خاص جهينة نيوز: أمهات الشهداء.. كل عام وأنتن رايات من الكرامة والشموخ

الجمعة, 21 آذار 2014 الساعة 17:33 | مواقف واراء, خاص جهينة نيوز

خاص جهينة نيوز: أمهات الشهداء.. كل عام وأنتن رايات من الكرامة والشموخ

جهينة نيوز

لأنهن الأجمل والأوفى للوطن.. ولأنهن المنتظرات في حقول القمح وحواكير الزيتون، المودّعات للأطفال والأبناء الذاهبين صباحاً إلى المدارس والجامعات.. الصابرات على فراق الابن والأخ والزوج، كانت نساء سورية على الدوام ولاسيما خلال السنوات الثلاث المنقضية العنوان الأبرز في مدوّنة العشق والسمو والتضحية والعطاء، ومن أجدر منهن اليوم أن يُحتفى به في عيد الأم.

ثلاث سنوات.. والأمهات اللواتي سكنتهن المفارق والدروب وصور وجنازات الشهداء الآيبين إلى قراهم وضيعاتهم مكلّلة بالورود والغار ملفوفة بالعلم السوري تشعّ من عينيه الخضراوين آيات الكرامة والشموخ، تتمنى كل واحدة منهن أن يكون ابنها هو السطر الأخير في سفر الترحال المفتوح على تراجيديا الموت.. ثلاث سنوات تحوّلت الأحلام فيها إلى أكفان وجثة غائبة، والأمنيات إلى ضمّة يد وشتلة حبق وإطار صورة عتيق أو تلويحة بقميص الفتى الذي لم ينبت الشعر في وجهه بعد، وقد مضى في منام قد يعود فيه أو لا يعود؟!.

من أجدر من أن ننحني له أكثر من تلك الأم التي قدّمت أبناءها الأربعة وزوجها وأخيها فداء لوطن محاصر بالأفاعي وسكاكين الغدر، من أجدر من أن نصلي له أكثر من تلك الأم التي كفكفت جراح ابنها، كابرت على دموع الوجد، وتركته يمضي ثانية إلى ساحات الوغى، من أجدر بالتقديس من تلك المرأة التي مسحت على بندقية وحيدها لتبارك خطواته التي ستقوده إلى غياب قد لا ينتهي، من أجدر من أن نقبّل يديها الطاهرتين أكثر من تلك الأم التي تعفّرت كفاها وهي تمسّد تراباً ورخاماً ضمّ في ثناياه قلبها وروحها، وسقت ريحانه من نهر الدموع المتدفق من عينيها؟.

ثلاث سنوات.. كانت الدروب الواصلة بين البيوت والمقابر مزيّنة بصور من تواعدوا وتعاهدوا على عشق الوطن وسم خارطته في مآقي عيونهم، وتساموا حتى غدت النجوم على أكتافهم أجنحة يطيرون بها كالملائكة نحو السماء السابعة، لم تشغلهم رسائل الحبيبات والمواعيد وسهرات الأصدقاء، لم يتريث أي منهم حين سمع صرخة سورية تزلزل الأرجاء وتتصادى بين الوديان التي شربوا ماء ينابيعها الصافي، لم يحنّوا إلى شيء سوى إلى ذلك العلم بألوانه، الأحمر والأبيض والأسود، الذي كانوا يحيّونه بخشوع وهم يرفعونه على سارية الصباح، وإلى تلك الخارطة التي كانت تتصدر دفاترهم العتيقة.

ثلاث سنوات.. تتناسل القصص وحكايا البطولة عن هذا الذي أشرع صدره ليصدّ الرصاص والشظايا عن رفاقه في الخندق المجاور، أو ذلك الذي رمى نفسه فوق قنبلة لتتوزع أشلاؤه على السهول والمنحدرات وتنبت أقحواناً وزيزفوناً تفوح عطراً لا يشمّه إلا الأنبياء والقديسون، أو تلك "البدلة المموهة" والبيريه الحمراء وقد غدتا راية يتفيأ ظلها الزاحفون نحو النصر الكبير.

ثلاث سنوات.. صار الجيش جيشاً من الأمهات العاشقات تتخضّب ذكرياتهن بحناء صوت الأبناء وصلواتهم وعيونهم الشاخصة صوب المستحيل، صارت فيه الدروب الغاصة بالزغاريد العناوين التي لا نتوه عنها أبداً.

فيا أمهات سورية.. أمهات الجنود المرابطين سياجاً يدفع عن مدننا وقرانا الموت.. أمهات الشهداء الذين مضوا في سفر الخلود غيوماً ورذاذ مطر يعد بالخصب وحقول المحبة الخضراء.. من أجدر منكن بالحياة والبقاء.. من أجدر منكن بالقول: كل عام وأنتن رايات من الكرامة والشموخ.. كل عام وأنتن قديسات سوريات.


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 Syriana
    21/3/2014
    11:43
    Alum alazima
    Um . Um surie . Um shaheed surie ma arwaek w azamek

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا