تحذيرات أردنية من استغلال الحرب ضد "داعش" لإعادة تقسيم المنطقة العربية

الإثنين, 20 تشرين الأول 2014 الساعة 18:32 | سياسة, عالمي

تحذيرات أردنية من استغلال الحرب ضد

جهينة نيوز:

حذّر سياسيون أردنيون من أن تتخذ محاربة الحركات المتطرفة في المنطقة العربية وعلى رأسها تنظيم “داعش” ذريعة لتغيير محتمل في البنية الديموغرافية والدينية للمنطقة على أسس دينية وعرقية.

واعتبروا أن أسوأ ما أنتجته الحركات المتطرفة فضلاً عن استهدافها المدنيين والأبرياء، “الإسهام في تهجير مسيحيي الشرق والتنكيل بهم، والإساءة لصورة الإسلام وتقديمه على أنه دين تطرف ودم، ما يستدعي حالة من الخوف من تقسيم جديد للمنطقة”.

وفي حديث لوكالة الأناضول التركية، طرح جواد العناني، وزير الخارجية الأردني الأسبق والعضو الحالي في مجلس الأعيان عدة مخاوف من الحرب على داعش، قائلاً إن “داعش لا يمثل الإسلام، وممارسته المتطرفة والدموية لم تأت بخير علينا، لكن نخشى أن يستغل الغرب الحرب على التنظيم لإعادة تقسيم المنطقة العربية من جديد”.

ويضيف العناني إن “الحديث عن أهداف داعش ومعاداته لتقسيمات اتفاقية سايكس بيكو في المنطقة العربية تجهضه تماماً الممارسات التي يقوم بها التنظيم بحق الأبرياء وعلى رأسهم الأخوة المسيحيون”.

وعقب سيطرته على الموصل في العاشر من يونيو/ حزيران الماضي أعلن تنظيم “داعش” رفضه لحدود “سايكس بيكو”، قائلا: “ستبقى الشام والعراق ساحة واحدة وقيادة واحدة، ولن تفصل بينهما حدود”، وتوعد التنظيم بأن “يهدم الساتر ويردم الخندق ويزيل الأسلاك، ويمسح الحدود من الخريطة”.

ويمضى العناني قائلاً: “نحن في الأردن كما أكد الملك عبد الله الثاني وكذلك الحكومة الأردنية في أكثر من منبر قد نضجت تجربتنا في العيش الإسلامي المسيحي كحالة متميزة في الشرق الأوسط، لكن مرد الخوف لا يأتي من الأردن بل من التطورات التي تحصل في المنطقة والخوف من أن يمتد الصراع والاقتتال والعنف إلى مناطق أوسع، وكذلك الخوف والهواجس التي تأتي من تمدد تنظيم داعش في وقت أعلن الغرب أنه أعد له جيوشاً لمحاربته، وهو ما يعزز المخاوف من وجود نوايا لتقسيم المنطقة على أسس دينية وعرقية”.

ويشير العناني إلى أن هناك نماذج عربية ماثلة اليوم من تقسيم للعراق على أسس طائفية، وكذلك اليمن، فيما تبدو نوايا أخرى لتقسيم ليبيا على أسس مناطقية، وكل هذا يصب في مصلحة إسرائيل ويمكن قراءة ذلك بما عبر عنه رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو عقب سقوط الموصل بقوله إن سايكس بيكو ما عادت تنفع، الأمر الذي يفتح شهيتهم على مزيد من التقسيم.

من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي حسين الرواشدة، أن الممارسات الدموية التي ارتكبها تنظيم “داعش” أثرت في حضور المسيحيين بالمنطقة العربية، وقد بدا هذا التأثير بعد أن كان المشهد للمسلمين والمسيحيين في المنطقة العربية يتسم بالوئام، فأصبح هناك أثر واضح وتهديد لهذا الوئام بسبب الحروب التي تشهدها المنطقة وبالدرجة الأساسية ما يمارسه تنظيم “داعش” بحقهم.

ويذهب الرواشدة لتفصيل تلك الآثار بالدلالة على هجرة كبيرة للمسيحيين من المنطقة العربية وسط إغراءات الغرب، الأمر الذي يجعل المنطقة العربية “موحشة” بهجرتهم، وهم الذين “شكلوا جزءاً هاماً من حضارات الأمة العربية والإسلامية”. إلا أن الرواشدة يستحضر مبادرات حميدة حاولت إجهاض مشاريع تهجيرهم واستهدافهم، فكانت قبائل عراقية تفتح أذرعها لاستقبالهم بعد أن “نكلت بهم يد التطرف”، كذلك على الوجه الآخر فإن المسيحيين في فلسطين وغزة فتحوا بيوتهم لإخوانهم المسلمين بعد أن “نكل بهم العدو الصهيوني”.

ويؤكد الرواشدة ضرورة “تدعيم أي مبادرة لوقف هجرة المسيحيين، وتعميق الوحدة والنسيج المجتمعي معهم، والتأكيد على أن عدوهم وعدو المسلمين واحد”.

ويرى أنه في ظل حالة عدم اليقين والوضوح في نشوء “داعش” وأهدافها وتمددها وغيرها من الجماعات المسلحة التي انبرت للتحدث باسم الإسلام، فإن السيناريوهات تبقى واردة تجاه أي احتمال، وأهمها استغلال الحرب على داعش لتقسيم جديد للمنطقة وإعادة إنتاج سايكس بيكو جديدة، في ظل حالة الضعف العربية المغرية للعدو.

وحول تبني داعش وغيرها لمصطلحات الخلافة والدولة، يقول الرواشدة إن الإسلام لم يضع إطارا محددا لشكل الدولة، فالمضامين والأهداف التي تحملها الدولة هي الأهم، والخوف والقلق يكمن اليوم بوجود منظرين للتيار المتطرف المسلح يروجون لفكرهم، في حين أن من يعقد عليهم الأمل “المعتدلين” يعيشون حالة من الصمت.

وفي نهاية يوليو/تموز الماضي، أمهل تنظيم “داعش” مسيحيي الموصل مهلة دعاهم فيها إلى الاختيار بين اعتناق الإسلام أو إعطائهم عهد الذمة (أي دفع الجزية مقابل الأمان) أو مغادرة المدينة دون ممتلكاتهم باعتبارها “غنائم”؛ مما اضطر معظم سكان المدينة إلى مغادرتها.

ويقدر عدد المسيحيين في العراق بحوالي 450 ألف شخص، وفقا لتقديرات غير رسمية، والمسيحية هي الديانة الثانية في العراق بعد الإسلام، الذين يدين به غالبية السكان.


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا