العواصف والأعاصير.. والعاصفة "زينة"

الثلاثاء, 13 كانون الثاني 2015 الساعة 17:40 | منبر جهينة, منبر السياسة

العواصف والأعاصير.. والعاصفة

جهينة نيوز - محمد رقية:

أكثر الظواهر التي تؤدي إلى خسائر مادية وبشرية كبيرة هي تلك المرتبطة مع الأعاصير والعواصف وما يترافق معها من فيضانات ودمار، وخاصة في المدن المتواجدة على شواطئ البحار والمحيطات في مناطق مختلفة من العالم.

إن العواصف والأعاصير هي ظواهر مناخية كبيرة هوجاء، تحدث في الغلاف الجوي بمناطق مختلفة بالنسبة لخطوط العرض الجغرافي، ونميز بالتالي بين الأعاصير التي تحدث في المناطق غير الاستوائية في النصف الجنوبي والنصف الشمالي من الكرة الأرضية، والأعاصير الاستوائية.

فالأولى تكون عادة كبيرة، ويتراوح ارتفاعها بين /2-4كم و15-20 كم/، وقطرها بين /1000-2000 كم/، وسماكتها غير كبيرة، وامتدادها الأفقي يتجاوز امتدادها العمودي بمائة وخمسين مرة، وبتأثير قوى كريوليس فإن الدوامات الهوائية الإعصارية تتحرك بعكس عقارب الساعة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، ومع عقارب الساعة في النصف الجنوبي، وإن هذه الأعاصير تظهر وتتطور بشكل كبير في الأزمنة والمناطق المختلفة، ففي الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية تظهر الأعاصير هذه بشكل رئيسي على الشواطئ الشرقية لآسيا وأمريكا الشمالية، وأحياناً فوق البحر المتوسط، بينما في الصيف فإن الوضع يختلف وتصبح هذه الأعاصير قليلة جداً فوق البحار والمحيطات.

بينما تكون الأعاصير الاستوائية والمدارية ذات أبعاد أقل وتتراوح أقطارها بين عشرات ومئات الكيلومترات، إلا أن اختلاف الضغط وسرعة الرياح فيها أكبر من الأعاصير في المناطق غير الاستوائية.

إن من الأسباب الكبرى للأعاصير الاستوائية كما يشير العلماء هو عدم الثبات الحراري للهواء المشبع عادة بالرطوبة وتظهر عادة عندما تكون حرارة مياه المحيطات حوالي 27 درجة أو أكثر، وتظهر هذه الحرارة في النصف الشمالي صيفاً وخريفاً لذلك تحدث الأعاصير هنا في الصيف والخريف خاصة خلال آب وأيلول وتشرين الأول بينما لا تظهر في الشتاء.

أما في النصف الجنوبي في المحيط الهادي والهندي فتظهر بشكل رئيسي بين شهري كانون الأول وآذار.

وقد اتفق علماء الأرصاد عام 1953 على أن الأعاصير أو العواصف التي تتجاوز سرعتها 17م /بالثانية أي أكثر من 60 كم /سا تسمى في نصف الكرة الشمالي بأسماء خاصة أنثوية، وفي نصف الكرة الجنوبي بأسماء خاصة ذكرية. وعلى هذا سميت العاصفة الحالية التي ضربت منطقة شرق المتوسط بـ"زينة".

إن سرعة هذه الأعاصير بشكل عام 120 كم /بالساعة، إلا أنها قد تصل أحياناً إلى 400 كم/ بالساعة، وفي هذه الحالة تدمر كل شيء في طريقها، ويكون بالتالي تخريبها كبيراً جداً وخسائرها فادحة.

إن الأعاصير الاستوائية الشديدة قد تصل حتى ارتفاع 8-12 كم في التريوسفير، وتتميز بوجود عينة للإعصار فيها.

عندما تكون سرعة الرياح لا تقل عن 17 متراً في الثانية يطلق عليها عاصفة وفي حالة وصول الرياح إلى 33 متراً في الثانية يطلق عليها إعصار وإذا زادت عن ذلك كثيرا فيكون الإعصار مدمرا ويمكن أن تتحول العاصفة إلى إعصار من خلال تطور العاصفة نفسها أو يحدث العكس وخاصة في المراحل الأخيرة للإعصار. لذلك العاصفة زينة تعتبر عاصفة وليست إعصاراً.

من حسن حظ البلدان العربية أن الأعاصير الهوجاء نادرا ماتصيبها بسبب موقعها الجغرافي إنما تصيبها أحيانا بعض العواصف في أوقات مختلفة وخاصة خلال الشتاء, والتي تؤدي إلى حدوث الفيضانات في بعض المناطق. كما العاصفة الحالية زينة. والإعصار الوحيد هو إعصار جونو الذي ضرب سلطنة عمان عام 2007, وهناك إعصار آخر أقل شدة ضرب السلطنة عام 2010 وهو إعصار فيت.

تشكل التوابع الصنعية المناخية الآن أو توابع الطقس الأداةَ الفعالة المستعملة في تعقب وتوقع سلوكَ الأعاصير أو العواصف. حيث تزودنا عنها هذه التوابع بصورة مستمرة كل ربع أو نصف ساعة من كل منها. من بينها التوابع ذات المدار الثابت وهي بارعة جداً في مراقبة ورصد عدة أعاصير بآن واحد مثل متيوسات, جويس, انسات, أو التوابع القطبية مثل سلسلة نوى وتيروس الأمريكية أو سلسلة فاي الصينية أو متيور الروسية أو الانفي سات الأوروبية وغيرها وهي متوفرة مجانا ويمكن استقبالها بسهولة. ومن خلال ذلك يتم جمع العديد من المعطيات والخصائص المتعلقة بهذه الأعاصير من بينها:

1- تحديد مكان وزمان وبداية تشكل العاصفة أو الإعصار ونهايته.

2- متابعة مسار ومراحل تشكل الأعاصير وتحديد ارتفاعات الغيوم فيها.

3- تصنيف درجات الأعاصير وسرعة تحركها وكميات أمطارها أو ثلوجها وحرارتها وبالتالي تصنيفها وفق درجات شدتها والحصول على بياناتِ الغيوم العموديةِ، وغيرها من المعلومات الأخرى.

أما ما يتعلق بالعاصفة زينة فهي العاصفة القطبية الأقوى التي ضربت مناطق شرق المتوسط في السنوات الثلاث الأخيرة وشملت لبنان وسورية وفلسطين والأردن ووصلت حتى شمال السعودية، وهي لم تصل لمرحلة الإعصار, وزاد معها معدّل تساقط الثلوج والأمطار عمّا كان عليه قبل سنتين، وهي مستمرة لعدة أيام وتساقطت فيها الثلوج على ارتفاعات أقل من خمسمائة متر وترافقت بموجة برد شديدة مع رياح مختلفة السرعة, وهي مؤشر للخير العميم على بلداننا زراعيا ومائيا (وهو الأهم) وسياحيا وجماليا بالرغم من كل السلبيات التي رافقتها.


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا