به؟ بالطبع لا بد أن يتعامل مع كل شيء من حوله على أنه مؤامرة تحاك ضده، ولا يحيط نفسه إلا بمن يؤكدون رؤيته المشوهة للعالم، تماماً كما فعل المعزول محمد مرسي في عام واحد حَكَمه، أو كما يفعل أردوغان طيلة سنوات حكمه العشرة، يقول السفير الأمريكي: لقد صمم أردوغان على أن يحيط نفسه بدائرة ضيقة وحديدية من المستشارين الذين يحترفون التملق والنفاق، ولا يسمعونه إلا ما يرغب في سماعه. وبهذا عزل نفسه تماماً عن أي مصدر للمعلومات الحقيقية والموثوقة التي يمكن أن تساعده في تشكيل صورة حقيقية عما يجري على الأرض.

لقد كان التضليل الإعلامي والتقارير الإخبارية "المفبركة" أحد أبرز الوسائل التي يعتمد عليها أردوغان لنشر سياساته وإنجازاته "المفبركة" داخل تركيا وخارجها، وما تفعله وكالة إخبارية تابعة له مثل "الأناضول"، من قلب وفبركة وتزييف حقائق خاصة بمصر لا يختلف أبداً عما تفعله وسائل الإعلام التركية التابعة له منذ أن تولى منصب رئاسة الوزراء.

وتتابع برقية السفير الأمريكي: أردوغان وكل من حوله، غارقون في إصدار الأحكام السابقة والخاطئة، وهم يتحركون في سياساتهم الخارجية بردود فعل انفعالية وهوجاء، تمنع تطوير أي سياسة خارجية واضحة وعملية ومتماسكة مع الدول الأخرى المحيطة بتركيا.

أما التيارات الدينية المتشددة، فظل أردوغان يحتفظ بعلاقاته القوية مع جماعاتها وقادتهم الدينيين الذين دعموه في الوصول إلى الحكم، وعلى رأسهم الشيخ فتح الله جولن. وأضافت برقية السفارة الأمريكية: قالت لنا مصادر من داخل حزب أردوغان إن جناح الزعيم الديني المتشدد فتح الله جولن نجح في أن يشق لنفسه طريقاً وسط دهاليز حزب العدالة والتنمية، فتولى أحدهم، وهو جميل شيشك، منصب وزير العدل، وتولى أركان مومجو منصب وزير السياحة والثقافة التركية في حكومة أردوغان، وحصل هذا الجناح على ما يقرب من 60 إلى 80 مقعداً في البرلمان التركي، وعين أردوغان كثيراً منهم في وظائف حكومية.

وترصد برقية السفارة الأمريكية مبكراً جداً ذلك الصراع المكتوم الذي كان يدور في الكواليس، بين أردوغان ووزير خارجيته الذي أصبح رئيساً للجمهورية فيما بعد عبدالله غول: إن طبيعة العلاقة المعقدة التي تربط بين الرجلين بدأت منذ أن كان عبدالله غول هو الرئيس "البديل" لأردوغان في رئاسة حكومة العدالة والتنمية، وهو المنصب الذي عجز أردوغان عن توليه في البداية، بحكم كونه سجيناً سابقاً ووجود حكم قضائي ضده، وهي حالة –بحسب الصحيفة المصرية- تتشابه إلى حد التطابق مع حالة محمد مرسي "البديل" لخيرت الشاطر في انتخابات الرئاسة في مصر. إلا أن حظ أردوغان كان أفضل من الشاطر، بعد أن نجح البرلمان الذي يسيطر عليه العدالة والتنمية في تمرير قانون يسمح له بممارسة السياسة، ليسلم له غول رئاسة الحكومة بعدها.

غول ليس حليفاً لأردوغان كما صورت الدعاية الإخوانية الوردية -تقول برقية السفارة الأمريكية- وتضيف: إن هناك علامات استفهام كثيرة تحيط بمدى التماسك الداخلي في حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه أردوغان، وخاصة لو أخذنا في الاعتبار حقيقة أن رئيس الوزراء التركي لا يثق إلا في عدد محدود جداً من وزراء حكومته نفسها. لكن ظلت نقطة ضعف أردوغان وحزبه الرئيسية، من وجهة نظر السفارة الأمريكية، هي الفساد الذي يضربه من أعماقه، على الرغم من كل ادعاءات الشرف ومكافحة الفساد التي وصل بها حزب العدالة والتنمية إلى الحكم.

تقول برقية السفارة الأمريكية: لقد وصل حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في تركيا في كل الانتخابات التي خاضها، لأنه وعد الجماهير الحاشدة التي انتخبته بمكافحة الفساد المنتشر في الأجهزة والهيئات الحكومية، واقتلاعه من جذوره، لكن الواقع أن عدداً كبيراً ومتزايداً من أعضاء حزب العدالة والتنمية، وحتى من وزراء الحكومة أنفسهم، أكدوا لنا أن هناك حالات تعارض مصالح صارخة وجرائم فساد فادحة تضرب قلب الحزب على مستوى قياداته المحلية، وحتى بين أقارب وزراء حكومة أردوغان وأبنائهم.

وتصل البرقية السرية الأمريكية إلى واحدة من أكثر محطاتها إثارة عندما تكشف عن حقيقة ثروة أردوغان وفساده المالي الذي بدأت رائحته تفوح. تقول البرقية: قال لنا اثنان من مصادرنا.. إن أردوغان نفسه يمتلك ثمانية حسابات سرية في بنوك سويسرا، وهو يمتلك بعض التفسيرات "الواهية" لمصادر ثروته، منها مثلاً أن ثروته في معظمها جاءت من الهدايا التي تلقاها ابنه يوم زفافه، وأن هناك رجل أعمال يتكفل بدفع مصاريف دراسة أبنائه الأربعة في أمريكا!!.

وبالطبع كان لسان أردوغان الطويل وعباراته الحادة جاهزة لتقطيع السفير الأمريكي في أنقرة إرباً، بمجرد تسريب "ويكيليكس" لبرقيات السفارة التي تثير علامات استفهام حول مصادر ثروته. وفتحت معركة "ثروة أردوغان" الباب واسعاً لوسائل الإعلام التركية المعارضة لتسأل رئيس وزرائها: "من أين لك هذا؟". ظل أردوغان يردد: إن على من يدعي علينا فساداً فعليه أن يثبته، وإلا فإنهم مجرد رجال منحطين بلا أخلاق وبلا شرف. بينما تناقلت وسائل الإعلام التركية عدة تقارير، تسربت إليها غالباً من الجهات التي كانت تحقق في فساد أردوغان ورجاله، تحاول إلقاء الضوء على مصادر ثروته.

صحيفة "لوتون" السويسرية كانت من بين الصحف التي اهتمت بقصة الحسابات السرية الثمانية لأردوغان في سويسرا، وقالت: إن أردوغان قرر أن يعلن عن حجم ثروته بعد تلك الادعاءات استجابة لضغوط المعارضة التركية، فقال إنه يملك ثروة تقدر بـ 1.2 مليون دولار، إضافة إلى قطعتي أرض تقدر قيمتهما بـ37 ألف دولار. وقال بيان رسمي صادر عن مكتبه إن زوجته أمينة تملك سيارة فولكس فاجن، إضافة إلى مجوهرات تقدر قيمتها بـ27 ألف دولار. إضافة إلى أنه يملك 10% من أسهم شركة ابنه "براق للأغذية والتجارة"، وشقة في منطقة "قاسم باشا" منذ أن كان محافظاً لاسطنبول.

وبعدها خرج رحمي كوج، وهو أحد أغنى أغنياء تركيا، ليعلن عبر شبكة "سى إن إن تركيا"، في 3 آب/ أغسطس 2001، أن أردوغان صار يملك مليار دولار، وأنه اشترى سفينة شحن لابنه "أحمد براق" تبلغ قيمتها مليونين و300 ألف دولار، بينما اشترى لابنه الثاني "بلال" شقة بـ216 ألف دولار، ويملك الشقيقان فيلا تقدر قيمتها بالملايين.

الفساد لم يكن القنبلة الموقوتة الوحيدة التي توقعت السفارة الأمريكية أن تنفجر في وجه أردوغان وحزبه، هناك أيضاً تعيينات "أهل الولاء" التي ملأ بها أردوغان المناصب والوظائف الحكومية من أهله وعشيرته، حتى وإن كانوا من غير أصحاب الكفاءة، على حساب أهل الكفاءة والخبرة، في الجهاز الحكومي التركي.

تتابع برقية السفارة الأمريكية: إن ضعف كفاءة الموظفين الذين قام أردوغان وحزبه بتعيينهم في مؤسسات الحكومة التركية، وحتى في المناصب القيادية للحزب نفسه أدى إلى أن العديد من أعضاء حكومة أردوغان وحزبه قد أعربوا لنا عن صدمتهم وانزعاجهم من انعدام كفاءة وجهل كثير ممن عينهم أردوغان، مثل تعيينه عمر دينجر، وهو أستاذ جامعي إسلامي لا يملك المؤهلات الكافية لتولى منصب مساعد رئيس الوزراء.

هو تصرف منطقي وطبيعي من سياسي لا يثق في أحد، ولا يقبل أن يشعر بالتهديد من كفاءة نوابه، حتى لا يطمعوا في جزء من سلطته. لقد لاحظت البرقية الأمريكية مدى الاختلاف بين أردوغان وواحد من أعظم رؤساء وزراء تركيا، والصانع الحقيقي لأساس نهضتها الحالية التي ينسبها أردوغان لنفسه، وهو تورغوت أوزال، تقول البرقية: كلٌّ من تورغوت أوزال، رئيس الوزراء الأسبق، الذي صنع انطلاقة النهضة في تركيا، وغيره من رؤساء وزراء تركيا السابقين، مثل سليمان ديميريل قد حرصوا على تصعيد رجال من ذوي الكفاءة والهمة، ممن يمكنهم أن يحملوا العبء عن رؤسائهم لو اقتضى الأمر، إلا أن أردوغان، على العكس منهم لم يقبل أن يحيط نفسه برجال أكْفاء، يمكن لهم أن يريحوه من عبء الإدارة اليومية للبلاد، أو يقوموا بأداء مهامه عند اللزوم.

أخيراً.. وبعد كل ما سبق ندرك أن الإدارة الأمريكية التي خططت للتخلص من أردوغان حال فشلها في سورية، ستتبع الأسلوب نفسه مع آل ثاني وآل سعود وباقي عربان الخليج، ولاسيما أن عصر الاستدارات نحو التحالفات الجديدة قد بدأ مع إحياء وثائق وبرقيات "ويكيليكس" التي ستدق المسمار الأول في نعش الراحل قريباً رجب طيب أردوغان!!.


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 سنا
    29/11/2013
    01:42
    خلص كازه!
    وانتهى دوره الفاشل في سوريا وبناء عله تقرر التخلص منه كما تخصلوا من غيره!انتظروا ما سيحصل لهذا المعتوه الذي اعتقد أن سوريا والسوريين لقمة سهلة في فمه الوسخ
  2. 2 محمد
    29/11/2013
    12:27
    اردغان عدوالاسلام.
    اتمنى ان يعود الشر لصاحبه.
  3. 3 محسن درغام
    2/12/2013
    00:58
    طرطوس
    كما يقول المثل على نفسها جنت براقش الإ أن براقش كانت وفية بينما السلجوقي ليس له أمان خوان خوان خوان مثله مثل الأخوان المسلمين الذين لا يمتون للإسلام بصلة

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا