دولة نووية وجيش مقاوم ونصر سوري مجيد

الخميس, 12 آذار 2015 الساعة 17:32 | منبر جهينة, منبر السياسة

دولة نووية وجيش مقاوم ونصر سوري مجيد

بقلم: عصام عوني

قرار أميركي جديد متلطياً خلفه الفرنسي وكلاهما في الغثاء سواء (فالصو)، ولم يأت بجديد وهذا ما هو متفق عليه دوليا وسورية لا تعارضه، بدليل التخلص من سلاحها الكيميائي ومطالبتها الأمم المتحدة إجراء تحقيق شفاف ونزيه وشامل بخصوص استخدام "معتدلي" واشنطن السلاح الكيميائي ضد المدنيين والجيش ولا حياة لمن تنادي! فيما يعد هذا القرار كترياق استباقي للسم النووي والنصر السوري المستحق بعد شهر أو أقل، كي يتمكن أذناب وأذيال الأميركي هضمه والبقاء على قيد الحياة.. وفي السياق ذاته يسقط القناع عن الأخضر الإبراهيمي الذي لم يكن يوما نزيها بل كان عرابا لدمار وتفتيت سورية لكنه فشل فشلا ذريعا، فصار الأصفر وهذا حال العملاء قاطبة خاصة من يحملون مرتبة مرتزق.. أما سعود الهزاز فحدث لا حرج ويكفي أن نوصفه بالهزاز فلا يستحق ولو جملة هجاء واحدة، فكيف بالرد على تفاهة لا يمكن أن تخرج من فم أحط ساقطي خارجية دول العالم؟.

على صعيد متصل يبدو أن في جعبة محور العدوان والتآمر على سورية خطة يبدو أنها الأخيرة، مفادها غربلة جبهة النصرة الإرهابية واستيلاد فصيل مسخ من رحمها خارج عن نطاق التصنيف الدولي للارهاب، فيرد الجيش العربي السوري بغارة بطائرة بلا طيار حاصدا رؤوساً كبيرة من النصرة وبذلك يكون قد وجه رسالة قوية للحلف الغاشم: كل من يحمل سلاحا بوجه الدولة إرهابي وله المصير نفسه وقد سخرنا بالمعلن وغير المعلن من السلاح لوأد الإرهاب ونحره وصولا لدحره ودثره، ولن تقوم قائمة لأي مولود جديد من رحم الارهاب الأصيل المعول عليه من محور الفشل السقيم..

في سياق تلاطم الأمواج وعاتيات الريح يحط كيري رحاله في الرياض لطمأنة القلقين من الاتفاق النووي الإيراني، فيسلم سعود الفيصل وزير خارجية مشيخة آل سعود بما أنجز أميركيا مغلفا الخضوع بورق العنتريات المعهودة صارخا بتسليح "المعتدلين" الإرهابيين ليحاربوا داعش والنظام السوري معا!! وهذا يدل على حقد سعودي عميق على الدولة الوطنية السورية ورئيسها، وما الدعوات تلك إلا لذر الرماد في العيون، فقد أيقنت السعودية أن اللعبة انتهت وعليها التسليم بما تم، وإلا لن تحظى حتى بكسرة نفوذ خاصة وأن الضربة الحوثية قصمت ظهرها..

فلسطينيا يأتي قرار القيادة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني مع الكيان الإسرائيلي كصفعة مدوية عشية الانتخابات الإسرائيلية، ويعيد توجيه البوصلة للحمة الفلسطينية المتشظية بفعل عوامل كثيرة وعليه نتمنى أن تتلقف فصائل المقاومة هذا القرار بايجابية واحتضان القيادة الفلسطينية، لتنطلق قضية فلسطين من جديد بروح جديدة وعلى الفصائل المقاومة العلمانية نوعا ما أن تبادر خاصة وأن الفصائل ذات الطابع الإسلامي تعاني من مشكلات جمة، أبرزها أفول الحاضنة الشعبية التي نفرت من سلوك بعض قياداتها.. ونثني على وصف الأستاذ ناصر قنديل أن وقف التنسيق ضربة معلم ونحيي شجاعة الرئيس عباس..

إن قلق مراكز الدراسات الأميركية يبدو واضحا مما حققه الجيش السوري وحلفاؤه في الجنوب، وخلاصة أكبر المراكز تعلن صراحة رعبها غير المسبوق من وصول إيران لحدود إسرائيل واستعادة حزب الله شعبيته التي ادعى الأميركيون ومن لف لفهم أنه قد فقد جزءا منها، وتخلص أنه على القيادة الأميركية حماية الأردن وإسرائيل من تقدم الجيش السوري ومن معه، فيما تواصل صب الزيت على النار بتصويرها الحرب الدائرة على أنها بين نظام وميليشيات شيعية من جهة وثوار سنة وجهاديين من جهة أخرى! وتتعامى عن المرتزقة المستجلبين من كل الدنيا للقتال في سورية والعراق وذبح الأبرياء وتدمير الإرث الحضاري والتاريخي للبلدين، مسلمة هذه المراكز نفسها أن معادلة جديدة تحكم الميدان اليوم لصالح الدولة الوطنية السورية ولذلك هي مرعوبة مما حدث وسيحدث..

في النووي.. إذن نتنياهو يخطب معوجا أمام الكونغرس تواجهه مقاطعة تعد كبيرة وغير مسبوقة، ولأول مرة تجاهر أميركا علنا باشمئزازها من صفاقة إسرائيل وفيتو أوباما حاضر أمام الكونغرس، فالاتفاق النووي خط أحمر وقد أنجز وعليكم أن تفهموا.. فلا طاقة لنا بتحمل استنزاف حلفائنا رغم استنزافهم لأعدائنا فالموازين تغيرت والعالم تبدل وعلينا مواجهة الواقع دون مكابرة، فسقوطنا يعني لا قيامة لنا فلنحافظ على ما تبقى ولنبكي ونذهب لتصير المعادلة ببكي وبروح..

إلى الأردن، يقول الأميركيون إن دوره يتعاظم كلاعب رئيسي في المنطقة بمواجهة الإرهاب بدعمه المجموعات الإرهابية المسلحة جنوب سورية أي "النصرة" ومن معها بمسمياتها المختلفة، مع التحذير من التورط عسكريا داخل سورية! فهل يراد من الأردن إطلاق رصاصة الرحمة على رأسه بالنفخ به وإعطائه أكبر من حجمه وما يحتمل؟ في حين جاء الرد الأردني سريعا على هزيمة إسرائيل بمكافأة مجزية ألا وهي اتفاق ناقل البحرين خوفا من استعادة سورية للجولان ولحفاظ مصالح الكيان الصهيوني مائيا وهذا ما اعتاد عليه نظام عمان منذ نشأته للأسف..

أوروبا في ورطة فلا نجحت بعزل روسيا ولا أخضعتها حرب النفط، وأوكرانيا قريبا خارج السيطرة بمعنى ناركم ترتد عليكم جحيما وقد حذرنا قالها مراراً بوتين وأعاد القول لافروف، ولن تكون روسيا إلا في مكانتها الطبيعية قوة عالمية كبرى ومؤثرة في حين أحرقت واشنطن ورقتها الأخيرة في قلب موسكو باغتيال أبرز المعارضين للرئيس بوتين، فاحترق المعارض وخاب الرجاء واصفر وجه أوباما وزادت شعبية بوتين..

يقول دبلوماسيون: البريكس للحفاظ على عالم متعدد الأقطاب -لتنفيذ بنك التنمية من أجل التداول بالعملات الخاصة بالدول الأعضاء ومنظمة شنغهاي للتعاون ترحب قريبا بالهند وباكستان كأعضاء، وفي المستقبل القريب، إيران– سوف ترسخ موقعها كحليف اقتصادي/سياسي آسيوي، انتهى الاقتباس

هل فهمتم والسؤال للأغبياء المراهنين؟..

ويقول آخرون: إما الجميع يشرع على الطريقة الصينية، من لشبونة إلى فلاديفوستوك، أو الاتحاد الأوروبي يظل أعمى على أعمال إمبراطورية الفوضى، أو أن يختار المواجهة في أوكرانيا، ويتلقى الهدية المسمومة بحرب المنطقة الحدودية في الشرق والتي لا يمكنه الفوز بها، انتهى الاقتباس..

ماذا سيربح الأميركي من إنجاز الاتفاق النووي؟

- بصمة للديمقراطيين في السياسة الخارجية وإنجاز مهم جدا لأوباما قبل الرحيل.

- يعتقد الأميركيون أن الاتفاق سيحد من تسلح إيران نوويا علما أن أيران أعلنت أنها لا تريد سلاحا نوويا.

- وأهم ما يراه الأميركي أن الولايات المتحدة ستتمكن من ردع الإيرانيين حتى بعد انقضاء مدة الاتفاق البالغة 15 عاماً بخصوص برنامجها النووي، وهذا ما قد يردم الهوة القائمة بين أوباما ونتنياهو، يقول دينيس روس الدبلوماسي الأميركي البارز المقرب من إسرائيل..

ميدانيا يتواصل خذلان أميركا وصدمتها بفصائلها "المعتدلة" فتحل حزم نفسها ويبايع ثلاثة أرباعها الأشد تطرفا من داعش أي الجبهة الشامية، وما تبقى يلفظ النفس الأخير ليخلص المشهد أن المعتدلين أوهن من بيت العنكبوت ولا يعول عليهم سوى الفاشلين..

هذه الأيام يعلو صراخ هنا ونباح هناك وتدخل بري تارة ومناطق عازلة تارة أخرى، فيأتي كلام الرئيس الأسد واضعا النقاط على الحروف: أنا باق لأن شعبي معي وأنتم كذبتم على شعوبكم ودقت ساعة الخجل إن كنتم تخجلون..

فيما يواصل الجيش العربي السوري وحلفاؤه سحق رؤوس الإرهابيين ودك أوكارهم محرزا تقدما كبيرا على كافة الجبهات، معلنا أن لا قوة في العالم تستطيع هزيمة جيش كان نظاميا وتحول لمقاومة.. عقيدتها أن لا مكان للهزيمة طريقنا نصر مبين بإذن الله وعونه.

إن المشهد العام بمعطياته الوفيرة يؤكد أن إيران دولة نووية وسورية منتصرة أبية بجيشها المقاوم وقائدها الأسد وشعبها الصامد العظيم، رغم توترات الموتورين ومحاولة إشعال وإشغال واشتعال بعض الجبهات والساحات والمنابر..

دقت ساعة النصر فاستعدوا.

 

 

 

 


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا