خاص جهينة نيوز: خطاب الرئيس الأسد إعلان انتصار سورية ودعوة لإعادة قراءة التاريخ

الجمعة, 18 تموز 2014 الساعة 04:44 | مواقف واراء, خاص جهينة نيوز

خاص جهينة نيوز: خطاب الرئيس الأسد إعلان انتصار سورية ودعوة لإعادة قراءة التاريخ

جهينة نيوز:

رسائل شتى أكثر من أن تُحصى حملها خطاب السيد الرئيس بشار الأسد أمس بدأها قبيل دخوله القاعة الرئيسية في قصر الشعب باستعراض حرس الشرف وتشكيلات من الجيش العربي السوري البرية والبحرية والجوية بعد عزف النشيد العربي السوري، وهذه كانت الرسالة الأولى أن الرئيس الأسد يجدد الثقة الدائمة بهذا الشعب والجيش العظيم وجنوده وضباطه البواسل، وفي الوقت ذاته من خلال دعوة مئات الضيوف الذين يمثلون شرائح المجتمع السوري وليس فقط أعضاء مجلس الشعب، حيث اختار السيد الرئيس أن يكون هذا الخطاب موجهاً من بين أكثر من 1300 مدعو من أسر الشهداء شهداء الجيش والقوات المسلحة والدفاع الوطني وأسر المدنيين والمصابين وأسر جرحى الحرب والمتطوعين والأطباء والممرضين قدموا كل وقتهم وجهدهم ومالهم وهم يساعدون الجرحى، إضافة إلى الإعلام الوطني الذي كان له دور كبير في مواجهة التحديات والتهديدات، وأبطال الجمهورية وحاملي الأوسمة السورية ورؤساء الحكومات ومجالس الشعب السابقين الذين كان لهم دور في وقت معين في قيادة البلاد، إذ خاطبهم السيد الرئيس مباشرة بالقول: "إن شعباً مثلكم قاوم وصمد وبقي في بلد تعرض لعدوان لم نرَ في شراسته مثيلاً هو شعب جدير بالتقدير والاحترام.. وجدير بأرضه وتاريخه وحضارته.. هو شعب أعاد للثورة معناها الصحيح.. وأثبت أن السوريين يعيشون بشرف ويستشهدون بشرف وأن عزتهم وكرامتهم أغلى عليهم من الحياة نفسها.. وأن إيمانهم بالله منصهر مع إيمانهم بالأرض والوطن والشعب".

الرسالة الثانية التي تؤكد أن سورية بشعبها العظيم وجيشها الباسل وقيادتها الواثقة بنهجها ومبادئها ماضون على طريق الانتصار والقضاء على الإرهاب، هي أن السيد الرئيس وبلا مواربة أراد كعادته أن يسمي الأشياء بمسمياتها ويعري أولئك الخونة من المحسوبين على العروبة والإسلام، فالذين قال عنهم غداة انتصار المقاومة اللبنانية عام 2006 أنهم أنصاف وأشباه رجال، هاهو السيد الرئيس يسخر منهم ويعود إلى تاريخهم الأسود مؤكداً أننا في سورية لا نحب العنتريات ولا البندريات، وقوله: "العنتريات إما أن نذهب باتجاه مواجهة العالم من دون مبرر وبتهور أو أن نفعل كما يفعل "الشقيق" أردوغان.. يريد أن يحرر الشعب السوري من الظلم ويحلم بالصلاة في الجامع الأموي وعندما أتى موضوع غزة رأينا بأنه حمل وديع يشعر باتجاه إسرائيل كما يشعر الطفل الرضيع تجاه حضن أمه بالحنان ولا يجرؤ على أن يتمنى أن يصلي في المسجد الأقصى.. كما لاحظتم فقط في الجامع الأموي وهذه هي العنتريات.. أما البندريات فهي أن يتحول الإنسان إلى منبطح بشكل مطلق وكلي أو أن يتحول إلى عميل ولو لم يكن هناك من يبحث عن عملاء.. إذاً نحن لا نهوى العنتريات ولا نهوى البندريات.. كلاهما خطر ويؤدي بصاحبه ودولته وشعبه إلى الهاوية".

كما لم يتوانى الرئيس الأسد عن فضح الدول (صنيعة الغرب) التي موّلت ودعمت الإرهابيين في جرائمهم ضد الشعب السوري تحت كذبة ما سمي زوراً وبهتاناً الربيع العربي، حيث تساءل السيد الرئيس بالقول: "فلو كان هذا الربيع حقيقياً لانطلق بداية من دول التخلف العربي.. لو كان ثورة شعوب لنيل الحرية والديمقراطية والعدالة.. لكان بدأ بأكثر الدول تخلفاً وممارسة للقمع والاستبداد.. تلك الدول التي كانت وراء كل نكبة أصابت هذه الأمة.. وراء كل حرب ضدها.. وراء انحرافها الفكري والديني وانحدارها الأخلاقي.. تلك الدول التي كان وجودها أهم إنجاز للغرب وأهم سبب لنجاحات إسرائيل وبقائها في منطقتنا.. ولا أدل على ذلك من موقفهم الحالي من العدوان الإسرائيلي على غزة.. فأين هي الحمية والشهامة التي أظهروها تجاه سورية أو الشعب السوري كما ادعوا.. لماذا لم يدعموا غزة بالمال والسلاح.. وأين هم مجاهدوهم.. ولماذا لم يرسلوهم للدفاع عن أهلنا في فلسطين.. لكي نعرف الجواب لا بد أن نعرف أن ما يجري اليوم في غزة أيها السادة ليس حدثاً منفصلاً أو آنياً.. فمنذ احتلال فلسطين وصولاً إلى غزو العراق ومحاولات تقسيمه اليوم وتقسيم السودان.. هو سلسلة متكاملة.. مخططها إسرائيل والغرب.. وهذا من البديهيات بالنسبة لنا.. لكن منفذها كان دائماً دول القمع والاستبداد والتخلف".

وأضاف السيد الرئيس: "لنتحدث عن الوقائع ونبتعد عن الكلام النظري.. أليس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل هو الذي أقر لبريطانيا أن لا مانع لديه من إعطاء فلسطين لليهود المساكين عام 1915.. ألم تقم هذه الدول بتحريض الغرب وإسرائيل على شن عدوان 1967 الذي ندفع ثمنه حتى اليوم من أجل التخلص من ظاهرة جمال عبد الناصر التي هددت عروشهم في ذلك الوقت.. ألم تكن هذه الدول هي الدول الداعمة لإيران في عهد الشاه وعندما قررت الحكومة الإيرانية أن تتحول لتصبح بعد الثورة مع القضية الفلسطينية داعمة للشعب الفلسطيني وحولت سفارة إسرائيل إلى سفارة فلسطين.. ألم تقم هذه الدول هي بالانقلاب على إيران لأنها قامت بكل هذه الأشياء.. ألم تقم هذه الدول بدعم جرائم الإخوان المسلمين وإخوان الشياطين في سورية في النصف الثاني من السبعينيات حتى الثمانينيات ضد سورية.. ضد الشعب والدولة التي لم تقم بأي عمل معاد لتلك الدول".

وتابع الرئيس الأسد: "هذه الدول هي التي قدمت مبادرة للسلام مبادرة الأمير فهد في عام 1981 للفلسطينيين وهددوهم إذا لم يقبلوها فستكون هناك أنهار من الدم وعندما رفضت الفصائل الفلسطينية تلك المبادرة فعلاً كان هناك خلال أقل من عام الغزو الإسرائيلي للبنان وتم على إثره إخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان ليس حرصاً على لبنان وإنما حرصاً على إسرائيل.. هذه الدول نفسها هي التي أتحفتنا وفاجأتنا في عام 2002 بأغرب مبادرة مؤلفة من ثلاث كلمات (التطبيع مقابل السلام) والتي عدلت لاحقاً لكي تصبح المبادرة العربية في قمة بيروت عام 2002 حيث عدلت بالشكل الأقل سوءاً من المبادرة الأساسية ورد عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون بأنها لا تساوي حتى ثمن الحبر الذي كتبت به وشن هجوماً على الفلسطينيين سقط خلاله المئات من الشهداء وخاصة في نابلس وجنين. وعندما اعتدت إسرائيل على لبنان في تموز عام 2006 قالت هذه الدول على لسان من يدعى سعود إن هؤلاء المقاومين طائشون ومتهورون وضغطت على الغرب وإسرائيل من أجل عدم القبول بوقف إطلاق النار قبل القضاء على المقاومة اللبنانية".

وكأن السيد الرئيس يدعو العرب والعالم إلى إعادة قراءة التاريخ، ليعرف أهداف وأدوار هؤلاء الخونة والعملاء الذين ارتضوا أن يكون أداة تدمير للعروبة وتشويه لصورة الإسلام وحراباً متقدمة في المشروع الصهيوني، وما يجري في سورية والعراق أكبر دليل على تاريخهم الأسود.

أما الرسالة الثالثة فهي للداخل السوري الذي يتنكب عبء الدفاع عن الأمة كلها في وجه هذا الإرهاب المتمدد، وفي الوقت ذاته دعوة السيد الرئيس إلى اجتثاث هذا الإرهاب من جذوره والقضاء على العصابات التكفيرية ونواياها وممارساتها الشيطانية، وبالقدر ذاته مطلوب اليوم من الشعب السوري الذي صمد أكثر من ثلاث سنوات أن يستعد لمسيرة الإعمار التي ستكون بوابة الدخول إلى سورية الجديدة وقد أنجزت انتصارها التاريخي الكبير.

أخيراً.. يمكن القول إن هذا الخطاب التاريخي يحمل من العبر والدلالات والرسائل الكثير الكثير، لكن أردنا في "جهينة نيوز" أن نتخذ من كلام السيد الرئيس بشار الأسد عبر الرسائل الثلاث السابقة دليل عمل، وذلك بأن نكون جنباً إلى جنب مع الجيش والشعب والقيادة في مواجهة العدوان وصولاً إلى دحره، وتالياً أن نواصل فضح دول التخلف العربي التي تآمرت علينا وغذت الإرهابيين والعصابات التكفيرية لتدمير سورية والقضاء على شعبها والكشف عن التاريخ الظلامي وبالأسماء لآل سعود وسواهم من مرتزقة الخليج، وأخيراً عهدنا للسيد الرئيس أن نكون "سوا" قولاً وفعلاً لإعادة إعمار سورية والاستمرار في مسيرة بناء الوطن والإنسان.


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا