عدوان إسرائيل على غزة كشف الكثير..؟

الإثنين, 11 آب 2014 الساعة 15:46 | منبر جهينة, منبر السياسة

عدوان إسرائيل على غزة كشف الكثير..؟

جهينة نيوز- بقلم العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم:

بوليفيا تقطع علاقاتها مع إسرائيل وتعتبرها دولة إرهابية بسبب عدوانها الهمجي على غزة. بينما رد الدول العربية والإسلامية خجول وعلى استحياء ومن خلال وسائط الإعلام فقط. تبنت موقف بوليفيا كل من البرازيل والإكوادور وفنزويلا وكوبا، وحتى أن تشيلي وسلفادور وبيرو سحبت سفراءها من إسرائيل. ووزيرة بريطانية استقالت، بسبب موقف حكومتها من العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين. وشهدت المدن الأميركية والأوروبية خروج مظاهرات حاشدة، صدمتها صور القتلى والمشوهين والثكالى من الفلسطينيين، وحجم الخراب الذي حول بعض الأحياء والمزارع والحقول إلى أطلال وأنقاض. حتى أن أحد المتظاهرين الإنجليز ممن تجمعوا أمام سفارة إسرائيل في لندن، حمل لافتة كتب عليها عبارة تقول: إن لوم حماس على استخدامها الصواريخ ضد الأهداف الإسرائيلية، لا يختلف في شيء عن لوم امرأة لأنها ثارت لشرفها وصفعت من اغتصبها. مما أحرج وأربك أنظمة كثيرة، وأربك واشنطن، وهيئة الأمم المتحدة وأمينها العام السيد بان كي مون. فالحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة كشفت حقائق كثيرة، والتي يمكن تلخيصها لكل مسلم وعربي وحر بالنقاط والأمور التالية:

• الموقف المخزي لهيئة الأمم المتحدة وأمينها العام ومجلس الأمن من هذا العدوان. فعدوان إسرائيل على مدن وقرى فلسطينية يقطنها عزل وتكتظ بالنساء والأطفال وكبار السن والمرضى، والعدوان على الأونروا (منظمة هيئة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) والتي ناهز عمرها 66 عاماً، والدموع المنهمرة من عيني مسؤول الأونروا في غزة الذي انفجر باكياً على شاشات التلفزة، وهو يتحدث عن تعمد إسرائيل قصف المدرسة التابعة للمنظمة الدولية في غزة، لم تحرك ضمائر رئيس وأعضاء مجلس الأمن الدولي والأمين العام للانتصار لمسؤول أممي عن الأونروا اعتدي عليه وعلى منظمته بوحشية ودم بارد. رغم أن الأونروا والأمم المتحدة أبلغت إسرائيل 16 مرة بأنه منشآت الأونروا تؤوي مدنيين عزلاً، لاذوا بها احتماء من العدوان الهمجي والقصف الوحشي الذي طال كامل القطاع بحيث لم يعد فيه من مكان آمن. ومواقف اللامبالاة هذه من رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام ومساعديه دليل على أن المنظمة بمؤسساتها وأعضائها وأمينها العام ومساعديه وطاقمها من الموظفين دورهم ربما هو محصور في استهداف دول لا تنصاع لأوامر واشنطن وإسرائيل، ولضمان أمن ومصالح واشنطن وإسرائيل وحلفائهما فقط.

• السكون المفجع الذي ساد العالمين العربي والإسلامي خلال العدوان على غزة. فلا إدانات رسمية علنية لإسرائيل، ولا سحب للسفراء (كما فعلت بعض دول أمريكا اللاتينية)، ولا مجتمع مدنياً تحرك، ولا مظاهرات خرجت، ولا مساعدات إغاثية قدمت إلا في حالات استثنائية ولأهداف استعراضية لكسب ود جماهير هذه الدول وتهدئة غضب الشارعين العربي والإسلامي. ولا تأنيب أو انتقاد لمواقف واشنطن الداعمة للعدوان الإسرائيلي. فرد الفعل في العالمين العربي والإسلامي مخيب للآمال على كافة الأصعدة، من الأنظمة، والنخب، والشارع، وسائط الإعلام العربية والإسلامية. وحتى رد الإعلاميين الذين يدعون العروبة أو الإسلام أو المنهمكين بدعم ما يسمى بالربيع العربي والدفاع عن قيم الحرية كان ملتويا ومخجلا ومخزيا.

• استخفاف واشنطن بالمشهد العربي والإسلامي. والذي لخصته صحيفة نيويورك تايمز بمقال لمراسلها دافيد كير كباتريك. ونشرته في عدد 30/7/2014م بعنوان الزعماء العرب يلتزمون الصمت ويعتبرون حماس أخطر من إسرائيل. ومما قاله المراسل: إن ذلك الاصطفاف العربي إلى جانب إسرائيل يحدث لأول مرة في تاريخ الصراع. وأن جهود بعض الزعماء العرب انحصرت بضرورة إنقاذ حياة الضحايا المدنيين الذين يدفعون ثمن الصراع دون تمييز بين الفلسطينيين. ورجل كنيسة وقس فلسطيني، قال: في الولايات المتحدة الأمريكية، هناك كنائس لها نفس توجهاتنا، سحبت استثماراتها، وهي ضخمة، من 3 شركات أمريكية، تتعامل مع الصهاينة. لأنهم لا يريدون أن تكون استثماراتهم ملطخة بدماء الفلسطينيين. وختم حديثه بقوله: أتحدى أية دولة عربية أو إسلامية، أن تسحب استثماراتها من الشركات التي تتعامل مع الصهاينة.

• موقفا كل من الجامعة العربية ومنظمة التضامن الإسلامي جاء أقل بكثير جداً من الموقف المتواضع والخلبي للمفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة. فموقف كل من هاتين المنظمتين بدا أنه انعكاس لمواقف زعماء الدول العربية والإسلامية التي تشوبها الصراعات والنزاعات والخلافات بسبب تضادها من مجريات أحداث ما يسمى بالربيع العربي، والتي يبدو أن تجاوزها بات صعب ومن المستحيل. وهذا التناقض واضح للعيان في مواقف الفضائيات كالعربية والجزيرة من الأحداث.

• الدول التي أدانت وقاطعت إسرائيل رؤسائها نساء ويقودها يساريون. في حين أن قوى اليمين وأغلب قوى اليسار في العالمين العربي والإسلامي باتت كما يبدو جزءاً من تحالفات متناقضة بخصوص الشأن للفلسطيني الربيع العربي وعدد من القضايا والأحداث. حتى إن صحيفة الأهالي المعبرة عن حزب التجمع المصري، نشرت بتاريخ 23/7/2014م مقالة لأحد الكتاب أعتبر أن تأييد المقاومة خيانة وطنية.

• والعدوان الإسرائيلي الهمجي جاء في الوقت التي ترأس فيه إسرائيل لجنة حقوق الإنسان المختصة بتصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة. وإسرائيل هي من تستعمر فلسطين وسجلها في مجال حقوق الإنسان حالك بالسواد وحافل بجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب. وواشنطن وتل أبيب ولندن وباريس قد يعملون على استصدار قرار دولي يحظر المقاومة ويطالب بنزع سلاحها. وجاء في تصريحات وزير الخارجية كيري وممثلة بلاده لدى الأمم المتحدة سوزان رايس أن تسوية الأزمة الراهنة، ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة يجب أن يقترن بنزع سلاح المقاومة الفلسطينية.

• وبذريعة أمنها القومي تنتهك إسرائيل جميع المواثيق والأعراف والقوانين. فرغم الدعم العسكري والسياسي لإسرائيل من واشنطن ودول أوروبا لدعمها. إلا أنها تصر على أن تقود كل هؤلاء في كل حروبها واعتداءاتها بذريعة حماية مصالحها وأمنها القومي.

• والمساحة الحقيقية لقطاع غزة هي 555كم2، بينما هي حالياً362كم2. فإسرائيل سرقت منه المائتي كيلومتر بموجب اتفاقية الهدنة عام 1949م. وبمقتضاها تم تحديد خط الهدنة كما لو أنه سور يحيط بقطاع غزة. واقترح الإسرائيليون أن تقام منطقة عازلة بين الطرفين بحدود مائتي كيلومتر اقتطعت من المساحة التي خصصت لقطاع غزة. ورغم النص على أن الخطوط الموضوعة مؤقتة، وأنها لا تؤثر على اتفاقية الهدنة الرئيسية، إلا أن إسرائيل سطت على المساحة المقتطعة وضمتها، ومسحت خطوط الهدنة التي يفترض أن تكون المرجع الأصلي للحدود. ومع ذلك لم يثار الموضوع.

• واتفاقية كامب ديفيد واتفاقية أوسلو تخدمان في كثير من بنودهما إسرائيل. ومن يراجع هذه الاتفاقيات يجد أن كل من مصر والسلطة الفلسطينية ملزمتان بمحاربة السلاح الفلسطيني وضرورة نزع السلاح الفلسطيني واعتبار عنصر المقاومة الفلسطينية إرهابي.

• والدعوات إلى التهدئة مع إسرائيل تعلو، بينما التهدئة ممنوعة بخصوص الأزمات والخلافات والصراعات التي تعصف بالعرب والمسلمين. مع أن التهدئة مع إسرائيل قال عنها أستاذ فلسطيني: كل المعارك التي ربحناها في المعركة، خسرناها بعد التهدئة.

• والمواقف العجيبة لواشنطن وبعض العواصم العربية والإسلامية من العدوان. فمنهم من تحرك كوسيط لإبرام هدنة أو اتفاق لوقف العدوان. فالوسيط الأميركي يؤيد إسرائيل في عدوانها ويعتبره دفاعاً عن النفس وحرب على الإرهاب. وباقي الوسطاء أعجز من أن يدافع عن حق، أو يدين عدواً ينتهك الشرائع والقوانين والمواثيق الدولية وشرعة الأمم المتحدة، أو أن يفرط بحقوق حلف الناتو الجاثم على أراضيه، كرمى لأخ عربي أو مسلم أو صديق. ومن رضي لأرضه القواعد العسكرية لا يمكنه أن يطردها من بلاد الغير. وكيري يصر على وساطة تركية قطرية بينما نتنياهو يصر على وساطة مصرية. والوسيط يجب أن يتصف بالنزاهة والحيادية ويضمن الحقوق.

• والاجتماع الذي عقد في باريس يوم ٢٦ يوليو بمشاركة وزراء دول عربية وإسلامية والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا. انتهى هذا الاجتماع إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يلبي الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية، والاحتياجات التنموية الاقتصادية والاجتماعية الفلسطينية، بحسب ما أعلنه وزير خارجية فرنسا، لوران فابيوس.

• وحرب المزايدات لا تتوقف. فالبعض يقف على عظام الشهداء لا ليرقبوا العدو، إنما ليرجموا دولة أو نظاما أو زعيما. أو يمشي في الجنازات ليس مواساة لأهل الشهيد، إنما ليسيء لغيره. أو يقول: هذا متواطئ أو عميل، أو عدو لقضايا العرب والمسلمين.

• والشيطنة الإعلامية التي تمارسها وسائط الإعلام الصهيوني والإسرائيلي ومعها بعض وسائط الإعلام الدولي والعربي والإسلامي، والتي يقصد منها تحقيق الأهداف التالية:

1. الاهتمام بالأصوات الإسرائيلية المنتقدة لنتنياهو ومنها كلام أبن كاسبيت كبير المعلقين في صحيفة معاريف الإسرائيلية وكلام ناحوم بارنيع في يديعوت أحرونوت واللذين اعتبرا أن إسرائيل باتت في مواجهة جيش حماس المنظم والمدرب والمسلح والحازم، القادر على إطلاق مئات وآلاف الصواريخ على تل أبيب والقدس وأهم المدن الإسرائيلية، وإغلاق مطار بن غوريون لمدة ثلاثة أيام. وأن حديث إسرائيل الحديث عن استغاثة حماس من أجل وقف إطلاق النار، ادعاء غير صحيح. وأخطاء نتنياهو في التعامل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأن حركة حماس والوضع الإقليمي يجران إسرائيل إلى مواضع لا تريدها، الأمر الذي من شأنه زيادة التباعد الدولي في تأييدها. والتحقيق في كفاءة الجيش الإسرائيلي وإدارة المعركة، وتحديد أوجه القصور التي ظهرت فيها، ومواصلة حماس بتحدي جبروت الجيش الإسرائيلي طوال أكثر من شهر. والقلق من تدهور العلاقة مع الحليف الأمريكي، ومن أسلوب نتنياهو بتحويل الرئيس أوباما من صديق إلى عدو لإسرائيل. وإن الضباط في مقر هيئة الأركان في تل أبيب يعلمون أنه يوم يتوقف إطلاق النار في الجنوب فسيبدأ إطلاقها في تل أبيب والقدس. وماذا علمتم وماذا لم تعلموا عن الأنفاق، وكيف تعاملتم بشأنها. والنقاشات التي ستبدأ في الجيش الإسرائيلي في اليوم التالي ستنحصر في عدد من القضايا المتعلقة بتأخير العملية البرية، وإلى أي مدى أضر القصف وإطلاق القذائف بالعملية؟ وهل المستقبل كامن في الأنفاق وليس في القذائف الصاروخية؟. ومع أن هذه الأصوات لم تندد بالعدوان ولا بجرائم الجيش الإسرائيلي. إلا أن بعض وسائط الإعلام اعتبرتها أنها أصابت رئيس الوزراء نتنياهو هو وفريقه بمقتل. وأنها أحدثت شرخا قوياً في الداخل الإسرائيلي، وهزيمة مدوية لإسرائيل. وكأن هدفهم طمس حجم الخراب والدمار والعدد الكبير للضحايا والذي يستوجب محاكمة حكومة إسرائيل في محاكم جرائم الحرب الدولية. على الأقل انتصاراً لهذه الضحايا، ومعاقبة مرتكبيها كما أمر الله رب العالمين.

2. تشويه صورة المقاومة أو تجريمها. وذلك من خلال أنها لو أحنت رأسها للعاصفة، لما جرى ما جرى. ولما تحول قطاع غزة من سجن إلى مقبرة. وحركات المقاومة الوطنية الفلسطينية معذورة بكل الطرق التي تتبعها مع العدو الصهيوني. لأنهم يواجهون مغتصبا للأرض والحقوق والمقدسات، ويقتلع الفلسطينيين من أرضهم، ويهجرهم خارج فلسطين على مدار الساعة منذ أكثر من سبعة عقود. وأجهض كل محاولات الوصول إلى تسوية للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، بما فيها المفاوضات الفلسطينية واتفاق أوسلو الذي مضى عليه أكثر من 20 عاما.

3. ترهيب وإخافة العرب والمسلمين مما تجره عليهم حركات المقاومة الوطنية من مآسي بسبب معارك التحرير التي تخوضها ضد عدو مغتصب للأرض. وتجاهل حقيقة أن الحروب ومعارك التحرير تقاس بخواتيمها وليس ببداياتها وجولاتها. وإحصاء الضحايا ضروري من أجل محاسبة الجناة وحث المقاتلين لتحقيق حلمهم وحلم من سبقوهم من الشهداء. لا الشماتة، أو نوعا من الحفاوة بالموت وتشجيعاً عليه بالمجان، أو لاعتباره بداية الطريق إلى الهزيمة.

4. تقزيم أضرار العدوان الوحشي على غزة من قبل إعلاميي ووسائط الإعلام العربي والإسلامي حين ينقلون الخسائر بالأرواح على أنها أعداد فقط، والخسائر بالبنية التحتية كمناظر فقط. فالواجب المهني والوطني والإنساني يقتضي توثيق كل حادثة استشهاد أو جريمة ارتكبت أو ترتكب بحق مدنيين أو منشأة استهدفت ودمرت. وذلك من خلال زيارة أهل الشهيد أو الضحية أو المنشأة من قبل وفود إعلاميي الفضائيات. وتوثيقها وتوصيفها وإجراء المقابلات في مكان حدوثها، ومتابعتها مع المنظمات الإنسانية والدولية لملاحقة مرتكبيها. بدلا من الأسلوب المتبع من نقلها كخبر أو صورة فقط.

ما آل إليه واقعنا العربي والإسلامي وما وصلنا إليه من هذا الدرك مرعب ومخيف وغير مريح على الإطلاق. فالمطلوب مواجهة إسرائيل لأنها العدو الذي يستهدف العرب والمسلمين.


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 ام عبدو من حلب
    3/9/2014
    00:18
    مبروك لاسرائيل على هكذا اعداء ... من امة الجرب
    قال احد حاخامات الصهاينة عندما سئل متى تنتصر اسرائيل على العرب ؟ ..... قال: عندما يحب العرب اسرائيل اكثر من حب العرب بعضهم لبعض. جولدا مائير قالت: لا تذكروني في التاريخ الاسرائيلي اذا تصالحتم مع العرب .... فأي جرب صار هؤلاء العرب ؟؟؟؟ دام فضلكم.

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا