خاص جهينة نيوز: قمة شرم الشيخ.. السعودية تجر "نعاج الجامعة العربية" إلى المذبح اليمني؟

الإثنين, 30 آذار 2015 الساعة 16:48 | مواقف واراء, خاص جهينة نيوز

خاص جهينة نيوز: قمة شرم الشيخ.. السعودية تجر

جهينة نيوز- كتب المحرر السياسي:

أما وقد انفضّ الجمعُ من رهط وتابعي آل سعود في بلدان كانت تسمّى يوماً ما (عربية)، وغادروا شرم الشيخ وكأن شيئاً لم يكن، فإنه آن الأوان لنقول بأنه حتى القمم التي كان المأمول منها تحرير فلسطين والأراضي العربية المحتلة ومعالجة المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة، وحلّ الخلافات الحدودية والبينية العربية فيما مضى من السنوات والدورات المنصرمة لم ولن تلبي طموحات الشعب العربي وأهدافه، والذي لم يتفاجأ اليوم وهو يرى آخر أوراق التوت تتساقط دفعة واحدة عن حكام وزعماء وأمراء ومشايخ يقودهم آل سعود إلى الهاوية ويسوقونهم سوق "النعاج" إلى المذبح اليمني!!.

لا ننكر أن آل سعود بخبثهم وعفونة عرشهم وأموالهم الملوثة بالنفط ودماء الأبرياء في ليبيا وسورية والعراق ولبنان واليمن ومصر وتونس قد نجحوا إلى حدّ كبير في حرف أنظار الأمة العربية عن إسرائيل العدو الحقيقي باتجاه اعتبار إيران العدو والتهديد الوحيد في منطقة الشرق الأوسط، في أهداف ما عادت تخفى على أحد ممن يعرف تاريخ هذه المملكة التي شكلت منذ نشوئها الحصن الحصين للحلم الصهيوني بإقامة الدولة اليهودية في فلسطين المحتلة ومساعدتها على التمدّد نحو بلدان عربية مجاورة لتحقيق هدف هرتزل بإعلان "إسرائيل من الفرات إلى النيل"، على أننا لا ننكر أيضاً وفي اعتقاد حتمي أن من أشعل نيران ما يسمّى "الربيع العربي" ورمى كراتها الملتهبة المشبعة بالحقد والتقسيم والتكفير والكراهية هو ذاته من يدفع السعودية اليوم لتقود تحالفاً يستهدف أمن دولة عربية ذات سيادة، بالقصف والتدمير، ذنب شعبها الوحيد أنه أراد التحرر والخروج من عباءة آل سعود إلى الأبد، وفي الوقت ذاته دعم وتسليح عصابات تكفيرية ومجموعات إرهابية في سورية والعراق لتقويض أي نهضة عربية والإبقاء على كيانات مجزأة متناحرة في منطقة تكون فيها السيادة الأبدية لإسرائيل!.

لقد بلغ اللا احترام والاستخفاف السعودي الخليجي بالأمة ذروته في قمة شرم الشيخ أمس، ونحن نرى كيف جُيّرت القمة لهدفين سعوديين يفضحان أين باتت العروبة التي يتشدقون بها ويتباكون عليها فيما يدوسونها بنعالهم، وهم يعلنون جهاراً (السلام مع إسرائيل والحرب على اليمن)، وازداد الصلف والاستخفاف حتى بـ"الفريق" السيسي رئيس الجلسة وهم يتقاطرون لمغادرة قاعة المؤتمر بعد أن "فحوا" في وجوه المتابعين للقمة سمومهم وادعاءاتهم وأكاذيبهم وبطولاتهم الجوفاء، حيث غادر ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز الجلسة الافتتاحية بعد بدئها بدقائق قليلة بمجرد انتهائه من إلقاء كلمته، متجاهلاً كلمة أمين عام (الجامعة) نبيل العربي، بشكل نهائي، ليلحق به أميرا الكويت وقطر، وملك الأردن عبد الله الثاني، ولتكتمل فصول المهزلة تالياً بالحديث عن إنشاء قوة عربية تقودها السعودية بزعم مكافحة الإرهاب، الذي يعرف السعوديون وحدهم من غذاه وموله ودعمه ليرتكب أبشع الجرائم بحق الشعب العربي في بلدان عدة.

نزعم أن هذا التحالف الذي بنته المخابرات الأمريكية والصهيونية للإيغال أكثر وتعميق الجرح العربي اليوم، أول ما يستهدف السعودية المملكة المتهالكة نفسها، وذلك بتوريطها في تدخل عسكري وحرب جديدة لم يحسب أمراء آل سعود نتائجها بدقة، ولاسيما إذا عرفنا أن حركة "أنصار الله" التي أعلنت دستوراً شرعياً في اليمن قادرة على الرد بقوة، وقد توحد اليمنيون تحت لوائها، ورفضوا الخضوع للإملاءات الخارجية أياً كانت، وأعلنوا من البداية أن هدف الحرب السعودية اليوم حماية تنظيم "القاعدة" في اليمن بعد أن تلقى خلال الأشهر الأخيرة ضربات موجعة من الجيش اليمني وقوات اللجان الثورية، بالتوازي مع تغطية فساد الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي وعمالته ورهنه اليمن للبقاء تحت المظلة السعودية، وإلا كيف يفر رئيس من بلاده ويغادرها سراً بذريعة حماية الشرعية؟!.

على أن جرّ السعودية لزعماء قمة شرم الشيخ إلى المذبح اليمني وفي مقدمتها مصر –مع الأسف- وحرف بوصلة العدو من إسرائيل إلى إيران يشي كثيراً بالمأزق الذي وصلت فيه حد الانتحار، ويؤكد أن السياسة العمياء التي تقود العرب إليها ستعجل في كشف ما تضمره وتخطط له، وبالتالي الصحوة ليست ببعيدة ولاسيما أن سورية والعراق قد بادرا إلى فضح هذا الكيان الإجرامي الهش، وباتت الصورة اليوم ولدى الشعب العربي قاطبة أوضح من ذي قبل وهو يرى فشل عصابات آل سعود وهزيمتها واندحارها في سورية والعراق، وهروبها للغرق في المستنقع اليمني تعويضاً عن تلك الهزائم.

قبل أيام وفي صحيفة "الإندبندنت" كتب الباحث السياسي روبرت فيسك مقالاً تناول فيه تأثيرات العدوان السعودي على اليمن، ورأى فيه أن السعودية قد ألقت بنفسها في الهاوية وأن غاراتها الجوية على اليمن تشكل ضربة قاضية للمملكة وللشرق الأوسط على حد سواء.

وعلى هذا نجزم أن هذه القراءة والاستنتاج من باحث عليم بوقائع وخفايا وأحداث الشرق الأوسط، هي ما ستؤول إليها مسارات الحرب، لكن المؤسف والمبشّر في الوقت نفسه أن الزعماء العرب بعد انتهاء "مهزلة" شرم الشيخ ذاهبون بإرادتهم كالقطيع إلى تلك الهاوية!!.


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 ايناس فرحان
    30/3/2015
    12:15
    حرب المائة عام
    هم بداؤا هذه الحرب تكبرا واستعلاء ، وهم يظنون انهم قادرون على تركيعنا واعادتنا الى بيت الطاعة . الا ان غباؤهم اعماهم عن تقدير حقائق الواقع . وهذه هي اكبر غلطة في الحروب. فقوة السلاح لاتنتصر على ارادة الشعوب .واليمني لم يكن يوما في رغد من العيش ليخشى الان فقدانه .كما ان الموت بشرف هي ميزة وافتخار نتغنى بها . ونحن وان كانت بيننا خلافاتنا الداخلية فيما بيننا كيمنيين ، الا اننا لا نستقوي بالغير على اهلنا . بل ان حرب نعاج الخليج ومن في فلكهم علينا ،انما يزيدنا تماسكا .فمرحبا بحرب انستنا خلافاتنا . ولتنتظر النعاج انصال سكاكيننا . فالثار والانتقام سيستمر للمائة عام القادمة . هذا ان بقت النعاج واقفة . اما مصر، وباستثناء الفترة الناصرية ، فليس افضل واصف لها غير عمرو بن العاص .
  2. 2 غالب حسن
    30/3/2015
    22:05
    قليلة
    حتى كلمة نعاج قليلة على هؤلاء الزعماء الكاذبين والمتكالبين على الشعب اليمني... بل هم بغال وتيوس برائحة نتنة.

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا