سمير جعجع.. استحي.. وانضب!

السبت, 5 نيسان 2014 الساعة 21:16 | مواقف واراء, زوايا

سمير جعجع.. استحي.. وانضب!

جهينة نيوز- بقلم إبراهيم الأمين:

ثمّة أمور يمكن «بلعها». وثمّة أمور لا يمكن البتة تحمّلها.

هل علينا أن نتخيل، أو أن نفترض، أن هناك احتمالاً بأن يصبح سمير جعجع رئيساً للجمهورية؟.

سيكسب جعجع، أولاً، أنه نجح في إغاظة غالبية لبنانية وعربية بمجرد ترشّحه. وسيكسب تأييداً من كل الذين يقولون إن البلاد في زمان الحرب كانت أفضل منها في زمن السلم. وسيكسب تأييد كل المجرمين الذين يحتاجون إلى عفو، وكل الفارّين من وجه العدالة، وكل الذين يطارَدون الآن بحجة أنهم أخلّوا بالأمن العام. كل هؤلاء ربما يعتقدون، وعن حق، بأن وقف ملاحقتهم رهن بوجود رئيس للجمهورية من فئة: قاتل بحكم قضائي مبرم، ومعفى عنه بحكم سياسي غير شرعي!.

في لبنان من يحب العدالة بين المجرمين، مثل أن يقول: تحتجّون على جعجع فيما كل أمراء الحرب يقودون الدولة منذ توقف الحرب الأهلية. ويعدّد أسماء نبيه بري ووليد جنبلاط وأمين الجميل وميشال عون وآخرين. وطبعاً، هناك من يضيف اليوم إلى اللائحة السيد حسن نصرالله وقادة حزب الله، وسيراعي الآخرين بإضافة قيادات في تيار المستقبل، إلى جانب حشد من رجال الدين والأعمال والسياسة والإعلام.

لكن هل هذه القاعدة حقيقية؟

بالتأكيد لا.. ربما كان من الأفضل توضيح أمور كثيرة. صحيح أن السلطة السياسية التي قامت بعد الحرب الأهلية تشكّلت من قوى عبّرت عن نتائج الحرب الأهلية. وصحيح، أيضاً أن هذه السلطة ومعها سورية لم تفضّلا للحظة واحدة وجود نفوذ أو تمثيل جدي للفريق المسيحي الخاسر للحرب، وهو ما أدى إلى إقصاء سياسي للتيار الوطني الحر ونفي زعيمه العماد ميشال عون إلى باريس، وفتح الباب أمام تمثيل «القوات اللبنانية» بشخص قائدها-في حينه وإلى اليوم- سمير جعجع، لكن الأخير رفض، وحصل ما حصل. فُتحت الملفات الأمنية دفعة واحدة بعد تفجير كنيسة سيدة النجاة، وتبيّن أن «الحكيم» قاتل لرشيد كرامي وداني شمعون وقيادات مدنية وعسكرية، وأنه يقف خلف محاولات اغتيال لآخرين. اعتبر جعجع، ومعه كثيرون، المحاكمات كيدية وانتقامية. لكن هؤلاء، حتى اليوم، لم يتمكّنوا من نفي واقعة واحدة ثبّتها حكم المجلس العدلي المبرم. أكثر من ذلك، يرفض جعجع التحدي المفتوح أمامه بإعادة فتح ملفات المحاكمة من جديد، إذا كان بريئاً فعلاً من الأفعال التي أدين بها.

جعجع يتصرف، اليوم، كأن التاريخ كتاب يمكن تمزيق صفحاته كلما أردنا ذلك. لا يفرّق بين طيّ الصفحة وتمزيقها. ويعتقد بأن ما قد فات انتهى أمره، وأن على الضحايا التعوّد عليه لاعباً سياسياً مدنياً، له مناصروه ومن يمثله في الحكومة والبرلمان وفي الإدارات العامة المدنية والعسكرية. وهو يريدنا أن نقبل به قدّيساً طاهراً تعلو صورته رؤوس موظفي الدولة كلها. هل وصل به الجنون إلى هذا الحد؟!.

يبدو أن هذا ما يحصل. ويبدو أن على اللبنانيين العودة إلى نبش دفاتر الماضي. ما جرأة جعجع بترشيح نفسه إلا دعوة لنا لإعادة تذكير الناس بتاريخه، منذ انضمامه إلى القوات اللبنانية، ودوره في كمية هائلة من الجرائم التي طالت المسيحيين من خصومه، ثم بقية اللبنانيين، وأن نعيد تظهير كل تاريخه الدموي، ولا بأس إن كان في الأمر مناسبة لإعادة نبش ملفات كل أمراء الحرب، علّ في ذلك ما يطيح كل من تلوّثت يداه بدماء الأبرياء، وعندها نطوي فعلياً صفحة الحرب الأهلية.

يقول وليد جنبلاط إن وصول سمير جعجع أو ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية يعني دعوة إلى حرب أهلية جديدة.. يكرر جنبلاط تحذيره هذا أمام كل سائل. حتى إنه يذهب أبعد من ذلك بالقول إنه مستعد للعودة إلى الحرب الأهلية إذا حصل ذلك. صحيح أن لجنبلاط حساباته الخاصة، منها ما يتعلق برفضه وجود رئيس جمهورية له حيثية حقيقية في الشارع المسيحي، ولكن ما يقوله يمثل توصيفاً حقيقياً لحالة لبنانية عامة، لا يمكنها أن تقبل بخيار كهذا، ولو على سبيل المزاح!.

سمير جعجع، «استحي... وانضب!».

عن صحيفة الأخبار اللبنانية


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 زمن الربيع الغريب
    6/4/2014
    05:50
    عشنا وشفنا واستغربنا وقرفنا وووووووووووووووووووووووووووووووو
    بالقرن ال21شفنا العجائب والغرائب والوحوش والنصرة وئتالين ئتلة ومرتشين وعملاء وداعش ونصرة ومتاسلمين إرهابيين ومتمسحين وجزارين ونائين عن النفس واللعايين والذباحين وقاطعي الرؤوس والآكلين للحوم البشر وقتلة الأطفال والمفجرين للابرياء ومدمري الحضارات والمعتدين على المقاومين وحماة الدول وحماة الشرف والقضاء على البشر والشجر والحجر والكنائس والجوامع ونابشي القبور والصامتين على ذبح الإنسان وقتلة الاديان التي تصنع بشر طيبين مسالمين لا خونة ولا إرهابيين .....لماذا نتعجب من شوية جعجعة؟ألسنا بالقرن ال21 والربيع العربي اللاربيعي واللاعربي؟
  2. 2 من لبنان
    6/4/2014
    05:58
    ياليته يقرأ العنوان
    ياليته يقرأ عنوان المقالة ليعرف حجمه ويخجل وينضب
  3. 3 سنا
    6/4/2014
    19:22
    مهزلة!
    أن يترشح مجرم لرئاسة الجمهورية!مخجل وعار على كل لبنان!
  4. 4 وسن
    6/4/2014
    19:33
    سنا
    ولا مهزلة ولا شي ! طول عمرا بلد دعارة وأسألي أهل التقى السعوديين والخلايجة عامة ،، كتير تشملها الدعارة السياسية يعني ؟
  5. 5 سنا
    6/4/2014
    19:41
    وسن
    نعم يا وسن هذه (ديمقراطية )الغرب في لبنان!يجب أن يكون الرئيس مارونيا بغض النظر عن أخلاقه وكونه مجرم حرب أم لا !ويريدون أن يفعلوا مثل هذا في سوريا!تحت اسم حكومة بصلاحيات واسعة!او بمعنى آخر حكومة عميلة لهم تنفذ ما يريدون ولكن خسئوا !
  6. 6 سوريا المباركة
    6/4/2014
    20:39
    انضبوا ؟واستحوا ؟
    إن استحوا وإن انضبوا من سيخدم الفوضى الخلاقة التي لا تسمى فوضى ولا خلاقة بدون أيادي خفية وعلنية وأذناب وقرون تابعين للرأس المدبر!!
  7. 7 نفنوفة
    6/4/2014
    12:10
    ***
    اليس هو من اقسم بأن ينتف شاربيه ان بقي اسدنا ?

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا