اقتحام السماء من دمشق.. هل سقط البعث أم الوهابية؟

الأربعاء, 17 كانون الأول 2014 الساعة 15:47 | مواقف واراء, زوايا

اقتحام السماء من دمشق.. هل سقط البعث أم الوهابية؟

جهينة نيوز- بقلم نارام سرجون:

أنا لاأحب السير على الدروب القديمة ولاأحرص على تقصي الأثر في المسير لأصل الى حيث وصل غيري.. بل أحب الدروب الجديدة العذراء التي ستدهش من رؤيتي كما دهش القمر من أولى خطوات البشر.. وأنا لاأحب البحار التي داست وجوهها السفن وضاجعت أمواجها الأشرعة ولامس البحارة المغامرون عيونها الزرقاء ونهودها العالية التي تغازلها الأعاصير.. بل أحب أن ترمق الأمواج كتاباتي بقلق كما رمقت أمواج المحيط سفن كولومبوس بذهول لأول مرة.. وأن تهابني كما لو كنت بوسيدون..

ولذلك كنت أريد أن أفكر فيما لايفكر فيه الآخرون وأن أقتحم السماء من الأرض بدل أن تقتحمني السماء.. وكنت أريد أن أكتب كما لايكتب الآخرون.. لأنني كنت أريد أن يتحول ذهن القارئ إلى قمر أو كوكب يدهش كلما رأى كلماتي تخطو على سطحه وتثير الغبار الساكن فيه منذ مليارات السنين.. وكنت أريد بلغتي أن أرتق الشقوق في ثوب البحر الأزرق القديم الذي يرتديه منذ ملايين السنين برقع من السماء أخيطها بحروف زرقاء.. وأن أغطي شقوق السماء وجروحها الحمراء بستائر بحرية أقصها وأفصلها لها من بحر طرطوس..

ومن هنا فإنني سأخطو على غبار القمر وأمر على جراح السماء والبحر وأقتحم أسئلة عذراء لم تقبل شفاهها أحدا قبلي.. أسئلة من مثل: من الذي سقط في امتحانات الربيع؟.. القومية أم الاسلام؟؟ الاسلام كله أم بعض الاسلام؟.. القومية كلها (أو العروبة) أو بعضها؟؟ وبدقة أكثر: من الذي هوى: البعث أم الوهابية؟؟ أم البعث والوهابية والاسلام والقومية معا؟ وهل من ناج من هؤلاء في جحيم هذا الربيع؟؟

السؤال الكبير إذا: من الذي سقط في الربيع؟ القومية (أو العروبة) أم جزء منها وهو البعث؟؟.. أم الدين كله (الاسلام) أم أحد منتجات الدين فقط أي (الوهابية)؟

السؤال منطقي لأن البعث السوري يمثل آخر مابقي من العروبة والقومية بعد نهاية زمن ومرحلة عبد الناصر في مصر وصدام حسين في العراق ومعمر القذافي في ليبيا.. ولأن الاسلام الذي خاض أكثر الصراعات مرارة مع التيارات القومية بكل ألوانها هو الذي تنطح للمعركة الأخيرة مع آخر مابقي من القومية (المتمثلة بالبعث السوري) عبر تحالف اسلامي واسع الطيف متمثل بتحالف جميع القوى الاسلامية "السنية" من الاخوان المسلمين والوهابية والسلفية.. فالاسلام السياسي يقوم الآن بقيادة المعركة الاسلامية ضد مايعتقد أنه آخر فلول القومية..

والربيع العربي هو بجدارة أم المعارك بين القومية وفروعها الوطنية من جهة وبين الاسلام وفروعه من جهة أخرى.. والفائز في الصراع هو الذي سيتولى إدارة العقل والمشاعر في المنطقة في القرن القادم بعد أن تنازعا معظم فترة القرن الماضي وتقاسما الوعي العربي.. فإما القومية أو الاسلام ومشتقاته لأنه لاتوجد هوية طبيعية شاملة أخرى للمنطقة طالما أن المنطقة مستقطبة بين القومية العربية والاسلام كأكبر منتجين فيها طوال القرن العشرين.. ولاتزال المنطقة أسيرة هذين النوعين من المشاعر والثقافة وقد فشلت في إنتاج أو تبني أي ثقافة اجتماعية أو سياسية حديثة تصهر مكوناتها.. وقدرها أن تختار بين القومية والاسلامية الى أن تتمكن من انتاج ثقافة ثالثة وهوية ثالثة أو طريق ثالث..

ولكن ماذا إذا مات الطرفان المتصارعان معا في حلبة المصارعة التي افتتحتها الولايات المتحدة في الشرق في موسم الربيع العربي.. أي القومية والاسلام السياسي؟؟

مايحدث قد يكون الضربة المزدوجة التي نفذتها الذئاب في الشرق وجعلت قرون الوعول تنغرز في بطون الوعول دون أن تقاتل الذئاب الوعول.. فالوعول قتلت الوعول.. والذئاب تتفرج تنتظر الوليمة الضخمة..

فالصراع الديني القومي (أو الاسلامي العروبي) الموجود سابقا أعاد الاميريكيون اطلاقه بأقصى طاقته.. وهو مايمكن وصفه بالضربة المزدوجة الأميريكية التي ستدمر مابقي من القومية المتمثلة وما بقي من البعث.. أي مابقي من ثمالة القومية العربية.. وستدمر في نفس الوقت فائض القوة الاسلامية الذي بلغ ذروة التمدد بسبب التفاعل مع الحلم الاسلامي الذي نجح في ايران وظاهريا نجح في تركيا..لأن النجاح في ايران وتركيا كان كفيلا بأن يضخم الشعور العام ويزيد في شحمه وورمه بأن الحل هو الاسلام وليس العروبة التي فشلت..

الضربة الموجعة الكبرى للقومية كانت عندما دمر الاميريكيون بعث العراق وساعدوا القوى الدينية الاسلامية المعارضة لاجتثاثه في أول اجراء تدخلي لتغليب تيار على آخر طوال تاريخ الصراع بين التيار الاسلامي والقومية العربية منذ تفجر هذا الصراع بين عبد الناصر وسيد قطب.. فكان التفجير الديني في العراق بالصاعق الوهابي هو الذي أزال الألبسة القومية والأغطية والدروع الفكرية وكل المخمدات عن العقل الديني الشرقي وجعله بلا قيود ولاسلاسل ولا ضوابط ولاحماية في العراء.. فتحطمت الخيمة القومية والوطنية التي سكن تحتها العقل الشرقي في الأنواء العاصفة طوال القرن العشرين.. ووجد هذا العقل نفسه في مواجهة غريبة.. فالإسلام يواجه القومية.. والإسلام يفتك بالوطنية..

وقد فجر الأميريكون الصراع بمهارة.. لأن من يتأمل في هذا الصراع لايحتاج كبير عناء ليتتبع أثر الفتيل الذي فجر المجتمع لأنه يعود الى لحظة دخول الامريكيين الى العراق لتنفيذ مهمة واحدة فقط هي زرع القنبلة الدينية بعد تجريد المجتمع من الدولة والجيش اللذين يعطلان صاعق أي قنبلة اجتماعية.. فحدث التصادم الشيعي السني الذي كان مفتعلا في العراق وقد صممه مهندسوه الاميريكيون للسماح باطلاق الاندفاعة الوهابية (بالتنسيق مع السعوديين) عندما عمدوا الى تغليب الطرف الشيعي على السني في العراق بالقوة العسكرية..فانطلقت شرارة العنف الديني..

***********

المحنة القومية

الحقيقة هي أن بداية محنة المرحلة القومية لم تكن في موت عبد الناصر بل كانت في انشقاق البعث بين سورية والعراق.. ومن هذا الشرخ بدأت القومية عملية السقوط البطيء لأن البعث (أي المشروع القومي عموما) كان يراوح في مكانه دون أن يتقدم لأنه كان يخوض تناحرا بين طرفيه العراقي والسوري رغم أن التاريخ سيسجل أن البعث العراقي قد تسبب في هذا التناحر وبدأه مما أضعف الطرفين وشتت جهدهما وجعل طائر القومية بجناحين لايتساوقان في الخفقان.. كل جناح يخفق دون التنسيق مع الآخر لرفع الجسم القومي ومشروع التحليق والاقلاع.. ورغم الاهانة والاجحاف في التشبيه فان الصراع بين طرفي البعث آنذاك يشبه اليوم الصراع بين النصرة وداعش أو الجيش الحر.. منتجات متشابهة جدا ولكنها تتقاتل وتتنافر..

وبعد وفاة بعث العراق مقتولا بسيف الحركات الدينية التي جاء بها الاميريكيون بقي الجناح الثاني للبعث في سورية يخفق وحده.. ولكن غياب الجناح العراقي جعل التوقعات ببقاء البعث السوري على قيد الحياة أشبه بالحلم المستحيل أو الاسطورة لأن المشاريع عندما تتضاءل وتنكمش تموت..

ولذلك فقد انكمش البعث السوري الذي بات آخر مابقي من قومية أمام هجوم الربيع الاسلامي الكاسح في البداية وانسحب من الدستور الذي سكنه عدة عقود بعد أن كان يعتقد أنه سجل الطابو باسمه وملك مفاتيح البيت القومي ليحرسه من بوابة (الحزب القائد للدولة والمجتمع).. وكانت هذه البوابة هي أول ماأسقطه الربيع.. وبغياب الحزب القائد للدولة والمجتمع عن الدستور اعتقد الاسلاميون المنتشون بالنصر الدستوري أن المجتمع والدولة صارا بلا قيادة ولاحزب قائد وأن الجسد يبحث عن رأس جديد.. واعتقدوا أن لارأس يعلو رأس الاسلاميين بعد اليوم..فكبروا وتشنجوا..

ومع هذا فان البعث الذي خرج من حرم الدستور لم يسقط بالمعنى الحرفي لأن خروج العقائد من الدستور لايعني خروجها من الواقع دوما.. فالخروج من قلب المعادلات السياسية ومن عقول الناس وعواطفها هو الخروج المهزوم ويشبه الخروج النهائي من الجنة.. فبالرغم من أن البعث ترك البوابة مشرعة نظريا للقادمين الجدد لكنه كان لايزال يراهن على أنه كشعور قومي موجود في الحارات والأزقة والقرى والكتب المدرسية وأنه كان على كل اشارات المرور وبين سطور السياسة الرسمية للدولة ومونولوج الانسان العربي.. الى أن تلقى البعث والشعور القومي ضربة موجعة بطعنة وجهتها الجامعة العربية نفسها وليس الولايات المتحدة وشاركتها الجماهير العربية وسددتها الى قلبه بارغام العرب على تعليق عضوية سورية "القومية البعثية" في الجامعة العربية.. سورية الرمز الباقي لفكرة القومية العربية وقلب العروبة وقلعة القومية الأخيرة وآخر سلالات البعث تحاصر من قبل العرب أنفسهم لصالح فكرة الدين والهوية الاسلامية التي قامت بالتهام الشعور القومي والوطني وفتكت بهما..وكان الخروج من الجامعة العربية هو خروج القومية من ضمائر كثير من السوريين أيضا.. وهو هدف من أهداف الضربة المزدوجة الاميريكية للمنطقة.. فقد خرج الشعور القومي من النفوس.. وسيخرج الشعور الاسلامي بعده مباشرة.. ولاتبقى لدى أحد هوية..

وكما حدث لدى العراقيين القوميين العرب والبعثيين العراقيين من خيبة أمل بالعرب والعروبة التي طعنتهم ودمرت بلدهم بالتواطؤ مع الغرب الذي اقتحم بغداد فبدؤوا بالانكفاء عن مشروع القومية العربية ويبحثون عن بدائل في الفراغ الذي ملأته الدواعش والقاعدة فان القلعة الشعورية للانتماء العروبي تصدعت لدى رجل الشارع السوري وصارت العروبة في سورية اهانة خطيرة لديه ولم يعد من السهل اقناع الناس بأن الشعور القومي سيبقى الملاذ والحل في الصراع بين الحضارات أو الثقافات أو أن المشروع القومي لايزال الحلم البديل حتى وان كانت هذه حقيقة أو مشروعا مثمرا وتكتلا سياسيا اقتصاديا دون عواطف كغيره من التكتلات الربحية.. فلم يعد من الممكن جذب الناس الى النداء القومي وقد رأى الناس وتذوقوا الخيانة والنكران بل وانكار العروبة من العرب رسميا وشعبيا الذين تورطوا في مشروع بديل لاعقلاني هو المشروع الاسلامي المفصل على مقاس اسرائيل بالضبط.. لأن السوريين كانوا يرون ان مواطنين عربا وجماهير عربية واسعة ومثقفين عربا يقومون بالانفضاض عنهم والانقضاض عليهم دون تفكير قومي وطعنوا أعمق نقطة في القلب السوري زرعها البعث عميقا والتي لجأ اليها مابقي من شعور قومي..

وفي نفس الوقت صار الاسلام اهانة أكبر لدى الوطنيين السوريين لما رأوه من انحراف معظم رجالات الاسلام السياسي وقياداته ومن خيانة الاخوان المسلمين الذين ظهرت نكهاتهم التركية والوهابية الدموية في جبهة النصرة وفي داعش..ولم يعد من الممكن اقناع الناس بمشروع الاسلام السياسي والهوية الاسلامية وقد بدت هوية منقوعة بالكراهية والدم والجهل والشك والاسرار والصفقات..

ولذلك وردا على هذه الخيبة نهضت الوطنية السورية الصرفة في ضمائر الناس لتحل محل الفراغ الكبير الذي تركه انهيار قوتين عظيمتين كانتا تسكنان القلب كآخر ملاذ.. أي الشعور الاسلامي والعروبة معا..

*****************

ماهو شكل الهوية التي ستتبلور بعد قتال الوعول مع الوعول؟؟

بعيدا عن الانحياز لموقف ما فان الربيع الذي لم يسقط البعث في سورية قد أسقط جماهيريا الاسلام السياسي والاخوان المسلمين والوهابية وكل الحركات السلفية دفعة واحدة.. لأنه تبين أخيرا لكثير من الناس المخدوعين بشعارات الاسلام السياسي أن الخلاف بين الحركة الاخوانية والوهابية والسلفية من الناحية العقائدية ليس كبيرا.. ولايبدو الفرق بينها إلا مثل الفرق بين حزب العمل وحزب الليكود الاسرائيليين أو بين الديمقراطيين والجمهوريين في أميريكا أو بين المحافظين والعمال في بريطانيا.. فالاسلاميون جميعا لهم نفس المذاق الزنخ والرائحة والسمية مهما اختلفت الأطباق التي يقدمون بها.. كلهم اسلاميون.. وربما لافرق بين الليكوديين والوهابيين في شهوة القتل والاستعباد..

الخاسر الكبير من الربيع لن يكون الاسلام كعقيدة - الذي لاشك خسر كثيرا من طموحاته الدعوية - بل الاسلام السياسي.. ولكن الخاسر الأكبر هو الوهابية كاتجاه ديني منبوذ بشدة وتتقدم بثبات لتكون أكثر تيار مكروه على وجه الأرض من جميع الأمم.. والإسلام كعقيدة سيعود الى دور العبادة كما كان دون مستقبل في الحكم ودون حلم الخلافة الذي انتهى من ضمائر الناس وسيترك الساحة السياسية خلال بضعة سنوات وسيعتكف العمل السياسي ولن يرى الا على شكل نوع من أنواع الاحزاب المعارضة الضعيفة ضمن تشكيلات وألوان الحياة السياسية المحايدة.. كما حدث مع الأحزاب القومية والشوفينينة الاوروبية بعد الحرب التي انكفأت على نفسها وتلاشت وبقيت ذكرى..

كان في خروج الوهابية العلني في الربيع انتحارا مجنونا تسببت فيه مغامرة المعركة في سورية فكانت هذه المغامرة سببا في كشف الوهابية المقنعة في مصيدة الزمن ومصيدة التواصل الاجتماعي والاعلام الالكتروني الذي أظهر أن ما يقال عن الوهابية من تحقير ليس مبالغة ولاتحاملا بل انه أقل من الحقيقة.. لأنها ظهرت تذبح وتشرب الدم ولاتدين ولاتفتي بتحريم الدم.. ومهووسة بالجنس والمرأة كوعاء للمتعة والرذيلة بعقلية القرون الوسطى.. وظهرت شكلا متوحشا وظلاميا للدين وقدمت أسوأ نموذج كابوسي يمكن أن يتخيله مواطن كان يحلم يوما بحكم الشريعة والخلافة.. ولم يعد الدفاع عن الوهابية الا من المستحيلات لأن عملية توثيق جرائمها العنيفة قامت هي بنفسها به للمباهاة.. ورأت كل الشرائح الاجتماعية ذلك مسجلا على اليوتيوب ولم يعد الانكار ولعب دور الضحية مجديا بعد ان رأى الناس الجلاد الاسلامي بثوبه الوهابي والاخواني الدموي.. وبدا البديل الاسلامي (الذي انتظرته الملايين في المنطقة والتي وعدها بالجنة الاسلامية) شرا مستطيرا وعاجزا عن تقديم النموذج الذي يطمئن الناس.. بل قدم شكلا كابوسيا للاسلام بنسخته الوهابية.. دينا.. وسياسة.. ونموذج حياة.. حتى صار البحث عن بدائل سريعة هاجس نفس الملايين التي انتظرت قرنا كاملا عودة عصر الخلفاء..

وبديهي أنه الى جانب وسائل الاسلاميين في الوصول الى السلطة التي قللت جدا من رصيدهم ومن مستوى الثقة بالمشروع الاسلامي فان تحولهم الى أجسام غير مستقلة ومذنبات عمياء لتركيا وتحولهم الى نسخة تقليدية أكثر بشاعة من أي نظام توتاليتاري قد دمر صورتهم كثيرا.. خاصة أن ظهور المشروع الاسلامي بدا أنه سيخرج العرب من سلطة القومية العربية المنبوذة بعد تجربة الحكم (التي تمثلت بالديكتاتوريات) الى تسلط القوميات الغريبة مثل القومية التركية التي ترى في الاسلام وسيلة لعودة العنصر التركي المتفوق على بقية عناصر المشرق..وعودة الديكتاتورية العثمانية..اي ازالة قومية واعادة قومية..

ولذلك فان عملية انهيار البعث وإنهاء التيار القومي لم تعد جذابة لمن كان يحلم بانهاء القومية كتجربة فاشلة لأن ابقاء كل الأفكار المناوئة للوهابية وخاصة القومية والوطنية شكلت منقذا للمجتمع.. وصار التمسك بأي شكل من الأشكال الأخرى للحكم هاجسا من الهواجس التي تضرب المجتمع لحمايته من الانقلاب الديني الذي يمكن ان يصيبه بالداء الوهابي الذي يعض كل التيارات الاسلامية من عنقها.. وبذلك ساهمت الوهابية الشرسة في حفر قبرها بيدها وحفر قبر الاسلام السياسي لأن العودة الى القومية والشوفينية الوطنية هي التي ستجهز عليها وتجتثها من المجتمعات..

إلا أن من أكثر المفارقات غرائبية وعجبا والتي ستحير كل المتابعين والدارسين لموجات الصراع هي أن بعث سورية القومي الذي كان يحاصره العرب والعروبة ويغير عليه الاسلاميون والوهابيون بالتآزر مع المحافظين الجدد والصهيونية كان يستمد الحياة من الوطنية السورية التي اعتبرها يوما عائقا أمام انطلاقته الشاملة.. وكان يستمد الحياة أيضا من النقيض الرئيسي العقائدي له وهو التيار الديني "الاسلامي" في ايران "الفارسية" ومن التيار القومي في روسيا حيث (المسيحية الأرثوذكسية) المناقضة تماما للمسيحيين الجدد في أميريكا.. وهنا المفارقة.. فالبعث العراقي هزمه التيار الديني (الاسلامي) في العراق وحطمه بالتنسيق مع تيار (المسيحيين المحافظين الجدد) في أميريكا.. ولكن البعث السوري الذي سقطت أجنحته العراقية صار يطير بأجنحة الفينيق الوطنية السورية النقية التي نمت بدلا من الاجنحة القومية والاسلامية بسرعة..ولكنه كان طائرا من نوع غريب.. فهو قومي علماني بجسمه وجناحاه من الوطنية السورية.. لكن الريش الذي قوّى جناحيه اللذين برزا كان اسلاميا ايرانيا (فارسيا) وروسيا (مسيحيا أرثوذكسيا).

هذه النتيجة حرضت راصدي المستقبل لاستشرافه ولتوقع جنس المولود القادم الى المنطقة ولونه ومزاجه وملامحه اعتمادا على التجربة السورية المعقدة.. فهو يستحيل أن يكون شبيها بطرفي الصراع الدامي من الوعول الاسلامية أو القومية.. فما هو شكله؟؟

النتيجة ربما ستفاجئ كل من يحاول قراءة الأحداث.. فكل من راقب الصراع سيجد أن نتيجة هذه المعركة التي امتدت من العراق وحتى ليبيا مرورا بدمشق والقاهرة والتي صمد فيها السوريون بشكل أسطوري يستحق الاعجاب هو صعود الشوفينية الوطنية.. فالهوية السورية تألقت بجدارة.. وستضطر الهوية العراقية الى أن تتبلور ببطء بعد صراع مرير مع البدائل الدينية وكذلك فان الهوية المصرية المصرية انفصلت تماما عن مشروع الهوية الاسلامية والقومية لصالح الهوية الوطنية الصرفة..ويبدو أن مرحلة الوطنيات الحادة هي التي تحكم مزاج المنطقة خلال العقد القادم ولكنها لن تقدر على المتابعة وحدها بسبب طبيعة التكتلات العالمية..وحتمية الانجذاب النوعي..

فكل هذه الهويات الوطنية المتعددة ستلتقي باللاوعي بعد نهاية الموجة الاسلامية السريعة باتجاه إجباري حول هوية جديدة أوسع.. ستحاول الهوية الجديدة الهروب من الملامح القومية والاسلامية بسبب ذكرياتها معهما وقد تنتمي الى فلسفة جديدة مثل فلسفة المصير المشترك كما هي بريكس كفلسفة وهوية اقتصادية.. وقد تنشأ هوية مشتركة سمتها الرفض للتبعية الغربية تجمع مثلا ايران وروسيا ومصر وسورية والعراق واليمن.. ولكن المفاجأة التي يتوقعها البعض أن شعوب المنطقة قد تعيد انتاج القومية كمشروع ولكن بشكل بعيد عن الشكل التقليدي المعروف للقومية وعواطفها وخطابها القديم الذي هزم.. وقد يبدو على شكل تكتل له اسم جديد بسبب غياب الخيارات الأخرى وبسبب أن الكتلة الوطنية المؤقتة ستبقى اقل من الكتلة الشاملة.. فالمصري الذي تاه في صحراء كامب ديفيد اربعين عاما وجد أنه يستيقظ على حقيقة أن مصر بمصريتها بلا امتداد طبيعي نحو الشمال هي أبو الهول ولكن بلا أجنحة.. وأن الطبيعة قد وضعت أجنحة مصر في شمالها (اي سورية والعراق).. والعراقي سيجد أنه بلا القومية ربما سيكون الثور المجنح الذي سيكون بين صيادي الخليفة العثماني.. وكذلك فان السوري لايمكنه أن يعيش على فتات سايكس بيكو الى الأبد وقد رأى ان الانصياع لسايكس بيكو1 كاد أن يكلفه الدخول في سايكس بيكو 2.. وعليه أن يخرج من حدود سايكس بيكو 1.. وهذا الخروج سيجمعه حتما بالعراق وربما بمصر في مرحلة لاحقة.. وهذا الثلاثي هو لب القومية العربية.. القومية العربية هي في مثلث مصر وسورية والعراق الذي كان دوما مغناطيسا يجمع الناس من المحيط الى الخليج حول المركز النابض للقومية.. الممتد من بغداد الى دمشق الى القاهرة..

وهذا ماسيعيد انتاج القومية الى الحياة انما بشكل جديد في المنطقة.. تماما كما حدث مع هزيمة الشيوعية التي لم تعد انتاج الشيوعية بل أعادت انتاج روسيا والشعور القومي الروسي الذي كان عمليا قلب الشيوعية النابض..

قد يبدو هذا الاستنتاج سيرا على دروب قديمة للوصول الى أراض قديمة ومدافن قومية.. وليس سيرا على أرض القمر واثارة غبار القمر.. وقد يبدو ابحارا على نفس خطوط كولومبوس القديمة حيث لاتدهش الأمواج من رؤية المغامرين.. وكأن ماقاله هيراقليطس من أننا لانقدر على أن نقفز في النهر مرتين ليس الا تهويمات فلسفية لأننا نتوقع أن نقفز في نفس النهر مرة ثانية.. فهل سيجري نفس الماء في الشرق يوما ويقفز الناس فيه مرتين بعد أن قفزوا في الربيع في نهر الدم الوهابي واستحموا فيه؟؟.. أم أن مد بحر جديد هو الذي سيصل الشرق.. ويقفز الناس في ماء جديد أجاج لم يتبللوا به قبلا؟؟.. انه بلا شك يبدو أنه اقتحام للسماء من الأرض..

الجواب في العقد القادم الذي بدأ مسيرته من ساحة الأمويين لاقتحام السماء.. ليكون لنا بعده.. شرق بلا وهابية..

شرق بلا وهابية.. سيفضي حتما الى شرق بلا اسرائيل.. انه اقتحام السماء من الأرض.. والسماء لاتقتحم الا من دمشق.


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 مريم
    17/12/2014
    18:06
    مقال بديع كالعادة
    هذا الخليط المثالي المتكون من القومية العلمانية و الاسلام الايراني (فارسيا) وروسيا (مسيحيا أرثوذكسيا) هو الوصفة السحرية للشرق الاوسط.. نتمنى ان يخرج الجيش السوري و الشعب السوري منتصرين و يعوضون عن كل التضحيات التى قدموها في سبيل حريتهم و كرامتهم.
  2. 2 زائر
    17/12/2014
    19:36
    أمنيتي في عام 2015
    أمنيتي في العام الجديد أن تنتهي المؤامرة الكونية على سوريتنا و أن يلد من رحم معاناتنا وطنا عربيا جديدا شعاره الدين لله و الوطن للجميع و أتمنى أن يكون حقيقة مطبقة فعلا المجد لله في العلا و على الأرض السلام
  3. 3 John Adam
    17/12/2014
    20:12
    ممنوع أعادة اختراع الدولاب
    الإستاذ نارام بن سرجون دام ظله ، كنت اتوقع خلال قراءتي للمقال ،أن تتحفنا بغير ماتوصلت إليه . أما أن تبشرنا بإعادة إختراع الدولاب ،فلعمري أن هذا فيه من الإجحاف الكبير ونكران الجميل ، لكل من دافع عن التراب السوري . لو عرجت على تشكيل كيان ،تكتل ،مجموعة اقتصاديه شرق المتوسط ،لو ناقشت فكرة إنضمام سوريه إلى الإتحاد الروسي مثلاً ،لكانت الخاتمة أكثر حمداً من إعادة اختراع الدولاب .
  4. 4 ايناس فرحان
    17/12/2014
    13:42
    القومية ليست فكرة ولا مشروعا
    ردي على (جون ادامز) بان القومية ليست اعادة اختراع للعجلة ، وكذا ليست فكرة ولا مشروعا سياسيا ، وانما انتماء وحاضنة للهوية نلجاء اليها كلما تكالب علينا العداء . وفي القت نفسه ، هي سفينتنا لاقتحام عباب الحاضر نحو المستقبل . وهي البناء الاجتماعي الاشمل . اما الدين فهو ايمان شخصي . وهذا مالم يستوعبه دعاة الاسلام السياسي . فخلال تاريخ المسلمين، وفي اوج كافة الامبراطوريات والدول الاسلامية ، كانت القومية (العربي وغيرها) حاضرة ، ولها دورها . بل انها كانت السبب الاساسي لسقوط الدولة الاسلامية . اما ما حدث خلال مايسمى بثورات الربيع العربي ، فقد كانوا يستهدفون القومية العربية بالفعل .لهذا، علينا ان لانحقق لهم هذا الهدف .
  5. 5 ايناس
    17/12/2014
    14:02
    اضافة الى ماتقدم
    علينا ، وبجانب الاستبسال القتالي، علينا ان لانلوم القومية العربية بسبب مواقف بعض المنبطحين وما اقترفه الاعراب الاشد كفرا ونفاقا ، وانما علينا التمسك بقوميتنا اكثر ، وان نعيد الشعور بالانتماء اليها والافتخار بها . فهذا بحد ذاته يغيظ الرجعية واذنابها من دعاة الاسلام السياسي، ويغيظ اكثر صهاينة العثمانيين الجدد . اما مالم يفهمه دعاة الاسلام السياسي ، ومن هم على شاكلتهم من وهابيين وسلفيين ، فانهم يخالفون سنة الله . فالله، لايريد ان يكون الناس كلهم مسلمون . وقد بين ذلك في القران الكريم في عدة ايات . لذا، وكلما انتفخت فقاعة الدعوة الاسلامية ، نشاء من داخلها حركات الحادية ، او على الاقل ، انشقاق فيما نفس تيار الدعوة . اما القومية ، وان كانت هناك تباينات فكرية ، الا انها تضل واحدة .
  6. 6 حاذق
    17/12/2014
    22:33
    الأزمة السورية أسقطت ورقة التوت عن المملكة الوهابية
    الحقيقة أن طول الأزمة السورية كان له فائدة وحيدة هي تعرية المهلكة الوهابية التي كانت تنصب نفسها زعيمة السنة في العالمين العربي و الإسلامي و اتضح أنها دولة تحكمها شريعتها الوهابية التي تقوم على الفهم المقلوب للقرآن (حيث يتم تحريم الحلال و تحليل الحرام) و السنةالمحمدية الدخيلةو المدسوسة على لسان الرسول الأعظم لتصبح هي الإسلام الذي هو أكمل دين ارتضاه الله للعالمين ليصبح دين الذبح و الدم و العنصرية و اضطهادكل الاأديان عداهم طبعا,دين اسبي و جهاد النكاح و وضع يدهم بيد الناتو و كل أعداء الأمة وعلى رأسهم اميركا و الغرب و الصهاينة لأن فقههم يقول لهم بوجوب قتل العدو الأقرب الذين هم نحن المسلمين من كل المذاهب و معنا إخوتنا مسيحيي المشرق حتى تتم إبادتنا ثم قد يفكرون بالفرنجة الصليبيين هذه شريعة آل سعود
  7. 7 السّا موراي الأخير - سوا
    18/12/2014
    03:35
    شرق بلا وهّابية=شرقٌ بلا إسرائيل
    إلى جون بن آدام دامَ ظلُّه: لقد عرفنا الآن ما يريده نارام. لذلك أرجو أن تدبِّج مقالاً متطاولاً تشرح فيه رؤيتَك لمستقبل هذه الأمّه بعيداً عن الدولاب القديم الذي (انتهى تاريخ صلاحيته!!). فنحن ننتظرك بفارغ الصبر يا جون بن آدام دام ظلُّك(-----ل).
  8. 8 صادق
    18/12/2014
    05:20
    دين !!!!!!!
    كيف يصنفوا إجرامهم ولصوصيتهم واغتصابهم وديكتاتورياتهم وفواحش رهيبة يرتكبوها ومازالوا يسمون قذاراتهم (دين)!!!!!؟؟؟؟ من يصدق ؟وماهو الهدف ومن اخترعهم؟وكيف يتكاثرون كالبعوض؟؟وأي عقل طبيعي يستوعب تخريف يدعى داعش؟؟؟
  9. 9 لؤي
    18/12/2014
    05:48
    المشكة في الأعراب الخونة و ليس في العروبة
    المشكلة ليست في العروبة المشكلة عند السوريين أن الأعراب من كنا نسميهم أشقاء عرب أرادوا ذبحنا و قصفنا و إبادتنا و سبي نسائنا و بيعهن في سوق النخاسة هم أردوا تجويعنا و تعطيشنا و دفننا أحياء و تدمير آثارنا و تراثنا الإنساني هم أردوا شطب كلمة سوريا من على الخريطة كيف يمكن بعد اليوم أن ننظر في خلقتهم و نصافح يدهم الملطخة بدمائنا,حالنا بالضبط كحال أخوة أشقاء جاء إليهم من يدعي أنه أخوه و يطلب منه أن يكون من العائلة ليكتشف لاحقا أنه أنه جاسوس أرسله عدوه ليكون خنجرا مسموما في خاصرته عندما يتمكن منه سيقتله هذا هو حال أعراب المهالك التي اسسها البريطاني في لخليج و أعطى الحكم فيها لأسر ثبت أنها تريد الشر للأمة العربية و تريد تدميرها و إبادة شعوبها و تمكين الأجنبي من خيراتها و طز بالعرب المهم رضى الأسياد
  10. 10 ساخط عالمساخط
    18/12/2014
    09:37
    قوم لوط وآل سعلوط إيد واحدة
    الخبل مرض يصيب عقل الإنسان فيقلب له المفاهيم، وهذا المرض أصاب قوم لوط فطلبوا بإخراج آل سيدنا لوط (ع) من القرية وجريمتهم أنهم قوم يتطهرون!! في خبل ما بعده خبل عد الطهر جريمة تستلزم العقاب!! وآل سعلوط وآل شخبوط وبقية الآلات الصدئة قاموا بطرد سورية من جامعة الإيباك المستعربة لأن السوريين وجيشهم وقائدهم العملاق قوم يقاومون وعن كل فلسطين لا يتنازلون هذه هي الحقيقة ياسيدي الفاضل.. منسأتان تركبهما الصهيونية العالمية الوهابية التلمودية وتقودها مهلكة آل سعلوط وإخوان الماسونية بقيادة خايب النعاس لص حلب أبو نهب وعلاقة الحركتين بالإسلام كعلاقة جدتي بالإنترنت..وهاهم إخوان عزيزهم بيريز لم يقدموا ولا عالما مسلما في الفقه الإسلامي ولامفكرا يعتد به فلا الشهيد البوطي انتسب لهم ولا المرحومين الشعراوي يتبع
  11. 11 ساخط عالمساخط
    18/12/2014
    09:45
    قوم لوط وآل سعلوط إيد واحدة2
    والغزالي كل ماقدموه هو هذا القوداوي الذي يبحث عنه الإنتربول والتائه في أسواق البغلاوي لشراء طفلة إيزيدية كي يتزوجها "الكسال" أما حاخامات السياط واللواط الوهابيين فبعدالندوة الفكرية والدينية الممتعة التي ألقاها القائد الأسد أمام الدعاة والداعيات أقترح عليهم التوجه لقصر المهاجرين لمحو أميتهم وتعلم صحيح الدين من سيادته..الإسلام بريء والمسألة تتعلق بالفهم والآية تقول "ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما" أي أن الفهم اختص به سيدنا سليمان (ع)أما عداء آل سعلوط لإيران لأنها طردت سفارة الكيان وتنادي بعودة كل فلسطين وأهم شيء أن نبينا "ص" أسس دولة مدنية ودولة الخرافة تسكن في هذه الرؤوس الخاوية من أمثال البغلاوي التي يسرح ويمرح فيها الريح،إسقاط آل سعلوط والإخونجية هو الحل وشكرا للمبدع نارام.
  12. 12 ثابت-الفلسطيني
    18/12/2014
    17:59
    هوية جديدة, و طريق الحرير الجديد؟
    تساؤلات الكاتب نارام سرجون عن هوية جديدة في الشرق , و فلسفة جديدة و فلسفة المصير المشترك, هذه قد تجد لها الاجابة في , طريق الحرير الجديد بذور الامل؟ و هو فصل كتبه في اواخر التسعينيات الفيلسوف غارودي, يتكلم فيه في كتاب "كيف نصنع المستقبل" يتكلم عن طريق حرير جديد يشمل الدول التي تقاوم الاستعمار و تسهم حضاريا في بناء المستقبل بعيدا عن الهيمنة و السيطرة و التبعية , حيث يكون للانسانية مكانتها بعد ان حفرت لها الامبريالية و الاستعمار قبرها. بعد ان سادت طوال العقود الماضية ثقافة غربية ثقافة اللامعنى ,لا تؤمن بان للعالم معنى بل ديانتها هو وحدانية السوق! بين سطور غارودي تجد ملامح ذلك الشرق. الذي استشرف غارودي عودة روسيا و دور الصين و الهند و بين اهمية سوريا و دور ايران المحوري في طريق الحرير الجديد!
  13. 13 العلاج الشافي
    18/12/2014
    18:05
    التخلي عن الأنانية
    بعد تفكيك طلاسم الشر بالعالم وعندما يتخلى كل فرد وكل حاكم ومسؤول عن مصالحه الشخصية وتسقط ديكتاتوريات الملوك والأمراء الآمرين المأمورين من قبل كبار الشياطين والخائفين من إرهاب أبليس .....عندها تحل جميع المشاكل وتدار الأمور ويحل السلام والعدل بالبلدان وتعيش الشعوب بأمان والإيمان ب(الاتحاد قوة) والابتعاد عن تصديق والالتصاق والرعب من البعبع (اتحاد الشر الغربي الهدام )..للوصول لطريق جديد لصنع مستقبل معاكس لماضي قذر من صنع عصابات المستنسين المتوحشين
  14. 14 مجد
    18/12/2014
    20:57
    الأعراب آذوا العروبة حتى النخاع
    بعدما فعل الأعراب ما فعلوه في سوريا و العراق و مصر و ليبيا و اليمن و فلسطين و لبنان صار الواحد ناقم على العروبة فإما أن يخرج هؤلا الأعراب من العروبة أو نقطع علاقتنا بهم لأنهم صهاينة و يضرون اسم العروبة و العرب و صرت أتمنى أن أعيش في جزيرة في المحيط أو على أي كوكب آخر حتى لا أشاهد وجوههم الكالحة الشريرة الغدارة القبيحة القذرة
  15. 15 ثابت-الفلسطيني
    19/12/2014
    20:24
    خواطر فلسفية
    تعبير فلسفي "اقتحام السماء من الارض" صراحة لم أفهمه. فلا ارى سوى ما يشبه "حديث من السماء للارض" و شكوى الارض و شجونها تبعثها الى السماء , و الانسان لا يقتحم السماء بل يعيش على الارض جرحا و هو جرح خروجه من السماء الى حين العودة. يقول احد المفكرين ان معنى "الكلمة" في العربية هي الجرح و الانسان يعيش ذاك الجرح الى ان يرجع للسماء, و هذه سمة الفكر المشرقي في المشرق ارض الرسالات السماوية.
  16. 16 السّا موراي الأخير - سوا
    20/12/2014
    01:12
    اقتحام السماء من الأرض
    أخي ثابت العزيز: أعود بالذاكرة إلى كومُّونة باريس التي عارض كارل ماركس حدوث انتفاضتها لأنها لم تكن قوية بما يكفي لإنجاحها؛ و لكن حينما نصب ثوّار باريس متاريسهم في شوارعها و قاوموا الحرس الملكي ببسالة أعجبته شجاعتهم و قال:(هؤلاء قوم هبّوا لمقاتلة السماء!). و الآن إن صمود سوريا و حلفائها قد أدخل صديقنا نارام إلى النيرفانا و أراد أن يوثِّقَ اقتحام الشعب السوري البطل للسماء من دمشق و من ساحة الأمويين بالتحديد بهدف تغيير مفاهيم السماء و طرق عملها مع أمّة العرب،سيّما و أنه طلب من السوريين (مدَّ) بحر جديد مليء بماء أُجاج نظيف لم تدنِّسه زناخة جثث عربان الخليج الوهّابية. يسعدني بأن يوافقني نارام بأن المنتصر الوحيد في هذه الحرب هو الوطنية السورية التي فرشت جناحيها علينا جميعا دون اعتبار للمذهب.
  17. 17 ثابت-الفلسطيني
    20/12/2014
    02:51
    الوطنية السورية = القيم و الثوابت
    شكرا الفاضل الساموراي, منارة للثقافة على موقع جهينة. اما عن الوطنية السورية, في مفهومي , وهي التي جمعت السوريين من شتى المذاهب و الانتماءات, و صهرتهم و جعلتهم كالبنيان المرصوص للدفاع عن قلب العروبة و قلب المشرق, تلك الوطنية السورية تخطت التعلق بالارض (سوريا) بمعناها الترابي الى شيء أعمق هو التمسك بالحق و القيم, جوهر الوطنية السورية هو التمسك بالحق و عدم الخنوع و الاذعان, هو رفض طأطأة الرأس و الاصرار على الشموخ , هو ذلك العنفوان, هو ببساطة عبارة تناقض مقولة الغرب أن الحق للأقوى , الوطنية السورية هي الحق هو للحق و ليس للقوة و من هنا جاء الصمود و الاصرار على مواجهة اعاصير التدمير الاستعمارية الصهيونية التكفيرية. كل من رأى في نفسه تلك القيم عرّفها بعبارة الوطنية السورية.و للحديث تتمة
  18. 18 ثابت-الفلسطيني
    20/12/2014
    03:07
    سوريا = التمسك بالحق و القيم
    كل من رأى في نفسه تلك القيم عرّفها بالوطنية السورية لتتلخص بمعادلة , سوريا = التمسك بالحق و القيم. و كل من لديه عنفوان و إباء اصبح يعرّف نفسه بأنه سوري, و لا تستغربوا اذا كان من شرفاء هذا العالم من احسوا ان سوريا هي ايضا امهم و ينتمون لها بغض النظر عن جنسيتهم التي قد لا تكون عربية بل غربية , رؤوا في سوريا شيئا من نفسهم الشامخة و الابية فانبروا يدافعون عن سوريا بمواقفهم لانهم احسوا بالانتماء لها لانهم عرّفوا الوطنية السورية بانها التمسك بالقيم و الحقوق. هكذا افهم الوطنية السورية التي تألقت بجدارة حسب تعبير نارام , تألقت لانها كانت ترمز لقلعة صمود و ثوابت تذود عن الانسانية في وجه مد وحشي استعماري لا روح له. فكان حماة الديار حماة الشرق حماة الثغور يواجهون حفاري القبور , الصهاينة و التكفيريين
  19. 19 متابع
    19/12/2014
    21:43
    متابع
    من معاني كلمة السماء الفضاء وأظن أن السيد نارام أرادها بهذا المعنى. ( الفضاء) في العنوان

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا