ضربة قاصمة لإرهابيي "جبهة النصرة".. الأهمية الإستراتيجية لسقوط مدينة مورك؟

الجمعة, 24 تشرين الأول 2014 الساعة 17:54 | سياسة, محلي

ضربة قاصمة لإرهابيي

جهينة نيوز:

أحكمت وحدات من الجيش والقوات المسلحة أمس السيطرة على معظم أحياء مورك بريف حماة الشمالي بعد اشتباكات عنيفة مع المسلحين التابعين "لجبهة النصرة و"الجبهة الإسلامية" الإرهابيتين وقضت على أعداد كبيرة من الإرهابيين، فيما باشرت وحدات الهندسة في الجيش العربي السوري عمليات تفكيك الألغام والعبوات الناسفة التي خلفها المسلحون في المدينة.

وقالت قناة "الميادين": إن وحدات من الجيش مشطت المنطقة بالتزامن مع قصفٍ مدفعيٍ مركز على بلدتي كفرزيتا واللطامنة. وأكدت انسحاب مسلحي "فيلق الشام" التابع للجيش الحر بعد انسحاب معظم الفصائل المسلحة من مورك في الفترة الأخيرة، وأبرزها حركة "حزم" مع هجوم الجيش السوري.

وأضافت: انتصار مورك سيمهد الطريق لفك الحصار عن معسكري وادي الضيف والحامدية المحاصرين منذ أكثر من ثمانية أشهر.

واعترفت تنسيقيات المسلحين بسقوط أكثر من 200 قتيل من المسلحين أمس فقط في معركة مورك بالإضافة لمئات الجرحى. وعزت السبب إلى شراسة هجوم الجيش السوري، محملة كل من ما يسمى بـ"جبهة ثوار سورية" وحركة "حزم" وألوية أخرى على رأسها لواء "الرحمن" وفيلق "الشام" مسؤولية النكسة التي أصابتهم.

بدورها قالت صحيفة "الأخبار اللبنانية" في تقرير تحت عنوان "الجولاني يُهزم في مورك": إن قوات الجيش السوري المتقدمة قلبت حسابات المسلحين بعد قطعها خطوط إمداد مسلحي خان شيخون، وتخفيف الضغط عن معسكرات الحامدية ووادي الضيف في ريف إدلب.

وأضافت: في آب الماضي، بدأت «جبهة النصرة» عملياتها العسكرية في ريف حماه الشمالي، معلنة نيتها دخول مدينة محردة. بموازاة ذلك، اقترب مسلحو «الجبهة» من مدينة حماة. صواريخهم طالت بعض أحيائها، وتقدموا نحو مطارها العسكري. استشعر الجيش السوري خطورة الوضع. فخسارة المطار لا تُحتمل، وأشد خطورة منها تهجير أهالي محردة.

سريعاً، بدأ الجيش السوري عملية عسكرية واسعة في المنطقة، استقدم لها الضابط المعروف، العقيد سهيل حسن، الذي أحرزت القوات التي يقودها تقدماً كبيراً في ريف حلب الشمالي، وتمكنت من فك الحصار عن سجن حلب المركزي. في المقابل، حشدت «النصرة» نخبة قواتها. الإرهابي السعودي عبدالله المحيسني المقرّب من قيادة «النصرة» أعلن أن أمير الجبهة، أبو محمد الجولاني، حضر شخصياً إلى ريف حماة ليحرّض مسلحيه على القتال. المواجهة أخذت بعداً معنوياً. فجبهة النصرة كانت قد تقدّمت في أكثر من موقع من محافظة القنيطرة الجنوبية، وأرادت التقدم في ريف حماة المتصل بريفَي إدلب وحلب. نسبة إلى باقي المناطق السورية، المعركة في ريف حماة الشمالي سهلة لـ«النصرة»، لأن ظهرها يستند إلى المساحات الشاسعة التي تسيطر عليها مع حلفائها، وخلفها الحدود التركية. تدخُّل الجولاني شخصياً كان مؤشراً على أهمية المعركة بالنسبة إلى تنظيمه المتنافس مع «داعش» الذي اندفع بلا توقف في الرقة وريف حلب الشمالي والعراق. لكن قرار الجيش السوري كان حاسماً. وقعت المواجهة المباشرة بين سهيل حسن وأبو محمد الجولاني. ولكل منهما رصيده المعنوي الكبير في معسكره. وبعد عدة هزائم لـ«النصرة» في عدد من البلدات الحموية، كحلفايا، التقط مسلحو الجولاني أنفاسهم، وعادوا ليصدوا عدة هجمات للجيش في مدينة مورك وغيرها من المواقع. لكن في مورك -التي دخلها المسلحون في تموز 2012، وسيطروا عليها كاملة منذ 9 شهور- هُزِم الجولاني أمس. هي واحدة من المرات النادرة، إن لم تكن الوحيدة، التي يُعلَن فيها قيادته لعملية عسكرية ولا ينتصر. ولمورك أهمية كبرى، معنوياً وميدانياً، باعتبارها عقدة وصل خطوط إمداد المسلحين بين الشرق والغرب الواقع تحت سيطرة المسلحين، بدءاً من ريف حماة وصولاً إلى سلمى، في جبال الساحل السوري، وتعتبر نقطة انطلاق إلى عمليات عسكرية كبرى. مساحات شاسعة من مناطق نفوذ المسلحين في ريف إدلب، أضحت مكشوفة أمام أنظار الجيش، المستعد لاستكمال خططه الهادفة إلى المزيد من التقدم.

وقالت الصحيفة: العلم السوري رفرف في ساحة البلدة الرئيسية، بعد تقدم مفاجئ للقوات المتمركزة جنوبيها، في حارة أبو اللبن. التقدم المذكور تزامن مع استمرار التمهيد الناري عبر المحورين الغربي والشمالي للبلدة، ما أدى إلى انهيار دفاعات المسلحين المحاصرين في الداخل. القوات كانت قد سيطرت على تلة كتيبة الدبابات، بعد خمس محاولات للتمركز أعلاها، إلى أن استطاعت حصار البلدة نارياً، وكشف خطوط الإمداد إليها، خلال الساعات الفائتة.

مصدر ميداني أكد أنّ «عناصر الجيش اخترقوا اتصالات المسلحين، مستمعين إلى نداءات واستغاثات وُجّهت إلى مسلحي خان شيخون وباقي ريف إدلب، بعد سقوط مئات القتلى على مدار الشهرين الأخيرين». وذكر المصدر أن «تقدم الجيش مستمرّ في ضوء النجاحات الأخيرة التي تحققت في زمن قياسي ضمن ريف حماة الغربي والشمالي، وتأثيرها في فرض الطوق العسكري حول مدينتي حلب وإدلب». ويضيف المصدر إن «سقوط مورك عسكرياً يعني تأمين خطوط إمداد الجيش بشكل نهائي، ما يبعد الخطورة عن القوات المرابطة في حلب، ويؤثر إيجاباً على سير المعارك في المدينة وريفها». وبحسب المصدر فإن «مسلحي اللطامنة وكفرزيتا، شمال غرب حماة، أخلوا البلدتين، وانسحبوا باتجاه قرية التح شرق خان شيخون». إخلاء بلدتي اللطامنة وكفرزيتا، بحسب المصدر، يأتي بعد «تشديد الحصار على مورك ووقوع المسلحين بين فكي كماشة قوات الجيش المتمركزة شمالاً وغرباً». ويتابع المصدر أن «سقوط مورك من شأنه تخفيف ضغط المسلحين عن معسكرات وادي الضيف والحامدية الإستراتيجية في ريف إدلب». وبحسب المصدر، فإن «إعادة فتح أوتوستراد خان شيخون مسألة وقت، مع اقتراب الجيش من استعادة معسكر الخزانات وحاجز السلام، إضافة إلى فتح الطريق نحو فك الحصار عن معسكري الحامدية ووادي الضيف المحاصر منذ ثلاث سنوات.

وأضاف: تأتي سيطرة قوات الجيش على بلدة مورك في سياق العملية العسكرية التي بدأت من ريف حماة الغربي، لاستعادة السيطرة على رحبة خطاب العسكرية، إثر سقوطها في أيدي المسلحين منذ ثلاثة أشهر. القوات تابعت تقدمها شمالاً، بقيادة العقيد الحسن، بهدف تأمين خطوط إمداد قواته المتمركزة في حلب، إثر اقتراب خطر المسلحين من مطار حماة العسكري، في وقت سابق. قوات الجيش حققت هدف العملية العسكرية سريعاً، بعدما اتسمت هجماتها بالدقة في تنفيذ الأهداف واستعمالها كثافة نارية غير مسبوقة.

وفي موقع "العهد" الإخباري أكد الإعلامي حسين مرتضى أن مورك تعتبر معقل وعاصمة "جبهة النصرة" في ريف حماة، مضيفاً: الجيش السوري يتابع إنجازاته العسكرية في تلك المنطقة، حيث استطاعت وحداته تطهير مدينة مورك بالكامل من المجموعات المسلحة، هذا الإنجاز الجديد سيرخي بظلاله على العمليات العسكرية على محور جنوب إدلب وحلب، بالتزامن مع تقدم الجيش السوري واقترابه من إكمال الطوق الأمني حول حلب.

وقال مرتضى: العملية العسكرية التي استطاع الجيش السوري من خلالها السيطرة على عدة قرى في طريقه إلى مورك، تعتبر من أعقد العمليات العسكرية، نظراً للاتصال الجغرافي بين تلك القرى والمزارع وصعوبة تفكيك تلك الشبكة المعقدة من الدفاعات التي بنتها المجموعات المسلحة كخطوط دفاعية متتالية قبل الوصول إلى مورك، بهدف إنهاك القوات المتقدمة وتشتيت قوتها، إلا أن الجيش السوري استطاع رغم ذلك من خلال تكتيكاته العسكرية التي تتطور مع تطور المعارك وطبيعتها، أن يسيطر على المنطقة ما فاجأ "النصرة" وكل الألوية التي تقاتل تحت إمرتها.

وأضاف: المعركة تطورت مجرياتها بشكل سريع بعد استعادة الجيش السوري السيطرة على موقع كتيبة الدبابات شمال شرق المدينة والتي تشكل المفتاح الرئيسي لفتح الباب أمام الجيش للالتفاف حول المدينة من الجهة الشمالية، ما أدى بشكل فعلي لقطع طرق الإمداد عن المجموعات المسلحة والقادمة من خان شيخون وجنوب ادلب، ومن منطقة كفرزيتا من المحور الغربي لريف حماة، واكتمل بذلك الحصار على المدينة وأسقطها نارياً بعد استمراره بعمليات الاستنزاف المباشر للمجموعات المسلحة داخل المدينة، ما أدى كذلك إلى نشوب الخلافات بين المجموعات المسلحة تحت ذريعة عدم المؤازرة، الأمر الذي أثّر على قدرة الصمود لهم بعد فقدانهم القيادة التي تسيطر وتتحكم بمجريات المعركة.

استمر الجيش السوري في استنزافه منتظراً الفرصة الملائمة لانقضاض وحدات النخبة على المجموعات المسلحة المنهكة، فكان الهجوم المباغت من المحور الغربي الذي تقدّم فيه الجيش مسافة 1 كلم بسرعة كبيرة مسيطراً بذلك على ثلث المدينة، وسيطر على تلة مورك الإستراتيجية التي تشرف نارياً وبشكل كامل على المدينة وطرق الإمداد القادمة للمسلحين، ما أدى إلى انهيار دفاعاتهم بشكل دراماتيكي وسريع وانسحاب العديد من المجموعات المسلحة هرباً من ضربات الجيش المركزة والدقيقة، حيث انسحب مسلحو ما يسمى بفيلق "الشام" وقبلهم ما يعرف بحركة "حزم"، فيما استمر الجيش بعد دخول وحداته لأحياء مورك باستهداف مباشر بمختلف أنواع الأسلحة مناطق كفرزيتا واللطامنة، ما شتت شمل المسلحين وأوقع العديد من القتلى في صفوفهم.

ورأى مرتضى أن تطهير مورك من المجموعات المسلحة، شكل ضربة قاسمة لـ"النصرة" وغيرها من المجموعات المسلحة المتواجدة في ريف ادلب الجنوبي وغرب ريف حماة، بعد سيطرة الجيش السوري على نطاق واسع من جغرافيا الريف الشمالي والشمالي الغربي، ما يهدد وجود المجموعات المسلحة في اللطامنة وكفرزيتا والتي تعتبر آخر معاقل المسلحين في ريف حماة الشمالي والغربي، بعد أن بات الجيش السوري على تماس مباشر معها، ما يعني أنه بات على وشك التقدم من عدة محاور في وقت واحد باتجاه تلك البلدات والمزارع المحيطة فيها، لتشتيت القوة النارية لتلك المجموعات.

وتدرك تلك المجموعات المسلحة أن الهدف الرئيسي للعملية العسكرية في تلك المنطقة هو فك الحصار المفروض على معسكري وادي الضيف والحامدية الاستراتيجيين منذ أكثر من عشرة أشهر، وإعادة فتح الطريق الدولي الواصل بين حماة وحلب مروراً ببعض قرى إدلب، ولا ننسى الهدف الأهم وهو قطع طرق الإمداد القادمة من تركيا.

في الخلاصة، فإن العمليات العسكرية في جنوب ادلب وما بقي من ريف حماة لن تكون كما كانت قبل السيطرة على مورك، فهذا الإنجاز سيجعل من تلك البلدات والمزارع بدون خطوط إمداد أو عمق استراتيجي، ما يؤكد قدرة الجيش السوري العمل على عدة محاور في وقت واحد.


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 سيمون
    24/10/2014
    15:03
    الله محيي الجيش العربي السوري
    God bless you
  2. 2 محمد
    21/11/2015
    11:07
    44
    انتم بتكذيبو ليه

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا