خاص جهينة نيوز: تراجع أمريكي وعزلة فرنسية.. الجيش السوري يعيد ترتيب خارطة العالم السياسية

الأربعاء, 18 آذار 2015 الساعة 18:35 | مواقف واراء, خاص جهينة نيوز

 خاص جهينة نيوز: تراجع أمريكي وعزلة فرنسية.. الجيش السوري يعيد ترتيب خارطة العالم السياسية

جهينة نيوز:

 لا يعول السوريون على تصريحات وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، هذا ما أشار إليه الرئيس بشار الأسد: مازلنا نستمع لتصريحات وعلينا أن ننتظر الأفعال وعندها نقرر.

تصريحات كيري بعد 4 سنوات من الأزمة السورية أحدثت زوبعة سياسية لا قيمة لها بحسب رأي محللين، لكن هذه التصريحات يراها البعض الآخر تشير إلى قرب تغير في الأفعال فرضها صمود الشعب السوري جيشاً وقيادة.

الإدارة الأمريكية بتصريحاتها المتتالية المتمثلة بجون كيري وجون برينان، مدير الاستخبارات الأمريكية، ربما تحاول الخروج من مستنقع الإرهاب بعد أن أدركت واشنطن حجم أخطائها وحماقاتها في الأزمة السورية. لكن ما الذي دفع أمريكا إلى إعادة التفكير، هل هو صمود الشعب السوري أم فشل أدواتها السياسية كانت أم الميدانية؟.

الدكتورة أشواق عباس أستاذة العلاقات الدولية في جامعة دمشق أكدت في حديث خاص لـ"جهينة نيوز" أن تصريحات كيري تحمل مؤشراً إيجابياً على المستوى الإعلامي فقط، لكن يجب اقتران الأقوال مع الأفعال بالتنسيق مع الأطراف الإقليمية.

وقالت عباس: تصريح كيري لا يشكل تغيراً مطلقاً في القرار الأمريكي لكن واشنطن تعيد حساباتها وخاصة بعد فشل أدواتها، على الصعيد السياسي، الإدارة الأمريكية تدرك أن معظم أطياف ما يسمّى "المعارضة" فقدت توازنها وأصبحت عبئاً عليها، فجميع أطياف المعارضة الخارجية بما فيها "ائتلاف الدوحة" ليس لها حاضنة شعبية سورية وغير قادرة على صنع أي تغيير في سورية.

على الصعيد الأمني حركات مثل حزم وجبهة ثوار سورية التي تبنتها أمريكا فشلت فشلاً ذريعاً وخاصة بعد حل حركة حزم واستيلاء جبهة النصرة على صواريخ تاو. عباس أشارت إلى أن أمريكا بعد دعمها للإرهاب منذ بداية الأزمة فقدت السيطرة الآن على هؤلاء الإرهابيين وما قيام داعش بإعدام بعض الرهائن الأمريكيين إلا دليل على ذلك.

لا أهمية لتصريحات كيري ولا تغير بالمواقف في سورية

آخرون لا يعولون الكثير على تصريحات أمريكا لأن أفعالها تأتي مناقضة تماماً لتصريحاتها، السوريون يرون أن أي تغيير سيحدث في سورية سببه بشكل مباشر أو غير مباشر هو الجيش وما يحققه من إنجازات ميدانية تدفع الغرب وبعض الدول العربية إلى العودة إلى سورية.

الكاتب والمحلل السياسي الدكتور أكرم مكنا يؤكد في حديث خاص لـ"جهينة نيوز" أن هكذا تصريحات لا أهمية لها فالسياسية الأمريكية براغماتية، وأي تغير في الميدان يجعل القرار الأمريكي يتغير، هذا التصريح بالبعد الاستراتيجي سيتحقق لأن الجيش العربي السوري والدولة السورية هي الأقوى.

ويشير مكنا إلى أن مثل هذه التصريح ليس سوى مجرد تهدئه للمزاج الشعبي الأمريكي والأوروبي بشكل عام، أمريكا تدعم أي حل سياسي في سورية لكن في الحقيقة الإدارة الأمريكية تعمل بالاتجاه المعاكس من خلال إقامة معسكرات لتدريب ودعم ما يسمى "المعارضة المعتدلة".

ويضيف: إذاً عندما تكون قوياً ولديك حاضنة شعبية وقائد صامد تفرض شروطك، وهذا ما دفع الأمريكيان إلى تغيير تصريحاتهم، لكن استمرار تقدم الجيش وتحقيق المزيد من الانتصارات سيجعل الأمريكان ينفذون تصريحاتهم على أرض الواقع خوفاً من ارتداد الإرهاب إليهم.

سورية تعزل فرنسا

 فرنسا أسفت على لسان رئيس وزرائها مانويل فالس لتصريحات كيري بشأن التفاوض مع الحكومة السورية، مشيراً إلى أن التفاوض مع الدولة السورية غير وارد حالياً وجون كيري يعلم ذلك. هذه التصريحات الفرنسية قابلها رد سوري، حيث أكدت وزارة الخارجية السورية أن فرنسا ما زالت تمارس سياسات من شأنها توريط الاتحاد الأوروبي في مواصلة العدوان على سورية والمشاركة في سفك الدم السوري.

دمشق قالت: "إن بعض دول الاتحاد الأوروبي التي رهنت سياسة الاتحاد لجذب الاستثمارات الخليجية وخاصة من السعودية وقطر اللتين تحكمان بشكل يتناقض مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، يجعل الاتحاد الأوروبي آخر من يحق له إعطاء دروس في المبادئ والقيم".

الدكتورة أشواق عباس ترى في هذا التناقض الأمريكي الفرنسي هو مجرد تبادل للأدوار أو ربما هو توريط أمريكي لفرنسا، هذه التصريحات ربما تجعل أطياف المعارضة تعيد حساباتها من جهة البحث عن بلد يقدم لها الدعم، وفرنسا هي الكافل لتقديم الدعم السياسي والميداني للمعارضة.

وهذا ما أكده تصريح النائب الفرنسي جاك ميار الذي أكد أن تصريحات المسؤولين الفرنسيين "تأتي في الوقت الذي تنغلق فيه فرنسا في موقف عنيد يرفض العودة إلى طريق دمشق وتستمر في إلهاء نفسها مع ما يسمى "المعارضة المعتدلة" التي توهم الكثيرون أنها قادرة على إسقاط الحكومة السورية خلال فترة قصيرة".

وتضيف عباس: إن كانت تصريحات كيري وما تلاها من تأييد أو رفض لها قد تشير إلى تغير في مقاربة الأمور في سورية، فإنها تؤكد بالمقابل صوابية  قرارات القيادة السورية، وأن أي قرار لا يملى عليها وإنما الشعب السوري هو من يحدّد  حاضره ومستقبله، فمن أراد سورية المستقلة فأبواب الصداقة مفتوحة، وإلا فالجيش العربي السوري دائماً مستعد للمواجهة.


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا