جهينة نيوز:
فيما يبدو أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية انطلق نحو مرحلته الثانية في إستراتيجيته الفاشلة لمحاربة الإرهاب ومزاعم القضاء على "داعش"، وذلك بقصف مواقع للجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي بذريعة "الخطأ"، بعد جرائمه المكشوفة وإنجاز المرحلة الأولى بإمداد تنظيم "داعش" الإرهابي بالسلاح والعتاد والمؤن مباشرة عن طريق تركيا أو عبر إسقاطها من الطائرات الناقلة والحوامات. تسود حالة من الغضب الشديد في الشارع العراقي جراء مقتل عشرات العناصر من منتسبي الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي وإصابة آخرين في غارات شنها التحالف الدولي في مناطق بيجي والأنبار.
وطالب عدد من نواب البرلمان العراقي أمس الحكومة العراقية بفتح تحقيق لمعرفة أسباب تكرار "أخطاء" التحالف في قصف مواقع تابعة للقوات العراقية.
وأكدت مصادر في قوات الأمن العراقية مقتل 22 من عناصرها على الأقل في غارات للتحالف على مواقع لها على مشارف مدينة الرمادي في محافظة الأنبار، فيما قالت مصادر أخرى إن أعداد القتلى بالعشرات.
كما قتل العشرات من منتسبي اللواء 50 في الفرقة الـ14 في قصف للتحالف على بيجي الأربعاء.
في هذه الأثناء، نشر موقع "السومرية نيوز" الإخباري، وثائق صادرة عن وزارة الدفاع توضح تفاصيل تعرض القطعات العسكرية العراقية في عدة قواطع لضربات جوية من قبل طيران التحالف الدولي.
وتظهر إحدى الوثائق طلبا موجها من النائب حنان الفتلاوي إلى رئيس مجلس النواب سليم الجبوري بتاريخ 8 كانون الثاني/ يناير، بغرض الموافقة على قراءة بيان في جلسة البرلمان حول موضوع قصف قوات التحالف الدولي لمقر اللواء 52 والتسبب بمقتل حوالي 80 منتسبا.
ووفقاً للنائب حنان الفتلاوي، فإنها "سبق وطالبت القائد العام للقوات المسلحة بإجراءات تجاه قصف قوات التحالف الدولي لمقرات الجيش العراقي وتجمعات الحشد الشعبي والتي تسببت باستشهاد وجرح العشرات، ومنها تحديداً ما حصل في مقر لواء ٥٢ في بيجي"، مبينة أنه "تم نفي المعلومات جملة وتفصيلاً من قبل رئيس الوزراء".
وتابعت الفتلاوي أنه في "12 مارس/آذار 2015 تكررت الحالة أيضاً في منطقة البوذياب شمالي الأنبار"، موضحة أن "القصف تسبب بمقتل حوالي 50 وجرح حوالي 25 من منتسبي لواء 50 الفوج الثاني السرية الرابعة في الفرقة الرابعة عشر".
وأكدت كتلة المواطن النيابية أن قصف التحالف الدولي مواقع القوات الأمنية غير مقبول أبدا، داعية الحكومة ومجلس النواب إلى اتخاذ موقف رسمي.
وقالت الكتلة في بيان "لقد تكرر كثيرا ضرب المواقع العسكرية التابعة للحشد الشعبي والقوات الأمنية والتي تخوض حربا شرسة ضد عصابات داعش الإرهابية، وذلك من قبل طيران التحالف الدولي راح جراءه العشرات من أبنائنا بين شهيد وجريح".
وأفاد البيان أن القصف الذي استهدف قوات الحشد الشعبي جاء مع تحقيق انتصارات بمناطق الجبهات المختلفة وخصوصا في صلاح الدين والتي شاركت فيها القوات المسلحة والعشائر والبيشمركة في مقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
وطالبت كتلة المواطن من الحكومة العراقية ومجلس النواب أن يتخذا موقفا رسميا يتبنى موقف الشعب العراقي، إضافة إلى فتح تحقيق في الغرض لمعرفة أسباب ذلك بدقة وكشف نتائجه للجميع، مؤكدين أنهم لن يقبلوا الاعتذار تحت أي ذريعة، إذا كان ما حصل خطأ.