في تفاصيل شراكة الأعراب مع الصهاينة في ذبح غزة..؟

الخميس, 24 تموز 2014 الساعة 20:08 | منبر جهينة, منبر السياسة

في تفاصيل شراكة الأعراب مع الصهاينة في ذبح غزة..؟

جهينة نيوز- بقلم هشام الهبيشان:

ما قام به كيان الاحتلال الصهيوني من هجوم جوي بربري، نازي، فاشي- استهد ف قطاع غزة والكثير من المنازل والمساجد والجامعات والمستشفيات والمناطق الحيوية، أو بمعنى آخر هو تدمير ممنهج للبنية التحتية في قطاع غزة ماكان ليحصل إلا بضوء أخضر وشراكة أعرابية فيه، وكل ذلك بهدف أن يشعر أهل غزة أن قوى المقاومة هي السبب بما يجري لهم بهدف أن ينسلخ أهل غزة عن قوى المقاومة وعن فكرها المقاوم، فقد كان الهدف من كل ذلك هو تقسيم غزة لخمس مناطق لعزل قوى المقاومة عن بعضها البعض ومن ثم تدمير المخازن والأنفاق والسيطرة على نقاط العبور وتهريب وتخزين الأسلحة ومن ثم تصفية العدد الأكبر من القادة العسكريين والأفراد المنضوين ضمن صفوف تنظيمات المقاومة بقطاع غزه، وهذا ما لم يحصل ولن يحصل بل وقف أبناء قطاع غزة يداً واحدة مع حماس وباقي قوى المقاومة، في المقابل تكشف موقف المتخاذلين من رؤساء وحكام بعض الدول العربية وبرز ذلك من خلال ردود أفعالهم الهزيلة وانفضحت أمانيهم بأن تنجح الدولة الصهيونية بإركاع غزة وأهلها.

بالطبع حاولت بعض المحاور المعتدلة التي تكونت حديثا بالمنطقة العربية "المحاور التي تعرف بتبعيتها إلى المشروع الصهيو– أمريكي" إضفاء طابع آخر على المعركة وعنوان آخر لها، فهم لهم مصلحة مشتركة مع العدو الصهيوني بالإجهاز على حركات المقاومة بالقطاع وخصوصا حركة حماس، الإجهاز عليها عسكريا وليس سياسيا بالطبع، وهنا لا ينكر عاقل أن الصهاينة عندما دخلوا هذه المعركة لم يدخلوها وحدهم بل بالشراكة مع بعض شركائهم العرب، وهذا ما لم يخفيه الكثير من جنرالات الجيش الصهيوني وبعض الساسة الصهاينة، وقد قال نائب وزير الحرب الصهيوني: يجب علينا تأديب حماس حتى لا نخذل أصدقاءنا العرب الذين اعتمدوا علينا في ذلك!!، وهذا قد يثير استغراب البعض فهل من المعقول أن تصل عمالة بعض الأنظمة العربية إلى درجة الاشتراك بقتل أهل غزة العزل؟!!.

الجواب، ببساطة "نعم" وهذا ليس بمستغرب عن هؤلاء فهناك اليوم أدله ملموسة على كل هذا فالتجربة السورية والعراقية والليبية والسودانية تثبت أن هذه الأنظمة "الأعرابية" العميلة أصبحت شريكا وموغلا بالدم العربي، تعمل يداً بيد مع العدو الصهيو–أمريكي، لتنفيذ باقي فصول مؤامراتهم القذرة الرامية إلى تقسيم المقسم بالوطن العربي، وهذا تطور خطير بعمل هذه الأنظمة العميلة، فبعد أن كانت مسؤولة عن الإمداد اللوجستي والتسهيل لها بالعبور، اليوم أصبحت شريكة لهم بالقتل والتدمير والتخريب للفسيفساء المكونة للخارطة العربية لتمزيقها وإعادة ترتيبها بما يخدم هذا الكيان الصهيوني المسخ لتكوين ثلاثة وخمسين كياناً عرقياً ومذهبياً ودينياً في المنطقة العربية، يكون فيها الكيان الصهيوني المسخ هو السيد المطاع وكل طرف من هذه الكيانات يسعى لتقديم صكوك الطاعة لهذا الكيان هذا وفق خططهم المستقبلية التي نعيش بهذه المرحلة الكثير من فصولها الخطرة.

بهذه المرحلة قد يكون الصهاينة قد بدؤوا معركة بالشراكة مع بعض شركائهم الأعراب، بسبيل أنها ستكون معركة بالوكالة عن شركائهم هؤلاء، وأنها معركة كما تخيلوا واهمين ستحسم فصولها بسرعة ولن تحرج قادة الحكومة الصهيونية وبعض جنرالاتهم الآمنيين، متوهمين أنها تكرار لسيناريو حربي 2009 و2012، وأنها هي بالنهاية من ستفرض شروطها بعد أن تنهك قوى المقاومة بالقطاع، وبعد أن تكون دمرت جزءا كبيرا من ترسانتها الصاروخية. ولكن المفاجأة هذه المرة، أن الصهاينة اليوم تلقوا ضربات موجعة بالعمق الصهيوني فأراضي فلسطين المحتلة الخاضعة اغتصابا للكيان الصهيوني ومستعمراتها أصبحت اليوم كلها تحت نيران وصواريخ المقاومة، بغض النظر عن النتائج فاليوم هم أصبحوا بمأزق كبير بعد أن أثبتت قوى المقاومة أنها قادرة على الرد، وكل ذلك بفضل منظومة خبراء فلسطينيين تدربوا على أيدي أمهر الخبراء العسكريين بالجيش العروبي السوري، واستطاعوا أن يتمرسوا على صناعة هذه المنظومة الصاروخية وزودوا ببعضها والكثير منها اليوم يضرب تل أبيب وحيفا مع تطوير منظومة عمل لطائرات بدون طيار بالتعاون مع بعض الخبراء في جمهورية إيران الإسلامية وقد رأينا طلائعها تعمل بسماء الأراضي المحتلة وهذا بحد ذاته يشكل حالة من الصدمة لقادة الكيان الصهيوني فهم تورطوا بمعركة لم يدرسوا نتائجها فكما تورطوا بحرب تموز 2006مع حزب الله، وورطتهم حينها الولايات المتحدة الأمريكية ونذكر حينها كيف أن كوندليزا رايس كانت رأس الحربة بهذه المعركة، رغم أن القادة الميدانيين بالجيش الصهيوني قرروا الانسحاب من المعركة في صبيحة اليوم الثالث لها، إلا أن رايس حينها رفضت ذلك واستمرت المعركة ليخرج منها الجيش الصهيوني جارا ذيول الهزيمة فقد كانت معركة صهيونية على لبنان بالوكالة عن الأمريكان ونذكر حينها كيف كأن يطرح مشروع الشرق الأوسط الكبير وقد كانت عرابة هذا المشروع كوندليزا رايس وكيف أن المحور المعادي للمشروع الصهيو– أمريكي بالمنطقة وقف ضد هذا المشروع وأحد أسباب الحرب الصهيونية على لبنان وقوى المقاومة فيه حينها هو رفض هذا المشروع بمحاوله لإيصال رسائل لسورية لإرغامها على القبول بفصول هذا المشروع ونذكر حينها أن فصول هذا المشروع قد تكسرت أمام هزيمة الصهاينة بحرب تموز، اليوم يتكرر نفس السيناريو ولكن هذه المرة بغزة ومن يقوم بالحرب بالوكالة هم الصهاينة بالنيابة عن بعض جيران غزة من العرب وعن بعض الأعراب، وهذا ليس كلامي بل كلام الصهاينة.

وفي هذه المرحلة من خطط المعركة الكل يعلم أن الكيان الصهيوني بدأ يعيش فصول هزيمة تموز 2006، والكل يعلم وخاصة المتابعين للوضع الداخلي للكيان الصهيوني حجم القلق والرعب من تطور سيناريوهات المعركة وخاصة مع توعد قوى المقاومة بمفاجآت جديدة ستهز كيان الاحتلال بحال استمرار هذه الحملة على قطاع غزة، فالآن الكيان الصهيوني دخل هذه المعركة ولكن لا يعرف كيف سينهيها ويعود إلى اتفاق هدنة 2012، دون السماح بفرض شروط جديدة عليه، ولذلك بدأ الآن يحاول العودة إلى بعض القوى بالإقليم ومنها مصر وقطر والسعودية وتركيا للضغط عليها، لتسهل له الطريق لوقف إطلاق النار والعودة إلى هدنة عام 2012، بشرط أن يظهر بمظهر المنتصر، وألا يترتب عليه أي شروط جديدة، وهذا ما نراه اليوم بالفعل فمصر والسعودية أعدت العدة، لكل هذا وسنترقب جميعا خلال 72ساعة القادمة على الأكثر تثبيت اتفاق الهدنة وفق شروط هدنة عام 2012 بالقاهرة، إن لما يحصل أي طارئ أو دخول لمتغيرات جديدة تقلب موازين القوى بهذه المعركة المفتوحة على كل الاحتمالات مع مراهنة البعض على أن هذه المعركة ستتوسع أكثر لتكون بداية لحرب ستشعل المنطقة ككل مع أني أعتقد أن الفرضية الأولى هي الأقرب للتطبيق ولننتظر الساعات والأيام القادمة فهي الوحيدة التي ستجيبنا على كل التكهنات والتوقعات


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 السّا موراي الأخير - سوا
    28/7/2014
    12:52
    الحَيوَنَه ! هي أحد أسلحة الدمار الشّامل.
    يؤسفني أن مصر أم الدنيا التي ورثت حضارةً ملموسة عمرها آلاف الأعوام, تقع في حفرة الكيد و الغلّ و لا تنجح في التفريق ما بين المكتب السياسي لحركة حماس و الخائن بكل المعايير و بين كل المقاومين الغزّيين الأشاوس بكل انتماءاتهم بمن فيهم مقاتلي عز الدّين القسّام. وهذا جزء من فشل و سقوط سياسة السيسي الذي يلعب الآن دور الوجه الآخر للعملة قبالة مرسي؛ قولوا لي بربكم: ما الفرق بين دعوة مرسي للجيش المصري بالقتال ضد سوريا و بين التزام السيسي بإرسال فرقة النخبة 777 إلى حَفر الباطن للدفاع عن مهلكة آل سعود و منع وليدتها داعش من العودة إلى حضن أمها السعودي الذي يمدُّها بأسباب الدفء بشرط أن تبقى في سوريا و العراق؟؟؟ و هل هناك عيب أكثر من الوقوف إلى جانب العدو الإسرائيلي ضد غزّة بكل أبنائها الفلسطينيين؟
  2. 2 السّا موراي الأخير - سوا 2
    28/7/2014
    13:16
    تابع ...... عن (سلاح الدمار الشامل!)
    و لكنه في الحقيقة سلاح دمار ذاتي= self destruction بمعنى أن الإدارة المصرية التي فشلت , على مدى عقود من سياسات النهب و إفقار الشعب و التبعية للصوص الأمريكيين, فشلت في إدارة اقتصاد مصري سليم و بالوصول إلى اكتفاء ذاتي يُجَنِّب مصر موقف المتسَوّل من بني سعود أو من قاطع الطريق الأمريكي. هل يستطيع الشّحّاذون بناء وطنٍ عزيز يضمن الكرامةِ و الرّخاء و الأمن لكل أبنائه؟؟ هل نجحت سياسة تبعية مصر لمحور الاعتلال العربي في تجنيب الوطن لمخاطر الإرهابيين عملاء أمريكا الذين ينوشونها من تشاد و السودان و سيناء و ليبيا؟لماذا يحافظ السيسي على مصر معاديةٍ لسوريا؟ و هل نحن إخوان الشياطين؟لماذا يتمسّك المصريون بالسلاح الذي اكتشف السيد الدكتور بشّار الجعفري وجودَه في عقول غالبية العرب النخب و الحكام؟؟

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا