خاص مجلة جهينة : ريم نصري: سورية بصمودها وقوتها تعلمنا كيف نعيش اليوم وغدا

الأحد, 1 شباط 2015 الساعة 07:45 | مواقف واراء, خاص جهينة نيوز

خاص  مجلة جهينة : ريم نصري: سورية بصمودها وقوتها تعلمنا كيف نعيش اليوم وغدا

مجلة جهينة– نسرين إسماعيل هاشم:

شغف آخر في الحياة دفعها للإصرار على العودة إلى الطريق الذي طالما حَلمت به، عشقت الوطن والقائد وأشعلا في داخلها عنفواناً ترجمته في أعمال تحمل رسالة سامية تنبع من القلب والعقل، ربما أقوى من أي رسالة في زمن الإرهاب الذي اجتاح الوطن، لم تضلّ الطريق رغم الخلافات التي عصفت بأفراد أسرتها، وقفت شامخة واثقة الخطى كما تعلمت أن تكون دائماً، غير آبهة بكل الضغوط التي تعرضت لها ولكل المحاولات التي سعت لإفشالها، لا تحتاج الكثير من الكلام لوصف تمسكها بالأصالة والوطنية وتقديم الفن الراقي الجميل فأعمالها تتحدث عنها، صوت صافٍ عذب يدخل القلوب دون استئذان، عادت ريم ابنة الفنان الراحل مصطفى نصري لتكمل مشوارها الفني بقوة وفي رصيدها الآن عدد من الأغاني الوطنية والرومانسية، كان آخرها "جيشنا الأبي سوري عربي" وفي الرومانسي "تعبانة منك". "جهينة" التقت الفنانة ريم نصري في دمشق ودار معها حوار صريح شفاف، أجابت فيه عن كل التساؤلات التي أثيرت حولها مؤخراً:

بداية.. ريم نصري من الفنانين الذين تمسكوا بالوطن في محنته وحربه ضد الإرهاب، بماذا تحدثينا عن ذلك؟.

سورية من الثوابت التي لا تتغيّر، هي التي تعلمنا اليوم كيف نعيش في صمودها وقوتها، والصمود هو الطريق للنصر. هذا البلد العظيم ببساطته والعظيم بتاريخه وحضارته، لا يحتاج منا الكثير لنحبه ونتمسك به لأنه أصلنا وعرضنا، ومن لا يمتلك الأصل والعرض، لن يمتلك شيئاً في الحياة وليس هناك أي طعم لوجوده.

برأيك ما هو دور الفن والفنان السوري تحديداً في الأزمة التي تمر بها سورية؟.

الفن لغة بسيطة وواضحة يؤثر في العقل بطريقة سلسلة، وربما يصل بشكل أسرع وأقوى من أي وسيلة أخرى إلى كل البيوت ويترك بصمة وذكرى لدى كل شخص.

اليوم عندما نغني للوطن فهي رسالة مهمة لا تقل أهمية عن أي عمل سياسي أو اقتصادي يخدم البلد، وتكمن مهمة الفنانين الذين لم يغادروا سورية بتأليف القلوب لمن قسا قلبه تجاه الوطن، وأخذ المواضيع بإيجابية على مبدأ الآية القرآنية الكريمة "الصلح خير"، لذلك علينا أن نحاول التسامح والتصالح فيما بيننا.

البعض طالب بتدخل أجنبي وهذا لا يمكن وصفة بقسوة قلب؟.

ربما هذا سببه انجرارهم عاطفياً للأخبار المعادية للبلد، لأن الهجمة الإعلامية ضد سورية كانت ضخمة وتلعب على الوتر العاطفي وهذا أكثر ما يؤثر في شعبنا، ولهذا السبب نعمل اليوم على إنجاز أعمال وطنية تعكس الواقع الحقيقي، وتعزز الثقة والعزيمة وتحاول لمّ الشمل.

غنيت للوطن وقائد الوطن

هل أنت مع أن يتخذ الفنان موقفاً سياسياً؟

في الحقيقة أنا ضد أن يأخذ الفن منحى سياسياً، ولكن اليوم الفنان من خلال أعماله في الأغاني الوطنية يوصل رسالة للعالم أجمع تصبّ في الخانة السياسية شئنا أم أبينا. وعندما يكون الوطن في حالة حرب علينا أن نؤدي واجبنا تجاهه ونلبي النداء وموقفنا يبرز من خلال عملنا. وبالنسبة لي فخر كبير أن أغني للوطن وقائد الوطن.

لذلك عندما أغني لسورية أعتبره فناً يخدم مصلحة الوطن والآخر يعتبره موقفاً سياسياً، وباختصار أي شخص يقوم بمهمته، سواء أكان في وزارة أو في مؤسسة أو نجاراً أو فلاحاً أو طالباً أو طبيباً أو صناعياً فهو يخدم الوطن من الناحية السياسية والاقتصادية، ويقوي موقفه في الصمود والتحدي ضد أي مؤامرة تحاك ضدنا.

سجلت مؤخراً أغنية "تعبانة منك" التي سُحبت من إليسا بسبب خلاف بين الملحن وشركة الإنتاج، هل لديك تخوف من انتشار الأغنية بصوت إليسا بعد تسريبها عبر الانترنت؟.

لم ينتابني أي خوف إطلاقاً، والدليل أنني أخذت الأغنية بشكل قانوني وأصبحت ملكي بالاشتراك مع الفنان مروان خوري، وهذا الشيء الذي لم يستطع فعله مع إليسا، لذلك حصل الخلاف وسُحبت الأغنية، وانتشارها على الانترنت غير قانوني، وأحبّ أن أضيف هنا أن إليسا فنانة معروفة وملكة في الإحساس وأدت الأغنية بطريقة مختلفة عن طريقتي. وقد صرح لي الفنان مروان خوري بوضوح بأنني أخذت اللحن وأديت الأغنية بطريقة أسعدته، وهذا الرأي مهم جداً بالنسبة لي.

هل عاشت ريم نصري حالة كلمات "تعبانة منك"، وهل سيتم تصويرها على طريقة الفيديو كليب؟

طبعاً.. ريم كأي إنسان في الدنيا لديه تعب وليس بالضرورة من الحبيب، بل ربما من الظروف والحياة، ويوجد في حياتي ظروف وهموم تجعلني أشعر بحالات من التعب. أما بالنسبة للفيديو كليب فإننا نعمل حالياً على وضع الفكرة في لبنان وسنباشر التصوير قريباً.

ماهي الأعمال الفنية التي تحضرين لها في المستقبل؟.

لديّ عمل وطني جديد للجيش كلمات الدكتور نبيل طعمة وألحان خالد حيدر، نقول فيه على عكس ما تعودنا الجيش العربي السوري، نقول "جيشنا الأبي سوري عربي".

وعلى الصعيد الرومانسي يوجد أكثر من أغنية نقوم بالتحضير لها، هناك أغنيتان مع الفنان الشامل مروان خوري وأغنية مع الأستاذ محمد ضياء التي تربطني فيه صلة قرابة، وأيضاً أغنيتان مع الملحن الرائع فاروق الجزائري وقد سبق أن لحن لي "سيد الأباة" والتي كانت من كلمات صفوح شغالة، وأشكر المخرج نجدت أنزور الذي بذل جهداً كبيراً في إخراجها. وقريباً سيكون هناك تعاون مع الملحن اللبناني إيلي شويري، ونحضر مع مجموعة من الفنانين السوريين لأوبريت وطني جديد.

هل ننتظر في موعد قريب ألبوماً يجمع تلك الأعمال؟.

البرنامج الذي نعمل عليه لا يتماشى مع طرح ألبوم بفترة قريبة، فقد أخذت بنصيحة فنانين كبار بطرح أغنية فردية لتأخذ حقها ونصيبها من النجاح، ومن ثم نتجه للأغنية الثانية وهكذا.

«رح نبقى سوا»

كيف تتلقين ردود الأفعال حول أعمالك الفنية؟.

دائماً أتعلّم دروساً ليس في الفن فقط، بل كيف أتلقى ردود الأفعال بالنقد قبل المديح، أحاول تقبل رأي الآخر، وفي النهاية الدنيا أذواق، هناك أشخاص أحبوني كثيراً وفي المقابل يوجد من لم تحبني وهذا طبيعي.

وبالنسبة لأغنياتي الوطنية لا أعتقد أن أحداً لم يحبها وخاصة "سيد الأباة"، لاحظت أن الجميع أحبها وردّدها معي، وكان لديهم عتب صغير بأنها كانت مقطعاً واحداً، ووصلتني رسائل كثيرة من الجاليات السورية في المغترب عبروا عن حبهم للأغنية وشعورهم بالحنين للوطن عند سماعها. وخلال الأغنية الوطنية "رح نبقى سوا" قال البعض بأن أدائي كان رائعاً، وأقول لهم عندما أغني للوطن لا أشعر بأنني أغني على المسرح، لأن كل ما في داخلي من إحساس نابع من القلب والعقل بأنني مقاتل أمام الميكرفون، والاندماج ما بين القلب والعقل لا يتولد إلا في حالة التصاق الفنان بوطنه.

ماذا تحب ريم في الحياة؟.

أحب العائلة، عائلتي الصغيرة تعطيني الدفع والقوة بالحياة، أحب التواصل مع الأصدقاء المحبين، أعشق وجودي في سورية، تسعدني طريقة أعيادنا وأفراحنا واللمة الحلوة التي تحصل باللاشعور.

ما هو أكثر درس تعلمته ريم من الحياة؟.

تعلمت من الحياة أنه لا يوجد نجاح بدون فشل ولا يوجد إنسان قادر على إلغاء الآخر، وبالأخص إن كان لدى الآخر إيمان مطلق بطموحه وثابر على تحقيق ذاته.

أين أخفقت ريم نصري في الحياة؟.

أخفقت في تجارب ومحاولات سابقة في البدايات، ولكن الذي أشكر ربي عليه أنه منحني الصبر والقوة والإيمان بقدراتي، كل مرة كنت أقول إن رب العالمين عندما يريد يتحقق الحلم، وإيماني العميق كان يجعلني أتقبل الواقع وأشعر بأنه سيأتي اليوم وأحقق فيه النجاح بالمثابرة والإصرار على عملي، ودائماً أتذكر قول والدتي "اسعى يا عبدي حتى اسعى معك"، وعندما يرى الله أن الإنسان يأخذ في جميع الأسباب فسيكون معه وينصفه في نهاية المطاف.

بالعودة إلى البدايات، متى بدأت مسيرتك الفنية وماهي الصعوبات التي تعرضت لها؟.

بدأت مسيرتي الفنية عام 2000 بأغنية للأطفال، وكان لديّ حماس كبير ولكنني لم أنجح، وهنا أعتبر نفسي أخفقت بهذه المحاولة نتيجة الظروف، ورب ضارة نافعة لأنني في ذلك الوقت أسست عائلة رائعة وانشغلت قليلاً بتربية الأولاد.

المحاولة الثانية كانت في عام 2006- 2007 وبكل ثقة أقول أخفقت نتيجة الظروف ولن أدخل في التفاصيل، ولكن بقي الحافز والإصرار على تحقيق طموحي ثابتاً، لأن الإصرار حوّل الفشل إلى نجاح، وتغلبت على الظروف وعدت في المحاولة الثالثة عام 2012 خلال الأزمة وانطلقت عبر الأغاني الوطنية.

ماذا تقول ريم لوالدها الفنان الكبير المرحوم مصطفى نصري؟.

أعتز بأنني التاريخ الممتد لوالدي الفنان مصطفى نصري، إنه يؤثر فيّ كثيراً ولو تخيّلت أن والدي مازال موجوداً في هذه الظروف التي تمر بها سورية، سيكون راضياً عن موقفي وأدائي، لأنه حتى الرمق الأخير كان وطنياً بامتياز، وعندما تعرض للحادث الذي تسبّب في وفاته، كان عائداً من المشاركة في حفلات تشرين الوطنية من اللاذقية إلى دمشق.

أشعر بالتقصير مهما قدمت

حدثينا عن أهم المواقف التي تذكرينها عن والدك؟.

دائماً في ذاكرتي محبته للقائد الخالد المرحوم حافظ الأسد، كان يتغنى به بكل وقت بمناسبة وبدون مناسبة، وهذا الشيء أعتز به كثيراً وأشعر بأن القائد الخالد كان أباً حقيقاً لي ولإخوتي ولكل السوريين، كان يتابع مسيرة علاج أصالة وهو من أرسلها 3 مرات إلى تشيكوسلوفاكيا، وأذكر أن وضعنا المادي كان بسيطاً وليس لدينا القدرة على دفع تكاليف العلاج، ولسنا قادرين على السفر لمحافظة أخرى فيها علاج لأصالة. وهذا الشيء يؤثر فيّ كثيراً ودائماً أشعر بالتقصير مهما قدمت، ومهما فعلت لا أستطيع رد العرفان والجميل.

تردّد في بعض وسائل الإعلام مؤخراً أن أصالة كانت سبباً من أسباب وفاة شقيقك أيهم؟ بماذا تردين على هذا الكلام؟.

نحن السوريين لا يخرج من أفواهنا هذا الكلام، ولا نعبّر عن مشاكلنا وخلافاتنا بهذه الطريقة المهينة وبالأخص في الأزمات، وأنا عبر مجلتكم الكريمة "جهينة" أنفي هذا الكلام جملة وتفصيلاً.

نعم يوجد اختلاف في وجهات النظر ضمن العائلة، ورغم ذلك أعزي أختي الكبيرة أصالة بحزن بوفاة شقيقنا أيهم، وأقف معها وهي تقف معي، نحن تعلمنا كيف نقف مع بعضنا في الحزن والفرح، وهذا دليل على أن الإخوة لا ينسون بعضهم، وأشعر بأن أصالة ستعود لأصالتها في آخر المطاف.

وأضافت ريم: في لفتة مهمة كتبت أصالة لحازم شريف على صفحتها في فيسبوك: "شكراً على الفرحة التي عيشتها لكل السوريين بكل أنحاء العالم، فرحة انتصار السوري"، وعتبت لماذا لم يسمحوا لحازم برفع علم سورية أثناء التتويج، وهذه بداية جميلة تدل على التفاؤل.

هل تفكر ريم نصري بالاتجاه نحو التمثيل؟.

لم أتخذ قراراً بعد بالتمثيل، وليس لديّ رفض للفكرة، عندما يأتي نص يخدم مسيرتي ويعطيني نقاطاً إيجابية سأقوم باتخاذ مثل هذا القرار.

الطريق الفني صعب وشاق يحتاج الكثير من الصبر، هل تملك ريم الصبر لتصل إلى ما تصبو إليه؟.

هنا يجب ألا نتحدث عن الفن فقط، اليوم كل مجالات الحياة العملية تحتاج للصبر والمثابرة، وكل الأعمال تحتاج لكثير من الجهد والتمتع بالصبر للوصول إلى النجاح المنشود، وأعتقد بأنني أمتلك الصبر الذي أحتاجه في مشواري الفني.

ماهي أكثر هواية تمارسينها؟.

من أهم هواياتي "الكسل".. فهي عادة أقوم بها كل فترة، أجلس في المنزل لأشعر بدفئه كأي ربة منزل عادية وليست فنانة تحت الأضواء، حتى أنني لا أستمع للراديو أو التلفزيون، وأمارس الأعمال المنزلية.

هل تتقن ريم الطبخ؟.

كثيراً، وبصراحة أحب معظم الأكلات الشامية وأطبخها باستثناء الكبة.

أين تقضين أوقات الفراغ والعطلات؟.

معظم الأوقات أقضيها في سورية وأكون مع الأولاد، ونقوم بمشاريع ترفيهية مثل السينما أو زيارة بعض الأصدقاء المقربين.

من هو مطربك المفضل؟.

أعشق بليغ حمدي وعبد الحليم حافظ، بطبيعتي أميل لمدرسة الرواق، أما بالنسبة للزمن الحالي أفضل شيرين وطريقة غنائها، وطبعاً أعشق مروان خوري، ويعجبني وائل كفوري، بالمجمل أفضل النمط الرومانسي.

أين تصنّف ريم نفسها في المراتب الفنية اليوم في ظل انتشار واسع لما يسمى الفن الهابط، وهل تخشى من هذا التصنيف؟.

أعتقد أنني أسير على الطريق السليم، ولديّ حرص شديد ودقيق في اختيار أغنياتي، وأمتلك إرثاً فنياً جيداً من والدي، وتابعت لفترة طويلة أختي أصالة فنياً، وكانت اختياراتها الفنية مهمة على الصعيدين الوطني والعاطفي، وهذا كله يشعرني بالاطمئنان على مستوى الأغنية التي سأختارها، وبدايتي مؤشر مهم للمستقبل وأتمنى أن تكون أعمالي على قدر الآمال المبنية عليها وخاصة الوطنية منها.

ماذا تطلبين من الجمهور؟.

أتمنى من الجمهور أن يعطيني فرصة الابن وأن يكون عائلتي الثانية، لأنني بحاجة كبيرة للمحبة والدعم.

كيف ترين سورية في المستقبل القريب وماذا تتمنين لها؟.

أرى سورية في المستقبل مزدهرة بأبنائها الأوفياء وجيشها الجبار وقائدها المقدام السيد الرئيس بشار الأسد، ومن غادرها سيقدّر أخيراً معنى الوطن ويعود لحضنه، أشعر بأن سورية ستجمعنا مجدداً تحت شعار الحب والتسامح والشموخ.


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا